رغم مرور أكثر من نصف قرن على حرب ٦ أكتوبر المجيدة، إلا أن أبطالها الذين ما زالوا على قيد الحياة يتمنون جميعهم العودة إلى جبهة القتال ويرتدون الزي العسكري من جديد، وذلك على الرغم من كبر سنهم أو معاناتهم مع إصاباتهم في وقت الحرب.
ومن هؤلاء الأبطال فرج السيد أحمد عيسى وشهرته "فرج أنس"، أحد جنود مجموعة ٣٩ صاعقة بقيادة إبراهيم الرفاعي الذي يتحدث لـ«البوابة نيوز» عن دوره في الحرب ومشاركته في تحقيق الانتصار العظيم.


قال البطل فرج أنس: رغم بلوغي سن الـ٧٠ سنة، أتمنى أن أرتدي الزي العسكري من جديد من أجل أن أحمي مصر من أعداء الوطن، وأنا أعشق الحياة العسكرية والجيش المصري، وأن الجندي المصري من أعظم جنود العالم، لأنه عندما يشعر بالخطر على بلاده يضحي بحياته من أجلها. 
ويحكي ما بعد النكسة حتى عبور خط بارليف والانتصار على الإسرائيليين في حرب أكتوبر، فقال: "أنا قضيت خدمة في الجيش لمدة ٧ سنوات و٨ شهور، وكانت من أجمل فترات حياتي". وتابع عقب نكسة ٦٧ قمنا بالعديد من التدريبات الشاقة جدا استمرت لمدة ٧ سنوات، وكان الحماس كبيرا ورغبتنا قوية في استعادة أرض سيناء من الإسرائيليين، فعندما كنا نشاهدهم وهم يرفعون الأعلام الإسرائيلية على أرض مصر يصيبنا حالة من الاستفزاز والغيرة على أرضنا وكنا وقتها نتمنى أن ندهس تلك الأعلام والإسرائيليين". 
وأضاف "في هذا الوقت كانت القيادة الإسرائيلية قامت بعمل خط بارليف وهو عبارة عن ٤٠ مترا فوق جبل ساتر ثم وضع قبضان سكك حديد وخرسانيات تساوي مليارات الآن، ذلك من أجل وضع صعوبات حتى لا يتمكن الجندي المصري من العبور".
وأشار إلى "أن القيادة الإسرائيلية كانت وقتها تؤكد على أن من المستحيل أن يعبر الجندي المصري خط بارليف، ولو حاول الوصول لحرف القنال سيموت، وذلك كان اعتقاد إسرائيل وأمريكا وبريطانيا والعالم كله، أن الجندي المصري من الصعب اقتحام خط بارليف". 
وعن كواليس عبور خط بارليف، قال: "إن الرئيس محمد أنور السادات كان رجلا عظيما أخفى على الجميع ميعاد الحرب، وكان يوجه بالتركيز على التدريبات للجنود، وأننا حتى آخر لحظة لم نكن نعلم بتوقيت الحرب وكنا نمارس حياتنا بشكل طبيعي". 
وفي يوم ٣ أكتوبر ١٩٧٣ كنا نذهب إلى خط القنال أكثر من مرة ثم نرجع مرة أخرى دون فعل شىء، ولكن في يوم ٦ أكتوبر العاشر من رمضان الساعة ٦ صباحا قالوا لنا القادة شدوا الشدة وهي عبارة عن قنابل وأسلحة، ولكننا كنا نظن أنها مناورة وليست حربا، وفي تمام الساعة ٢ ظهرا يوم ٦ أكتوبر جاء لنا القائد أحمد رجب من منطقة محرم بك، وقال لنا يلا يا رجالة جالكوا اليوم العظيم اللي أنتم ترجعوا أرضكوا، يا ترجعوا أرضنا يا نروح بيوتنا، إيه رأيكم؟ فكان ردنا بالهتاف "الله أكبر". 
وأسرعنا بنفخ القوارب المطاطية، وألقيناها في القناة وعبرنا خط بارليف وكنا نصعد بالسلالم رغم أننا كنا نحمل ما يزن ١٠٠ كيلو، تشمل جاكت نجاة، وجاكت آخر كله قنابل وذخيرة وآلي ومولوتيكه، رغم ذلك كنا نصعد السلالم، وغيرها والخط الساتر الأول واقتحمنا خط بارليف كان كله خنادق محصنة بالقضبان السكك الحديد والخرسان تحت الأرض، صعب أن الواحد يقتحمها". وكان الإسرائيليون يفرون من أمامنا ويصيحون من اقتحامنا، حتى اكتسحنا حوالي ٤٠ كيلو في ٦ ساعات، وكان لدينا استعداد أن ندخل تل أبيب بكلمة الله أكبر، ولما وصلنا لـ٢٠ كيلو قالوا لنا أوقفوا القتال". 
