عربي21:
2025-02-03@01:01:00 GMT

السفير الفلسطيني في لندن يشتبك مع سرديّة الغرب

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

تألّق السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط، في معرض ردوده على بعض وسائل الإعلام الغربية التي استضافته للتعليق على مجريات الأحداث في فلسطين المحتلة، ظنّاً منها أنها ستخطف منه تصريحاً عاجلاً يُدين فيه عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كي تتداوله فيما بينها على وجه السرعة، فتظهر الدبلوماسية الفلسطينية بمظهر الخجول، ولكن السفير اشتبك معها لفظياً أكثر من مرة، وتركها تحت هول الصدمة حتى هذه اللحظة، بعدما عرّى الإعلام المنافق على حقيقته المنحازة لصالح الاحتلال، الأمر الذي قُوبل بحالة ابتهاج وتأييد على منصات التواصل الاجتماعي.



الاشتباك اللفظي الذي حصل لم يكن بين حسام زملط ومُذيع فحسب، بل كان اشتباكاً سرديّاً بين روايتين اثنتين، أولاهما هي رواية اللاجئ الفلسطيني في أوروبا التي تُبرِز مظلمة الشعب الفلسطيني أمام جَور الاحتلال وعقليّته الإجرامية القائمة على القتل والتهجير والحصار والتجويع والاعتقال، والثانية هي رواية الإعلام الغربي الذي لم ينصف الشعب الفلسطيني حتى وهو تحت القصف الهمجي الذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى، وأحدث دماراً هائلاً في البنية التحتية داخل قطاع غزة، الذي يُترك اليوم بدون أدنى مقومات الحياة، وسط صمتٍ مُريبٍ عجيب من المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً..

الاشتباك اللفظي الذي حصل لم يكن بين حسام زملط ومُذيع فحسب، بل كان اشتباكاً سرديّاً بين روايتين اثنتين، أولاهما هي رواية اللاجئ الفلسطيني في أوروبا التي تُبرِز مظلمة الشعب الفلسطيني أمام جَور الاحتلال وعقليّته الإجرامية القائمة على القتل والتهجير والحصار والتجويع والاعتقال، والثانية هي رواية الإعلام الغربي الذي لم ينصف الشعب الفلسطيني حتى وهو تحت القصف الهمجي
إن دفاع حسام زملط المُستميت عن حقوق شعبنا، وإبرازه الوجه الحقيقي للمواقف الغربية، تجلّى على بُعد أيامٍ فقط، حيث طالبت وزيرة الداخلية البريطانية بشكلٍ علنيٍّ واضح، بقمع المظاهرات المؤيدة لفلسطين، وفضّها ولو بالقوة، بذريعة أنها ترفع شعار "فلسطين من البحر إلى النهر"، فهذا وفق اعتقاد الوزيرة البريطانية مدعاة لإزالة ما تُسمّى إسرائيل من الوجود، وإيحاء مُبطّن لمعاداة السامية وإيذاء لمشاعر اليهود الذين يعيشون في بلادها، في حين أنّ الفلسطينيين في بلادها لا مشاعر لهم وهم يشاهدون أشقاءهم في الداخل تحت مرمى الصواريخ.

وبالتالي فإن السفير الفلسطيني كان مُدرِكاً تماماً وبشكل مُسبَق لسياسة البلد الأوروبي الذي يعيش فيه، وكان على دراية بأنّ من منح بلفور وعداً مجانياً للمحتلين وعلى طبقٍ من ذهب، لن يمنح الفلسطيني في الطرف المقابل ترخيصاً كي يُدين أطفال بلفور أنفسهم، الذين أنجبهم ذلك الوعد الباطل فوق أرضنا..

إن حسام زملط وغضبه يمثّلان غضب فلسطينيي أوروبا أجمعهم، الذين تُمنع عليهم الكلمة، ويُحاسَبون لمجرد تغريدة عبر منصة "إكس"، أو تدوينة عبر فيسبوك، في حين يتحرك مئات الجنود الفرنسيين للقتال إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي تتحرك فيه أيضاً حاملة الطائرات الأمريكية "فورد" وهي الأضخم في العالم، جهاراً نهاراً، تتبعها حاملةٌ أخرى نحو مياه الشرق الأوسط، لضرب قطاع غزة المحاصر والإجهاز عليه بأسلحة ثقيلة، وأنت أيها الفلسطيني المقيم في أوروبا عليك أن تُعاين المشهد عن كثب دون أن تحرّك ساكناً، وعليك أيضاً أن تضبط سُكّرك كثيرا كي تصبح "سُكّر وسط" لا تُسبب إزعاجاً وآفاتٍ للآخرين، وإلّا سوف تجد نفسك في دائرة الاتهام بدعم الإرهاب أو معاداة السامية، ولكَ حرية الاختيار بين هاتين التّهمَتين المُغلّفتَين الجاهزتَين..

