رشقات كثيفة من صواريخ المقاومة تجتاح تل أبيب وعسقلان وعدداً من المدن المحتلة حزب الله يعلن مسؤوليته عن استهداف موقع الجرداح ‏الصهيوني مقابل منطقة الظهيرة بالصواريخ ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على غزة إلى أكثر من 1055 شهيداً و5184 جريحاً العدو الصهيوني يرتكب جرائم وحشية في غزة ويسوي عدداً من أحيائها بالأرض

الثورة / محمد الجبري
في اليوم الخامس من انطلاق ” طوفان الأقصى ” المبارك تجبر فصائل المقاومة الفلسطينية العدو الصهيوني من جديد على مواجهة اللامعقول والتحديات الصعبة كاشفة عن هشاشة قوته و هيلمان أسلحته، ممرغة انفه في الوحل بعد فشل إمكانياته الضخمة من استخبارات عسكرية وجنود وأسلحة فتاكة محرمة دوليًا استخدمها ضد الأبرياء من أبناء غزة والتي كانت بحوزته وأسلحة غربية تم دعمه من حلفائه الغربيين أمريكا وبعض الدول الأوروبية الداعمة لهذا المدلل للشيطان الأكبر المغروس في قلب الوطن العربي والإسلامي، إلا أن فصائل المقاومة البطلة أثبتت أن لها اليد الطولى في كبح جماح الباطل مهما كان يخيل إليه كبرة حيث أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” مساء أمس ، أنها قصفت مطار “بن غوريون” برشقة صاروخية رداً على استهداف المدنيين، مؤكدة أن الكيان سيدفع ثمن جرائمه الوحشية وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة عاجلًا أم أجلًا، وأن زوال هذا الكيان تقترب من النهاية.


وأكدت المقاومة الفلسطينية أن العدو الصهيوني لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق وتم مخاطبته باللغة التي يعرفها.
وفي هذا السياق وجهت سرايا القدس عصر أمس، ضربات صاروخية مكثفة تجاه “تل أبيب وأسدود وعسقلان” والمدن والمستوطنات في غلاف غزة، وتصدى مجاهدو حركة الجهاد في كتيبة طوباس لقوة صهيونية خاصة اقتحمت المدينة وتم إفشال مهمتها.
من جهته صرح مصدر في المقاومة الفلسطينية، أن القدرة القتالية للكتائب لا تزال بوضع جيد جداً في الميدان.
ونقلت “الميادين” عن المصدر في تصريحات خاصة، القول: “النواة الصلبة للمقاومة لا تزال بخير”.
وشدد المصدر على أن تفكير العدو الصهيوني في الدخول البري أو اقتطاع أراضٍ هو ما تدربت عليه قوات المقاومة وأعدت له من الإجراءات ما سيفاجئ العدو.

