غزة منطقة مغلقة والدخول إليها خطر جسيم.. ما آخر تطورات طوفان الأقصى؟
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
شهد القصف الإسرائيلي على غزة تطورات متلاحقة ترافقت مع استمرار المقاومة الفلسطينية في المبادرة واستهداف أكثر من منطقة ومستوطنة بما فيها تل أبيب ومطار بن غوريون وحيفا.
وفي آخر التطورات العسكرية، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة والدخول إليها محظور تماما ويشكل خطرا أمنيا جسيما.
وضمن التطورات دوت صفارات الإنذار في سديروت وإيبيم وزيكيم و أوفاكيم وفي بئر السبع وأسدود في غلاف غزة إثر قصف صاروخي للمقاومة.
أما في زيكيم فقالت كتائب القسام إنها قصفت حشدا لقوات الجيش الإسرائيلي الذي كان أعلن عن مخاوفه من تسلل مسلحين وأعلن قتل 8 منهم.
كتائب القسام بدورها أشارت إلى تمكنها مساء أمس وصباح اليوم من استبدال مقاتلين في محور زيكيم-عسقلان ومحور صوفا وغيرهما.
كما أفاد مراسل الجزيرة بانطلاق دفعات صاروخية جديدة للمقاومة من قطاع غزة استهدفت مدينة عسقلان، في حين أشارت وسائل إعلام إسرائيلية أيضا إلى وصول مقاومين إليها عبر البحر بدون أن يلاحظهم الجيش الإسرائيلي.
وفي تطور لافت أعلنت كتائب القسام قصفها مدينة حيفا المحتلة بصاروخ من طراز "آر 160″، كما بثت مشاهد من اقتحام مقاتليها موقع عين هبشور العسكري الإسرائيلي ضمن معركة طوفان الأقصى.
كما أعلنت استهدافها مسيّرة إسرائيلية من نوع هيرمز في سماء المحافظة الوسطى بـ3 صواريخ من نوع "متبر واحد"، ومربضا للآليات والأفراد شرق غزة بطائرتين مسيّرتين من طراز الزواري.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مازال لمعركة طوفان الأقصى ما تقول…
تكاد بعض وسائل الإعلام تُوهم الرأي العام بأن معركة “طوفان الأقصى” قد حُسِمت ولِصالح الكيان، مُروِّجة لكون محور المقاومة قد انهار بعد إعلان وقف القتال في لبنان والتحول الحاصل في سوريا، مركِّزة أن اليمن بقي وحيدا في هذه المعركة ودوره آتٍ لا محالة… وهي صورة إعلامية تَخدم بوضوح تام الطرح الصهيوني لمآلات عدوانه على غزة في محاولة منه للتبشير بانتصاره القادم وبإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط كما يريد.
هذا الطرح تكذبه الحقائق التالية:
-أولا: المقاومة لم تنهزم في غزة بل هي تواصل استهداف ضباط وجنود العدو يوميا جاعلة من رُكام البنايات المُحطَّمة تحصينات تنطلق منها للقيام بعمليات نوعية في شمال وجنوب القطاع على حد سواء. يكفي أن قوات العدو فقدت في اليومين الماضيين ضابطين وجنديين من قوات “نحال” ببيت حانون شمال قطاع غزة، من بينهم قائد سرية ونائبه، وتم تدمير دبابة للعدو بقذيفة “شواظ” وأخرى بصاروخ شرق مخيم “الصفطاوي” بنفس القطاع، كما أن ُمغتصَبة “سديروت” في غلاف غزة تعرضت إلى قصف صاروخي من داخل القطاع أدى إلى تدمير أحد المباني باعتراف العدو…
-ثانيا: المقاومة باتت أكثر شراسة في الضفة الغربية، حيث جرت أمس، عملية بطولية أصابت فيها المقاومة فيها9 مستوطنين بمُغتصبة “كدوميم” وقع3 منهم قتلى، مع العودة إلى قواعدها بسلام، كما أن سرية الفارعة بالضفة اشتبكت في معارك ضارية مع العدو في مخيم الفارعة مازالت نتائجها لم تبرز بعد.
-ثالثا: بات جنود العدو المُسرَّحون غير آمنين داخل الكيان من خلال الآثار النفسية والجسدية التي عادوا بها من غزة، وخارجه من خلال مُلاحقتهم من قبل مؤسسات وجمعيات دولية عدة بجنوب إفريقيا وبلجيكا والبرازيل وسريلانكا وغيرها بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية مثل الجندي الفار من البرازيل بعد ملاحقة العدالة البرازيلية له بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ثم ملاحقته مرة ثانية في الأرجنتين التي فر إليها بنفس التهمة، وهذا بدعوة من مؤسسة “هند رجب” القائمة ببلجيكا باسم هذه الطفلة (5 سنوات) التي قَتل الصهاينة جميع أفراد أسرتها يوم 29 جانفي 2024 بصاروخ دبابة أطلق على سيارتهم، وعند بقائها وحيدة بين جثث أسرتها تستغيث بالهاتف، دَمَّروا سيارة المُسعفين المتجهين إليها، وتم تركها وحيدة إلى أن فارقت الحياة بعد 12 يوما من ارتكاب هذه الجريمة ضد الإنسانية.
-رابعا: لم تتوقف جبهة اليمن على البقاء عصية في وجه التحالف الصهيوني الأمريكي الغربي إلى اليوم رغم جميع محاولات هزيمتها، فقد كتبت جريدة foreignpolicy يوم 6 جانفي الجاري مقالا بعنوان “الحوثيون لا يرتدعون” The Houthis Are Undeterred بينت فيه أن الولايات المتحدة تخسر شهريا في البحر الأحمر 570 مليون دولار ومع ذلك لم يتراجع اليمنيون عن دعم غزة. وتساءلت كاتبتا المقال “بيث سانر” و”جنيفر كافناع” وهما متخصصتان في الشأن العسكري وقريبتان من إدارة ترامب السابقة عن مدى قدرة إدارة هذا الأخير القادمة على التعامل مع وضع معقد كهذا…
– خامسا: رغم ما يوصف بأنه ” تخل” للمقاومة اللبنانية عن دعم غزة إلا أن إعادة “حزب الله” تنظيم صفوفه تزامنا مع المناورات الإيرانية الجارية حاليا لحماية منشآتها النووية، توحي بأن هذه الجبهة مازالت لم تنسحب بعد من المعركة ويمكنها العودة في أي وقت قادم…
هذه الحقائق وغيرها تُبيِّن أن معركة “طوفان الأقصى” مازالت لم تقل كلمتها الأخيرة، وأن “الفرحين” بنصر صهيوني تام إنما يستعجلون الأحداث ويتحركون ضمن منطق حسابات قديمة للتفوق الصهيوني عفا عنها الزمن بعد انتصار السابع من أكتوبر 2023 بكل ما حمل من دلالات عن حاضر ومستقبل الكيان…
الشروق الجزائرية