وزير الخارجية المجري لـ"الرؤية": العلاقات بين مسقط وبودابست ترتكز على المصالح المشتركة للشعبين
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
◄ 50 منحة للطلبة العمانيين للدراسة في الجامعات المجرية
◄ رحلة مباشرة أسبوعيًا بين صلالة وبودابست عبر الطيران العارض اعتبارًا من نوفمبر
◄ الصراع في الشرق الأوسط يُنذر بـ"أسوأ كارثة إنسانية" في التاريخ
◄ كُنّا نأمل أن تسهم "الاتفاقيات الإبراهيمية" في إحلال السلام.. لكن الطموحات "تبخّرت"
◄ المؤشرات توضح توجه العالم للانقسام إلى كُتلتين.
. ولا حل سوى بتعزيز الترابط الدولي
◄ قطع العلاقات الأوروبية مع الصين "فكرة سخيفة للغاية"
◄ العقوبات الأوروبية على روسيا "قرار سيئ للغاية".. ولا بوادر لإنهاء حرب أوكرانيا
الرؤية- أحمد عمر- مريم البادية
أكد معالي بيتر سيارتو وزير الشؤون الخارجية والتجارة المجري ضرورة وقف الأعمال القتالية وخفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من أجل تفادي "أسوأ كارثة إنسانية" في التاريخ، مشيرًا إلى ما يُعانيه المدنيون من مآسٍ إنسانية.
وفي حوار حصري مع "الرؤية" على هامش مشاركته في اجتماع الدورة السابعة والعشرين للمجلس الوزاري المشترك بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والذي استضافته العاصمة مسقط أمس، قال معاليه إنَّ بلاده ترغب في ضمان حماية المدنيين العزل من عمليات القصف المتبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
واستهل معاليه الحوار بالإشارة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية، معربًا عن أسفه لما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من صراع، قائلًا: "على الرغم من أن تطورات الأزمة في الشرق الأوسط تبدو وكأنها بعيدة جغرافيًا عن جمهورية المجر، لكن في حقيقة الأمر أن ما يحدث في الشرق الأوسط يُفضي إلى تداعيات خطيرة على الأمن في وسط أوروبا؛ نظرًا لأن ظروف الحرب ومعاناة الناس في الشرق الأوسط تضغط على دولنا". وأضاف: "نعوِّل على دول مجلس التعاون الخليجي من أجل تقديم يد العون لتجنب أي تصعيد للصراع، وهذه هي النقطة الأكثر أهمية للمجتمع الدولي الآن والتي ينبغي العمل عليها بجدٍ.. إننا نريد أن نضمن خفض التصعيد بين غزة وإسرائيل من أجل تفادي أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ".
وردًا على سؤال حول الغارات الجوية المميتة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة، أكد سيارتو أن بلاده تُدين العنف والإرهاب بكافة أشكاله، قائلًا: "كان يحدونا الأمل خلال السنوات القليلة الماضية، أن تسهم "الاتفاقيات الإبراهيمية" في تعزيز فرص السلام.. وقد كُنتُ الوزير الأوروبي الوحيد الذي شهد مراسم التوقيع على هذه الاتفاقيات في البيت الأبيض بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وغمرتنا الآمال بأن الفشل المتكرر في تحقيق السلام قد تلاشى، بعد عقود ممتدة من محاولات إطلاق عملية سلام حقيقية، وأنه آن الأوان أن نبدأ عملية سلام مُستدامة في المنطقة، لكننا نرى الآن مخاطر واضحة بأن كل ما تحقق من تقدُّم في هذا السياق قد "تبخّر تمامًا".
وأضاف معاليه: "نأمل أن نحافظ على ما أنجزناه في مسار عملية السلام، فقد عقدتُ اجتماعًا مع وزير الخارجية البحريني الذي وقّع بنفسه على اتفاق السلام مع إسرائيل، وشجعني على مواصلة كافة الجهود التي بدأناها من أجل ضمان عدم إهدار ما تحقق من إنجازات". وتابع القول: "أعتقد أن ما ينبغي القيام به الآن هو توفير الحماية للمدنيين، لأنهم غير مسؤولين عن الوضع الذي آلت إليه الظروف، ولذا لا يجب أبدًا أن يواجهوا أي معاناة بسبب هذا الصراع".
