كتب- محمد أبو بكر:

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بميلانو، في إطار زيارته الرعوية الحالية، لميلانو وڤينيسيا.

وشهد الاجتماع، وفق لبيان اليوم، حضورًا شعبيًّا كبيرًا من قبل شعب إيبارشية ميلانو، الذين اجتمعوا حول أبيهم وراعيهم لسماع كلمته.

وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

وأعرب قداسة البابا، عن سعادته ان يكون اجتماع الأربعاء اليوم من دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بميلانو والذي يعتبر مركز الإيبارشية، وذلك في ظل زيارتنا لميلانو وڤينيسيا المدينة التي فيها أعظم كاتدرائية تحوي جسد القديس مار مرقس.

وسيتم تدشين كاتدرائية أنشأها المتنيح المطران الأنبا كيرلس؛ لتكون مركزًا في أوروبا للكنائس القبطية، في حضور آباء أساقفة أوروبا ولجنة سكرتارية المجمع المقدس مجتمعة.

وأثني قداسته، على شعب ميلانو واصفًا إياهم بأنهم يتمتعون بروح محبة الكنيسة، والتي يبثونها في أولادهم، ومنهم شباب جميل محافظ على الكنيسة وأيضًا شبابها الذي يحضر المؤتمرات في مصر مميز ويتسم بروح الخدمة الجميلة.

واستكمل قداسة البابا سلسلة صلوات قصيرة في القداس، حيث قرأ جزءًا من رسالة من رسالة بطرس الرسول الأولى: "وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ. وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا. كُونُوا مُضِيفِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِلاَ دَمْدَمَةٍ. لِيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ مَا أَخَذَ مَوْهِبَةً، يَخْدِمُ بِهَا بَعْضُكُمْ بَعْضًا، كَوُكَلاَءَ صَالِحِينَ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ. إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ. وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ." (١بط ٤: ٧ - ١١).

وتناول بالحديث اليوم الطلبة القائلة: "وداعة للفضلاء"، مشيرًا إلى أن الفضيلة يكتسبها البعض منذ ولادتهم مثل يوحنا المعمدان، وآخرون يجاهدون ليحصلوا عليها مثل القديس موسى القوي الذي يقول "لا تعيش فضيلة إلا بالوداعة" ومن هنا نتكلم عن "وداعة الفضلاء".

١- السلوك بوداعة: في إنجيل باكر كل يوم نصلي من رسالة أفسس "فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ."

وهي دعوة لكل واحد حسب دعوته كاهن، أب، أم أن يسلك بوداعة، محتملين بعضنا بعضًا.

قبل أن تخرج من البيت صلاة باكر تهيئك

لاحتمال الآخر ولحفظ الوحدانية، تحفظ قلبك في وداعة. فحينما تحتمل الآخر في وداعة تصير مثل سيدك.

٢- الوداعة لازمة لكل فضيلة: معنى كلمة دميانة أي وديعة يقول القديس موسى القوي "تواضع القلب يتقدم الفضائل" والسيدة العذراء تقول: "أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ." (لو ١: ٥٢)

مثال للوداعة أبيجايل زوجة نابال

الذي تصرف بحماقة مع داود وهي أصبحت بوداعة حتى قال لها داود: "مُبَارَكٌ عَقْلُكِ" (١صم ٢٥: ٣٣).

والعالم الآن غرقان في أفكار مغلوطة وأفكار شريرة مقاومة لله خلق الله ذكر وأنثي منذ البدء يريدون ان يعاندوا الخالق حتى أن بعض العلماء يبحثون في أن يبقى الجنين ٩ أيام بدل ٩ شهور!!.

٣- الوداعة في الألفاظ: فرق بين أن تقول لابنك "مخاصمك" وأن تقول "أنا واخد على خاطري منك"

السيد المسيح كان وديعًا في تعامله مع المرأة الخاطئة وأيضًا من كانوا يريدون رجمها وكتب خطاياهم بهدوء ووداعة وطريقة يفهمها كل على حدة فخجلوا وانصرفوا. وقال لها بكل وداعة "أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟"

٤- الوداعة مع الشجاعة: مثال لذلك السيد المسيح في تطهيره للهيكل. ودانيال في عدم طاعته للملك في السجود للتمثال، وحينما أنقذه الله أجاب الملك في وداعة وشجاعة وقال: "أَيُّهَا الْمَلِكُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! إِلهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ (دا ٦: ٢١ - ٢٢). والقديس امبروسيوس بما أننا في ميلانو يقول "الوداعة هي القاعدة الأولي الجديرة بالإتباع".

