أعلنت شركة الأدوية البريطانية العملاقة "جي إس كيه" اليوم الأربعاء عن تسويات ودية جديدة في الولايات المتحدة في سياق نزاع قضائي مرتبط بعقار "رانيتيدين" -الذي يباع تحت الاسم التجاري "زانتاك"- لحرقة المعدة، الذي يتهمه بعض المرضى بالمساهمة في إصابتهم بالسرطان، فما طبيعة المعطيات حول علاقة هذا الدواء بالسرطان؟

يستخدم عقار رانيتيدين، ضد حرقة المعدة، وكان يباع سابقا بدون وصفة طبية في الولايات المتحدة وكندا، وتم تصنيعه وتسويقه من العديد من المختبرات، بما فيها غلاكسو سميث كلاين البريطانية وسانوفي الفرنسية.

وأعلنت "غلاسكو سميث كلاين" (جي إس كيه) في بيان أنها "توصلت إلى تسوية سرية في قضية كانتلاي/هاربر المرفوعة أمام محكمة ولاية كاليفورنيا"، مضيفة أن المحاكمة -التي كان من المقرر أن تبدأ في 13 نوفمبر/تشرين الثاني- لن تتم.

وقالت المختبرات إنها توصلت أيضا إلى اتفاقيات في 3 حالات رئيسية أخرى مرتبطة بسرطان الثدي في كاليفورنيا.

وكانت "جي إس كيه" قد أعلنت بالفعل عن تسوية ودية في كاليفورنيا نهاية يونيو/حزيران الماضي، بعد انتصارات قانونية في هذا الشأن في الأشهر السابقة في الولايات المتحدة وكندا، وهي تقول إن الأدلة العلمية تظهر عدم وجود خطر متزايد للإصابة بالسرطان جراء تناول هذا الدواء.

وتعكس الاتفاقيات التي جرى الإعلان عنها الأربعاء رغبة شركة "جي إس كيه" في تجنب "التقاضي المطول"، لكن الشركة "لا تعترف بأي مسؤولية" و"ستواصل الدفاع عن نفسها بقوة" في جميع الأمور الأخرى المتعلقة بعقار "زانتاك"، وفق ما أكدت المختبرات البريطانية في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ما هو الرانيتيدين؟

ينتمي الرانيتيدين إلى مجموعة من الأدوية تسمى "حاصرات الهيستامين -2" (H2 receptor blockers). وهو يعمل عن طريق تقليل كمية الحمض التي تنتجها معدتك.

تم استخدام الرانيتيدين لعلاج ومنع تقرحات المعدة والأمعاء، كما تم استخدامه لعلاج الحالات التي تنتج فيها المعدة الكثير من الأحماض، مثل متلازمة زولينجر إليسون.

وتم استخدام الرانيتيدين أيضا لعلاج مرض "الجزر المعدي المريئي" (GERD) والحالات الأخرى التي يرتد فيها الحمض من المعدة إلى المريء، مما يسبب حرقة المعدة.

الرانيتيدين والسرطان

تم سحب الرانيتيدين من الأسواق في الولايات المتحدة في أبريل/نيسان 2020، وذلك وفقا لتقرير في موقع دارغس دوت كوم.

وأظهرت المعطيات العلمية أنه قد ترتفع الشوائب المسببة للسرطان الموجودة في العديد من أدوية الرانيتيدين إلى مستويات غير مقبولة بمرور الوقت وعند تخزين الرانيتيدين في درجات حرارة عالية.

ونتيجة لذلك، طلبت إدارة الغذاء والدواء الأميركية من جميع الشركات المصنعة للرانيتيدين سحب هذا الدواء من الأسواق في الولايات المتحدة. والمواد المسرطنة هي المواد التي تسبب السرطان.

وتشير الأبحاث إلى أن الرانيتيدين قد يكون له علاقة بالعديد من سرطانات الجهاز الهضمي، ولكن أقوى الأدلة تشمل سرطان القولون والمستقيم.

وفي الأول من أبريل/نيسان 2020، طلبت إدارة الغذاء والدواء الأميركية من الشركات المصنعة لمنتجات الرانيتيدين التي لا تستلزم وصفة طبية إزالتها من السوق على الفور، ذلك لأن بعض المنتجات تحتوي على مادة "إن -نيتروسوديميثيلامين" (N-nitrosodimethylamine)، والتي يصنفها العلماء على أنها مادة مسرطنة محتملة للإنسان.

