تحديان أساسيان امام جلسة الحكومة اليوم
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
كتبت كلير شكر في" نداء الوطن": منذ السبت، تنهال الاتصالات الدبلوماسية من جانب الدول الكبرى وتحديداً الفرنسيين والأميركيين، من باب الضغط للحؤول دون فتح الجبهة الجنوبية. رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يقود جانباً من تلك الاتصالات ويتواصل بشكل مباشر مع «الحزب» وإيداع الرسائل الدولية. لكن إلى الآن لا ضمانات جدية أو رسمية قد تفضي إلى تحييد الحدود اللبنانية، وأقصى ما يتمّ الإفصاح عنه من جانب مسؤولي «الحزب» هو عبارة «حتى الآن لا انخراط».
وزراء «التيار الوطني الحر» لم يجدوا سبباً كافياً يدفعهم إلى كسر قرار المقاطعة. أو بالأحرى لم تترك لهم قيادة «التيار» منفذاً يسمح لهم بالمشاركة في جلسة استثنائية في ظروفها، بدليل أنّ بعضاً منهم سبق له أن أبلغ إلى رئاسة الحكومة عشية الجلسة الأخيرة التي خصصت من أجل ملف النزوح السوري، أنّه سيشارك في الجلسة، لكنه عاد وانقلب على رأيه، وفي ما يبدو أنّ الاستمرار في المقاطعة هو الذي سيحكم سلوك هؤلاء الوزراء ما يتيح السؤال الآتي: إمّا أنّ الظروف الاستثنئاية تستدعي الترفّع عن الحسابات السياسية الضيقة... وإمّا أنّ جلسات الحكومة فولكلورية ولا داعي بالتالي لكسر قرار المقاطعة وبالتالي إنّ التصويب على فكرة السطو على صلاحيات رئيس الجمهورية تعبوية وفي غير محلّها أبداً!في مطلق الأحوال، لا يُحسد نجيب ميقاتي على موقفه في رئاسة حكومة «ما باليد حيلة... أو قرش». فالانقسام السياسي الحاصل إزاء إشراك لبنان في حرب تخوضها «حماس»، لن يوفّر الحكومة من تداعياتها، وهي بالكاد قادرة على الوقوف على رجليها وعقد جلسات بمن توفّر من وزراء.
في الواقع، يفترض بجلسة اليوم أن تواجه تحديين: الموقف السياسي الجامع إزاء ما يحصل في غزة أولاً، والتضامن الكلامي معها لا جدل فيه، وما يحصل على الحدود الجنوبية وهنا الخاصرة الرخوة. اذ لا تستطيع الحكومة أن تخرج بموقف يعترض على سلوك «حزب الله»، كما لا تستطيع أن تدفن رأسها في الرمال وتتصرف وكأنّها عمياء طرشاء.أما الأمر الثاني فهو الاستعداد للحرب اذا ما وقعت، فيما التئام المجلس الأعلى للدفاع محكوم بالحُرم المسيحي لكونه محصوراً برئاسة الجمهورية، فيما الانهيار المالي والاقتصادي يجعل من كل خطّة قد تضعها الحكومة لمواجهة حالة الحرب، حبراً على ورق. والأرجح أنّ هذا الواقع المأسوي هو الذي دفع الدول الغربية وتحديداً الولايات المتحدة إلى تذكير السلطات اللبنانية بأنّ الانخراط في المعارك العسكرية يعني حكماً بالإعدام... لأنّ اللبنانيين لن يجدوا من يعيلهم بفلس.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المستشار صالح: دعوة الحكومة للمساءلة الجلسة المقبلة خطوة لتأكيد شرعيتها واستمرار عجلة التنمية
ليبيا – أكد رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، خلال كلمته في جلسة البرلمان التي عُقدت اليوم بمدينة درنة، أن صبر أهالي المدينة وتكاتف الليبيين قاد إلى تجاوز تداعيات إعصار دانيال، مشيداً بما تم تحقيقه في مجالات الإعمار والتنمية، ومشدداً على أهمية مساءلة الحكومة كخطوة لتأكيد شرعيتها.