استهداف تل أبيب وعسقلان
وقصفت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس – مطار “بن غوريون” برشقة صاروخية رداً على استهداف المدنيين، وعلقت هيئة البث الصهيونية الرحلات المغادرة من مطار بن غوريون بعد قصف استهدف المنطقة.
ضمن معركة “طوفان الأقصى”.. وجهت سرايا القدس عصر أمس ضربات صاروخية مكثفة تجاه “تل أبيب وأسدود وعسقلان” والمدن والمستوطنات في غلاف غزة.
واعترف إعلام العدو الصهيوني بإصابة عدة مبان في “تل أبيب وعسقلان وأسدود” بعد أن وجهت سرايا القدس ضربتها الصاروخية.
وتم تعطيل منظومة صافرات الإنذار لمدة خمس دقائق، فيما سقطت رشقة صاروخية كاملة في “تل أبيب” دون تفعيل صافرات الإنذار.
وأكد إعلام العدو وجود أضرار مباشرة في مستشفى برزيلاي في عسقلان في أعقاب الرشقة الصاروخية لسرايا القدس.
وكان إعلام العدو قد نشر، مشاهد الدمار الذي أحدثته صواريخ المقاومة في “غلاف غزة”.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد وقعت أضرار نتيجة صواريخ المقاومة التي استهدفت منطقتي “بئيري” و “سديروت” في غلاف غزة.
بدورها، اعترفت القناة 12 الصهيونية، بأن “عسقلان وأسدود تتعرضان لرشقات صاروخية ضخمة من غزة”.
وقالت القناة الصهيونية: عدة مبان في عسقلان تعرضت لضربات مباشرة بصواريخ من غزة”.
كما دوت صفارات الإنذار في مدينة عسقلان جنوب فلسطين المحتلة في أعقاب إطلاق رشقات مكثفة من الصواريخ تجاهها.
ورداً على استمرار تهجير المدنيين، أعلنت “كتائب القسام” توجيه ضربة صاروخية كبيرة إلى مدينة عسقلان المحتلة.
ونقلت وكالة “فلسطين الآن” عن الكتائب في بيان مقتضب لها، القول: “تعلن كتائب القسام أنها تمكنت في اليومين الماضيين بفضل الله من القيام باستبدال للمقاتلين في محور “زيكيم”-عسقلان ومحور “صوفا” ومحاور أخرى”.
وأكدت أن مجاهديها في هذه الأثناء يخوضون اشتباكاتٍ عنيفة في منطقة “صوفا”.
ونشرت كتائب القسام، الثلاثاء الماضي، مشاهد من اقتحام مجاهديها لموقع “ناحل عوز” العسكري شرق مدينة غزة ضمن معركة طوفان الأقصى.
وتظهر المشاهد التي نشرتها القسام، لحظة تمكن المجاهدين من قتل عدد من جنود العدو وأسر آخرين
وفي الجانب المقابل يواصل العدو الصهيوني توحشه الإجرامي في غزة وتقطيع شرايينها بغاراته الهمجية الوحشية التي تسعى لإحراق غزة وسحقها بالكامل وهدم مبانيها على رؤوس ساكنيها.
حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأربعاء، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على غزة إلى 1055 شهيداً و5184 جريحاً.
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن الوزارة في بيان لها، القول: “اُستشهد 1055 فلسطينياً واُصيب 5184 آخرين بجراح مختلفة خلال العدوان على غزة”.
وفي وقت سابق أمس، تم انتشال عشرة شهداء من حي الكرامة الذي دمر بشكل شبه كامل ليرتفع عدد الشهداء بالحي إلى أكثر من 20 شهيداً.
كما استشهد 16 فلسطينيا على الأقل أمس الأربعاء في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات العدو الصهيوني بحق عائلتي الآغا وأبو شاب في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، عن مصادر محلية قولها، إن طائرات العدو قصفت منزلين على رؤوس ساكنيهما دون سابق إنذار، ما أدى إلى ارتقاء ثمانية شهداء من كل عائلة، فضلا عن إصابة العشرات.
وما زالت مدفعية العدو تقصف بشكل عنيف المناطق المحاذية الشريط الحدودي، خاصة منطقة شرق خان يونس، وشمال قطاع غزة، فيما واصلت زوارق العدو قصف كل المناطق المحاذية للبحر.
ويتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة في اليوم الخامس على التوالي بعد بدء عملية “طوفان الأقصى”.
ويتعرض قطاع غزة لغارات جوية عنيفة من الطائرات الحربية الصهيونية بشكل همجي غير مسبوق، دُمرت جراءها أبراجاً سكنية ومنازل مدنية إلى جانب المقرات الحكومية والمؤسساتية التعليمية.
من جهتها حذرت وزارة الصحة الفلسطينية يوم أمس، من توقف عمل مستشفيات قطاع غزة، جراء العدوان الصهيوني المتواصل لليوم الخامس على التوالي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، عن وزيرة الصحة مي الكيلة، في بيان صحفي قولها، أن مستشفيات قطاع غزة تعمل فوق طاقتها، من أجل استيعاب الجرحى وعلاجهم جراء عدوان العدو.
وأشارت إلى أن هناك مخاوف كبيرة من نفاد مخزون الوقود في المستشفيات، نتيجة لخروج المستشفيات عن الخدمة جراء القصف الصهيوني المتصاعد، ما ينذر بكارثة صحية كبيرة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا بتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل، أمس الأربعاء، بعيد نفاد الوقود اللازم للتشغيل جراء العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع لليوم الخامس على التوالي وإغلاق المعابر.
