عربي21:
2024-10-03@12:03:39 GMT

عن الحرب الدينية والكراهية والعنصرية في خطاب بايدن

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

"نحن نقف مع إسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها ضد هجمات المنظمات الفلسطينية ونقدم كل الدعم السياسي والعسكري والاستخباراتي لأصدقائنا في إسرائيل".. هذا هو الموقف الأمريكي المعلن رسميا مع تعاقب الرئاسات الأمريكية المختلفة سواء الجمهورية أو الديمقراطية، فالموقف الأمريكي الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية واحد في الدعم السياسي والعسكري والأمني والدولي غير المحدود للكيان الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.



وذهب الرئيس الأمريكي جو بايدن أبعد من ذلك في خطابه حول تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة المحاصر، مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على البشر والحجر والذي راح ضحيته حتى اللحظة أكثر من 1055 شهيدا غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 5185 جريحا، والأعداد مرشحة إلى التصاعد في ظل القصف الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة.

لم يستطع بايدن أن يخفي حقيقة موقفه في الدعم غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي، حيث تبنى بايدن بشكل تام الرواية الإسرائيلية بأن الصراع بين الشعب الفلسطيني والكيان الإسرائيلي هو صراع ديني وليس نضال شعب يخضع لأقدم احتلال في التاريخ منذ نكبة 1948، حيث يكافح الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه ونيل حريته.

لم تخلُ جملة واحدة من حديث بايدن من كلمة اليهود ويريدون قتل اليهود، وهو يريد أن يقول إن صراعنا نحن الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي صراع ديني بين المسلمين واليهود، وهذا توصيف خطير جدا وله تداعيات خطيرة ليس على مستوى القضية الفلسطينية وإنما في أبعاد دولية
لم تخلُ جملة واحدة من حديث بايدن من كلمة اليهود ويريدون قتل اليهود، وهو يريد أن يقول إن صراعنا نحن الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي صراع ديني بين المسلمين واليهود، وهذا توصيف خطير جدا وله تداعيات خطيرة ليس على مستوى القضية الفلسطينية وإنما في أبعاد دولية.

بالتالي، كلام الرئيس بايدن هي دعوة لتغذية الصراعات الدينية حول العالم، وتمزيق مكونات المجتمع والطوائف الدينية المختلفة في الدول، وهي تخدم حالة الاحتقان الموجودة أساسا في بعض الحالات بين مختلف الديانات.

إذ أقل ما يمكن به وصف هذه الجزئية في كلام بايدن بأنها إذكاء للحروب الدينية، وتبرر للاحتلال الإسرائيلي قتل الفلسطينيين كونهم فلسطينيين مسلمين، وهذا الأمر خطير جدا ويتحمل الرئيس الأمريكي مسؤولية مباشرة عن تداعيات هذه المقامرة غير المسؤولة في إذكاء الصراع الديني في العالم.

كما أن قول بايدن بشكل مباشر بأنه قد طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يكون رد إسرائيل حاسما ضد حركة حماس في قطاع غزة، هو بمثابة ضوء أخضر وشيك أمريكي سياسي ومالي وعسكري مفتوح لإسرائيل في تدمير قطاع غزة، وهذا ما يحدث فعلا من خلال إطباق الحصار بشكل كامل وقطع المياه والكهرباء ومنع دخول المساعدات، واستهداف البنى التحتية والمشافي والمباني، وقتل المدنيين من أطفال ونساء ضمن عائلات بأكملها راحت ضحية هذا العدوان.

إذا الولايات المتحدة الأمريكية شريك مباشر في جريمة الحرب التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وهذه الجرائم التي وصفتها الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بجرائم الحرب.

لذلك بايدن والإدارة الأمريكية جزء مباشر ورئيس في هذا العدوان، ويتحملان مسؤولية قانونية وسياسية وعسكرية فيما يرتكبه الاحتلال من مجازر مروعة بحق المدنيين والبنى التحتية، وحتى بايدن وإدارته شركاء في استهداف الاحتلال للمراكز الأممية في القطاع من مؤسسات ومدارس الأونروا، أيضا شركاء في قتل 11 موظفا تابعين للأمم المتحدة حتى الآن.

وفي هذا الإطار يأتي أيضا إرسال حاملة الطائرات الأمريكية إلى المنطقة، ووصول دفعات من السلاح والذخيرة من أمريكا إلى الجيش الإسرائيلي، بالتالي في هذه الأثناء يُقتل الشعب الفلسطيني بالصواريخ الأمريكية، وهنا نتحدث عن جريمة مكتملة الأركان بالدعم السياسي والعسكري والمالي.

عنصرية مقيته لدى بايدن وإدارته في التعامل مع من يحملون الجنسية الأمريكية، فالإسرائيلي الأمريكي محل اهتمام وتقدير، بينما الفلسطيني الأمريكي فهو خارج حسابات هذه الإدارة العنصرية فقط لأنه من أصول فلسطينية، وهذا يذكرنا بالعنصرية الأمريكية تجاه الأمريكان من ذوي البشرة السوداء
كما أن بايدن في خطابه لم ينس الحديث عن الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية؛ الذين قُتلوا في الأحداث الجارية في المستوطنات الإسرائيلية وعبّر عن تضامنه مع المفقودين منهم، وكان يزبد ويرعد بالتهديد والوعيد لمن يحتجزهم، لكنه تناسى وأغمض عينيه عن جريمة قتل الاحتلال الإسرائيلي للزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة الفلسطينية التي تحمل الجنسية الإسرائيلية، وهناك الكثير من الحالات للعنصرية الأمريكية في التمييز بين الإسرائيليين والفلسطينيين ممن يحملون الجنسية الأمريكية.

