نتانياهو يواجه ضغوطا متزايدة بعد هجمات حماس المفاجئة
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
أثارت حكومة بنيامين نتانياهو انقساما حادا في المجتمع الإسرائيلي، لا سيما على خلفية مشروع التعديلات القضائية، لكن السياسي اليميني الذي أمضى أطول مدة في رئاسة الوزراء في إسرائيل، سيقود مجتمعا موحدا خلف مطلب توجيه ضربة قاصمة لحركة حماس بعد عمليتها الدموية المباغتة.
وحفرت هذه العملية عميقا في المجتمع؛ نظرا إلى حجمها غير المسبوق وعنصر المباغتة فيها. وأدت العملية إلى مقتل 1200 شخص على الأقل في إسرائيل، وأخذ عشرات غيرهم رهائن لدى الحركة.
وردت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف ومتواصل على غزة، أدى إلى مقتل 1100 شخص على الأقل في القطاع.
وتعهد نتانياهو الأربعاء مواصلة القتال، قائلا إن كل عضو في الحركة الفلسطينية سيكون "في حكم الميت". وقال في تصريح متلفز: "حماس هي داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، وسنسحقها وندمرها كما دمر العالم داعش".
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي عكيفا إلدار لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "نتانياهو محشور في الزاوية. الجميع يضغطون عليه، بمن فيهم حزبه الليكود".
لكن إلدار اعتبر أن التفويض الممنوح لنتانياهو لن يكون من دون قيود، حاله كحال الدعم الأمريكي الذي أعرب عنه الرئيس جو بايدن مرارا منذ بدء العملية.
وأوضح: "على نتانياهو تدمير البنية التحتية لحماس بالتأكيد. لكن اذا أتى ذلك على حساب موت الأطفال جوعا في غزة، حينها سيتبدل الرأي العالمي، المساند حاليا لإسرائيل، سريعا".
وأضاف: "يجب أن يكون الرد متناسبا مع الفظائع التي ارتكبتها حماس. لكن نتانياهو لا يمكنه أن يتحمل مقتل ألف جندي (إسرائيلي) إضافي أو الرهائن" الذي أسرتهم الحركة، والمقدر عددهم من الجانب الإسرائيلي بنحو 150 شخصا.
وخلال خمسة أيام من الحرب، أكدت الأمم المتحدة أن القصف الإسرائيلي أدى إلى نزوح أكثر من 260 ألف شخص في غزة.
نقطة أخرى تثير الضغوط هي تحذير خبراء إسرائيليين من شلل طويل للنشاط الاقتصادي في البلاد، كما حصل خلال حرب تموز/يوليو 2006 مع حزب الله اللبناني، والتي امتدت لأكثر من شهر.
ورأى مصدر عسكري أن إسرائيل تخشى أيضا توسع النزاع مع حماس، ليشمل جهات إقليمية أخرى معادية للدولة وداعمة للحركة الفلسطينية، لا سيما حزب الله.
وأكد المصدر أن إسرائيل غير جاهزة لفتح جبهتين أو ثلاث في الوقت عينه، في إشارة لاحتمال دخول الحزب اللبناني على الخط، واندلاع مواجهات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وفي ما بدا مسعى للمضي في الحرب بجبهة داخلية موحدة، توصل نتانياهو وأحد زعماء المعارضة وزير الدفاع السابق بيني غانتس الأربعاء لاتفاق على تشكيل "حكومة طوارئ" و"حكومة حرب".
"أيام نتانياهو معدودة"
ورأى الخبير الإسرائيلي والنائب السابق عن حزب العمل دانيال بينسيمون، أن "وجود بيني غانتس في الحكومة سيخفف قليلا الضغط على رئيس الوزراء".
وأضاف: "هذا سيخفف من التوتر، لكنه لن يؤدي إلى تغيير في الجوهر: أيام نتانياهو (السياسية) باتت معدودة، وهو يدرك ذلك. لن ينجو من هذه الأزمة. مسيرته السياسية انتهت".
وتابع "ما حصل (السبت) غير مسبوق منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948. سيتم فتح تحقيق. بعد ذلك، سيلقى به (نتانياهو) في مزبلة التاريخ مع هذه الوصمة المخزية في سجله".
