رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني لـ«صدى البلد»

-مصر الحاضر الأكبر إلى جانب فلسطين وغزة في محنتها الكبرى وحرب الإبادة التي تتعرض لها.

-شعبنا الفلسطيني باقٍ مرابط صامد في أرضه وخياره إما الرباط والمقاومة والنصر وإما الشهادة

ـ مصر لن تسمح لجيش الاحتلال بتمرير مخططه الشيطاني بإرغام الفلسطينيين على النزوح لسيناء

معركة «غزة وطوفان الأقصى» حرب المصير المفصلية الفلسطينية والعربية والإسلامية الكبرى

يتعرض الشعب الفلسطيني، لعمليات تخريب وقذف للمباني وتدمير من الاحتلال الإسرائيلي، يستهدف جيش الاحتلال المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ العزل ويقصف المستشفيات والأسواق وسيارات الإسعاف والمساجد والمدارس التي يأوي إليها المدنيونَ، وينفذ الحصارَ الخانق لقطاع غزة بهذا الشكل اللاإنساني، ويستخدمَ الأسلحة الثقيلة والمحرمة دوليًّا وأخلاقيًّا، يقطعَ الكهرباء والمياه، ويمنعَ وصول إمداداتِ الطعام والغذاء والمساعدات الإنسانية والإغاثية عن قطاع غزة، وبخاصة المستشفيات والمراكز الصحية.

ولمعرفة آخر التطورات في القضية الفلسطينية ودور مصر الداعم للشعب الفلسطيني.. التقى «صدى البلد» القيادي والمفكر والمؤرخ الفلسطيني اللواء الدكتور محمد أبو سمره، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، الذي أن نجاح طوفان الأقصى سيغير وجه وتاريخ فلسطين والمنطقة العربية والإسلامية، منبهاً على أن مصر تقف بجانب الفلسطينيين ولن تسمح لجيش الاحتلال بتمرير مخططه الشيطاني.. إلى تفاصيل الحوار.
  


بداية.. هل يوجد نزوح من قطاع غزة بسبب الحصار الذي فرضه جيش الاحتلال؟ 


أؤكد لك أنَّه ليس هناك أي نزوح فلسطيني فردي أو جماعي من قطاع غزة عموماً ومن مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع خصوصاً نحو الحدود المصرية، وليس هناك أي نزوح من داخل القطاع، إلا سوى نحو مراكز الإيواء التابعة لوكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة والمدارس والمستشفيات والكنائس أو نحو منازل الأقارب والمعارف والجيران، وهي عمليات نزوح فردية، رغم أن عدد النازحين من بيوتهم وصل إلى أكثر من ثلاثمائة ألف فلسطيني.  


ــ كيف ترى مطالبة سلطات الاحتلال للفلسطينيين في قطاع غزة للتوجه نحو مصر؟


هذا هو أحد الأهداف الرئيسة الخبيثة والشريرة من وراء الحرب العدوانية الإجرامية البربرية الوحشية الحالية التي يشنها العدو الصهيوني ضد شعبنا المظلوم المنكوب في قطاع غزة المحاصر، وهذا هو أيضاً أحد الأهداف الهامة التي كانت تسعى إليه دوماً كافة الحكومات الصهيونية، وخاصة الحكومة الصهيونية الحالية الأكثر يمينية وتطرفاً منذ نشأة الكيان الصهيوني. ولم تتوقف كافة أجهزة العدو الصهيوني ومخابراته وجيشه وآلة الدعاية والحرب الصهيونية منذ عشرات السنين عن العمل المنهجي المُنَّظم ليل نهار من أجل إرغام الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم وبيوتهم والجزء الضئيل المحدود المتبقي لهم من وطنهم ومساحة فلسطين التاريخية في قطاع غزة.

ولأجل تحقيق هذا الهدف منذ عام ١٩٤٨، ثم عام ١٩٥٦ أثناء العدوان الثلاثي، ثم عقب عدوان ونكبة ١٩٦٧، ثم عشرات الحروب والاعتداءات البربرية الوحشية الهمجية التي شنها ضد شعبنا منذ العام ١٩٦٧ حتى العدوان الحالي وهو الأشد وحشيةً واجراماً وضراوة وبشاعة، فقد ارتكب جيش العدو عشرات المجازر ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في القطاع، لكي يرغم أبناء شعبنا الفلسطيني على النزوح الجماعي من غزة نحو سيناء.


