المقاومة تشعل حيفا وتل أبيب وكل مدن الكيان بالصواريخ.. والعدو يخلي مستوطنات الشمال وقتلاه أكثر من 1200 العدو الصهيوني يحاول تجاوز هزيمته بشن حرب إبادة وحشية على غزة.. وأمريكا تشرف على المذابح أكثر من 1055 شهيداً و5 آلاف جريح وتدمير أحياء بأكملها في أعنف قصف صهيوني على غزة

الثورة / فلسطين
لليوم الخامس على التوالي تواصلت معركة طوفان الأقصى، وسط هستيريا الانتقام الصهيوني بشن حرب إبادة للمدنيين في مدينة غزة التي تعرضت لأعنف قصف وحشي من البر والبحر والجو، جاء بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي بايدن دعما مفتوحا للكيان الصهيوني، وتوجيهه إلى نتنياهو القيام برد حاسم على حماس وتغيير المعادلة في قطاع غزة.


وصعّد العدو الصهيوني عدوانه الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل غير مسبوق في اليوم الخامس لعملية «طوفان الأقصى»، مستهدفًا بغاراته الجوية وقصفه البحري والبري والجوي الأبراج والمباني السكنية الكبيرة والمساجد والمؤسسات التربوية والمقار الحكومية، فارضًا حزامًا ناريًا على سكان القطاع في مختلف مناطقه، في محاولة لتجاوز هزيمته وإرهاب الشعب الفلسطيني وتهجيره من القطاع، كما أعلن وزير الدفاع الصهيوني نفسه.
وواصل العدوان الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، بأسلوب وحشي وهمجي غير مسبوق، لليوم الخامس على التوالي، مستهدفًا المدنيين في الأحياء السكنية بشكل خاص، وموقعًا مزيدًا من المجازر الدموية، راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى من المواطنين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
وصعد العدو الصهيوني من القصف على غزة يوم أمس بشكل هو الأعنف، وكثف بالطيران الحربي غاراته الجوية فشنّ، أمس 11/10/2023، موجة جديدة من الغارات على الأبنية والمنازل السكنية متسببًا بوقوع المزيد من الشهداء والجرحى، حيث أفيد عن انتشال أكثر من 20 شهيدًا من تحت أنقاض المباني المدمرة، قضوا في غارات أمس، فيما ما يزال عدد غير محدد تحت الأنقاض.
ورفع العدو الصهيوني مستوى عدوانه الإجرامي باستخدام القنابل الفوسفورية المحرمة دوليًا، حاصدة المزيد من أرواح المدنيين الفلسطينيين، وأمعنت في إجرامها بفرض حصار ناري شامل على قطاع غزة، يترافق مع استهداف ممنهج للبنى التحتية والأبراج والمباني السكنية الكبيرة ومراكز الخدمات العامة، وشبكات المياه والكهرباء ومحطات الاتصالات والمساجد والمؤسسات التربوية والمقار الحكومية.
وأذاعت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تحديثات متلاحقة لأعداد الشهداء والجرحى، أفاد آخرها باستشهاد أكثر من 1050 فلسطينيًا وإصابة 5184 آخرين جلّهم من الأطفال والنساء.

مجازر إبادة جماعية بإشراف أمريكي
أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن العدو الصهيوني يرتكب مجازر إبادة جماعية في قطاع غزة، مستخدمًا الفوسفور في عدوانه، في ظل عدم وجود أي تدخل عربي وغربي يوازي حجم العدوان الهمجي.. ولفت محمود في تصريح له إلى حجم المجازر الكبير التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني وآخرها في حي الرمال الذي كان يُعدّ آمنا إلى حد ما.
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، أن العدو الصهيوني يتعمّد استهداف الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف، لإضعاف قدراتها. ولفت إلى أنّ الطواقم الطبية تعمل في ظروف خطرة وغير آمنة، ومع ذلك تصرّ على أداء واجبها باتجاه شعبها، مطالبًا الجهات الدولية باتخاذ خطوات فاعلة لحماية الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف.