ويستبعد الخبراء أن يؤدي التصعيد الراهن إلى طي صفحة المشكلات التي واجهها نتانياهو قبل بدء الحرب.
فبعد انتهاء القتال، يرجح أن يستأنف الإسرائيليون تظاهراتهم غير المسبوقة الرافضة للتعديلات القضائية، التي كانت تستقطب الآلاف أسبوعيا على مدى عشرة أشهر.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس روفن هازان، أن ذلك سببه فشل مقاربة نتانياهو حيال حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وأوضح: "الرأي العام سيجعله يدفع الثمن عندما ينتهي كل ذلك".
وأضاف: "نهجه شابته عيوب. حماس تسيطر على غزة منذ 2007، نتانياهو انتخب في 2009، وتولى الطرفان السلطة بشكل شبه متزامن. وخلال تلك الفترة، زاد خطر (التنظيمات) الإسلامية بشكل كبير".
"خطأ فادح"
أنهت إسرائيل احتلالها/ وأزالت المستوطنات من القطاع عام 2005.
وخاضت أكثر من حرب مع فصائل في غزة مثل حماس والجهاد الإسلامي لم تحقق أي منها نتائج ملموسة، وفق الضابط المتقاعد والمستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي يعقوب أميدرور.
وقال: "ارتكبنا خطأ فادحا بالاعتقاد أن منظمة إرهابية قد تغير تكوينها".
لكن الأسئلة التي تطرح حاليا تدور حول ما يمكن لإسرائيل القيام به في ظل إخفاق استراتيجياتها السابقة.
وطرحت صحيفة "جيروزالم بوست" سؤالا يردده العديد من المعلقين والإسرائيليين: هل حان الوقت لإعادة احتلال غزة؟
لكن الإجابة عن هذا السؤال ليست بسيطة، وفق الباحث إلدار.
وأوضح: "عندما تدخل قطاع غزة، لا تعرف كيف ستخرج منه. هذه هي معضلة نتانياهو. لذا، هل سيكون عقلانيا بما يكفي لاتخاذ القرار الصحيح؟".
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: هجوم حماس على إسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج بنيامين نتانياهو إسرائيل فلسطين حماس الحرب بين حماس وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
العوادي:السوداني منع إسرائيل من استهداف الحشد الشعبي
آخر تحديث: 21 نونبر 2024 - 10:12 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي،الخميس، أن قرار السلم والحرب من اختصاص الحكومة شرعياً ودستورياً وقانونياً.وقال العوادي في تصريح للإعلام الرسمي ، إن “جهود رئيس الوزراء خلال الـ 13 شهرا الماضية حققت نجاحا باهرا بحماية الحشد الشعبي من أن يكون هدفا عسكريا رغم التهديدات السابقة المتقطعة والتي ازدادت نوعا وكما خلال الفترة الأخيرة”، مشيرا إلى، أن “قيام رئيس حكومة الكيان بإظهار العراق ضمن المنطقة السوداء والمعنون بمحور اللعنة كان واضحا في خطابه أمام الجمعية العمومية كإشارة على أن يضع استهداف العراق ضمن برنامج أولوياته”.وأضاف العوادي، أن “رسالة وزير خارجية الكيان الصهيوني إلى الأمم المتحدة وهي تتذرع بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للدفاع عن النفس، ماهي سوى إعلان عن هجمات مباشرة قريبة”، موضحا، أنه “لولا مناورات الحكومة العراقية وخطواتها الدبلوماسية والسياسية لنفذت إسرائيل تهديداتها منذ أشهر”.وأكد، “رفض العراق لهذه الشكوى وعدها مجرد ذرائع تهدف إلى تبرير عدوان مخطط له يهدف إلى توسيع رقعة الصراع، ويوكّد التزامه الكامل بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.وتابع المتحدث باسم الحكومة العراقية، أن “قرار السلم والحرب من اختصاص الحكومة العراقية وحدها شرعيا ودستوريا وقانونيا، والحكومة مستمرة بإجراءاتها وستضاعفها وتعززها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشن هجمات يستخدمها الكيان الصهيوني كذرائع ويرفع فيها مذكرات دولية ويطالب على أساسها بأن يمنحه المجتمع الدولي الضوء الأخضر وحق الدفاع عن النفس وفق البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.