البلاد- جدة

يسعى العملاقان الأرجنتيني بطل العالم والبرازيلي إلى المحافظة على سجلهما المثالي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال 2026، وذلك حين يلعبان على أرضيهما اليوم الخميس في الجولة الثالثة ضد الباراغواي وفنزويلا توالياً.
وقد بدأت الأرجنتين مشوارها نحو مونديال 2026 حين ستدافع عن اللقب الذي توجت به نهاية 2022 في قطر على حساب فرنسا بركلات الترجيح، بالفوز على الإكوادور 1-0 في بوينوس أيرس ثم بوليفيا 3-0 في لاباز، فيما فازت البرازيل على بوليفيا 5-1 خارج الديار ثم البيرو في ليما 1-0.


وتصدّر ليونيل ميسي تشكيلة الأرجنتين التي استدعاها المدرب ليونيل سكالوني لمباراتي الباراغواي، ثم البيرو الثلاثاء في ليما، حتى قبل عودته الى فريقه إنتر ميامي الأمريكي، الذي ابتعد عنه بسبب الإصابة.
وبعد غيابه عن فريقه بسبب معاناته من “مشكلة عضلية” واكتفائه بخوض 37 دقيقة فقط منذ الثالث من سبتمبر، عاد أفضل لاعب في العالم 7 مرات إلى إنتر ميامي السبت، ودخل في الدقيقة 55 من دون أن ينجح في تجنيبه الهزيمة أمام ضيفه سينسيناتي 0-1 والفشل بالتالي في التأهل إلى الأدوار الإقصائية (بلاي أوف).
ولعب ميسي الدور الرئيس في قيادة الأرجنتين إلى الفوز في مباراتها الأولى في التصفيات من خلال تسجيل الهدف الأول في مرمى الإكوادور، قبل أن يغيب عن المباراة الثانية ضد بوليفيا بهدف إراحته.
وتبدو الأرجنتين التي تفتقد الجناح النجم أنخل دي ماريا، بسبب الإصابة، مرشحة لتحقيق فوزها البيتي الأول على الباراغواي في تصفيات كأس العالم منذ سبتمبر 2012 (3-1)، وذلك في ظل معاناة ضيفتها التي اكتفت بنقطة من مباراتيها الأوليين ما أدى إلى إقالة المدرب الأرجنتيني غييرمو باروس سكيلوتو واستبداله بمواطنه دانيال غارنيرو، الذي يبدأ مشواره بمواجهة منتخب بلاده في اختبار شاق.
البرازيل مرشحة لتجاوز فنزويلا
على غرار غريمتها التاريخية الأرجنتين، تبدو البرازيل مرشحة لتحقيق فوزها الثالث توالياً في مواجهة ضيفتها فنزويلا التي جمعت 3 نقاط من مباراتيها الأوليين بالفوز على الباراغواي 1-0 بفضل هدف لسالومون روندون من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع في الجولة الثانية، التي شهدت أيضاً فوزاً قاتلاً لـ”سيليساو” على البيرو خارج الديار بهدف سجله ماركينيوس في الدقيقة الأخيرة.
وقرر المدرب فرناندو دينيز، الذي سيترك مهمته المؤقتة الصيف المقبل للإيطالي كارلو أنشيلوتي، أن يستدعي نجم ريال مدريد الإسباني فينيسيوس جونيور بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن النادي الملكي والنافذة الدولية الماضية.
وبعد مواجهة فنزويلا التي خسرت مبارياتها الـ 4 الأخيرة مع “سيليساو” في تصفيات كأس العالم، ولم تفز على أبطال العالم 5 مرات في أي من المواجهات الرسمية بينهما إن كان في التصفيات أو كوبا أمريكا (فازت مرة واحدة ودياً عام 2008 بهدفين نظيفين)، يسافر رجال دينيز إلى مونتيفيديو لمواجهة الغريمة الأخرى الأوروغواي التي منيت في الجولة الماضية ضد الإكوادور (1-2) بهزيمتها الأولى بعد 3 انتصارات بقيادة مدربها الجديد الأرجنتيني مارسيلو بييلسا.
وتفتتح الأوروغواي الجولة الثالثة بمواجهة صعبة أخرى أمام مضيفتها كولومبيا الباحثة عن نقطتها السابعة، وبالتالي البقاء قريبة من الأرجنتين والبرازيل، أو حتى التفوّق عليهما أو على أحدهما في حال التعثر أمام الباراغواي وفنزويلا.
وبعد المعاناة على الارتفاع العالي في كيتو، تجد الأوروغواي نفسها الخميس أمام ظروف صعبة أخرى في بارانكيا، حيث تلعب كولومبيا مبارياتها البيتية على أمل الاستفادة من اعتيادها على الطقس الحار جداً هناك.
والارتفاع العالي سيشغل أيضاً بال الإكوادور حين تحل ضيفة على بوليفيا في لاباز، حيث تسعى الأخيرة إلى استعادة توازنها بعد خسارتها مباراتيها الأوليين، فيما تبحث ضيفتها عن فوز ثانٍ أو العودة أقله بنقطة التعادل.
وتتواجه تشيلي مع البيرو في ديربي المحيط الهادئ حيث يسعى كل من المنتخبين إلى فوزه الأول بعد الاكتفاء بنقطة في الجولتين الأوليين.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: تصفيات أمريكا الجنوبية