البحرية الصهيونية تشارك بالعدوان
وتشارك البحرية الصهيونية في العدوان على غزة إلى جانب الطيران الحربي والمدفعية البرية، فقصفت الزوارق الحربية أمس ميناء غزة بالصواريخ، ملحقة به دمارًا وأضرارًا بالغة.
إلى ذلك أطلق المكتب الإعلامي الحكومي، نداء استغاثة عاجلاً جدًا؛ طالب فيه المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية، بضرورة التحرك السريع لإيقاف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم القتل الجماعي المتعدد الأشكال التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. وطالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي بـ«التداعي لإمداد قطاع غزة بكل أسباب الحياة، وعدم ترك سكانه رهينة أدوات القتل التي يستخدمها الاحتلال».
وأكد المكتب أنّ قطاع غزة يواجه «كارثة إنسانية محققة مع توقف محطة توليد الكهرباء بشكل كامل خلال ساعات جراء نفاد الوقود، ما ينذر بغرق القطاع في ظلام دامس واستحالة استمرار تقديم كافة الخدمات الحياتية الأساسية التي تعتمد جميعا على الكهرباء، ولن يتسنى تشغيلها جزئيا بالمولدات في ظل منع إمدادات الوقود من بوابة رفح».
وشدّد على أنّ: «هذا الوضع الكارثي يخلف أزمة إنسانية لجميع سكان قطاع غزة، يزيد من تفاقمها تواصل عدوان الاحتلال وتدميره لأحياء سكنية كاملة بمئات الأطنان من المتفجرات، وقصف منازل المواطنين فوق رؤوسهم، فيما يمكن وصفه بأنه أقذر جريمة عقاب جماعي ضد المدنيين العزل عرفها التاريخ الحديث»، لافتًا إلى أن هذا الواقع يهدد حياة أكثر من 2.3 ملايين إنسان في القطاع.

إبادة غزة بإشراف أمريكي
المذابح التي يرتكبها العدو الصهيوني بدعم أمريكي وغربي، قد جاءت بعد إعلان بايدن إبلاغ نتنياهو برد حاسم على غزة، مؤكدا دعم أمريكا المفتوح للصهاينة، وتلبية حاجاته من الذخائر، وقال إن ما تقوم به أمريكا هو دفاع عن أمنها أيضاً، وبحسب المعطيات فإن الإدارة الأمريكية تلعب دوراً مباشراً في إدارة المعركة سياسياً وأمنياً وميدانياً، كما أن الدول الغربية توفر دعما سياسيا واسعا وتتبنى دعم الصهاينة في المذابح التي يرتكبونها في غزة.

المقاومة تواصل طوفان الأقصى
وفيما واصل العدو الصهيوني قصفا شاملا على غزة مستخدما القنابل المحرمة ضد المدنيين في غزة مرتكبا مذابح مروعة ووحشية، واصلت المقاومة تصعيدها بشن هجمات صاروخية على كافة مدن الكيان، حيث طالت حيفا وتل أبيب، وقصفت مطار بن غوريون، كما أحدثت ذعرا في أوساط الصهاينة في كافة المدن المحتلة.
وواصلت المقاومة الفلسطينية ضرباتها المسددة على كيان العدو الصهيوني، وردا على المذابح في غزة كثفت من قصفها بالصواريخ على مدن الكيان، حيث قصفت تل أبيب وحيفا وشمال الكيان المحتل، وأمطرت عسقلان برشقات صاروخية متعددة، كما أوقفت الرحلات من وإلى مطار بن غوريون الذي يشهدا تزاحما من الصهاينة لمحاولة الفرار إلى خارج الكيان، وشنت المقاومة قصفا صاروخيا متكررا على المطار، فيما دب الذعر في تل أبيب حين دوت صفارات الإنذار إثر ضربات صاروخية، وأظهرت مشاهد فرار وزيري الخارجية البريطاني والصهيوني إلى الملاجئ، وشهدت حيفا وتل أبيب فوضى وهروبا جماعيا للصهاينة إثر القصف الصاروخي.
واعترف العدو الصهيوني بفشل منظومة «القبّة الحديدية» في اعتراض صواريخ المقاومة المتجهة إلى عسقلان المحتلة، وتحدثت وسائل إعلامه عن انتظار ارتفاعٍ كبير لأعداد القتلى في مستوطنات غلاف غزّة، فيما أعلنت المقاومة الفلسطينية إطلاقها رشقاتٍ صاروخية باتجاه مدينة عسقلان المحتلة، وقالت القناة «الـ14» الإسرائيلية إنّ صاروخاً أُطلق مِن قطاع غزّة «أصاب مباشرةً مبنىً في عسقلان».
وأعلنت «نجمة داوود» الإسرائيلية أنّ إصاباتٍ مباشرة تحقّقت في مدينتي عسقلان وأسدود المحتلتين، نتيجة سقوط الصواريخ، مؤكّدةً وجود إصابات بجراحٍ متوسطة، وبينما كشفت وسائل إعلامٍ إسرائيلية أنّ منظومة القبة الحديدية لم تستطع اعتراض عددٍ من الصواريخ التي سقطت في عسقلان، وأكدت وقوع 12 إصابة مِن جرّاء الرشقة الصاروخية الأخيرة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية مِن قطاع غزّة.
وأدلى متحدثٌ باسم جيش العدو الصهيوني، بتصريحاتٍ لشبكة «أن بي سي» الأمريكية، مؤكّداً أنّه «لا يزال هناك مقاتلون من المقاومة حماس داخل الأراضي المحتلة، وتجري معهم اشتباكات محدودة»، ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن «قوات الإنقاذ» الإسرائيلية أنّه قد يرتفع عدد القتلى الصهاينة في مستوطنات منطقة غلاف غزة، وذلك نتيجة معركة «طوفان الأقصى المستمرة» «هناك كيبوتسات كاملة في غلاف غزة لم ندخل إليها بعد»، وذكرت القناة «الـ12» الإسرائيلية أنّه على الرغم من القصف العنيف وغير المسبوق الذي تتعرض له غزّة، «نرى أنّ إطلاق الصواريخ لا يزال مستمراً»، في حين أكّدت القناة «الـ13» الإسرائيلية أنّ إطلاق الصواريخ مِن قطاع غزّة لا يتوقف.
وأوردت القناة «الـ13» أنّ رشقاتٍ صاروخية أُطلقت نحو مستوطنات «كريات غات» ومحيطها، وتناقل الإعلام الإسرائيلي سماع إطلاق نارٍ في مستوطنة «سديروت»، كاشفاً أنّ وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، «عالقٌ هناك ولا يسمح له بالخروج»، كما تمّ الطلب من المستوطنين في المستوطنة الدخول إلى الأماكن المحصنة بعد سماع إطلاق نارٍ في المدينة.
كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت بدورها أنّ مدينة عسقلان المحتلة تحترق بفعل الرشقات الصاروخية القسّامية، وأنّ الصواريخ تصل إلى المدينة مع غياب صفّارات الإنذار، وفشل القبة الحديدية، كما تبنّت الكتائب إطلاقها صاروخي أرض-جو من طراز «متبر1» تجاه طائرات الاحتلال في سماء مدينة خان يونس، الواقعة جنوبي قطاع غزّة.
مِن جهتها أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قصف مستوطنة «سديروت» برشقةٍ صاروخية حقّقت دماراً كبيراً، حيث اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابات مباشرة لمنازل في المستوطنة، كما أعلنت توجيه ضربات صاروخية مكثفة تجاه «تل أبيب» وأسدود وعسقلان والمدن والمستوطنات في غلاف غزة.
