مناوي.. الموسيقى تشفي القلوب
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
رصد – نبض السودان
قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، إن الظروف القاسية التي فُرضت على الشعب من تشرد ونزوح ولجوء نتيجة الحرب اللعينة التي تدور رحاها في أجزاء مختلفة من السودان وتتسع رقعتها يوماً بعد يوم وملايين الضحايا ممن غادروا منازلهم نحو المجهول أطفال، وكبار سن ومرضى، نساء حُمل ومُرضعات.
واضاف “منهم من قطعوا مئات الكيلو مترات هروباً من القتل والدمار والاغتصاب والسرقات والتعنيف الغير مبرر ، قلوبنا معهم وهم على الحدود السودانية مع العديد من دول الجوار، يعانون ويفتقدون إلى الادوية المنقذة للحياة ، وأصحاب الإحتياجات الخاصة، وبعضهم مات في الطريق وهم لاحول لهم ولاقوة.
واضاف مناوي في منشور “كان أهل دارفور هم الأكثر تضرراً بعد إشتعال الحرب دمرت قرى بكاملها والخسائر تفوق طاقة البشر وعدد من المدن بكل اسف لم تنجو من الدمار ، لكننا نسعى جاهدين لتوفير ماهو ممكن وإتصالاتنا لم ولن تتوقف من اجل أهلنا في الإقليم بوجه خاص والسودان بوجه عام.
من بين هؤلاء الناس هناك شريحة المبدعين بكل صنوفها في الغناء والشعر والتلحين والموسيقى والمسرح والكُتاب والتشكيليين والسينمائيين والمصورين والرياضيين في كافة ضروب الرياضة.
وهذا لايعني بأي حال تغافلنا عن مشاكل بقية الفئات الاخرى في التعليم والصحة ..الخ…والمجال لن يسع.
تابعنا بألم بالغ مآسي كبار الشعراء والفنانيين ممن خلدوا فنهم في وجدان الشعب السوداني بعد ان تغنوا للشعب والوطن.
يجب أن نولي هؤلاء المبدعين عناية خاصة لأنهم الأكثر إرهافاً وحساسيةً، هم الان تتضاعف معاناتهم بعد أن ضربوا في فجاج الأرض ويمموا أوجههم نحو المجهول وبعضهم مصائرهم مجهولة حتى الآن .
من بين هؤلاء من تجاوز عقده السابع وخلدوا اسمائهم بأنوار الابداع وهذه هي مبادرتنا وهي أن كل مجموعة من هذه المجموعات لو إنتظمت في عقد لقاءات تشاوريه لان لكل منها خصوصيتها وهم بلاشك يعرفونها أكثر منا ، لكننا نطلق هذه المبادرة علها تكون ضربة بداية ، وبدورهم يقومون بتطويرها ، مثل إقامة الحفلات والمعارض الخيرية ، ويخصصوا ريعها لصندوق دعم المبدعين ، كما ونطلب منهم أن يفتحوا المجالات أمام الآخرين من المؤمنين والمهتمين بقضايا الابداع والمبدعين ليساهم كل منهم حسب طاقته .
نتمنى أن يأتي اليوم الذي يجد فيه مبدعي بلادنا حقوقهم في السكن الفئوي المناسب والضمان الصحي والاجتماعي وكل الاهتمام اللائق.
ونحن على قناعة تامه بأن دوركم الان كبير وإن كانت المساحات ضيقة في بث الوعي وغرس بذور التماسك مابين جموع السودانيين أينما كانوا داخل وخارج السودان ، وظفوا وسائط التواصل برسائل فنيه صغيرة شعراً ومسرحاً وغناء في مراكز الإيواء والملتقيات والتجمعات لأن رسائلكم الان تصل لأكبر عدد من الناس في أسرع وقت وبالتالي تساهمون في رفع الوعي والإستنارة وتقريب وجهات نظر السودانيين أينما كانوا وحثهم على حُب بعضهم البعض والتعاون والتآزر قولاً وفعلاً
الرسائل النصية القصيرة شعراً نثراً فيلماً ونصاً مهمة ومحفزة.
يجب عليكم أن تعدوا عدتكم من الآن ، مستصحبين معكم مقولة ( المعاناة تولد الإبداع ) وعندما تتوقف آلة الحرب والدمار يجب أن تعقبها رسالة الفن الموجه للسلام والحب والتوادد وإحترام التنوع في ظل السودان المتعدد المتساوي مابين شعوبه وثقافته ولاتنسوا شعار شكسبير ( أعطني مسرحاً أعطيك شعباً).
