تبادل قصف عنيف بين إسرائيل وقطاع غزة لليوم الخامس بعد عملية حماس
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
غزة - يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم الأربعاء لليوم الخامس على التوالي بعد عملية حماس، ويستمر إطلاق الصواريخ من قبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بينما أعلن البيت الأبيض أن واشنطن تسعى مع إسرائيل ومصر لتوفير ممر آمن للمدنيين من القطاع المحاصر.
سياسيا، أعلنت إسرائيل التوصل لاتفاق لتشكيل "حكومة طوارئ" في ظل الحرب التي تخوضها مع فصائل فلسطينية.
وتوصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأحد زعماء المعارضة بيني غانتس لاتفاق تشكيل "حكومة طوارئ" و"حكومة حرب".
وستضم حكومة الحرب نتانياهو وغانتس ووزير الدفاع الحالي يوآف غالانت، إضافة الى القائد السابق للجيش من حزب غانتس غدي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر مراقبين.
على الأرض، يتواصل تبادل القصف مخلّفا مزيدا من الضحايا، وتستمر حصيلة القتلى في الجانبين، بالارتفاع.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء ارتفاع حصيلة قتلى العملية غير المسبوقة لحماس الى 1200 في إسرائيل، وأصيب أكثر من 2700 بجروح. وبين القتلى 169 جنديا تم إبلاغ عائلاتهم بمقتلهم، وفق الجيش.
في الأثناء، ارتفعت حصيلة القتلى في القصف الإسرائيلي في غزة إلى 1100 وأصيب 5339 شخصا بجروح في القصف، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
ومن بين القتلى في غزة 11 موظفا في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على ما أعلن الناطق باسم الأمين العام للمنظمة الدولية ستيفان دوجاريك.
كما قُتل خمسة مسعفون، بينهم أربعة تعرضت سيارتهم للاستهداف في غزة الأربعاء، وفق ما أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأعلنت حماس والجهاد الإسلامي الأربعاء تنفيذ ضربات صاروخية مكثفة على جنوب إسرائيل ومطار بن غوريون، فيما أطلق الجيش الإسرائيلي صفارات الإنذار في التجمعات السكانية المحيطة بغزة.
وطال قصف لحركة حماس مستشفى في مدينة عسقلان في جنوب الدولة العبرية، وفق ما أعلنت متحدثة باسم المستشفى.
وأطلقت حركة حماس السبت عملية "طوفان الأقصى" التي توغل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر والبر عبر قطع أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر المظلات، وتخلله إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل.
وبحسب الجيش، لم يُسجل أي تسلل جديد خلال اليومين الماضيين الى الأراضي الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، لكن ما زال هناك مسلحون من حماس في المنطقة.
وأشار الجيش الى وجود مئات "المفقودين" نتيجة هجوم حماس، بينهم قرابة 150 محتجزا لدى الحركة. وامتنعت حماس حتى الساعة عن الكشف عن عدد الأسرى لديها، وإن كانت أقرت بوجود مدنيين بينهم. وأعلنت الجهاد الإسلامي أيضا أنها تحتجز رهائن.
وبدأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع حركة حماس الفلسطينية للإفراج عن رهائن إسرائيليين احتجزتهم خلال عمليتها المباغتة السبت، وفق ما أفاد مصدر رسمي وكالة فرانس برس.
خطأ
مساء الأربعاء، دوت صفارات الانذار في شمال إسرائيل. واعلن الجيش الإسرائيلي في البداية إنه يشتبه بوجود "تسلل" جوي من لبنان" ولكنه تراجع وقال إن "خطأ" كان وراء ذلك.
وأتى ذلك في ظل توتر متصاعد على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وعدوها اللدود حزب الله اللبناني. وتبادل الطرفان عمليات القصف منذ الأحد.
وتبنى حزب الله الذي تربطه علاقة وثيقة بحماس، الأربعاء استهداف موقع عسكري إسرائيلي رداً على مقتل ثلاثة من عناصره قبل يومين. وردت إسرائيل بقصف على جنوب لبنان.
وأعربت الولايات المتحدة الأربعاء عن "قلقها" من عمليات القصف من الحزب.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "نتابع بقلق بعض الهجمات الصاروخية عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، ومصدرها بطبيعة الحال حزب الله".
وأكد كيربي استعداد واشنطن لنشر حاملة طائرات ثانية في شرق المتوسط لردع أطراف إقليمية عن الانخراط في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بعدما سبق لها أن أرسلت حاملة طائرات لإظهار دعمها لحليفتها الأولى في المنطقة.
وبعد تحذيرات واشنطن من تدخل أطراف آخرين في النزاع، قال قائد الجيش الأميركي الأربعاء إن واشنطن لم تلحظ أي مؤشرات إلى وجود عزم على ذلك.
وصرّح رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الجنرال تشارلز براون في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل "لم أر مؤشرات إلى أن أطرافا إضافيين سيشاركون في الإضرار بإسرائيل".
وأمر بايدن بتحريك حاملة طائرات وسفن حربية أميركية إلى شرق المتوسط، مع إرسال مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل.
وقال براون "هذا هو أحد الأسباب التي دفعتنا إلى تعديل انتشار قوتنا. لا فقط دعما لإسرائيل، بل أيضا لردع أي عمل مستقبلي".
ومن المقرّر أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل الخميس في زيارة "تضامن"، على أن ينتقل بعدها الى الأردن لبحث التصعيد.
دعوات للتفاوض
الى ذلك، أكد كيربي أن واشنطن "تعمل بنشاط" لتوفير ممر آمن للمدنيين من غزة في ظل القصف الإسرائيلي ، مؤكدا "نؤيد ممرا آمنا للمدنيين".