وأعلنت المقاومة تنفيذ ضربات صاروخية على قوات العدو الصهيوني في الضفة الغربية، فيما تحدثت مصادر عن وجود اكثر من مليون صهيوني في الملاجئ، وأشارت إلى أن الفوضى تعصف بالكيان اليهودي، وأن الذعر يخيم في كافة مدنه، مشيرة إلى فرار جماعي من قطعان المستوطنين إلى خارج الكيان.
وشهدت مستوطنات الشمال ذعرا طيلة يوم أمس، بعدما نفذ حزب الله عملية قصف استهدفت تجمعا لجنود العدو في إحدى مواقعهم، فيما ساد التخبط الصهيوني مساء أمس في مستوطنات الشمال على حدود لبنان، حينما أعلن الكيان عن إطلاق مسيرات وتنفيذ إنزال شراعي داخلها، ليتراجع ويعلن عدم حدوث ذلك.
ولا يزال العدو الإسرائيلي متخبّطاً ومرتبكاً بشأن ما جرى في الشمال في الساعة الأخيرة من مساء أمس، بحيث أكّد وجود خلل تسبب في حالة من الذعر على مستوى «إسرائيل». بعدما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ هناك اقتحاماُ لطائرات شراعية تحمل مقاتلين ومسيّرات من لبنان إلى شمال فلسطين المحتلة.
وقال الإعلام الإسرائيلي إنّ هناك عملية إنزال شراعي نفّذها كوماندوز من جنوبي لبنان إلى مستوطنات شمال فلسطين المحتلة. وأكّد أنّ صفّارات الإنذار أُطلقت في الجليل الأعلى والجليل الأسفل والجليل الغربي والجولان بسبب اختراق سرب المسيّرات.
وأكد الإعلام الإسرائيلي بعد ذلك إزالة شبهة خطر اختراق مسيرات إلى الشمال من لبنان، مشيرةً إلى أنّ «هناك خلل كما يبدو ويتم فحصه»، الأمر الذي أكّده الناطق باسم «جيش» الاحتلال الإسرائيلي، وأردف الإعلام الإسرائيلي أنّ «الإنذارات العديدة من قيادة الجبهة الداخلية في الشمال التي تسببت في حالة من الذعر على مستوى إسرائيل يشتبه في أنّ سببها حادثة سايبر».
وفي السياق، ذكر الإعلام الإسرائيلي، أنّ أكثر من مليون إسرائيلي في الشمال موجودون الآن في الملاجئ بعد أن طلب منهم التوجّه فوراً إليها والتزوّد بماء وطعام ومعدات اتصال حتى إشعار آخر»، كما طُلب من المستوطنين ملازمة أماكن سكنهم وإقفال الأبواب وإطفاء الأضواء.
وفي وقتٍ سابق أمس، ردّت المقاومة الإسلامية – حزب الله في لبنان- بشكل حازم على الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرةً إلى أنّ مجاهديها استهدفوا، صباح أمس، موقع «الجرداح» الصهيوني في مقابل منطقة الضهيرة، وأشار البيان إلى أنّ «الاستهداف تمّ بالصواريخ المُوجّهة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات ‏المؤكدة في صفوف قوات العدو»، وجددت المقاومة تأكيدها أنها «ستكون حاسمة بردّها على الاعتداءات الإسرائيلية ضد بلدنا وشعبنا، وخصوصاً عند سقوط شهداء».
إلى ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، بارتفاع عدد القتلى الصهاينة إلى نحو 1200، في ظل استمرار ملحمة «طوفان الأقصى»، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت الماضي، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية عبر حسابها على موقع «إكس» (تويتر سابقاً)، أنّ «عدد القتلى الإسرائيليين ارتفع إلى نحو 1200 قتيل وأكثر من 2900 مصاب».
بدورها، أكدت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أنّ عدد القتلى الإسرائيليين يتجاوز الـ1200، وأنّ الأسرى لدى حركة «حماس» في قطاع غزة يزيد عددهم عن 200، وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أهالي الأسرى الإسرائيليين، تحذيرهم رئيس كيان العدو، إسحاق هرتسوغ، من أنّه إذا لم يعُد أبناؤهم «فسنزلزل إسرائيل، إذا تطلّب الأمر، ولن نقبل تركهم في غزة».
وتحدث الإعلام الإسرائيلي عن تزايد الغضب والإحباط وسط عائلات «غلاف غزة»، وأهالي الأسرى الإسرائيليين، فيما وجّه المستوطنون، في مستوطنات «غلاف غزة»، انتقادات قاسية إلى المؤسستين الأمنية والعسكرية للعدوان.
ورغم مرور خمسة أيام من طوفان الأقصى، إلا أن العدو الصهيوني ما يزال عاجزاً عن استيعاب صدمته مما أحدثته طوفان الأقصى من رعب وهزيمة وفشل، بل وحسب متابعين لم يستطع إحصاء خسائره حتى اللحظة، وأنه يحاول بالمذابح في غزة تعويض هزيمته وفشله في تحقيق أي تقدم ميداني باتجاه مستوطنات الغلاف التي لم يستطع الدخول إليها حتى اليوم، للملمة قتلاه وخسائره هناك.