وظفوا المسرح والشعر والموسيقى التي تشفي القلوب والفنون البصرية حيث التشكيل بمدارسه المختلفة حتى نعيد السودان الذي نريده معافيً من أمراض القبيلة والعنصرية والتعالي الديني والجهوي وعدم التفريق بين الناس بسبب اللون أو الجنس. وعندها سيعطي الناس أهل الفن الابداع حقهم لانهم من يترجمون أحاسيس ومشاعر الناس ويخاطبوهم باللغة التي يفهمونها أينما كانوا.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: القلوب الموسيقى مناوي
إقرأ أيضاً:
كان على “القمة” أن تسرق انتصارات ” المقاومة”!
كنا نقول عنها دوماً إنها” قمم الكلام لا الفعل” وقمم ” الجعجعة ” لا ” الطحين” ، كان هذا الحال ونحن نرى حدة اللهجة تتوافق مع مشاعرنا، غير أن الخيبة كانت تتمحور في أنها مجرد خطابات لا تساوي نصوصها قيمة الحبر، ولا يصل صدى صوتها إلى خارج أرجاء قاعة المؤتمرات الحافلة بحضور أصحاب الفخامة والجلالة والسمو.
كانت القمم العربية ديناميكية في انعقادها، لم تكن تفوّت حدثاً أو مشهدا عربياً يستحق أن يتكبد الزعماء لأجله عناء السفر وإعداد الخطب إلا وفعلت، نتفق تماما انها بلا أثر، لكن لنعترف أنها كانت تلقى نصيبها من المتابعة الشعبية والتداول في المجالس والمقايل من باب الالتهاء والمتابعة لدراما القادة، اليوم نحن نتحدث فقط عن قمتين باهتتين تائهتين بائرتين في شباك التذاكر، قمتان عقدتا خلال عام وشهر على أتون أحداث ودماء وتحولات لم يحدث لها مثيل منذ تأسيس ما يسمى بالجامعة العربية، قمتان مثيرتان للشبهة تجاوزتا حكاية البروتوكولات وانعدام الفاعلية المعروفة عنهما إلى مسار مختلف، إذ أن هناك أصواتاً وتحليلات تتعالى من أن هذه القمم بات توقيتها محكوما بمزاج الأمريكي و” الإسرائيلي” لإنقاذ الكيان الصهيوني لا للوقوف على جرائمه.
أما عن مضمون الخطب التي تلقى فقد تغير وتحدَّث وتدهور، وصار ضبط النفس صفة جامعة ورتم الكلام ليناً وحذراً في مفرداته، اذلال مفرط طغى على الخطاب العربي، أفقدنا كجمهور حتى متعة الحماس وبصيص التفاؤل الذي كان باقياً، على المستوى الإنساني والأخلاقي والديني والقومي نحن نتحدث عن أكثر من عشرة بالمائة من سكان غزة تمت إبادتهم، عن دمار كلي لم يبق شيئا قائماً هناك، عن حصيلة شهداء ودمار يتصاعد في لبنان، عن آلة حاقدة إجرامية تفتك بالأطفال والنساء بنهم غير مسبوق، لن ينتهي عند حدود هذه المعركة إذا لا قدر الله وانتصر، فالعين والأماني الصهيونية باتت تتحدث عن دولة تكاد تلتهم كل الدول في الأرجاء، المشهد ليس روتينيا إذن، ثمة تحولات كبرى ستبنى عليه، برسم محور المقاومة ستكون المآلات، غير أن هذا لا يمكن قراءة مؤشراته من خلال كلمات قمة الأمس القريب.
بعيدا عن الدوافع الإنسانية والاستراتيجية التي يصدرها المشهد، كم هم حمقى هؤلاء الرعاع، يفشلون حتى في استثمار الحدث وضبط مساراتهم على وقعه في الميدان، ففي الوقت الذي تنكل المقاومة الإسلامية في لبنان بجنود وعتاد وأحلام الكيان الصهيوني في الشمال المحتل وتجرجر قطعان مستوطنيه إلى العمق تباعاً، وفي الوقت الذي تزيد غزة وصمودها وفشل خيارات نتنياهو فيها من دحض شائعة تعالت ذات يوم عن دولة عظمى وجيش لا يقهر، يأتي خطاب القادة العرب في معظمه غارقا في دوامة الرهبة التي لم يغادروها بعد، واسطوانة الإدانات المستفزة والحلول المشروخة باسم السلام وحل الدولتين والتي لا يجوز أخلاقيا استدعاؤها في وطيس هذه التغيرات الكبرى، ناهيك عن انها سياسيا باتت بلا خارطة طريق ولا قبول، والخلاصة من كل ما سبق انه كان بإمكان هؤلاء المثيرين للشفقة أن يلعبوا بما تبقى لديهم من مسارات سياسية وإنسانية على النغم الذي تفرضه المقاومة، كان على هؤلاء اللصوص أن يسرقوا انتصاراتها على الأقل!.