ورغم كافة الحروب والاعتداءات والمجازر التي تعرَّض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عام ١٩٤٨ وحتي اللحظة، لم يقم الفلسطينيون بأية حركة نزوح جماعية نحو سيناء، وفي هذه الحرب الاجرامية والتدميرية الكبرى التي يقوم بها العدو الصهيوني ضد شعبنا الأعزل، ومهما بلغ حجم الأضرار والخسائر المادية والمعنوية، ومهما ارتفعت أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين، فلن يكرر شعبنا مطلقاً مأساة ومؤامرة إرغامه على الهجرة من مدنه وقراه وبلداته عام ١٩٤٨نتيجة ما تم ارتكابه من مذابح وحشية بربرية على أيدي العصابات الإرهابية الإجرامية والاحتلال البريطاني، وشعبنا باقٍ مرابط صامد في أرضه، وخياره إما الرباط والمقاومة والنصر، وإما الشهادة، ولا يوجد خيار ثالث أمامه. 


ــ ما تعليقكم على الدور المصري في وقف العدوان الإسرائيلي على غزة؟

نقدِّر ونثمِّن كثيراً للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية والقيادة والحكومة المصرية وقيادة المخابرات العامة المصرية، كافة الجهود التي يبذلونها من الدقيقة الأولى لبدء الأحداث صبيحة السبت السابع من أكتوبر من أجل وقف العدوان الصهيوني ضد قطاع غزة، والتواصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودعم مواقف وجهود القيادة الفلسطينية والعمل لتشكيل موقف عربي موحد داعم للموقف الفلسطيني ضد العدوان، واحياء التضامن العربي لمساعدة ودعم صمود وصبر ورباط شعبنا الفلسطيني.

 وأيضاً نقدِّر ونثمِّن كثيراً للرئاسة والحكومة والقيادة المصرية قيادتها للديبلوماسية العربية لتشكيل أداة ضغط مؤثرة وداعمة في كافة الهيئات والمؤسسات والمحافل الدولية للحقوق والمظلومية الفلسطينية، وفي مقدمتها المحافظة على بقاء القضية الفلسطينية حيةً وعدم السماح بتذويبها والقضاء عليها، وأيضاً التأكيد على خيار الدولتين وعلى حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة، وبالتزامن مع كافة الجهود والاتصالات المكثفة التي تقوم بها مصر من أجل مناصرة ودعم مواقف وجهود الرئاسة والقيادة الفلسطينية، فإنَّ تمارس ضغوطها بكل ثقلها على كافة الأطراف الدولية المؤثرة على العدو الصهيوني من أجل التدخل لديه لوقف حرب الإبادة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وللحق فإنَّ مصر الحاضر الأكبر إلى جانب فلسطين وغزة في محنتها الكبرى التي تتعرض لها، ولن تسمح للعدو بتمرير مخططه الشيطاني القاضي إلى استئصال القضية الفلسطينية والقضاء على حق عودة اللاجئين وحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإرغام الفلسطينيين على النزوح الجماعي نحو سيناء، وبدأت مصر تقوم بتنظيم أكبر حملة إغاثة مصرية وعربية شاملة لدعم صمود أهلنا في غزة، وستبقى مصر دوماً وفي كافة الظروف الحاضر والمؤثر الأكبر في ملف الصراع العربي الإسرائيلي وفي الملف الفلسطيني، وكل التحية والتقدير للموقف المصري القومي العربي الوطني، وخاصة مواقف القائد العربي القومي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وللخارجية والديبلوماسية  المصرية.       

 
ـــ ما تعليقكم على إرسال مصر مساعدات لأهالي غزة ودورها حتى الآن؟


لم تتأخر لحظة الشقيقة الكبرى مصر عن التحرك منذ بدء العدوان لتسيير قوافل الدعم والإغاثة لشعبنا في قطاع غزة، وأرسلت عدة قوافل إغاثة للهلال الأحمر الفلسطيني تشمل لوازم ومهمات ومستهلكات طبية، وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن البدء في تجهيز وتسيير قوافل إغاثة شاملة لقطاع غزة، وكذلك الهلال الأحمر المصري والأزهر الشريف وصندوق تحيا مصر، ومازالت تنتظر قوافل الإغاثة والدعم والمساعدات المصرية للشعب الفلسطيني على أبواب معبر رفح المصري بانتظار إعادة تشغيله لإدخالها في سياق تسيير جسر إغاثة مصري بري من القاهرة حتى غزة.


