الشارقة (وام)
تحتفي هيئة الشارقة للمتاحف بمرور 200 عام على تشييد حصن الشارقة، الذي يقف منذ العام 1823 شاهداً يروي حكايات وأحداثاً تاريخية عديدة، وذلك إيماناً منها بأهمية الحفاظ على الشواهد المادية والمعنوية المكونة لتراث الإمارة التاريخي والثقافي.
ونظمت الهيئة أمس الدورة الثامنة من برنامجها «الحصن في الذاكرة» الذي يقدم هذا العام جلسة حوارية مع مجموعة من الباحثين المتخصصين في تاريخ الشارقة تحت عنوان «الصرح التاريخي العريق»، فيما تعتزم الاحتفال باليوم الوطني في 28 نوفمبر المقبل عبر عدد من الفعاليات الثقافية والبرامج الترفيهية التي تناسب كافة الفئات العمرية بهدف تعزيز الولاء والهوية الوطنية، بالإضافة إلى توفير فرصة الدخول للحصن مجاناً خلال اليوم الوطني يومي 1 و2 ديسمبر، في حين يختتم الحصن فعالياته الاحتفالية بالمخيم الشتوي «مخيم إجازة سعيدة» الذي يقدم للأطفال العديد من الورش التعليمية الممتعة في الفترة من 11 وحتى 21 ديسمبر من العام الجاري.


وتتيح الهيئة للزوار من خلال هذه البرامج والفعاليات فرصة الاطلاع والتعرف على التاريخ الحديث لإمارة الشارقة والعائلة الحاكمة، وتاريخ المبنى، وطابع الحياة اليومية في إمارة الشارقة قبل 200 عام، والأحداث التي مرت على الحصن منذ تشييده وإعادة افتتاحه عام 1997، وما تبعها من مراحل ترميم قبل إعادة افتتاحه رسمياً عام 2015، حيث يبرز الحصن كإحدى أهم القلاع الدفاعية، والمباني التاريخية في الإمارة، التي مثّلت مقراً للحكم حتى مطلع الستينيات.
وشهد الحصن تحديات عديدة خلال تاريخه الثري، غير أن أبرزها جاء على لسان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي علم خلال دراسته في جمهورية مصر العربية في عام 1969 بأن الحصن يتعرض للهدم، مما اضطره للعودة المباشرة إلى الشارقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحصن الذي لم ينجُ منه إلا برج الكبس واثنين من الجدران الخارجية المتضررة بصورة بالغة.
وظل الحلم بإعادة تشييد وترميم الحصن يشغل تفكير صاحب السمو حاكم الشارقة الذي احتفظ بأبواب الحصن الرئيسية مثل باب الحصن، وباب الصباح، وباب الخزنة مدة 28 سنة، حيث أمر ببنائه استناداً إلى الصور الأرشيفية، وما إن اكتمل العمل حتى بادر سموه إلى تزويده بمقتنياته من الصور التي تحكي قصة مدينة الشارقة.
واستخدم الحجر المرجاني الذي يزخر به قاع الخليج العربي في تشييد الحصن سنة 1823، بالإضافة إلى مادة الجص الناعمة ذات اللون البني الفاتح، فيما تم صنع الأبواب من خشب الساج، وتم استخدام سعف النخيل وأعمدة شجر المانغروف لبناء السقف ليتخذ شكلاً هندسياً خلاباً.
ويتكون الحصن من طابقين، وساحة داخلية واسعة في الوسط، وثلاثة أبراج دفاعية، تعرف بالمحلوسة، والكبس، ومربعة مشرف، إضافة إلى الشرفة الرئيسة التي تطل على الساحة الأمامية للحصن، حيث توجد بها حطبة التوبة التي كانت تستخدم لإقامة الحدود.
وتضم تقسيمات الطابق الأرضي مجموعة من القاعات التي تشمل غرفة التوقيف التي تحولت إلى غرفة الاستراحة، وسجن المحلوسة، وخزنة السلاح، وقاعة الحصن التي تحكي تاريخ المبنى ومراحل ترميمه، وقاعة المدبسة التي تتيح للزوار فرصة التعرف على كيفية استخلاص عصارة التمر أو فيما يعرف بالدبس، بالإضافة إلى قاعة القواسم التي تعرض تاريخ القواسم والتحديات مع القوى الإقليمية والأجنبية.
ويتضمن الطابق الأول قاعة الشيخ سلطان بن صقر الثاني، وبرج الكبس وقاعة الأسلحة، وغرفة الشيخ، والغرفة، والشرفة، والمجلس الذي تم تخصيصه لعرض الوثائق والصور التاريخية.
كما يحتفظ الحصن بالعديد من المقتنيات التي تشمل البوابة الرئيسية، والمدفع الرقاص، وعدسه اللؤلؤ، والسرير، وعملة مرضوف القواسم، ورسائل زعماء الصومال، واتفاقيه 1820، وحامل القرآن الخاص بالشيخ خالد بن سلطان القاسمي، وعلم القواسم، وعلم الاحتلال، والمدفع البحري، وساعه الجيب، وجواز سفر الشيخ سلطان بن صقر الثاني، وشجرة عائله القواسم، وخريطة أصول القواسم، وسيف الكتارة، وعقال الشطفة، إلى جانب العديد من المقتنيات التاريخية.
وكان حصن الشارقة قد استضاف العديد من الفعاليات التي نظمتها هيئة الشارقة للمتاحف لعل أبرزها هو برنامج «الحصن في الذاكرة» السنوي الذي تهدف الهيئة من خلاله إلى إبراز المناطق التاريخية التي تزخر بها إمارة الشارقة وتسليط الضوء على تراث المنطقة الغني.
وبعد مرور قرنين على تشييده شهد خلالها العديد من التحولات التاريخية حيث كان ملاذاً للمجتمع المحلي ومركزاً للنشاط السياسي والاجتماعي والثقافي، ويقف الحصن اليوم كتحفة معمارية فريدة من نوعها ذات قيمة تاريخية كبيرة تعكس الروح العريقة للمدينة مذكرة بأصالتها وتراثها الغني ومستقطبة زواراً من جميع أنحاء العالم.

