سلط الزميل في مؤسسة كارنيجي، المتخصص في سياسة الجوار الأوروبية والعلاقات عبر الأطلسي، بيير فيمونت، الضوء على موقف أوروبا من الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أنه "لا يوجد مجال للمبادرة، على الأقل في الوقت الحالي".

وذكر فيمونت، في تحليل نشره موقع المؤسسة البحثية وترجمه "الخليج الجديد"، أن الدبلوماسية الأوروبية، بدأت تختفي تدريجياً في السنوات الأخيرة من الجغرافيا السياسية للمنطقة، ما ظهر في ارتباك اليومين الماضيين بشأن الحرب.

فمفوض الاتحاد الأوروبي، أوليفير فارهيلي، أعلن عن التعليق الكامل لجميع المساعدات الأوروبية للشعب الفلسطيني، دون تمييز بين قطاع غزة والضفة الغربية، ما أعقبه رد فعل قوي من عديد الدول الأعضاء، في مؤشر واضح على الانقسامات العميقة داخل الاتحاد.

ورغم إدانات الاتحاد العلنية لهجمات حماس، فإن النهج المشترك لعملية السلام في الشرق الأوسط الذي حدده الاتحاد الأوروبي منذ إعلان البندقية عام 1980 انتهى، وقوضته إلى حد كبير مبادرات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن السلام في الشرق الأوسط واتفاقيات إبراهيم، ولذا أصبحت أوروبا مهمشة في المنطقة إلى الحد الذي يجعلها لا تأمل في أن يُسمع صوتها وسط المواجهة المستمرة بين إسرائيل وحماس، بحسب فيمون، مرجحا أن تكون أي وساطة بين الطرفين المتحاربين، من دول المنطقة وليس من أوروا.

ومع ذلك يرى فيمونت أنه بمجرد انتهاء الصراع، فإن الحاجة إلى تسوية القضية الفلسطينية أخيرًا من خلال التوصل إلى اتفاق سلام ما بين إسرائيل والشعب الفلسطيني ستظل قائمة، مضيفا: "وآنذاك تستطيع أوروبا أن تلعب دوراً مهماً من خلال استخدام نفوذها المالي والاقتصادي لإقناع إسرائيل والقيادة الفلسطينية المتجددة بالعودة إلى مفاوضات جادة ووضع حد للعنف المستمر".

وخلص فيمونت إلى أن أوروبا لا ينبغي لها أن تضيع أي وقت في التعبير عن هذا الموقف السياسي، وعليها أن تفعل ذلك بالتعاون الوثيق مع شركائها العرب لضمان المصداقية.

وأردف الزميل بمؤسسة كارنيجي: "قد لا تُسمع هذه الرسالة السياسية الآن، لكنها يمكن أن تكون مرجعًا مفيدًا عندما ينتهي الضجيج والغضب في ساحة المعركة".

المصدر | بيير فيمونت/ كارنيجي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي حماس إسرائيل اتفاقيات إبراهيم

إقرأ أيضاً:

غوتيريش: الشرق الأوسط في مفترق طرق حرج

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء من أن الشرق الأوسط في مفترق طرق حرج.

وقال في نقاش في مجلس الأمن الدولي إن "الوعد بحل الدولتين معرض لخطر التلاشي تماما.. الإرادة السياسية لتحقيق هذا الهدف تبدو بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى".

وحث غوتيريش الدول على تجاوز التصريحات وتحديد خطوات محددة لإحياء حل الدولتين. وقال إن "الوقت يمر، الوقت ينفد".

وأعرب غوتيريش عن قلق عميق إزاء تدهور الوضع في قطاع غزة، حيث قتل ما يقرب من ألفي فلسطيني منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار الماضي.

وأدان الأمين العام للمنظمة الدولية استمرار الحصار المفروض على إدخال االمساعدات للقطاع الفلسطيني، الأمر الذي وضع أكثر من مليوني شخص في حالة طوارئ إنسانية وصفها بأنها "تفوق الخيال".

وقال غوتيريش: "أشعر بالقلق من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تشير إلى أن المساعدات تستخدم كوسيلة ضغط لتحقيق مكاسب عسكرية.. المساعدات ليست ورقة مساومة. إنها غير قابلة للتفاوض".

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: الشرق الأوسط في مفترق طرق حرج
  • ترامب يتغيّر بعد 100 يوم… فما نصيب الشرق الأوسط من ذلك؟
  • استراتيجيات عالمية لتحقيق النمو الإقليمي.. جلسة نقاشية بمؤتمر الاتحاد الدولي للمعارض
  • رئيس حزب الاتحاد: مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية كشفت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • باحث إسرائيلي: قادة غربيون يسعون لتشويه صورة إسرائيل وكبح جماحها
  • مجلس الأمن يعقد جلسة اليوم بشأن القضية الفلسطينية
  • ديرمر : الحرب ستنتهي خلال 12 شهرا من الآن
  • نتنياهو يواصل خطابه التصعيدي .. ويزعم: غيرنا وجه الشرق الأوسط
  • الجبير يبحث مع المبعوث الصيني مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط