حذرت دراسة حديثة من استخدام بعض العقاقير الطبية - وخصوصاً بعض أدوية مرض السكري - كأداة فعالة لفقدان الوزنوما قد تسببه من أضرار شديدة على الجهاز الهضمي على الرغم من أهميتها في علاج السكري.

مخاطر متعددة على الجهاز الهضمي

وبحسب الدراسة التي نشرت قبل أيام في مجلة JAMA الصادرة عن الجمعية الطبية الأمريكية، قام بها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية فإن الأدوية المعروفة باسم منبهات جي الى بي 1(GLP-1) والتي تشمل علامات تجارية لأدوية شهيرة مثل (Wegovy, Ozempic, Rybelsus, Saxenda) ترتبط بزيادة معدلات الإصابة بحالات طبية خطيرة بما في ذلك شلل المعدة والتهاب البنكرياس وانسداد الأمعاء، بحسب ما أفاد موقع "ساي تك دايلي".



وفي حين أن الدراسات السابقة سلطت الضوء على بعض هذه المخاطر لدى مرضى السكري، إلا أن هذه هي أول دراسة موسعة على مستوى السكان تُخصص لفحص الأضرار المعدية والمعوية في المرضى غير المصابين بالسكري والذين يستخدمون هذه الأدوية بشكل خاص لفقدان الوزن، وفق ما ذكر موقع محطة "سي بي سي" الكندية.


ودرس المؤلف الرئيسي للدراسة موهيت سودهي من جامعة كولومبيا البريطانية الأضرار الناجمة عن استخدام بعض أدوية السكري والموصوفة بشكل شائع. وقال الباحث إنه "بالنظر إلى الاستخدام الواسع لهذه الأدوية، يجب مراعاة هذه النتائج الضارة - على الرغم من ندرتها - من قبل الأشخاص الذين يفكرون في استخدامها لفقدان الوزن"، بحسب ما نقلت عنه مجلة "تايمز" البريطانية.

وأضاف سودهي: "سيختلف حساب المخاطر اعتماداً على ما إذا كان المريض يستخدم هذه الأدوية لعلاج مرض السكري أو السمنة أو لمجرد فقدان الوزن بشكل عام.. قد يكون الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة أقل استعداداً للتعرض لمثل هذه النتائج الخطيرة المحتملة".

وقال الدكتور ماهيار إتمينان، الاستاذ المشارك بكلية الطب بالجامعة نفسها: "كانت هناك تقارير عن بعض المرضى الذين يستخدمون هذه الأدوية لفقدان الوزن ثم يصابون بنوبات متكررة من الغثيان والقيء إلى جانب أعراض مميزة لمرض خزل المعدة (gastroparesis) وهي حالة لا تستطيع فيها المعدة تفريغ نفسها من الطعام بطريقة عادية، وقد تحدث بسبب تلف العصب الذي ينظم حركة الجهاز الهضمي".

يذكر أن استخدام هذه الأدوية في فقدان الوزن قد أثار جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة، حتى أن عدداً من المحطات التلفزيونية والمواقع الإخبارية قد تناولت الأخطار المحيطة باستخدامها:

أدوية ذات شعبية كبيرة

وعلى المستوى العلاجي فإن منبهات GLP-1 تم تطويرها في الأصل للتعامل مع مرض السكري من النوع الثاني، لكنها أصبحت ذات شعبية كبيرة على مدار العقد الماضي كأداة لفقدان الوزن خارج الأغراض العلاجية، حيث بيع منها يقرب من 40 مليون من خلال وصفات طبية في الولايات المتحدة في عام 2022.