وشدد معاليه على أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى خلق الظروف المواتية التي يمكن من خلالها تسهيل البدء في عملية سلام، معربًا عن أسفه لما يحدث منذ يوم 7 أكتوبر، ومع رؤية المئات والآلاف من الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم، في تلك الأحداث وما تلاها.
وحذر وزير الشؤون الخارجية والتجارة الخارجية المجري من أن الفشل في وقف التصعيد، سيقود إلى "أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ"، مؤكدًا أن "هذا أمر لا يُحتمل".
وحول الحرب في أوكرانيا، أبدى معاليه عدم تفاؤل حيال إحلال السلام قريبًا في أوكرانيا، قائلًا: "الوضع الراهن يُمثل ظرفًا استثنائيًا للغاية في أوروبا، وأقصد هنا الغالبية من الأوروبيين، لأن هذه الغالبية تريد رؤية السلام قريبًا، ولا يَدَّ لها في هذه الحرب، وتعاني بشدة من تداعيات هذه الحرب". وأضاف: "نحن في المجر استقبلنا أكثر من مليون لاجئ، وقد وفّرنا لهم بصورة عادلة الحق في التعليم وشجعنا الشركات على توظيف العاملين منهم، لكن في المُقابل واجهنا ارتفاعًا في معدلات التضخم، فبينما كان متوسط ارتفاع التضخم عند 2%، قفزت معدلات التضخم بنحو 25%، فضلًا عن ارتفاع تكلفة الطاقة من 7 مليارات يورو سنويًا إلى 17 مليار يورو، لذلك نقول إنّنا ندفع ثمنًا باهظًا للغاية نتيجة لحرب، لسنا طرفًا فيها، ولذلك نؤكد مرارًا وتكرارًا أن هذه الحرب يجب أن تتوقف في أقرب وقت ممكن. ومضى قائلًا: "للأسف فإن غالبية المسؤولين في الاتحاد الأوروبي يدورون في حلقة مفرغة، والقادة الأوروبون- للأسف- لا يريدون إبداء الرفض تجاه ما يمكن أن نسميه دعوة أو عرض أو "استفزاز" الولايات المتحدة لدفعهم نحو المنافسة على من هو الأكثر تسليحًا لأوكرانيا". وأوضح الوزير ضرورة وقف عمليات التسليح المقدمة لأوكرانيا، لأن الناس في أوروبا يعانون، والبنية التحتية في أوروبا تتعرض للتدمير، والاقتصاد الأوروبي هو الذي يُعاني بالفعل، مشيرًا إلى أن الأمريكيين لم يتكبدوا أي خسائر اقتصادية بسبب حرب أوكرانيا. وانتقد الوزير المجري العقوبات الأوربية على روسيا، وقال: "اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا سيئًا للغاية بفرض عقوبات على روسيا؛ ففي حين أن هذه العقوبات تستهدف روسيا إلّا أنها تضر بنا نحن، ويبدو المشهد وكأننا بدأنا إطلاق النار على أنفسنا.. هذا بالتأكيد أمر غير معقول".
وردًا على سؤال حول الوضع العالمي ومآلات الصراع بين القوى العظمى، أوضح سيارتو أن هناك سيناريوهين للمستقبل: إما أن ينقسم العالم إلى كتلتين، أو يسعى الجميع إلى التواصل والارتباط، مضيفًا أن "من الواضح أن مصلحة الإنسانية تتطلب تعزيز التواصل والارتباط العالمي، وتوحيد الجهود من أجل بناء عالم مترابط". لكنه استدرك قائلًا: "كُل ما نراه أن العالم يتجه نحو انقسام العالم إلى كتلتين، وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا".
وحول العلاقات مع الصين، قال الوزير المجري إن هناك توجهًا أوروبيًا لقطع العلاقات مع الصين، معتبرًا ذلك "فكرة سخفية للغاية"؛ لأن قيمة التبادل التجاري مع الصين بلغت العام الماضي نحو 875 مليار يورو، متسائلًا عمّا يمكن أن أن يحدث إذا قُطعت العلاقات الأوروبية مع الصين فجأة، وقال: "ستكون هناك كارثة اقتصادية".