وأتساءل في معرض الحديث عن ازدواجية المعايير الغربية التي كشف عنها حسام زملط: لماذا يحل للدول الأوروبية أن تهب لنجدة الأوكرانيين أمام الحرب التي شنتها روسيا على بلادهم، فيدعمونهم بالسلاح والمعدّات ومنصّات السياسة، واللجوء وتقديم الدعم، في حين يُطلَب من قطر على سبيل المثال أن تلعب دوراً بمنع دخول أطراف أخرى على خط الصراع الدائر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، رغم أن مناطق داخل فلسطين كالضفة الغربية مصنّفة بالقانون الدولي على أنها مناطق محتلة؟ وبأي حق يهدد الاحتلال الإسرائيلي مصر بقصف شاحنات الإغاثة في وضح النهار إذا ما حاولت الدخول إلى قطاع غزة لسد رمق الجوعى والمحاصرين هناك؟ وكيف تصمت منظمات حقوق الإنسان والدول الراعية للإنسانية عن هذا التشبيح والعربدة الإسرائيلية؟..

ليس هذا فحسب، بل إن التصريحات التي صدرت من قادة الاحتلال الإسرائيلي، تُثبت مدى منطق الشوارع الذي يتمتع به هؤلاء، فالحيوانات البشرية التي تحدث عنها وزير الخوف لديهم يوآف غالانت هم حيوانات من فصيلة الأُسُود الذي داسوا هيبة الاحتلال أمام مواطنيها وأمام العالم، وأصبح "الجيش الذي لا يُقهَر"، جيشاً من الأسرى والمفقودين والمأزومين والقتلى، بل أصبح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الذي صدّعوا رؤوسنا به على مدار سنوات، جهازا من راديوهات الخردة التي لا تصلح إلا للإنصات لبرنامج حُكم العدالة عصر كل يوم ثلاثاء، ولهذا دعت المحامية الإسرائيلية ريفيتال تالي، وهي عضو الكنيست عن حزب الليكود، إلى استخدام السلاح النووي والانتقام العنيف ردا على هجمات حركة حماس، وسمعها المجتمع الدولي بأكمله وهي تطلق هذا التصريح المؤطر بالسلاح النووي دون أن يعترض، ولكنه يعترض فقط عن عدم إدانة السفير الفلسطيني في لندن لحركة حماس..

لم يحتجّ أحدٌ حينما قال السفير إنه هنا ليمثّل الشعب الفلسطيني، لأنه بهذا الاشتباك يمثّلنا جميعا نعم، بل إننا نتضرع إلى الله أنْ لو كان سفراء الدبلوماسية الفلسطينية كلهم على ذات الدرجة من الشجاعة ورباطة الجأش والثبات في مثل هذه المواقف..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني الإعلام الإسرائيلي أوروبا إسرائيل فلسطين أوروبا الإعلام مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی السفیر الفلسطینی الشعب الفلسطینی الفلسطینی فی

إقرأ أيضاً:

الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني تدين التصريحات الأمريكية المتكررة بشأن تهجير سكان غزة

أعرب رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، الدكتور صلاح عبد العاطي، عن إدانته الشديدة واستنكاره البالغ للتصريحات الأمريكية المتكررة، والتي تدلل على وجود مخططات ممنهجة تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة قسرًا، في تواطؤ واضح ومباشر مع الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي.

وأضاف أن هذه التصريحات، التي تأتي في ظل استمرار آثار وتداعيات العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع الذي دام لأكثر من 15 شهرًا، تعكس دعمًا أمريكيًا واضحًا لسياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على التهجير القسري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، وتكشف عن محاولات لتشريع الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأشار، إلى أن أي محاولة لفرض تهجير قسري على الفلسطينيين في قطاع غزة، سواء عبر الضغط العسكري الوحشي، أو الاستمرار في فرض الحصار الخانق وتعطيل عمليات الاستجابة الإنسانية والتعافي واعادة الاعمار، أو من خلال تصريحات والمخططات السياسية وتحركات دبلوماسية مشبوهة، تُشكل جريمة حرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، كما أنها تمثل جريمة ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. فالاحتلال الإسرائيلي، بصفته قوة احتلال، لا يملك أي حق قانوني أو أخلاقي لطرد السكان المدنيين الفلسطينيين من أرضهم، كما أن أي دعم سياسي أو لوجستي لهذه المخططات، سواء من الولايات المتحدة أو أي جهة أخرى، يجعله شريكًا في هذه الجرائم الدولية.

وأكد، أن محاولة إعادة إنتاج نكبة فلسطينية جديدة لن تؤدي إلا إلى المزيد من تصعيد الأوضاع في المنطقة، وستُشكل خطرًا كبيرًا على الأمن والسلم الاقليمي والدولي. فالفلسطينيون، الذين تعرضوا تاريخيًا لعمليات تطهير عرقي متكررة منذ النكبة عام 1948، يدركون تمامًا أن أي حديث عن "إعادة توطين" أو "نزوح مؤقت" ليس سوى محاولة مكشوفة لشرعنة تهجيرهم بشكل دائم، وهو ما يرفضه الشعب الفلسطيني بشكل قاطع.