واختتم بالإشارة إلى صفات الوداعة، وهي: اللطف، كونوا لطفاء مشجعين بكلمات لطيفة، التسامح. وكما يعلمنا الآباء "التواضع ارض حاملة لكل الفضائل".

وعقب انتهاء الاجتماع حرص قداسة البابا على مباركة الشعب الحاضر وصافحهم فردًا فردًا، مانحًا كل واحدٍ منهم هدية تذكارية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية حريق مديرية أمن الإسماعيلية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني البابا تواضروس الثاني ميلانو الكنائس القبطية قداسة البابا

إقرأ أيضاً:

أشهر قصة في العالم.. الكنيسة تحتفل بأحد الابن الضال| ماذا قال البابا تواضروس؟

تصلي الكنسية القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، الموافق السابع من شهر برمهات القبطي قداس "أحد الابن الضال".

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية  الصوم الكبير 

فخلال أسابيع صوم القيامة الذى بدأ يوم الإثنين 24 فبراير الماضي يحمل كل "أحد" اسما محددا، لكل منه قصته الذي تأثر بها الأقباط وياخذونها قدوة لهم في حياتهم.

وتقسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فترة الصوم الكبير إلى 7 أسابيع، بخلاف الأحد الأول المعروف بـ"أحد الرفاع" وهو أسبوع الاستعداد، ثم تبدأ أسابيع الصوم بـ 

أحد الكنوز..  ويطلق عليه أيضا أحد «الهداية إلى ملكوت الله». ثم أحد التجربة والنصرة.. حيث يذكر الكتاب المقدس أن المسيح انتصر خلاله على شهوات «الجسد والعيون وتعظم المعيشة»، وتشير الكنيسة إلى أن أول خطوات النصرة هي النصرة على النفس والجسد وقمعهما وكبح شهواتهما.ثم الأسبوع الذي يبدأ اليوم هو “أحد الأبن الضال”.أحد الأبن الضال أحد الابن الضال

 ووفقا لطقوس الكنيسة القبطية، فى "أحد الابن الضال" تقدم الكنيسة نموذجًا عظيمًا للتوبة وهو الابن الضال الذى لما أطاع أفكاره وتبع مشورة الشيطان تعب جدًا وعاش حياة الذل من جوع وعرى وغربة، ولكن لما رجع إلى نفسه (فاق) قرر العودة إلى أبيه وتقديم توبة صادقة.

وفى هذا اليوم تقرأ فصول من الإنجيل تدور حول فكرة التوبة، إنجيل عشية يحذر من الكلام الردىء الذى يتكلم به الإنسان فينجسه وهذا ضد التوبة، وإنجيل باكر عن أصحاب الساعة الحادية عشرة المقبولين وإنجيل القداس عن قبول الأب لابنه التائب. 

وكان البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في عظتة تلا جزءًا من الأصحاح ١٥ في إنجيل معلمنا لوقا الوارد فيه مثل «الابن الضال» الذي تتخذه الكنيسة موضوعًا لإنجيل هذا الأحد .

وتناول البابا من خلال المثل مشكلة الابن المعاند، مشيرًا إلى أنه يتصف بأنه، يقاوم النصيحة، ويشعر بذاته بشكل مبالغ فيه، ولا يعطي اعتبار لمشاعر الآخرين، ويضع مصلحته قبل مصالح الآخرين.

أشهر قصة في العالم

ولفت البابا إلى أن المعاند الأول هو إبليس الذي عاند الله. وعن من أين يأتي العناد، قال قداسته يأتي من كبرياء النفس، وسوء التربية (التدليل أو القسوة)، والخلافات الأسرية.

ألمح البابا إلى أن قصة «الابن الضال» هي أشهر قصة في العالم، وهي قصة إنسانية في المقام الأول، وهي الأكثر تأثيرًا وهي أيضًا مليئة بالدروس. وأكد أن الأب كان يصلي لابنه طوال فترة غيابه، وكان كذلك ينتظر رجوعه.