خامس أيام طوفان الأقصى.. غزة لا تستكين للإبادة الصهيونية.. والذعر يخيَّم على الكيان السابق 1 من 4 التالي

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الإعلام الإسرائیلی العدو الصهیونی الإسرائیلیة أن طوفان الأقصى فی مستوطنات وسائل إعلام فی قطاع غزة عدد القتلى غلاف غزة على غزة أکثر من فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بل هُزم الجيش الإسرائيلي في رفح

 

 

جيش العدو الإسرائيلي سيعلن قريباً عن إنهاء العدوان على رفح، وإنهاء المرحلة الثانية من حرب الإبادة الجماعية ضد أهالي غزة، وذلك مع نهاية هذا الشهر يونيو، ويؤكد جيش العدو أنه سيسحب المزيد من قواته العاملة في رفح ليرسلها إلى الجبهة الشمالية، كما يردد ذلك إعلام الجيش الصهيوني، وأن الجيش سيبدأ المرحلة الثالثة من العدوان، مرحلة التوقف عن اجتياح مدن قطاع غزة بالدبابات، والاعتماد على قصف المدنيين من الجو، إضافة إلى نشر الفوضى والانفلات الأمني داخل التجمعات السكانية في قطاع غزة، وهذا ما ناقشه وزير حرب العدو يوآف جالانت مع القيادة الأمريكية بمستواها السياسي والأمني.
وتعقيباً على أكاذيب الجيش الإسرائيلي يمكنني تسجيل أربع ملاحظات:
أولاً: نقل وحدات الجيش من رفح جنوب قطاع غزة إلى شمال فلسطين، واحتمال انتقال المعارك من الجنوب إلى الشمال، هذه الحجة يبرر فيها الجيش الإسرائيلي إفلاسه الميداني، وعجزه عن تحقيق أي نصر على مدينة رفح، وقد اعترف لاحقاً بأنه دمر 60 % فقط من قوات المقاومة، التي ظلت تسيطر على الميدان، رغم الدبابات الإسرائيلية والطيران.
ثانياً: القصف الجوي، واغتيال قادة العمل المقاوم، ترجع بنا نحن سكان قطاع غزة إلى ما كان الأمر عليه قبل السابع من أكتوبر، حيث كان العدو يقصف غزة، ويطلق صواريخه على مواقع التدريب لرجال المقاومة، وعلى رجال المقاومة، الذين يقومون بالرد، وقصف التجمعات الاستيطانية في غلاف غزة، وفي هذه الحالة تكون المقاومة قد احتفظت بورقة 120 أسيراً صهيونياً، كقوة ضاغطة على قيادة الكيان، لوقف إطلاق النار كلياً، والاستجابة لشروط المقاومة.
ثالثاً: بقاء الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزة، وعلى الشريط الحدودي مع مصر، يعود بنا نحن الفلسطينيين إلى سنة 2004م، حين كان الجيش الإسرائيلي يقطع شمال غزة عن جنوبها، وحين كان العدو الإسرائيلي يسيطر على الشريط الحدودي مع مصر، ويعذب المسافرين لمصر حتى الاختناق والانتظار المقيت، وكانت النتيجة لكل ذلك الإرهاب هو الهزيمة، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة شهر سبتمبر 2005م.