وتزداد مستويات "إن -نيتروسوديميثيلامين" عندما يكون الدواء مخزنا في درجات حرارة الغرفة أعلى من المعتاد. كما أنها تزيد بمرور الوقت في ظل ظروف التخزين المتوسطة، وهذا يعرض الأشخاص لمستويات غير مقبولة من "إن -نيتروسوديميثيلامين".

قد يكون للرانيتيدين علاقة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك: سرطان القولون والمستقيم. سرطان المعدة. سرطان الكبد. سرطان البنكرياس. سرطان المريء. سرطان البلعوم.

ونصحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الأشخاص الذين يتناولون رانيتيدين بدون وصفة طبية بالتوقف عن القيام بذلك على الفور، والتخلص منه بشكل صحيح، وعدم شراء المزيد من الدواء، وفقا لتقرير في موقع ميديكال نيوز توداي.

ويجب على الأفراد الذين يتناولون دواء رانيتيدين بوصفة طبية التحدث مع الطبيب حول دواء بديل قبل التوقف عن تناوله.

البدائل الآمنة للرانيتيدين "إيزوميبرازول" (esomeprazole) يباع تحت الاسم التجاري "نيكسيوم" (Nexium). "أوميبرازول" (omeprazole) يباع تحت الاسم التجاري "بريلوسيك" (Prilosec). "لانسوبرازول" (lansoprazole) يباع تحت الاسم التجاري "بريفاسيد" (Prevacid).

كل هذه الأدوية لها غرض مماثل وقد تساعد في تقليل حمض المعدة لدى الأشخاص الذين اعتادوا تناول زانتاك.

ويمكن للشخص مناقشة المخاطر والفوائد المحتملة لبدائل الرانيتيدين مع الطبيب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

عبد المنعم سعيد: المرحلة الأولى من حكم ترامب ستتركز على الولايات المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، إن أولوية الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، تغيير الولايات المتحدة، إذ من الواضح من خلال تعيينات إدارته، فإنه يسعى إلى إعادة تشكيل مؤسسات وهيئات الولايات المتحدة، أما فيما يخص الشرق الأوسط، لن يأخذ منه «وقت كبير»، فمن الممكن أن يبذل مساعي للتهدئة، أو يرسل المبعوثين الخاصين به للتعرف على الوضع في المنطقة، ولكن الجزء الأكبر من مرحلة ولايته الأولى سينصب التركيز فيها  على تغيير الولايات المتحدة من الداخل.

وأضاف «سعيد» خلال للقاء ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع على شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، وتقدمه الإعلامية أمل الحناوي ، متحدثًا عن العلاقات الأمريكية - العربية في عهده ترامب، بأنه قبل أن تنتهي ولايته الأولى كان عقد الاتفاقيات الإبراهيمية، واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وضم الجولان السوري لها.

وتابع عضو مجلس الشيوخ: «قبل الانتخابات تحدث ترامب عن أن مساحة إسرائيل الجغرافية صغيرة، مما يحي بأن لديه مجموعة من الأفكار والحلول للوضع الراهن في المنطقة، لن تتضمن الدولة الفلسطينية، كما أنه حث إسرائيل على القضاء على حزب الله و حماس».

مقالات مشابهة

  • من هي الأردنية مرشحة ترامب لمنصب جراح الولايات المتحدة؟
  • عبد المنعم سعيد: المرحلة الأولى من حكم ترامب ستتركز على الولايات المتحدة
  • عبد المنعم سعيد: تركيزالمرحلة الأولى من حكم ترامب على الولايات المتحدة
  • روته التقى ترامب في الولايات المتحدة
  • كوريا الشمالية: الولايات المتحدة تخلق جواً من المواجهة النووية
  • «الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
  • عقار يخاطب فعاليات ملتقى حكام وولاة الولايات الثاني ببورتسودان
  • أعراض سرطان البنكرياس
  • دراسة: ارتفاع الوفيات المبكرة بالسرطان في 2025
  • زعيم كوريا الشمالية يتهم الولايات المتحدة بتأجيج التوتر.. ويحذر من حرب نووية