وعن الشخصيات المعاندة التي ذكرت في الكتاب المقدس، تناول البابا بعضها مثل فرعون، وشعب إسرائيل، وغيرهم.

وتكلم قداسة البابا عن الأفعال التي قام بها الابن الضال، وهي: أعطني، سافر، بدد، احتاج، اشتهى طعام الخنازير، رجع إلى نفسه.

أشار البابا إلى أن أننا كآباء نحتاج إلى أن نعلم أولادنا فضيلة التراجع عن الخطأ: متخذًا بطرس الرسول نموذجًا على التراجع عن الخطأ بعدما أنكر السيد المسيح، ومريم المجدلية، وسرعة التراجع عن الخطأ (أقوم الآن): معطيًا مثلًا بأهل نينوى الذين استجابوا بسرعة لدعوة يونان، والاعتراف بالخطأ: وهو ما نمارسه في سر الاعتراف،

ألمح البابا إلى من أكثر الكلمات المحببة في كنيستنا هي كلمة «أخطيت»، وهي كلمة تختصر مشكلات كثيرة وتُحَنِن قلب الآخرين.

واختتم البابا العظة بالتأكيد على أن الابن الضال صار بعودته إلى حضن أبيه «الابن الشاطر»، وهو ما يجب أن نفعله كآباء مع أبنائنا.

البابا تواضروس قصص أساسية فى العقيدة 

والصوم الكبير هو صوم انقطاعي صار أمرًا مستقرًا عليه داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ سنة 325 ميلاديا، ويمنع على الأقباط تناول الأطعمة المشتقة من الحيوانات، كاللحوم، الألبان، البيض، والأجبان، كما يممتنع الصائمون فيه عن تناول الأسماك، لتصبح المقليات والخضروات والفواكه هي الأكلات الأساسية المتواجدة على مائدتهم.

وتحتل فكرة "القيامة" مكانة بارزة فى الفكر المسيحى إذ يعتبر الإيمان بقيامة المسيح أساسًا للإيمان بالعقيدة كلها، ومن ثم فإن كل ما ارتبط بهذا المعنى من طقوس وعبادات وممارسات له طبيعة خاصة.

البابا تواضروس يدعو لتوحيد موعد احتفال كنائس العالم بعيد القيامةالكنيسة الكاثوليكية تشارك في "إفطار المحبة" بالإنجيلية بمدينة نصرخدمات تعليمية وتنموية للكنيسة القبطية في نيبال.. صورالأنبا باسيليوس يختتم زيارته الرعوية لكنيسة القديسة تريزا بالحواصلية.. صور

جدير بالذكر  الصوم الكبير مدته 55 يومًا، وعيد القيامة من الأعياد الكبرى أما الأسابيع التى تسبق العيد فلكل يوم فيها معنى ومكانة تقرأ فيها صلوات خاصة ترمز لقصص أساسية فى العقيدة المسيحية، تروى من خلالها الكنائس تعاليم مقدسة تحفظ بها الإيمان وتنقله من جيل إلى جيل.

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس يصلي قداس الأحد الثاني من الصوم الأربعيني المقدس
  • الأنبا باسيليوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء ومار يوحنا بمنسافيس
  • ذكرى رحيل البابا شنودة .. دعّم القضية الفلسطينية وجمع المسلمين والمسيحيين على موائد الإفطار
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحيي الذكرى الثالثة عشرة لرحيل البابا شنودة الثالث
  • رسامة شمامسة جدد لكنائس مدينة جهينة .. صور
  • أشهر قصة في العالم.. الكنيسة تحتفل بأحد الابن الضال| ماذا قال البابا تواضروس؟
  • البابا تواضروس يدعو لتوحيد موعد احتفال كنائس العالم بعيد القيامة
  • البابا تواضروس يدعو كنائس العالم بتوحيد احتفال عيد القيامة وفق الكنيسة القبطية
  • ذكرى رحيل البابا شنودة الثالث.. حكيم الكنيسة وصوت الوطنية
  • في ذكرى رحيله .. إعلامية: البابا شنودة شخصية خالدة تجاوزت الزمن