وذكرت الوكالة أن المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء توقفت عن العمل بشكل تام، ما ينذر بكارثة حقيقية ستؤثر سلباً على كل مناحي الحياة الإنسانية والخدماتية والصحية.
ويتعرض أهالي القطاع عدوان غاشم تستخدم فيه آلة الاحتلال الحربية من الجو والبر والبحر مئات الأطنان من المتفجرات التي ألقيت على المنازل والبنايات والأبراج السكنية والممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى قذائف الفسفور الأبيض المحرم دولياً.
وكان أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة تحذيراته صباح أمس، من كارثة إنسانية في حال توقفت محطة توليد الكهرباء خلال ساعات القادمة جراء نفاد الوقود.
ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن المكتب في بيان له القول “إن ذلك ينذر بغرق القطاع في ظلام دامس واستحالة استمرار تقديم كافة الخدمات الحياتية الأساسية التي تعتمد جميعا على الكهرباء، ولن يتسنى تشغيلها جزئيا بالمولدات في ظل منع إمدادات الوقود من بوابة رفح”.
وأمام هذا الواقع الذي يهدد حياة أكثر من 2.3 مليون إنسان، أطلق المكتب الإعلامي نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية، بضرورة التحرك السريع لوقف القصف الإسرائيلي المدمر، والتداعي لإمداد قطاع غزة بكل أسباب الحياة.
من جهته طالبت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس الأربعاء، الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليتهم الدينية والقومية والإنسانية في إمداد غزة بالمعدات والوقود والمواد الطبية والغذائية لإنقاذ المصابين والجرحى من تحت الأنقاض
جرائم الاحتلال وخسائره
أما الحديث عن جرائم الاحتلال الصهيوني فقد استهدف قصف العدو مناطق مختلفة بالقطاع، ومزيدًا من منازل المواطنين وحيا كاملا شمال مدينة غزة، إضافة لعمارة الدوحة وسط مدينة رفح التي تحتوي على مقر للبنك الوطني الإسلامي ومكتب بريد.
وأطلقت زوارق العدو يوم أمس قذائفها تجاه شواطئ قطاع غزة، وأصابت مراكب الصيادين ومنازل، تزامنا مع قصف مكثف للمدفعية مناطق شرق القطاع.
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية، عن مصادر محلية، قولها: إن بحرية العدو أطلقت العديد من قنابل الفسفور الأبيض المحرم دولياً تجاه منطقة ميناء غزة.
وأكدت المصادر ذاتها، تسجيل حالات اختناق للعشرات من الصحافيين والأهالي في منطقة برج الغفري وعمارة حجي في منطقة ميناء غزة نتيجة قصف المنطقة بالفسفور الأبيض المحرم دوليا.
ويواصل جيش العدو الصهيوني، الكشف عن أسماء الضباط والجنود الذين قتلوا في المعارك التي دارت رحاها في مناطق غلاف غزة منذ يوم السبت الماضي.
ونشرت القناة “12” الصهيونية، أسماء أكثر من 220 ضابطاً وجندياً قتلوا في المعارك الضارية مع مقاتلي كتائب القسام وخاصة يوم السبت، منهم العشرات من جنود الوحدات الخاصة وكبار ضباط الجيش.
وقالت القناة: إن عدداً كبيراً من قتلى الجيش سقطوا داخل مقر قيادة فرقة غزة في تجمع “أشكول”، حيث عثر على عشرات الجثث التي تعود لجنود من لواء “جولاني” وآخرين من جنود لواء الكوماندوز وكذلك من الوحدات الخاصة.
وبينت القناة أن العدد مرشح للارتفاع، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الجنود القتلى يفوق 500 قتيل.
ونشر حزب الله اللبناني، تسجيلًا مصورًا يظهر لحظة استهدافه تجمعاً لعدد من جنود العدو الصهيوني على الحدود مع فلسطين المحتلة.
إلى ذلك، اعترفت وسائل إعلام العدو الصهيوني، أمس، أن “حزب الله” دمر ناقلتي جند مدرعتين لجيش العدو الصهيوني بصواريخ كورنيت على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة.
وأفادت مصادر العدو، بأن “حزب الله دمر ناقلتي جند مدرعتين لجيش الاحتلال بصواريخ كورنيت روسية على الحدود اللبنانية الصهيونية”.
وكانت المقاومة الإسلامية في لبنان، قد أكدت أنها ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الصهيونية التي ‏تستهدف لبنان وأمن شعبه خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء.‏
وقام ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح أمس، باستهداف موقع الجرداح ‏الصهيوني مقابل منطقة الظهيرة بالصواريخ المُوجّهة ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات ‏المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح”.
وأصيب مستوطن صهيوني بعملية إطلاق النار، الليلة الماضية، وقعت على حاجز “الأنفاق” بالقدس المحتلة.
وأفادت القناة 14 الصهيونية: بأن “عملية إطلاق نار وقعت قرب حاجز الأنفاق قرب القدس، حيث أصيب مستوطن، فيما تم إطلاق النار على المنفذ واستشهاد.. بحسب زعمها.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة العدو الصهیونی طوفان الأقصى کتائب القسام أمس الأربعاء إعلام العدو ونقلت وکالة غلاف غزة حزب الله قطاع غزة من جنود أکثر من تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