رابعاً: الجيش الإسرائيلي الذي عجز عن البقاء في المدن التي دمرها، ولا يجد لجنوده الكفاءة والشجاعة للاحتفاظ بالمدن والمواقع التي هاجمها بكل إرهاب، هذا الجيش المهزوم لا يمكنه أن يرسم السياسة الفلسطينية داخل مدن قطاع غزة، ولن يستطيع أن يسلط على غزة حفنة من العملاء، كما ادعى ذلك رئيس الوزراء نتنياهو، وهو يرسم معالم المرحلة الثالثة، بفرض نظام حكم عميل لدولة الاحتلال، فتحقيق الأهداف التي حددها نتنياهو تستوجب سيطرة الجيش الإسرائيلي على مجمل حياة السكان في قطاع غزة، ويستوجب سيطرة الجيش على كل شارع وحارة وبيت في قطاع غزة، ويستوجب رفع أيدي الشعب الفلسطيني مستسلماً خانعاً، وهذا كله لم يتحقق ولن يتحقق، وهذا الذي يدفعنا إلى القول: إن مجرد الدخول إلى المرحلة الثالثة التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي، هو بمثابة الإعلان عن الهزيمة العسكرية الإسرائيلية، ولم يبق إلا إعلان الهزيمة السياسية، وبداية الخضوع لشروط المقاومة، في مفاوضات لن تطول كثيراً.
رفح كسرت عنجهية العدو، وفرضت عليه معادلة جديدة في الصراع، رفح خطأ القيادة السياسية الإسرائيلية، التي زجت بالجيش في معركة خاسرة، وكان أشرف لهم أن تظل رفح خط الرجعة للعدو، والذريعة التي تبرر الفشل، ولكن دخول رفح لمدة شهرين، جر على الجيش الإسرائيلي الهزيمة، وفجر الصراع العنيف بين قيادة الجيش والقيادة السياسية التي يحملها الجيش المسؤولية في عدم تحقيق الأهداف.
ظل أن نشير هنا إلى جزء من الخطة الإسرائيلية للمرحلة الثالثة، وتتمثل هذه الخطة في تدمير الأمن الفلسطيني داخل قطاع غزة، ونشر الفوضى في أرجاء قطاع غزة، كخطوة على طريق إضعاف حركات المقاومة، وخلق البديل المحلي القابل للتعاون مع الإسرائيليين، والقادر على مد يد العون للناس بدعم الإسرائيليين، وهذا ما انتبه له الشعب الفلسطيني، الذي رفض بمجمله التعاون مع الاحتلال، وهذا ما حذرت منه تنظيمات المقاومة، وهي تقف بعصا الوطنية، لتجلد ظهر كل من تسول له نفسه أن يضع يده في يد المحتلين.
وكما صمد الشعب الفلسطيني في غزة في وجه الإرهاب الصهيوني، والترحيل، وكما صمد تحت ضغط النزوح والجوع، وكما احتمل عذاب القصف والتدمير، وكما جالد في مواجهة الصواريخ التي أبادت عشرات آلاف المدنيين، سيصمد كذلك في وجه مؤامرة نشر الفوضى والانفلات الأمني.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • فخاخ العسل.. استراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني
  • الحرب على غزة وصمود المقاومة
  • طوفان تغيير المعادلات والموازين
  • بعد تسعة شهور من طوفان الأقصى.. هذه هي صورة الكيان من الداخل
  • مجازر صهيونية جديدة في القطاع وتدنيس المسجد الاقصى وهدم منازل المقدسيين في الضفة
  • بل هُزم الجيش الإسرائيلي في رفح
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ268 من "طوفان الأقصى"
  • حماس: أي مبادرة جديدة يجب أن تشمل وقف إطلاق النار وانسحاب العدو من غزة
  • ألمانيا تدين مصادقة حكومة العدو الصهيوني على شرعنة بؤر استعمارية
  • استطلاع رأي: ثلثا الصهاينة يؤيدون اعتزال نتنياهو للسياسة