الاجتياح البري لغزة احتمال وارد وحزب الله بين ردّ الفعل والفعل
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": تتعزز حسابات "حزب الله" في ان تتطور الامور ليصير المُراد من مسألة الاجتياح البري لغزة انهاء حركة "حماس" وتحويل غزة وقطاعها الى ارض خلاء. ومعلوم انه سبق للحزب ان اعلن مرارا ان اي خيار من هذا النوع لن يبقيه مكتوفا او على الحياد بل سيصير والحال هذه في حِلّ من اي التزام آخر.
الثاني ان الحزب الذي وضع نفسه كشريك مباشر وغير مباشر في معركة "طوفان الاقصى" يمضي قدماً في هذا النهج وفي تنفيذ الالتزامات التي تعهّد بها، وهو يبلغ الى متصلين به انه بناء عليه أعدّ العدة اللازمة لكي يثبت انه عند تعهداته وانه لا يخلف الميعاد كما كان دوما. والامر المستجد في هذا السياق ان الحزب يتعامل مع المعركة الدائرة فصولها حاليا على انها "أم المعارك" التي وعد نفسه وقاعدته بها مع الاسرائيليين منذ ان نشأ وتدرّج. ولأن الحزب يعرف ان الاسرائيلي ومَن أيّده ينطلقون من فرضية ان ليس من مصلحتهم القيام بحرب خارج الحدود لاستعادة المعنويات المهدورة، لذا فان الاسرائيلي بات يستجدي اميركا وفرنسا ودولاً اخرى عربية كي ينأى الحزب بنفسه عن المشاركة في المواجهات الدائرة في غزة. ووفق العميد المتقاعد الدكتور امين حطيط، فان "الحزب يعتمد هذه الواقعة نقطة قوة يرتكز اليها ليمضي في رحلة المشاركة في المواجهة من خلال الآتي: التنسيق الدائم مع حركة حماس والفصائل المشاركة عبرغرفة عمليات مشتركة او بطرق أخرى"، وان الحزب كما يقول احد نوابه ابرهيم الموسوي "له ملء الثقة بالادارة الرشيدة والمجرّبة التي تدير المواجهات ميدانيا وسياسيا، فهي عنده قيادة سبق لها ان خاضت غمارات مماثلة ومرت بتجارب صعبة، لذا فهي ليست من النوع الذي يجزع او يخشى او يتراجع، فهي تنطبق عليها صفة القوة ذات البأس الشديد".
لذا فان الحزب على ثقة بان "حماس" قد حسبت حسابا لكل الاحتمالات بما فيها احتمال الاجتياح البري، وهو واثق بان هذه القيادة تخبىء المفاجآت الكبرى على غرار مفاجأة السبت الماضي.
ثم ان الحزب في نظر عدد من قيادييه يعتبر ان الامور في بقعة العمليات التي يتحكم بها في المنطقة الحدودية قد سارت وفق تصوراته وخططه، وهو نجح في امرين: الاول ان احدا لم ينزع منه اي تعهد بالبقاء على الحياد مُبلغا كل من راجعه انه لن يكون حارس حدود لاسرائيل. وهو ايضا قدّم خلال الايام الخمسة الماضية نموذجا راقيا في التصرف بموضوعية في ميدانه المتاح والتي انتهت بدخوله مباشرة على الخط. وعموما يعتبر الحزب انه نجح في إشعار الاسرائيليين ومَن والاهم بانه يمسك بزمام الامور على نحو يبعث الخشية والقلق في نفوس الإسرائيليين.
ولا يكتم الحزب ايضا ان في جعبته الكثير من المفاجآت الميدانية اذا ما سارت الامور نحو مزيد من الاحتدام في غزة، ومنها مفاجأة الجبهة السورية التي يمكن ان تنقلب الامور فيها رأسا على عقب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ان الحزب
إقرأ أيضاً:
حزب الله خارج الحكومة؟
كان لافتاً تصريح رئيس كتلة "الوفاء والمقاومة" النائب محمد رعد بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، اذ ان التصعيد الذي حمله كلام عون جاء اثر، ما تسميه اوساط الحزب، الانقلاب الناعم الذي حصل عليه في الليلة السابق للاستشارات النيابية والتي ادت الى تسمية القاضي نواف سلام رئيسا للحكومة وهذا ما يطرح اسئلة كثيرة عن مسار المرحلة المقبلة.
كان من المقرر ان يكون الزخم الذي يسير به عهد الرئيس جوزيف عون سريعاً وايجابياً لناحية التكليف والتشكيل واعطاء الثقة ومن ثم الدعم السياسي والمالي الدولي والعربي، لكن ما حصل من خلال تسمية سلام من دون تنسيق مع "الثنائي الشيعي" اعاد خلط الاوراق، خصوصا ان المرحلة الحالية بالغة الحساسية بالنسبة للحزب وحضوره.
كلام رعد اوحى بأمرين، الاول ان الحزب لن يسهل ولادة الحكومة وهذا سيصيب عهد الرئيس جوزيف عون بالصميم ويجعل انطلاقته بطيئة نسبياً، خصوصا ان الحزب يرى انه سار بعون في مقابل ضمانات سياسية واضحة وهذا ما تم الانقلاب عليه داخليا او خارجيا، لذلك فلن يكون تشكيل الحكومة سهلا ولم يوضح رعد ما اذا كان الحزب يريد المشاركة في الحكومة ام لا.
اما الامر الثاني الذي ألمح له رعد ان اي مشاركة غير مرضية للمكوّن الشيعي ستعني اعتباره الحكومة غير ميثاقية، وعليه فإن شروط الحزب يجب ان تؤخد بعين الاعتبار خلال التشكيل وهذا بحد ذاته سيطيل المفاوضات، اما في حال شكلت الحكومة من دون موافقة الثنائي فإن الثقة لن تؤخذ لاعتبارات كثيرة ومتعددة وسيدخل البلد في دوامة من الفوضى ...
قد يستفيد "حزب الله" من رغبة المجتمع الدولي وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية بالوصول الى تسوية في لبنان والى استقرار سريع لاسباب اقليمية واستراتيجية من هنا فان إفشال عهد عون او فرملة اندفاعته سيؤديان الى جعل الدول المهتمة تتحرك لتلبية مطالب الحزب والتخفيف من الضغوط عليه..
من الواضح ايضا ان بعض تصريحات خصوم "حزب الله" الايجابية امس توحي بأنهم يتهيبون الخوض في مواجهة سياسية غير محسوبة خصوصاً ان "الثنائي" يعطيها معان طائفية ومذهبية وهذا ما لا يمكن العبث به ضمن التوازنات اللبنانية، فهل تشهد المرحلة المقبلة حلحلة سريعة او عرقلة طويلة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"