يذكر أنه في عام 2021 فقط تمت الموافقة على استخدام بعض الأدوية كعلاج للسمنة. ومع ذلك، لم يتم تصميم التجارب السريرية العشوائية وهي الطريقة المعتادة لإجازة الأدوية المستخدمة لفقدان الوزن لمراقبة ورصد التأثيرات على المعدة والأمعاء حتى وإن كانت نادرة، وذلك بسبب الكميات الصغيرة المستخدمة من هذه الأدوية في عمليات إنقاص الوزن وأيضاً بسبب قصر فترات المتابعة مع الأطباء.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن بعض من تناولوا هذه الأدوية بهدف إنقاص الوزن كانوا عرضة بنسبة 9.09 مرات أعلى لخطر الإصابة بالتهاب البنكرياس، والذي يمكن أن يسبب ألماً شديداً في البطن ، وفي بعض الحالات، يتطلب دخول المستشفى والجراحة، كما كان عدد آخر أكثر عرضة بنسبة 4.22 مرات لخطر انسداد الأمعاء، حيث يتم منع الطعام من المرور عبر الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، مما يؤدي إلى أعراض مثل التشنج والانتفاخ والغثيان والقيء، وقد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية.

ويقول الباحثون إنه على الرغم من ندرة الأحداث، حيث يستخدم الملايين حول العالم هذه الأدوية إلا أنها قد تؤدي إلى إصابة مئات الآلاف من الأشخاص بهذه الحالات المرضية، خاصة وأنها متاحة بشكل متزايد بل وحتى يمكن طلبها عبر الانترنت.

ويأمل الباحثون أن تنظر الوكالات التنظيمية وصانعي الأدوية حول العالم في إضافة ملصقات تحذيرية لمنتجاتهم "حتى يتمكن الأشخاص من التماس العناية الطبية في الوقت المناسب وتجنب العواقب الوخيمة"، بحسب ما قال الباحثون.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: لفقدان الوزن هذه الأدویة

إقرأ أيضاً:

احذر من كلامك.. البلاء موكل بالمنطق

اللسان، ذلك العضو الصغير في جسم الإنسان، له قدرة هائلة على التأثير في حياة الفرد والمجتمع. يقال دائمًا إن "الكلمة سلاح ذو حدين"، فهي قد تكون مصدرًا للخير وسببًا في نشر الهدوء والطمأنينة، وقد تكون أيضًا سببًا في البلاء والشقاء، في الإسلام، يُؤكد على أهمية التحكم في اللسان، والابتعاد عن الكلام الذي قد يؤدي إلى الفتن والمشاكل، بل بلاء يُحمل من خلاله الإنسان نتائج ما ينطق به.

البلاء موكل بالمنطق:

المقولة "البلاء موكل بالمنطق" تعكس حقيقة كبرى في الحياة اليومية. وهي تشير إلى أن اللسان يمكن أن يكون سببًا في وقوع البلاء، خاصة عندما يكون الإنسان غير حريص في اختيار كلماته أو عند تعبيره عن مشاعر سلبية. البلاء لا يقتصر فقط على الأذى الجسدي أو المرض، بل قد يمتد ليشمل الأزمات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن ينشأ بسبب كلام غير محسوب.

ويستند هذا المبدأ إلى العديد من النصوص الدينية التي تحذر من سوء استخدام اللسان. في حديث نبوي شريف، قال النبي ﷺ: "من صمت نجا"، وهو حديث يشير إلى أن الشخص الذي يلتزم الصمت ويتجنب قول الكلام الذي قد يكون سببًا للضرر هو الأقرب إلى النجاة من الوقوع في المشكلات. كما قال النبي ﷺ: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه".

أنواع البلاء الناتج عن الكلام:

الشتائم والسب: قد يكون لألفاظ الشتائم أو السب تأثير مباشر في تخريب العلاقات الإنسانية وتدمير المجتمعات. كما أن السب قد يؤدي إلى غضب الله، وبالتالي يتسبب في بلاء قد يصعب على الإنسان تحمله.

الغيبة والنميمة:

 من أبرز البلاءات التي يُمكن أن تكون مرتبطة بالكلام السيء. الغيبة والنميمة تؤديان إلى نشر الأحقاد والمشاكل بين الناس، ما يسبب العديد من الأزمات الاجتماعية والدمار النفسي للآخرين.

الكلام الجارح: 

أحيانًا يكون الحديث جارحًا لشخص آخر، حتى وإن لم يكن الشخص قاصدًا ذلك. الكلمة الجارحة قد تترك أثرًا عميقًا في النفس وتؤدي إلى حدوث مشاكل نفسية قد تكون سببًا في البلاء للشخص الذي تلقى هذه الكلمات.