عنصرية مقيته لدى بايدن وإدارته في التعامل مع من يحملون الجنسية الأمريكية، فالإسرائيلي الأمريكي محل اهتمام وتقدير، بينما الفلسطيني الأمريكي فهو خارج حسابات هذه الإدارة العنصرية فقط لأنه من أصول فلسطينية، وهذا يذكرنا بالعنصرية الأمريكية تجاه الأمريكان من ذوي البشرة السوداء.

الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن في أي مرحلة من المراحل إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واليوم تزداد القناعة بأن أمريكا ليست إلا دولة حامية ومدافعة عن الاحتلال، وعلى المشككين في ذلك مراجعة أنفسهم وقراءة خطاب بايدن من جديد ليلمسوا العداء لقضايا أمتنا، إلى جانب الكراهية والعنصرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل بايدن غزة إسرائيل امريكا غزة بايدن طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الشعب الفلسطینی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إضراب في الداخل الفلسطيني ومطالبات بوقف الحرب على غزة ولبنان

بدأ أهالي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، اليوم الثلاثاء، إضرابا شاملا في ذكرى هبة القدس والأقصى، تزامنا مع دعوات للنفير العام والتصعيد الشامل، عبر الاشتباك المفتوح مع قوات الاحتلال، والمشاركة في الدعوات العالمية للنفير في ذكرى طوفان الأقصى.

كما يطالب أهالي الداخل الفلسطيني المحتل من خلال إضرابهم الشامل اليوم، بوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة ولبنان.

متابعة الجرمق| إضراب عام إحياءً لذكرى هبة القدس والأقصى وللمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان في أراضي 48 pic.twitter.com/YU8wQRbLCf

— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) October 1, 2024
وفي وقت سابق، انطلقت دعوات فلسطينية للنفير العام يوم الجمعة المقبل الموافق 4 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2024، وذلك في الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى.

وجاء في الدعوات: "يا أهلنا في الداخل المحتل.. هذه مسألة مصيرية لا يمكن تجاوزها، انفروا غضباً للدماء التي تسيل فداءً ونصرةً لكم ولبقائكم على هذه الأرض".

وشددت الدعوات على ضرورة المشاركة في الفعاليات والمظاهرات، التي ستنطلق من كافة المساجد والميادين صوب نقاط التماس مع المحتل، وذلك يوم الجمعة المقبل.



وفي سياق متصل، أعلن الشباب الثائر في فلسطين النفير العام من أجل تصعيد المواجهة والاشتباك مع قوات الاحتلال، في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، ونصرة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتنديدا بحرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة ولبنان، ورفضا للتورط الأمريكي المباشر في العدوان.

ودعا الشباب الثائر إلى تصعيد المواجهة يوم الجمعة المقبل، من كافة الميادين والمساجد باتجاه نقاط التماس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتتصاعد دعوات النفير لالتحام الضفة الغربية والقدس المحتلة مع المقاومة في غزة ولبنان، إلى جانب إشعال الغصب في وجه الاحتلال عبر العمليات النوعية.

وشهد العام الجاري نقلة نوعية في تفجير المقاومة الفلسطينية العبوات الناسفة بجنود وآليات الاحتلال، خلال اقتحاماته المتكررة في مناطق الضفة الغربية.

ورصد مركز معلومات فلسطين "معطي" تفجير 528 عبوة ناسفة بجنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحاماتهم المتكررة لمدن ومخيمات وبلدات الضفة الغربية، منذ بداية العام الجاري وحتى 24 أيلول/ سبتمبر 2024.

ووصف المركز أرض الضفة الغربية بأنها مفخخة، خاصة بعد مباغتة المقاومة الفلسطينية بعبواتها الناسفة جنود الاحتلال، وإيقاعهم بين قتيل وجريح.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفلسطيني: تدمير 90% من مرافق غزة في العدوان الإسرائيلي
  • إضراب عمال الموانئ الأمريكية: كيف يمكن للرئيس بايدن تعليقه؟
  • العالم يتخلى عن بايدن ويتجاوزه.. مايكل هيرش: خطاب الرئيس الأمريكى حول النظام العالمى عكس فشل دبلوماسية واشنطن فى الشرق الأوسط
  • عاجل : الزبيدي يعلن من الولايات المتحدة استخدام القوة لفرض انفصال الجنوب وهذا ما حدث في ’’شيكاغو’’ الأمريكية (تفاصيل)
  • أمين عام البحوث الإسلامية: بناء شراكة فعالة بين المؤسسات الدينية ينتج خطابًا دينيًا منضبطًا
  • تعرف على تطورات الأوضاع في لبنان بعد الاجتياح البري لقوات الاحتلال الإسرائيلي.. إيران ترد على مقتل "هنية ونصر الله" بأكثر من 100 صاروخ.. بايدن يعلن استعداده لمساندة الصهاينة
  • البيت الأبيض: بايدن وجه الجيش الأمريكي بمساندة إسرائيل لمواجهة الضربة الإيرانية
  • عاجل - أول تحرك من "بايدن" بعد هجوم إيران على إسرائيل.. هل سيتحرك الجيش الأمريكي؟
  • خطاب قاسم الاول.. استمرار بالخطة الاولى
  • إضراب في الداخل الفلسطيني ومطالبات بوقف الحرب على غزة ولبنان