ــ كلمة أخيرة ترغب قولها بصفتك قائداً ومؤرخاً ومفكراً فلسطينيًا؟


أؤكد لجميع أبناء شعبنا الفلسطيني البطل، ولجميع أبناء أمتنا العربية والإسلامية، أنَّ الصمت والسلبية والحياد أمام جرائم الاحتلال ووحشيته ونازيته وإفساده وعلوَّه وأمام المجازر الجماعية البشعة التي ينفذها ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، لا يجوز بأي حالٍ من الأحوال أبداً، وإنني على يقين أنَّه لن يدفع ثمن الحياد والسلبية، أمام العدوان الصهيوني المتوحش الإرهابي والمجازر وحرب الإبادة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الفلسطينيون وغزة والقدس وفلسطين والمسجد الأقصى المبارك وحدهم.. بل سيدفع ثمن ذلك معهم وإلى جانبهم جميع العرب والمسلمين والمنطقة بأكملها.

 

 لأنَّ المخطط أكبر وأبعد كثيراً من حدود قطاع غزة والقدس وحدود فلسطين التاريخية.. وهذه المعركة مفصل تاريخي، إنَّها أُم المعارك الفلسطينية والعربية والإسلامية.. وإما أن ينتصر فيها الشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى المبارك ومعهم الأمة العربية والإسلامية، وإما أن ينتظر العرب والمسلمون نعيهم كأمة وحضارة وتاريخ.. هذه حرب المصير المفصلية الفلسطينية والعربية والإسلامية الكبرى.. ما قبلها لن يكون كبعدها، لأنَّ نتائجها أياً كانت ستحدد مستقبل الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وستغير وجه وتاريخ فلسطين والمنطقة العربية والإسلامية.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى مصر الفلسطينيين غزة

إقرأ أيضاً:

ابو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي ويؤكد علي العلاقات التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا

استقبل السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بمقر الامانة العامة اليوم الثلاثاء الموافق 17 ديسمبر الجاري، وفد من لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة السيد فرنسوا بانو عضو المجلس وذلك في اطار زيارة يقوم بها الوفد للقاهرة.

وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الامين العام بأن أبو الغيط رحب بزيارة الوفد الفرنسي لمقر الجامعة، مشيراً إلى العلاقة السياسية والاقتصادية والشعبية الممتدة التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا، وذلك انطلاقاً من الروابط التاريخية التي تربط الجانبين في العديد من المجالات والعلاقات المتميزة القائمة بينهما على المستوى الرسمي والشعبي وآليات التعاون والتنسيق المهمة إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وفي هذا الاطار، شدد السيد الأمين العام على الاهمية الكبيرة التي يعلقها الجانب العربي على اعتراف الحكومة الفرنسية بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، باعتبار ذلك ينسجم مع دور فرنسا القيادي في اوروبا، ويمثل خطوة مهمة نحو تعزيز حل الدولتين وتنفيذه على الارض.

واضاف رشدي أن الوفد اهتم بالتعرف على رؤى الأمين العام إزاء التطورات الأخيرة للوضع في سوريا ولبنان والقضية الفلسطينية خاصة الحرب على قطاع غزة، في حين استعرض الوفد اخر المواقف تجاه عدد من القضايا الدولية والاقليمية، كما حرص الوفد الفرنسي  بدوره على تثمين علاقات بلاده بالدول العربية، مؤكداً على أهمية العمل خلال المرحلة المقبلة للسعي نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة على الارتقاء بهذه العلاقات على كافة الأصعدة وحرصهم على توسيع رقعة التعاون السياسي والاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • طوفان الأقصى ومستقبل المنطقة ووضع الفصائل الفلسطينية: متغيرات جيو-استراتيجية
  • المقاومة الفلسطينية تواصل استهداف العدو الصهيوني في كافة محاور التوغل في غزة
  • عبد المنعم سعيد: طوفان الأقصى أحدث زلزالا كبيرا في المنطقة
  • الحكومة الفلسطينية تصدر حزمة من القرارات الجديدة خلال جلستها الأسبوعية
  • حماس: نهش الكلاب جثامين الشهداء يكشف وحشية العدو الصهيوني
  • ابو الغيط يستقبل وفد مجلس الشيوخ الفرنسي ويؤكد علي العلاقات التي تربط بين المنطقة العربية وفرنسا
  • أخبار التوك شو .. تحذير من الأرصاد عن طقس اليوم.. واستشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال بغزة
  • الخارجية الفلسطينية تدين حرب الإبادة والتهجير.. وتطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية
  • بالفيديو.. خبير: إسرائيل استغلت "طوفان الأقصى" لتحقيق أهدافها في المنطقة
  • خبير: إسرائيل استغلت طوفان الأقصى لتحقيق أهدافها في المنطقة