التشاؤم: 

عندما يتحدث الإنسان باستمرار عن المصائب والهموم، فإنه يجذب المزيد من السلبية إلى حياته، ويؤدي ذلك إلى تدهور حالته النفسية، التشاؤم، كما ورد في الأحاديث النبوية، يمكن أن يكون سببًا في جلب البلاء على الإنسان.

الكذب:

 الكذب من أكثر الكلمات خطورة في الإسلام، حيث يُعد الكذب جريمة تُفقد الثقة وتؤدي إلى الفساد في الأرض. قد يؤدي الكذب إلى شيوع الباطل والفواحش، مما يسبب البلاء على المستوى الشخصي والاجتماعي.

كيف يحمي المسلم نفسه من البلاء المرتبط بالكلام؟

حسن اختيار الكلمات: ينبغي للمسلم أن يحرص على اختيار الكلمات الطيبة التي لا تضر الآخرين، بل تدعو إلى الخير والبركة. يُقال في الحديث النبوي: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت". هذا الحديث يوجه المسلم إلى التفكير قبل أن يتكلم، ويحثه على قول ما يعود عليه وعلى الآخرين بالنفع.

الابتعاد عن التشاؤم:

 أحد الأسباب الرئيسية لجذب البلاء هو الحديث المستمر عن المصائب. يجب على المسلم أن يتجنب هذه الأحاديث السلبية، وأن يركز على التفاؤل والأمل بالله. قال النبي ﷺ: "تفائلوا بالخير تجدوه".

التزام الصمت في المواقف التي قد تؤدي إلى ضرر: هناك حالات قد يكون السكوت فيها أفضل من التحدث، خاصة عندما يساهم الكلام في نشر الفتن أو الأذى. إذ يقال: "من كف لسانه فقد نجا".

الذكر والدعاء: 

الذكر المستمر لله سبحانه وتعالى يطهر القلب ويحصن اللسان من القول السيء. كما أن الدعاء لله بالرحمة والمغفرة يعد من أفضل الوسائل لحماية النفس من البلاء. وقد جاء في الحديث: "اللهم إني أسالك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها".

التعلم من الأخطاء:

 إذا ارتكب المسلم خطأ في كلامه، عليه أن يعتذر فورًا ويحاول تصحيح ما تسبب فيه من أذى للآخرين. الاعتذار هو أحد المفاتيح التي تمنح الإنسان فرصة للتوبة والعودة إلى الله.

 

اللسان أمانة، وهو أداة قوية إما للإصلاح أو للفساد، إن الكلمة الطيبة التي تخرج من اللسان يمكن أن تكون سببًا في جلب الخير والبركة، بينما الكلمة السيئة قد تكون سببًا في البلاء والدمار. لذلك، على المسلم أن يكون حريصًا على كلامه، وأن يسعى دائمًا إلى تحري الصدق والطيبة في حديثه، حفاظًا على نفسه وعلى مجتمعه.

مقالات مشابهة

  • حقن التخسيس تهدد صحة النجوم.. قصص معاناة وتحذيرات طبية| آخرهم إدوارد
  • منظمة الصحة العالمية تجدد تحذيرها من مخاطر أدوية إنقاص الوزن
  • دعت إلى التفكير في سبل جديدة.. “الصحة العالمية” تحذر من مخاطر أدوية إنقاص الوزن
  • علاج الصداع من دون أدوية
  • الجل السكري.. ربما هو السر في علاج تساقط الشعر
  • وزنك هيقل بسرعة | 4 خطوات لتحقيق حلم الرشاقة
  • احذر .. المشدد وغرامة 50 ألف جنيه لمستغلي الأطفال جنـ. ـسيًا أو تجاريًا
  • هل يُشفى مرضى السكري من التهاب الأعصاب بشكل نهائي؟ حسام موافي يوضح
  • احذر تناول الفول يوميًا.. هذا ما يفعله بجسمك
  • احذر من كلامك.. البلاء موكل بالمنطق