عن الحرب الدينية والكراهية والعنصرية في خطاب بايدن
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
"نحن نقف مع إسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها ضد هجمات المنظمات الفلسطينية ونقدم كل الدعم السياسي والعسكري والاستخباراتي لأصدقائنا في إسرائيل".. هذا هو الموقف الأمريكي المعلن رسميا مع تعاقب الرئاسات الأمريكية المختلفة سواء الجمهورية أو الديمقراطية، فالموقف الأمريكي الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية واحد في الدعم السياسي والعسكري والأمني والدولي غير المحدود للكيان الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وذهب الرئيس الأمريكي جو بايدن أبعد من ذلك في خطابه حول تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة المحاصر، مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على البشر والحجر والذي راح ضحيته حتى اللحظة أكثر من 1055 شهيدا غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 5185 جريحا، والأعداد مرشحة إلى التصاعد في ظل القصف الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة.
لم يستطع بايدن أن يخفي حقيقة موقفه في الدعم غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي، حيث تبنى بايدن بشكل تام الرواية الإسرائيلية بأن الصراع بين الشعب الفلسطيني والكيان الإسرائيلي هو صراع ديني وليس نضال شعب يخضع لأقدم احتلال في التاريخ منذ نكبة 1948، حيث يكافح الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه ونيل حريته.
لم تخلُ جملة واحدة من حديث بايدن من كلمة اليهود ويريدون قتل اليهود، وهو يريد أن يقول إن صراعنا نحن الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي صراع ديني بين المسلمين واليهود، وهذا توصيف خطير جدا وله تداعيات خطيرة ليس على مستوى القضية الفلسطينية وإنما في أبعاد دولية
لم تخلُ جملة واحدة من حديث بايدن من كلمة اليهود ويريدون قتل اليهود، وهو يريد أن يقول إن صراعنا نحن الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي صراع ديني بين المسلمين واليهود، وهذا توصيف خطير جدا وله تداعيات خطيرة ليس على مستوى القضية الفلسطينية وإنما في أبعاد دولية.
بالتالي، كلام الرئيس بايدن هي دعوة لتغذية الصراعات الدينية حول العالم، وتمزيق مكونات المجتمع والطوائف الدينية المختلفة في الدول، وهي تخدم حالة الاحتقان الموجودة أساسا في بعض الحالات بين مختلف الديانات.
إذ أقل ما يمكن به وصف هذه الجزئية في كلام بايدن بأنها إذكاء للحروب الدينية، وتبرر للاحتلال الإسرائيلي قتل الفلسطينيين كونهم فلسطينيين مسلمين، وهذا الأمر خطير جدا ويتحمل الرئيس الأمريكي مسؤولية مباشرة عن تداعيات هذه المقامرة غير المسؤولة في إذكاء الصراع الديني في العالم.
كما أن قول بايدن بشكل مباشر بأنه قد طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يكون رد إسرائيل حاسما ضد حركة حماس في قطاع غزة، هو بمثابة ضوء أخضر وشيك أمريكي سياسي ومالي وعسكري مفتوح لإسرائيل في تدمير قطاع غزة، وهذا ما يحدث فعلا من خلال إطباق الحصار بشكل كامل وقطع المياه والكهرباء ومنع دخول المساعدات، واستهداف البنى التحتية والمشافي والمباني، وقتل المدنيين من أطفال ونساء ضمن عائلات بأكملها راحت ضحية هذا العدوان.
إذا الولايات المتحدة الأمريكية شريك مباشر في جريمة الحرب التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وهذه الجرائم التي وصفتها الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بجرائم الحرب.
لذلك بايدن والإدارة الأمريكية جزء مباشر ورئيس في هذا العدوان، ويتحملان مسؤولية قانونية وسياسية وعسكرية فيما يرتكبه الاحتلال من مجازر مروعة بحق المدنيين والبنى التحتية، وحتى بايدن وإدارته شركاء في استهداف الاحتلال للمراكز الأممية في القطاع من مؤسسات ومدارس الأونروا، أيضا شركاء في قتل 11 موظفا تابعين للأمم المتحدة حتى الآن.
وفي هذا الإطار يأتي أيضا إرسال حاملة الطائرات الأمريكية إلى المنطقة، ووصول دفعات من السلاح والذخيرة من أمريكا إلى الجيش الإسرائيلي، بالتالي في هذه الأثناء يُقتل الشعب الفلسطيني بالصواريخ الأمريكية، وهنا نتحدث عن جريمة مكتملة الأركان بالدعم السياسي والعسكري والمالي.