دور اليمن في تعزيز محور المقاومة.. كيف يشكل أنصار الله ركيزة لفلسطين؟

يمانيون../
في ظل الصراعِ الفلسطيني “الإسرائيلي” المُستمرّ، تتعدَّدُ أشكالُ الدعم التي تتلقاها حركاتُ المقاومة الفلسطينية من دول ومنظمات في المنطقة.

من أبرز هذه القوى التي تقدِّمُ دعمًا فاعلًا هو اليمن -قيادةً وشعباً وجيشًا- التي ترى في دعمِ فلسطين جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها العقائدية والسياسية في مواجهة الهيمنة الغربية والصهيونية. هذا الدعم -الذي يتجاوز البُعدَ السياسي ليصلَ إلى التعاوُنِ العسكري والتقني- يعكس مدى التزام اليمن بالقضية الفلسطينية، ويشكِّلُ جزءًا من محاورِ استراتيجيةٍ أوسعَ.

الأَسَاسُ الفِكري والديني لدعم القضية الفلسطينية:

ينبعُ الدعمُ اليمني، وتحديدًا من حركة أنصار الله، من أُسُسٍ دينيةٍ وعقائدية عميقة تجمع بين الشعبَين العربيين في اليمن وفلسطين. اليمن ترفُضُ اعتبارَ القضية الفلسطينية مُجَـرّد نزاع سياسي، بل هي جزءٌ من صراع طويل ضد الاستعمار الغربي والهيمنة الصهيونية، وهو ما يتقاطعُ مع مفهوم الجهاد الذي تتبناه اليمن. في هذا السياق، ترى أن الدعم للمقاومة الفلسطينية هو واجب ديني وأخلاقي، حَيثُ يعتقد اليمنيون أن الصراعَ في فلسطين هو جزء من معركة أوسع ضد الظلم والاحتلال في المنطقة.

اليمنُ ترى في فصائل المقاومة الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، تجسيدًا للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

الدعم السياسي والدبلوماسي:

منذ اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014م، أكّـدت اليمنُ مواقفَها الثابتةَ تجاه القضية الفلسطينية. فقد ظلت تساند حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية والعربية، مجدِّدةً دعواتها لوقف العدوان الإسرائيلي، ورفضها لأي تطبيع مع الاحتلال. كان المجلس السياسي الأعلى -أعلى سلطة سياسية في صنعاء- من أبرز الأصواتِ التي ترفُضُ أيةَ تسوية أَو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

في الدبلوماسية العربية والإسلامية، تحرصُ حكومةُ صنعاءَ على التأكيدِ على موقفها الرافض للاحتلال الإسرائيلي ودعمها الكامل للمقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي. من خلال هذه المواقف، تسعى إلى الضغط على الدول العربية والإسلامية لتفعيل مواقفها السياسية والدبلوماسية لصالح القضية الفلسطينية.

الدعم العسكري والتقني:

يعد الدعم العسكري والتقني جزءًا من الاستراتيجية التي تتبناها اليمنُ في دعم المقاومة الفلسطينية. على الرغم من التحديات التي تواجهُها؛ بسَببِ الحرب المُستمرّة والحصار المفروض عليها، فَــإنَّ اليمنَ لم تتوانَ عن تقديمِ الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية. هذا الدعم يشمل توفير تقنيات متطورة في مجال الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وهي التقنياتُ التي طورَّتها اليمن خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.

التعاون بين القوات المسلحة اليمنية التابعة لـحكومة صنعاء والفصائل الفلسطينية في مجالات التدريب العسكري وتبادُل الخبرات في حربِ العصابات يعد من أبرز أشكال الدعم. هناك تقاريرُ تشيرُ إلى أن اليمنَ قدمت للمقاومة الفلسطينية صواريخَ وطائراتٍ مسيَّرة لتعزيز قدرتها على مواجهة الهجمات الإسرائيلية الجوية، وهي تقنياتٌ يمكن أن تكونَ لها تأثيراتٌ استراتيجيةٌ كبيرة في ميدان المعركة.

إضافة إلى ذلك، نفَّذت القواتُ المسلحةُ اليمنية عملياتٍ عسكريةً في البحر الأحمر استهدفت السفنَ الإسرائيليةَ أَو التابعة لحُماة كيان الاحتلال، في خطوة لتعزيزِ الضغط على “إسرائيل” وتحقيق الردع العسكري. هذه العمليات تكشفُ عن قدرة اليمن على تنفيذ هجمات معقَّدة باستخدام تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيَّرة؛ مما يساهمُ في تعزيزِ محور المقاومة في المنطقة.