إقرأ أيضاً:

ما الذي يحدث في العالم ؟

 

نحن اليوم أمام سؤال كبير لن ندركه بكل أبعاده طالما ونمط التفكير الذي يسيطر في التفاعل مع الأحداث هو نفسه دون تغيير، ثمة أحداث مماثلة قد حدثت في سياق التاريخ البشري حملت إجابات واضحة، لكننا ما نزال نتعامل مع القضايا الكبرى في حياتنا بذات نمط التفكير القديم الذي يؤمن بالكليات دون تحليل، أو تدقيق، أو معرفة الأبعاد والآثار، التي تترك ظلالا على الحياة بكل تموجاتها، ولذلك نجد التاريخ يتكرر في حياتنا، وتتكرر كل مآسيه وأحداثه دون وعي منا أو إدراك.

القضية ليست انسياباً وجدانياً، ولا الحياة عاطفة وطاقات إيمانية، ولكنها نظام دقيق، وقانون أكثر دقة، من أدرك تفاصيله وأبعاده استطاع البناء، وحقق وجودا فاعلا ومؤثرا في الحياة، وربما وجدنا في التاريخ القريب والبعيد ما يؤيد ذلك من خلال التأمل والتفكير، فمثلا في وقعة الخندق لم يمنع القوة الإيمانية من التعامل والتفاعل مع تجارب الأمم الأخرى، فكان الخندق فكرة جديدة غيرت مسارا وأحدثت متغيرا في النتائج، وفي الحديبية كانت هناك قوة مؤمنة ضاربة قادرة على الغلبة لكنها مالت إلى العقل، وقبلت ببنود صلح مجحفة فكان الانتصار من حيث ظن الكثير الهزيمة والهوان، فالعقل هو القوة الموازية للقوة الإيمانية وبتظافرهما يتحقق الوجود، وتنتصر إرادة الخير والعدل في المجتمعات الإنسانية .

والعالم اليوم يخوض صراعا وجوديا في مستويات متعددة ذات أبعاد وثقافات وتغاير كبير، ففي المستوى الحضاري حدث انفجار كبير جعل العالم يبدو كقرية صغيرة، وفي المستوى الثقافي المتعدد والمتنوع تاهت الحقائق والمسلمات ولم تعد هناك من ثوابت بل كادت الرياح أن تموج بكل القضايا ذات المنطق السليم، وقد تعددت وسائل التفاعل الاجتماعي والوسائط، حتى وصل الفرد إلى مرحلة الضياع والتيه، وتعززت قيم جديدة، وضاعت قيم كانت من الثوابت الجامعة للمجتمع البشري، وسادت نظم ثقافة التفاهة والانحطاط، وكل مشاهير الزمن اليوم والمؤثرين من الرعاع وعوام الناس من الذين لا يملكون فكرة أو معرفة سوى فكرة الابتذال والسقوط القيمي والأخلاقي، أما الجانب الاقتصادي فقد تبدلت وتغيرت كل أدواته وعلاقاته وبشكل متسارع وكبير فالغني بين غمضة عين وافتتاحها قد يصبح فقيرا، والفقير قد يصبح غنيا، والصراع اليوم على أشده في العالم، وبالعودة إلى زمن الدولة العربية القديم وتحديدا في زمن الدولة العباسية، نجد اتساع الدولة، وهذا الاتساع في الجغرافيا فرض اتساعا في التفاعل مع الثقافات، ولذلك نشأت مدارس فقهية متعددة تتعاطى مع الواقع الجديد وتدرسه وتحاول أن تشرعنه بالدليل النصي، أو النقلي، أو العقلي، أو الاجتهادي، حتى أصبحت الدولة ذات شأن عظيم يخافها الأعداء ويرسلون الهدايا تودداً إليها، فكان وجود الدولة الإسلامية قويا وقائدا للمجتمع الإنساني والحضاري والثقافي والتقني والعلمي، وبعد أن دبَّ الضعف في أركانها وتشتت أمرها بزغت الحضارة الغربية على أنقاضها واستفادت من العلوم والمعارف التي تركتها بين ظهرانينا، فكان العلماء المسلمون هم النبراس الذي أضاء مسالك الحضارة المعاصرة، وقد أضافوا إلى تلك المعارف معارف وعلوما جديدة فاشتغلوا دون ملل أو كلل ومال المسلمون إلى الدعة والسكينة دون أن يحققوا وجودا حضاريا وثقافيا جديدا على الرغم من أنهم يحملون رسالة الخيرية إلى البشرية جمعاء .