درنة نموذج للصمود وإعادة الإعمارفي كلمته، عبّر صالح عن تقديره لصمود أهالي درنة عقب الكارثة التي حلت بالمدينة في 10 سبتمبر 2023، واصفاً إياها بأنها “مدينة النموذج” في استعادة الحياة وتجاوز الدمار بفضل عزيمة أبنائها وتكاتف الليبيين. وقال: “درنة انتصرت في معركة الحياة ضد الموت، ومعركة الأمل ضد اليأس، ومعركة البناء ضد الهدم”، مشيراً إلى أن ما تحقق من إنجازات جاء بفضل جهود الخيرين وتحديهم للمركزية والبيروقراطية.
وأضاف: “بحضورنا اليوم في درنة كبرلمان، نؤكد لأهلنا أننا عند وعدنا، وأن عجلة الإعمار والتنمية لن تتوقف بعون الله، حيث يجب أن تكون هذه المدينة رمزاً للقدرة على تجاوز الأزمات بالإرادة الوطنية والعمل المشترك”.
إنجازات التنمية ومشروعات الإعمارتطرق صالح إلى المشروعات الجارية في المدينة بقيادة صندوق إعادة الإعمار، مشيداً بالجهود التي شملت البناء والبنية التحتية، ومؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعاً في المشروعات الإسكانية والتعليمية والصحية.
وقال: “يجب وبكل اقتدار العمل على إنشاء وصيانة الجامعات والمؤسسات التعليمية، وصيانة المباني السكنية، وشق وصيانة الطرق، ومد الجسور لتسهيل حركة السير داخل المدن وفي ما بينها”.
وأشار إلى أن نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل ستشهد افتتاح مشروعات غاية في الأهمية، بالإضافة إلى وضع حجر الأساس لمشروعات جديدة في مدن وقرى أخرى مثل البيضاء وسوسة، موضحاً أن هذه الجهود ستدعم استضافة فعاليات محلية ودولية في مجالات الفنون والرياضة والسياحة.
قانون العدالة الانتقالية أولوية برلمانيةأكد صالح أن مشروع قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية يتصدر جدول أعمال البرلمان في جلسة اليوم، مشيراً إلى أن هذا القانون يعد وسيلة فعالة لتحقيق مصالحة وطنية شاملة، وجبر الضرر، وتحقيق الأمن والسلام.
وأوضح أن مناقشة القانون تهدف إلى تعديل المواد الضرورية وإضافة ما يلزم لضمان تحقيق العدالة لجميع الليبيين، مضيفاً: “نطوي بهذه الخطوة ماضي الصراعات والنزاعات، ونتقدم نحو تحقيق الأمن والاستقرار”.
دعوة الحكومة للمساءلة لتعزيز شرعيتهافي ختام كلمته، شدد صالح على أن الشكر الموجه للحكومة على أدائها لا يعفيها من المساءلة، داعياً إياها لحضور الجلسة المقبلة بكامل أعضائها لتقديم تقرير شامل عن أعمالها في عام 2024، وخططها لعام 2025.
وقال: “بما أنكم تشكرون الحكومة، وهذا يدل على حسن أدائها، فهذا لا يمنع من أن تُسأل الحكومة. ولذلك، تنفيذاً لقرار مجلس النواب، تستدعى الحكومة بكامل أعضائها في الجلسة القادمة للمساءلة وتوضيح ما قامت به في عام 2024 وما ستعمل عليه في عام 2025”.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى التأكيد على أن الحكومة هي الحكومة الشرعية، وأنها خاضعة للمساءلة والمحاسبة عن أدائها أمام السلطة التشريعية، مشدداً على أهمية أن يسمع الشعب الليبي ما تم تحقيقه من إنجازات وما هو مخطط له، بما يعزز الثقة في مؤسسات الدولة ويؤكد شرعيتها.
وختم قائلاً: “نحن بحاجة إلى تعزيز الشفافية والمساءلة، لأن ذلك يعكس التزامنا بخدمة المواطن ودعم استقرار ليبيا ووحدتها”.