عنصرية مقيته لدى بايدن وإدارته في التعامل مع من يحملون الجنسية الأمريكية، فالإسرائيلي الأمريكي محل اهتمام وتقدير، بينما الفلسطيني الأمريكي فهو خارج حسابات هذه الإدارة العنصرية فقط لأنه من أصول فلسطينية، وهذا يذكرنا بالعنصرية الأمريكية تجاه الأمريكان من ذوي البشرة السوداء
كما أن بايدن في خطابه لم ينس الحديث عن الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية؛ الذين قُتلوا في الأحداث الجارية في المستوطنات الإسرائيلية وعبّر عن تضامنه مع المفقودين منهم، وكان يزبد ويرعد بالتهديد والوعيد لمن يحتجزهم، لكنه تناسى وأغمض عينيه عن جريمة قتل الاحتلال الإسرائيلي للزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة الفلسطينية التي تحمل الجنسية الإسرائيلية، وهناك الكثير من الحالات للعنصرية الأمريكية في التمييز بين الإسرائيليين والفلسطينيين ممن يحملون الجنسية الأمريكية.
عنصرية مقيته لدى بايدن وإدارته في التعامل مع من يحملون الجنسية الأمريكية، فالإسرائيلي الأمريكي محل اهتمام وتقدير، بينما الفلسطيني الأمريكي فهو خارج حسابات هذه الإدارة العنصرية فقط لأنه من أصول فلسطينية، وهذا يذكرنا بالعنصرية الأمريكية تجاه الأمريكان من ذوي البشرة السوداء.
الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن في أي مرحلة من المراحل إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واليوم تزداد القناعة بأن أمريكا ليست إلا دولة حامية ومدافعة عن الاحتلال، وعلى المشككين في ذلك مراجعة أنفسهم وقراءة خطاب بايدن من جديد ليلمسوا العداء لقضايا أمتنا، إلى جانب الكراهية والعنصرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل بايدن غزة إسرائيل امريكا غزة بايدن طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مظاهرات في عواصم أجنبية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة ولبنان
عواصم - صفا
طالب عدد من المحتجّين في عدة عواصم حول العالم بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المُتواصل على لبنان وغزة، ومنع إرسال الأسلحة إليه، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ففي العاصمة الألمانية، برلين، تجمّع مئات الأشخاص قرب محطة مترو أنفاق فيلمرسدورفر شتراسه، من أجل التنديد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان.
واعتقلت الشرطة الألمانية عددا من المشاركين في الوقفة التي حملوا فيها أعلام فلسطين ولبنان، ولافتات كتب عليها عبارات تندد بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
وفي مانشستر، شارك المئات في مظاهرة، جابت شوارع المدينة، حاملين كلا من أعلام فلسطين ولبنان، وصورا توثّق جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان.
وطالب المتظاهرون الحكومة بالضغط من أجل وقف الحرب المتواصلة، وكذلك الامتناع عن تسليح الاحتلال ودعمه.
وفي لندن، تظاهر المئات في الشوارع للمطالبة بوقف ما وصفوه بـ"التواطؤ البريطاني في الإبادة الجماعية التي تجري على قطاع غزة".
وسار المتظاهرون أمام مقر شركة النفط البريطانية "بي بي" التي يتهمونها بمد الاحتلال الإسرائيلي بنحو 30 % من النفط الذي تستخدمه لتشغيل آليات الاحتلال وطائراته في الحرب على غزة ولبنان.
ونظم المظاهرة تحالف يشتمل على أكثر من 60 من منظمات "العدالة المناخية"، لتتزامن مع مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في أذربيجان.
وبحسب عدد من مقاطع الفيديو، التي جابت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، اجتمع متظاهرون، أمام مبنى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بمنطقة مانهاتن في نيويورك، حيث رفعوا لافتات كتب عليها: "نيويورك تايمز الكاذبة.. أنت من أضرمتِ النيران في فلسطين".
أما في ريو، تظاهر مئات الأشخاص دعما للفلسطينيين، فيما وصف بكونه تحرّكا من أجل لفت انتباه زعماء العالم الذين سوف يشاركون في قمة مجموعة العشرين، المقرر أن تستضيفها المدينة، خلال يومي الاثنين والثلاثاء القادمين، إلى القضية الفلسطينية.
ورفع متظاهرو ريو، المتوشّحون بالكوفيات، العلم الفلسطيني، وأيضا عدّة لافتات نادت إحداها إلى "قطع العلاقات البرازيلية- الإسرائيلية"، فيما طالبت لافتات أخرى حلفاء الاحتلال بوقف تمويل هجماته العسكرية في غزة ولبنان.
وفي ساحة الباستيل بالعاصمة الفرنسية، باريس، ندّد عدد من المحتجين بقتل الاحتلال للمئات من مقدمي الرعاية الصحية من أطباء وممرضين ومسعفين في غزة.
واستنكر المتظاهرون تدمير الاحتلال للمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة.
وهتفوا بجُملة من الشعارات التي طالبوا من خلالها الدول الغربية، بتحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في حماية الشعبين الفلسطيني واللبناني، وفرض عقوبات رادعة على الاحتلال، بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها.
وفي العاصمة الدانماركية كوبنهاغن، احتجّ المئات على الحرب المستمرة على غزة ولبنان، مطالبين بوقف الإبادة ورفع الحصار عن القطاع، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال، تواصل ارتكاب المجازر الوحشية لليوم الـ408 على التوالي، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفة المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية، متسببة في دمار هائل في الممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية.
المصدر: عربي 21