والسؤال اليوم الذي يجب أن نقف أمامه هو : ما الذي جعلنا نبدو في تصور العالم أننا أمة متوحشة تشكل عبئا على الحضارة الإنسانية المعاصرة وعلى الرفاه والحياة الكريمة ؟ هذا السؤال هو نفسه الذي يبعث فينا روح الهزيمة، وفي السياق روح الانتصار على الذات المنكسرة في كوامن انفسنا، فنحن نملك مقومات الحياة والرفاه ومقومات الحياة الكريمة للإنسان ونملك مقومات الانتصار للإنسان الذي يؤكد ديننا على حريته وتعزيز عوامل التكريم فيه، ويرفض استغلاله واستعباده والحط من قدره أو النيل من آدميته وبشريته، فالإسلام جاء من أجل تحرير الإنسان من عبادة البشر ومن استغلال البشر لبعضهم ليكون إنسانا حرا كريما، ومسار التاريخ الإسلامي وشواهده وقصصه وأخباره كثيرة وهي مبثوثة في التراث الثقافي الذي أم نعد نقرأه، وفي المقابل نجد تاريخ الأمم الأخرى التي توازى وجودها مع بزوع الحضارة الإسلامية يتحدث عن استغلال واستعباد للإنسان بل كادت بعض الأمم أن تأكل بعضها بعضا ولا ترى للبشر أي قيمة أو معنى سوى أنهم موجودون لخدمة أسيادهم الذين امتازوا عليهم بالثروة والسلطة والقوة، هذه الصورة تغايرت مع الضعف الذي أصاب المسلمين وضياع أمرهم وشتاته، ولعل أبلغ عبارة موجزة في هذا الأمر ما قاله أحد أقطاب عصر النهضة العربية الشيخ محمد عبده حين عاد من الغرب فقال : “ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين وعدت للشرق فوجدت مسلمين ولم أجد إسلاما ” وهنا تكمن الإشكالية للسؤال الذي علينا أن نبحث له عن إجابة في عالم اليوم الذي نعيش فيه ونشعر بعدم وجودنا فيه .

اليوم الأمة تباد في الشرق، تباد في فلسطين، وفي لبنان، وفي سوريا، وفي اليمن، وشتاتها وضياعها واضح للعيان، وقضية وجودها في خارطة العالم الجديد لا قيمة ولا معنى له بل هناك من يساهم ويعزز هذا الضياع من بني جلدتنا ممن يتحدثون بلساننا ويؤمنون بديننا ولا سبيل لنا إلا بالعودة إلى مقومات وجودنا الثقافية والحضارية وبدون ذلك سنكون ضحايا هذا العالم المتغطرس والمستغل .

مقالات مشابهة

  • ما الذي يحدث في العالم ؟
  • الاتحاد السكندري يفوز على ستاد مالي في تصفيات دوري الأبطال لكرة السلة
  • الاتحاد السكندري يحقق فوزا مستحقا على ستاد مالي في تصفيات دوري الأبطال لكرة السلة
  • حمدان بن مبارك: التأهل لمونديال الناشئين ميلاد «جيل جديد» من اللاعبين
  • اتحاد أمريكا الجنوبية “كونميبول” يطلب مشاركة 64 منتخباً في مونديال 2030
  • الأرجنتين وباراغواي يتأهلان إلى كأس العالم تحت 17 عامًا
  • إنجاز رياضي.. العراق يستضيف تصفيات كأس العالم للعبة التقاط الأوتاد
  • المراكز الصيفية.. حَيثُ تُصاغ الأُمَّــةُ التي كسرت هيبةَ أمريكا
  • جيسوس يستعد لقيادة المنتخب البرازيلي
  • دعم الرئيس السيسي كبير.. اتحاد اليد: جاهزون لتنظيم استثنائي لمونديال الناشئين