التأثيرُ على التوازُن الإقليمي والدولي:

الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية ليس مُجَـرّدَ تعبير عن تضامن شعبي، بل هو جزءٌ من استراتيجية أكبرَ تهدفُ إلى تعزيزِ موقفها في مواجَهةِ التحالفات الدولية والإقليمية التي تدعَمُ “إسرائيل”. من خلال دعمِ المقاومة الفلسطينية، تسعى صنعاء إلى إرسالِ رسالة قوية إلى المملكة السعوديّة ودول الخليج التي تسعى إلى تطبيعِ العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.

الآثار الاجتماعية والثقافية في اليمن:

على الصعيد الداخلي، يعكسُ الدعم اليمني لفلسطين روحًا من التضامُنِ الشعبي. في ظل المعاناة الكبيرة التي يواجهُها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار، يصبح الدعم لفلسطين جزءًا من الوعي الشعبي الجماهيري. المسيرات والمظاهرات في اليمن تشكل مِنصةَ تعبير قوية عن التزام الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية، وتُظهِرُ مدى تأثير هذه القضية على الوعي السياسي والاجتماعي في اليمن.

إنَّ هذا الدعم يعزِّزُ من مكانةِ اليمنِ بقيادة السيد عبد الملك الحوثي في العالَمِ العربي، ويجعلُها تمثِّلُ القوةَ الإقليميةَ التي تسعى إلى مقاومةِ العدوان الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة. كما أن هذا الموقفَ يخلُقُ تضامنًا جماهيريًّا في المنطقة مع الشعب الفلسطيني؛ مما يعزِّزُ من قوة حركات المقاومة ضد الاحتلال.

التحدياتُ والتأثيرات المستقبلية:

رغم الدعم المُستمرّ الذي تقدِّمُه اليمنُ للمقاومة الفلسطينية، فَــإنَّ هناك تحدياتٍ كبيرةً تواجه هذا الدعم. من بين هذه التحديات، الضغوطُ الدولية والعربية على اليمن، خَاصَّة من قبل الدول المطبِّعة التي ترفض دعم المقاومة الفلسطينية.

ومع ذلك، فَــإنَّ صنعاء مُستمرّة في موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتعملُ على تعزيز علاقاتها مع فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار استراتيجية إقليمية أوسعَ تهدف إلى مقاومة الهيمنة الصهيونية والعدوان الأمريكي. هذا الدعم يعكسُ التزامًا استراتيجيًّا بعيدًا عن الاعتبارات السياسية الضيِّقة، ويشكل رسالةً واضحةً للعدو الإسرائيلي بأن المقاومةَ الفلسطينية ستظلُّ حيةً في كُـلّ زاوية من العالم العربي.

الخُلاصة:

دعم اليمن للمقاومة الفلسطينية هو جزء من رؤية استراتيجية أوسعَ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدِّي للهيمنة الغربية. هذا الدعم العسكري، الدبلوماسي، والتقني يعزز من قوة محور المقاومة في المنطقة، ويضعُ اليمن في موقفٍ قوي على الساحةِ الإقليميةِ والدولية. ورغمَ التحديات التي تواجهها، تظل اليمن متمسكة بمواقفها الثابتة، مؤكّـدة أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية استراتيجية في السياسة الإقليمية والداخلية للبلاد.

* ثائر أبو عياش كاتبٌ فلسطيني- بتصرُّف يسير

مقالات مشابهة

  • دور اليمن في تعزيز محور المقاومة.. كيف يشكل أنصار الله ركيزة لفلسطين؟
  • 65 % من شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة من النساء والأطفال
  • ارتفاع حصيلة مجزرة العدو الصهيوني بحق عائلة الأغا في خان يونس إلى ثمانية شهداء
  • المقاومة الفلسطينية تكشف: فككنا عدد من أجهزة تنصت زرعها العدو بغزة
  • العدو الصهيوني يستعين بـ”الروبوتات” لتعويض نقص جنوده بسبب هروبهم من المعركة
  • العدو الصهيوني يستعين بالروبوتات لتعويض نقص جنوده بسبب هروبهم من المعركة
  • حصاد اليوم الـ 42 .. تصعيد العدوان الصهيوني على غزة واستمرار الإبادة
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • كمائن المقاومة تربك حسابات جيش الاحتلال.. والوسطاء يواصلون المساعي للتوصل إلى هدنة قريبة
  • الخطة الصهيونية المُعلنة لإبادة غزة أمام القضاء الدولي