أخبار ذات صلة الاحتفاء بمرور 200 عام على تشييد حصن الشارقة أندية الشارقة في «رسالة دكتوراه»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: حصن الشارقة الشارقة هيئة الشارقة للمتاحف حصن الشارقة على تشیید العدید من

إقرأ أيضاً:

حاكم الشارقة يعزي خادم الحرمين في وفاة الأمير محمد بن فهد

بعث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، برقية تعزية إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، عبر فيها عن خالص تعازيه، وصادق مواساته في وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود.
كما بعث سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، برقيات تعزية مماثلة إلى خادم الحرمين الشريفين.

مقالات مشابهة

  • الشارقة تستضيف مؤتمر رؤساء الجامعات الفرنكوفونية
  • سلطان القاسمي يعيد تنظيم قوة الشرطة والأمن في الشارقة
  • سلطان يعيد تنظيم قوة الشرطة والأمن في الشارقة
  • سلطان: أسماك مياه حلوة في نبع ببركة مالحة في محمية واسط
  • سلطان: الكتب الرفقاء الذين يقضي الإنسان معهم وقتاً جميلاً
  • «استشاري الشارقة» يطّلع على جهود «شؤون الضواحي»
  • بالفيديو| حاكم الشارقة يزور الصف الذي درس فيه بالمرحلة الابتدائية
  • حاكم الشارقة يعزي خادم الحرمين في وفاة الأمير محمد بن فهد
  • كمارا «ورقة الشارقة الجديدة» أمام دبا الحصن
  • ولي عهد الشارقة يترأس اجتماع المجلس التنفيذي