وتفرض اسرائيل منذ أكثر من 15 عاما حصرا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. وهي أعلنت بعد عملية السبت، تشديد الطوق وقطع الكهرباء والمياه ومنع إدخال الطعام والوقود.
ولقي ذلك إدانة أطراف عدة.
ودانت الجامعة العربية الحصار الاسرائيلي المطبق على قطاع غزة وقتل المدنيين "من الجانبين" في ظل الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس، وذلك في اجتماع طارئ عقدته الأربعاء.
وأكد الوزراء في أعقاب الاجتماع في مقر الجامعة بالقاهرة "ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بشكل فوري بإدخال المساعدات الإنسانية والغذاء والوقود اليه، بما في ذلك من خلال منظمات الأمم المتحدة".
وطالبوا بـ"إلغاء قرارات اسرائيل الجائرة وقف تزويد غزة بالكهرباء وقطع المياه عنها".
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن رفضه الحصار المطبق على قطاع غزة حيث يعيش 2,4 مليون شخص، مؤكدا أنه سيواصل تقديم مساعدات انسانية للفلسطينيين.
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين فوصفت الأربعاء هجوم حماس بأنه "عمل حربي".
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء الغرب على الالتفاف حول شعب إسرائيل كما فعل مع أوكرانيا بعد الغزو الروسي مطلع 2022.
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إلى تفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين ومنع "توسع النزاع".
وقال "من الضروري العمل على الدبلوماسية بدلا من الجانب العسكري والبحث عن حلول لوقف القتال، وفي أسرع وقت ممكن"، مضيفا "ثانيا، يجب العودة إلى مسار المفاوضات التي يجب أن تكون مقبولة لدى الجميع، بمن فيهم الفلسطينيون".
كما شدد على ضرورة "تجنب توسع النزاع بأي ثمن لأنه إذا حدث ذلك فستكون له عواقب على الوضع الدولي، وليس على المنطقة فقط".
ودعا المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط تشاي جون في اتصال هاتفي مع مسؤولة فلسطينية إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، وفق ما أعلنت الخارجية الصينية.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: على قطاع غزة بین إسرائیل ما أعلن وفق ما
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، لتصل إلى 47,583 قتيلا، ويشمل هذا الرقم القتلى الذين سقطوا جراء الغارات الجوية والعدوان المتواصل على المناطق المختلفة في القطاع.
وأكد التقرير الإحصائي اليومي للوزارة وصول 31 شهيدا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، منهم 28 شهيدا تم انتشالهم من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى شهيد واحد متأثر بجراحه، وشهيدان جدد قضوا في الهجمات، كما أُصيب 4 آخرون خلال نفس الفترة.
وأشار التقرير إلى أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الركام، وأن فرق الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب استمرار القصف والمخاطر الأمنية، وأضافت الوزارة أن الوضع في القطاع يزداد صعوبة مع استمرار الهجمات على المنشآت الحيوية والبنية التحتية، مما يزيد من معاناة المدنيين.
وفي السياق ذاته، ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 111,633 حالة منذ بداية الحرب، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها سكان غزة جراء العدوان الإسرائيلي.
وأهابت وزارة الصحة في بيانها بذوي الشهداء والمفقودين بضرورة استكمال بياناتهم والتسجيل عبر الرابط المرفق للحصول على جميع البيانات المتعلقة بالضحايا في سجلات وزارة الصحة.
الجزائر ترفض المخططات الأمريكية لتهجير سكان غزة وتؤكد دعمها للمشروع الوطني الفلسطيني
أعربت الجزائر عن رفضها القاطع للمخططات التي يتم تداولها والتي تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة الأصليين، مؤكدة أن هذه الخطط تأتي ضمن محاولة أوسع لضرب المشروع الوطني الفلسطيني، وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها إن الجزائر ترفض تماماً أي مخطط يهدف إلى إفراغ غزة من سكانها، معتبرة ذلك جزءاً من مسعى أكبر يستهدف القضية الفلسطينية بشكل عام.
وشددت الجزائر على موقفها الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وأكدت أن تحقيق السلام المستدام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، كما جددت الجزائر تأكيدها على أهمية توحيد الأراضي الفلسطينية من غزة إلى الضفة الغربية، محذرة من محاولات تقسيم الأراضي الفلسطينية أو تصفية المشروع الوطني الذي يسعى الشعب الفلسطيني لتحقيقه.
وفيما يخص محاولات تجزئة القضية الفلسطينية، أكدت الجزائر أن هذه الخطوات لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع، وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، فضلاً عن زيادة حالة اللاأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، وأشارت الجزائر إلى أهمية الجهود الدولية المبذولة من أجل تحقيق وقف إطلاق النار وضمان استمراره، مع التأكيد على ضرورة متابعة تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالمفاوضات السياسية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق عن خطة لفرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، هذا الإعلان أثار استنكاراً واسعاً في العالم العربي، حيث أدانت المملكة العربية السعودية وتركيا والمنظمات الفلسطينية هذه الخطوة، واعتبرتها تهديداً للحقوق الفلسطينية.
في السياق ذاته، أعربت الصين عن معارضتها للتهجير القسري لسكان غزة، فيما أعلنت روسيا دعمها لحل الدولتين كحل عادل للقضية الفلسطينية، كما سبق أن اقترح ترامب نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، مشيراً إلى ما اعتبره نقصاً في الأماكن الصالحة للسكن نتيجة للدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة.