بوابة الفجر:
2025-01-31@01:01:29 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: " لا حياة لمن تنادى" !!

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT



مثل شعبى تعلمناه من " الفولكلور المصرى " وهو حينما ينفخ أحد فى "قربة " أو " بالونة " مثقوبة النتيجة لاشىء !! على الإطلاق.
لاأعرف لماذا كان شعورى حينما جلست لأكتب عن معاناه كتاب أعمدة الرأى وخاصة حينما تنصب أرائهم على عوار فى البنية الأساسية فى المجتمع سواء كان هذا العوار فى سلوك بشر أو فى إدارة مرفق أو فى سياسات متبعة  ولكنها سياسات غير ذات جدوى فى تنفيذها أو فى مشاكل تواجة المصريين وتودى بحياتهم وفى الإمكان تلافى تلك المشاكل ببعض القرارات الإدارية أو التنفيذية  إلا أن هناك " ودن من طين وودن من عجين " وهذا أيضاَ مثل شعبى !!
ولا أحد يقرأ ولا أحد يسمع وإن قرأ أحد فهو واثق شديد الثقة بأن لاأحد سيحاسبة عما قرأ أو سيؤاخذه عن أنه لايقرأ وخاصة كما أعتقد أن المسئول من أهم أدوات إدارته من يقرأ له ويترجم ماهو مكتوب فى سطر أو سطرين  ومفادهم أن هناك رأى فى قصور فى الأداء وأن المطلوب شيىء ليس بكثير فى مجال تخصص البيك المسئول لكى يأخذ بقلمة ويضع قراره لإنهاء مشكلة !! ولكن للأسف هذه الأدوات تعطلت جداَ وأصبحت معدومة وغير موجودة فى أجندة السادة المسئولين بداية من السيد رئيس مجلس الوزراء إلى أصغر مسئول فى محافظة من محافظات مصر النائية فى الوادى الجديد أو فى البحر الأحمر.

..

وكنت قد كتبت عن أعمدة الرأى وأهميتها  ودللت على ماكتبت بمناقشة دارت بينى وبين كاتب عمود رأى شهير فى المحروسة وهو المرحوم الأستاذ جلال دويدار "رئيس تحرير الأخبار الأسبق" وإقترحت أن يتبنى كتاب الرأى فكرة مثيرة لكى ينتبة السادة المسئولين على أننا " لاننفخ فى قربة مقطوعة " بأننا نخرج يومياَ بعمود أبيض لعلهم يتسائلون ماذا حدث لهؤلاء القوم من " نافخى القرب " لعل وعسى يتفضلوا ويناشدونا بأن نكتب أرائنا وأنهم سيرفضونها أو سيأخذون ببعضها ولكن ليس بهذا القدر من التجاهل  ومن الإستهتار والإهمال والذى يتسبب عنه غرق العبارات وقتل الناس فى سكك حديد وسقوط القتلى ونزف الدماء على أسفلت الطرق وهروب الشباب فى مراكب خشبية فى عرض البحار وسرقة وأهدار المال العام على أشكال مختلفة  وسياسات تعليم مهترئة وأعلانات عن تدخل فى وزارة تعليم من جهات أجنبية تحت أعين المسئولين وزيادة فى ترويج المخدرات بين الأطفال وسوء أخلاق الشارع المصرى وإفتقادنا لنظام مرورى حازم وإشارات ضوئية فى تقاطعات الطرق أسوة بدول صغيرة جداَ ونائمة جداَ وأحترام لأثارنا وحماية لها والحفاظ على حدائقنا وشوارعنا من العبث والعشوائيات.
-لكن " لا حياة لمن تنادى " فالقربة مخرومة " !!للأسف الشديد.

[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

محمد جمعة حامد نوار يكتب: القبول

خرجت في وقت مبكر اليوم. المدينة يلسع وجهها برد صباحي بلطف ناعم. فحتى الشتاء في هذا العام ترفق بالسودانيين تضامنا ولم يشتد فيما لاحظت على غير معتاد طقس يناير. تدفأت ببعض مشاهد صغار تودعهم والدتهم إلى مدرسة. باعة الخضار ينثرون الماء على طماطم نضير. ومخبز أمامي يتخاطف الناس خبزه الحار بغير زحام. بدأت الحياة في الإنتظام على نسق كأنما يستعيد قديم الاعتياد وهذه نعمة.
ركبت الحافلة عند أول الطريق. صحت السلام عليكم. ردت سيدة وكهل. فيما تجاهلني من جاورت. إذ إنهمك في مشاهدة مقطع لوالد الشهيد محمــد البشير. شاركته بفضول متاح المسافة المبيح للاستماع. والد الشهيد يخطب بثبات على قبر فلذة ابنه. خطاب قوي متماسك. لا تعثر في كلماته ولا ألم. وبل يقين واحتساب مركوز في نفس مؤمنة. بما يقول وتخير ابنه الشهيد .
2
سرحت مع التسجيل في سوابق تذكرتها في هذه الحرب .من جيران ومعارف وأصدقاء. التقيت أهل شهداء كانوا بذات القياس والمثال. أخرهم كان عم (الطيب) والد الشهيد الصادق من أبناء أمبدة الحارة الرابعة. حينما وصلت لأعزيه. استقبلته بوجه مجزوع ولسان جاف يتخبط في إختيار مفتتح الكلمات. واستقبلني بإبتسامة عالية وساعد يهزني بقوة على كف تنبسط بالحمد لله. والشكر أن منحهم مقام شهيد في أسرته. ثم ترك مصابه ليستفسرني عن صحتي وعافيتي وأمي وأبي قبل أن ينخرط في أنس مرح. عن أبنه الشهيد. وإخوته في (المدرعات). فطابت نفسي وشعرت أن العزاء اولى به نفسي التي تتقاصر عن هامات هؤلاء الكرام وأهلهم.
3
أخرجني مجاوري بالحافلة ـ كأنه قرأ طيوف صمتي ـ قال وهو (يلكزني) يعيد المقطع على مطالع عيني هذه المرة. قال الشاب (دا والد الشهيد محمد البشير ) قلت بنزق فظ لا اعرف كيف فعلته (قريبكم) ؟! فقال الشاب. لا اعرف والد الشهيد لكني أعرف الشهيد. ثم شرح لي أنه ـ اي الشاب المتحدث ـ يعمل في مول تجاري. وكان الشهيد من الزبائن. وقال كان زبونا ممن يألفون ويؤلفون. صرنا نعرفه للطف كبير فيه تمدد لكل العاملين والعمال. حتى حفظناه وعرفناه. وبل وعرفته كل المنطقة لأنه ربما يسكن بالجوار أو بسبب ضمن خدماته لإخوانه بالمنطقة في كرري.
مضى محدثي الذي لاحظت أن العبرة تخنقه. يرفع كل ثانية نظارة طبية ليمنع تحدر دمع وهو يقول عن لحظة التشييع. عبر بهذا الشارع موكب جثمان الشهيد. قال بلا شعور حينما تطاير الخبر. سارع العمل والتجار وكثير ممن كان يعبرهم الشهيد وألفوه للصعود للحاق بالموكب إلى سركاب. قلت هل يعرفون محمد قال والله عرفته لأسابيع تعادل أعوام. قلت تقبله الله. صمتنا لبرهة. ليضيف أمس كل الذين فاتهم التشييع حينما علموا أن الجثمان العابر كان لمحمد البشير. تلاوموا ولو أن (دافنة) شخص يمكن أن تعاد لفعلوها ! وصمت عني فلم أجرجره في الحديث. اكتفيت منه واكتفى مني وبقي في خاطري الأثر الذي لا يزول وهو أن القبول في الأرض شهادة. والشهادة جزاء قبول ووفاء جزاء.
اللهم تقبل كل الشهداء في مقامات أهل الصدق والسبق. وأنزل بركتهم علينا أمنا وسلاما وتحابب لا يزول!

محمد جمعة حامد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • محمد جمعة حامد نوار يكتب: القبول
  • د.حماد عبدالله يكتب: "طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكن له فيه"
  • مصطفى الشيمى يكتب: رسائل
  • البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
  • حماد يستقبل رئيس غينيا بيساو في بنغازي
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأعلام المصرى مفتقد ( للقائد ) !!
  • وزارة الصحة بحكومة حماد تقدم دعماً صحياً متكاملاً لمدينة ترهونة استجابةً للتحديات الطارئة
  • اسم (بلة) الشائع في وسط السودان وكيف يكتب؟
  • لقاءات مكثفة لـ "عبد اللطيف" مع عدد من المسئولين الألمان لبحث تعزيز التعاون فى مجال التعليم قبل الجامعي