وتابع، أن الاحتلال الإسرائيلي، عبر سياساته الممنهجة القائمة على الإبادة الجماعية والتدمير المنظم للبنية التحتية في قطاع غزة، وحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وفرض العقوبات الجماعية بهدف اهلاك كلي او جزئي للفلسطينيين يعني مواصلة جريمة الإبادة الجماعية بالقتل ومن خلال خلق بيئة قسرية تدفع الفلسطينيين إلى مغادرة وطنهم. فاستهداف الأحياء السكنية بشكل مباشر، وارتكاب المجازر بحق المدنيين، وتدمير المؤسسات الصحية والتعليمية، واستهداف مصادر المياه والكهرباء، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية والخيام والبيوت المؤقتة والمعدات الثقلية، كلها إجراءات متعمدة تهدف إلى جعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة، وذلك ضمن خطة الاحتلال لفرض التهجير القسري كأمر واقع.

وثمنت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، الموقف المصري والعربي الموحد الرافض بشكل قاطع لهذه المخططات، والذي يُعبر عن التزام مصر والدول العربية بمبادئ القانون الدولي وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، إذ تشدد على أن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه، ولن يقبل بأي محاولات لتكرار النكبة، وسيظل متمسكًا بحقوقه الوطنية والتاريخية، وإذ تؤكد على أن أي مشاريع تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل، وستكون عواقبها وخيمة على الأمن الإقليمي والدولي، وإذ تؤكد على أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة الإعمار، يجب أن تكون على سلم أولويات المجتمع الدولي.

وتؤكد الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني على ما يلي:

1- نرفض التصريحات والمخططات الأمريكية جملةً وتفصيلًا، واعتبارها تواطؤًا سياسيًا وقانونيًا مع الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

2- ننظر إلى المواقف الرسمية والشعبية المصرية والعربية والإسلامية بوصفها سدًا منيعًا أمام أي محاولات لإعادة رسم الخارطة الديمغرافية والسياسية في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني وأمن المنطقة.

3- نطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، وإصدار موقف واضح وملزم واتخاذ إجراءات لرفض أي محاولة أمريكية أو إسرائيلية لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين في قطاع غزة بما في ذلك التصدي لحظر عمل وكالة الغوث الدولية.

4- ندعو مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لبحث المخاطر الناجمة عن التصريحات الأمريكية المتكررة، واتخاذ قرارات واضحة تمنع أي محاولة للمساس بالحقوق الفلسطينية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.

5- ندعو المحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع في استكمال تحقيقاتها حول جرائم الحرب الإسرائيلية، بما في ذلك جرائم التهجير القسري، والإبادة الجماعية، والاستهداف الممنهج للمدنيين، وضرورة إدراج التصريحات الأمريكية ضمن التحقيقات الجارية كونها توفر دعمًا سياسيًا لهذه الجرائم.

6- ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك العاجل على المستويات الدولية، وتكثيف الجهود لرفض أي مشاريع تهدف إلى إفراغ قطاع غزة من سكانه، والعمل على وضع آليات قانونية وسياسية تضمن إفشال هذه المخططات.

7- نطالب بالعمل على بلورة جبهة عالمية تضم كتلًا وقوى دوليةً مختلفة، وقوى الرأي العام العالمي المناصر للقضية الفلسطينية، ومختلف مؤسسات الأمم المتحدة، لدعم برنامج إنهاء الاحتلال والاستيطان والعودة والاستقلال الوطني، وعلى أساس بلورة موقف دولي يتمسك بأسس ومرجعيات حل الصراع كما وردت في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما يكفل تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة.

8- نطالب القيادة والدبلوماسية الفلسطينية والفصائل الفلسطينية بالتوحد والتوافق خطة وطنية لمواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية والعمل علي تعزيز صمود سكان القطاع و تعظيم الاشتباك الشعبي والدبلوماسي والقانوني مع دولة الاحتلال وبذل جهود إضافية ومعتبرة من أجل ضمان تبني الأسرة الدولية لموقف واضحة تجاه المحاولات الأمريكية - الإسرائيلية لفرض ما يعرف بمشروع التهجير.

اقرأ أيضاً"أبومازن" يعرب عن تقديره لموقف الأمين العام للأمم المتحدة الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني

بيان مشترك للاجتماع الوزاري العربي بالقاهرة بشأن فلسطين ورفض التهجير

المسلماني: الرئيس السيسي عبر عن رؤية مصر برفض تهجير الفلسطينيين وعدم المساس بحقوقهم

مقالات مشابهة

  • السفير حسام زكي: مخططات التهجير وهمية ولا يمكن تنفيذها
  • الرئيس الفلسطيني يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي
  • الرئيس الفلسطيني يطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل أعمالها الاستفزازية بحق الشعب الفلسطيني
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين حرق مسجد بإحدى قرى مدينة أريحا
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني تدين التصريحات الأمريكية المتكررة بشأن تهجير سكان غزة
  • أحمد موسى: الشعب الفلسطيني سيستمر في مقاومة الاحتلال
  • حركة فتح: اعتقال ماهر النمورة لن يسكت صوتنا في الدفاع عن الشعب الفلسطيني
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • السفير حسام زكي: العراق تستضيف القمة العربية في أواخر أبريل