العلاقات الثنائية
وحول العلاقات بين عُمان والمجر، أكد معاليه أنها تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من بلدينا، مشيرًا إلى أن تبادل الزيارات يستهدف تعزيز المصالح المشتركة. وأضاف: "ضمن علاقات التعاون بيننا، نٌقدِّم 50 منحة دراسية سنويًا للطلبة العُمانيين، للدراسة في الجامعات المجرية، وهناك استثمارات عُمانية كبيرة في العاصمة المجرية؛ حيث تساهم الاستثمارات العُمانية في أفخم الفنادق في بودابست، كما إن الشركات المجرية تُبدي اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في عُمان، وهناك شراكة مُهمة بين شركة النفط الوطنية المجرية وشركة "أوكيو" العُمانية، وقد ناقشنا خلال زيارتنا لمسقط التعاون المحتمل، كما وقعنا اتفاقية تعاون في مجالات الهيدروجين الأخضر".
وأعرب معاليه أن تشهد السنوات المقبلة زيادة في التبادلات التجارية بين البلدين؛ حيث أنها ما زالت منخفضة، وسجلت خلال العام الماضي أقل من 50 مليون دولار، واصفًا القيمة بأنها "ضئيلة للغاية"، إلا أنه أشار إلى نمو ملحوظ في معدلات التجارة مع مواصلة المجر شراء الألمنيوم العماني.
وردًا على سؤال حول الإعفاء المتبادل من التأشيرات للمواطنين، أوضح معاليه أن المجر تؤيد تعزيز التعاون الأوروبي الخليجي، وقال: "نحن نسعى لتعزيز نمونا الاقتصادي، من خلال شريك مووثوق، ولا شك أن دول الخليج هي الشريك الأفضل، ولذا نأمل اتخاذ قرار يتعلق بالإعفاء المتبادل من التأشيرات، رغم أن هذا القرار تأخر للأسف لأسباب داخلية في الاتحاد الأوروبي".
وكشف الوزير عن استيراد المجر لنحو 200 كيلو طن من خام النفط العُماني، والتي جرى استخدامها في المصافي البتروكيماوية المجرية، معربًا عن تطلعه لشراء المزيد من النفط العُماني خلال المستقبل القريب.
وعبّر الوزير المجري عن أمله لتعزيز التدفقات السياحية، وقال إن الحكومة المجرية تعمل على تسهيل الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين؛ سواء من خلال "الطيران العُماني" أو "طيران السلام"، مبديًا ترحيبه بأي مباحثات بين الطرفين لتسيير مثل هذه الرحلات الجوية، مع تقديم الحوافز في هذا الإطار. وأعلن أنه خلال الفترة من نوفمبر 2023 إلى مايو 2024، ستُنظم شركة سياحية مجرية رحلات للطيران العارض "تشارتر" بين صلالة وبودابست مرة كل أسبوع.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فی الشرق الأوسط فی التاریخ مع الصین من أجل قائل ا
إقرأ أيضاً:
بوريطة: انزعاج الجزائر من زيارة ماكرون يخصها و العلاقات تبنى على المصالح
زنقة 20 | الرباط
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن انزعاج الجزائر من الزيارة الناجحة للرئيس الفرنسي إلى المغرب أمر يهمها لوحدها.
بوريطة ، و في حوار مع مجلة (لوبوان) الفرنسية ، وردا على سؤال حول التلميحات الجزائرية التي أثارتها زيارة إيمانويل ماكرون التاريخية للمغرب، قال: “إذا كانت الجزائر تعتبر تعزيز علاقاتنا مع بعض البلدان بمثابة تهديد، فهذا تفسيرها”.
و أكد وزير الخارجية، أن “المغرب لا يتدخل في العلاقات التي تربط الدول الأخرى بالجزائر و نركز على علاقاتنا الثنائية مع شركائنا، ونترك لكل دولة الحرية في تطوير الروابط التي ترغب فيها مع الجزائر.”
و اعتبر بوريطة ، أن “هذا الموقف هو عقيدة واضحة وثابتة لجلالة الملك. إذا كانت الجزائر تعتبر تعزيز علاقاتنا مع بعض البلدان بمثابة تهديد، فهذا متروك لتفسيرها. بالنسبة لنا، لا يمكننا أن نضع شروطا لعلاقاتنا مع دولة ما على تلك التي تقيمها مع دولة أخرى. أولويتنا هي تطوير علاقاتنا بما يتوافق مع مصالحنا الخاصة”.