وأضاف: "في منطقة بعد عبورنا خط بارليف طلب مننا القائد التعامل بالسلاح الأبيض وليس بإطلاق النار، لأننا كنا داخل إسرائيل، وأثناء التعامل معهم قام أحدهم بمحاولة قتلى ولكنه أصابني بجرح سطحي فقام زميلي بقتله، ما زاد من حماسنا للقتال". 
وتابع بطل حرب أكتوبر، "إن في عيد الفطر المبارك في الساعة التاسعة صباحا، فوجئنا بطائرات قريبة جدا من فوق رؤوسنا كانت تقذف قنابل تفحر الأرض بعمق ٧ أو ٨ أمتار"، مشيرا إلى "أنه تم حصار جنود في الجيش الثالث الميداني بمنطقة عين موسى داخل سيناء، بدون أكل ولا شرب وفي ناس ماتت من قلة الأكل، وفي الوقت ذلك كنا نخرج مأموريات لاقتحام مواقع الإسرائليين وكنا بنتغذى على الخضرة والثعابين". وأضاف : "وفي أحد المواقع الإسرائليين به دبابات اسمها برج الحمام، اقتحمناها وتم تفجير الذخائر بها، وهذا اليوم كان من أصعب الأيام علينا، كان عددنا في هذه المأمورية ١٩ جنديا رجع منا أربعة فقط، ولكننا استطعنا أن ندمر الآلاف من الإسرائليين في هذه الموقعة، وفي هذه الواقعة قمنا بالافتراش بجانب الجثث كأننا موتنا لتمويه الإسرائليين، حتى عثرنا على خندق صغير بدون أكل وشراب، انتظرنا فيه لمدة ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع لاحظنا مرور سيارة بها ظابط وأربعة جنود إسرائيليين، فكرنا في الاستيلاء على السيارة وارتدينا ملابس للمرور من الإسرائليين بعد العثور على كلمة السر، حتى عدنا إلى الموقع المصري". 
وعقب انتهاء الحرب، كشف عن "أن في أحد من زملائي أبلغ أسرتي أنني استشهدت في حرب أكتوبر، وعقب انتهاء الحرب ونزولي إجازة فوجئوا أنني ما زالت على قيد الحياة، فتم استقبالي أحسن استقبال وحملي على الأعناق في شوارع الإسكندرية". 
وفي نهاية حديثه، قال بطل حرب أكتوبر: "إن الرئيس السيسي استطاع أن يحمي مصر من دولة الإخوان، وأن الرئيس استطاع أن يطهر البلد من أعداء الوطن، وأن إنجازات الرئيس لم تحدث مع أي رئيس من قبل، وأننا نطالبه بالاهتمام بحق المواطنين وتوفير لهم حياة كريمة".

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ٦ اكتوبر أكتوبر المجيدة الجيش المصري العاشر من رمضان خط بارليف الجندی المصری حرب أکتوبر خط بارلیف

إقرأ أيضاً:

"حكاية أم حسن".. تبرعت بمليون جنيه لشراء سيارة إسعاف صدقة جارية لزوجها الراحل| شاهد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تبرعت سيدة مسنه تدعى “أم حسن حسن فرحات”، من قرية الدنابيق التابعة لمركز المنصورة فى محافظة الدقهلية، بمبلغ مليون جنيه لشراء سيارة إسعاف، وذلك كصدقة جارية على روح زوجها الراحل وذلك في لافته تعكس أسمى معاني الوفاء والعطاء.

وتحدثت الحاجة أم حسن عن رحلتها مع زوجها الراحل، فى بث مباشر مع “ البوابة نيوز ” مشيرة إلى أن حياتهما كانت بسيطة، وبدأت من الصفر مع زوجها رحمة الله عليه ، حيث عملا معًا في بيع اللبن لسنوات طويلة.

وتابعت قائله: "كنا نخرج كل صباح نبيع اللبن سويًا، ومع مرور الوقت تحسنت أحوالنا بفضل الله، وكافحنا حتى استطعنا بناء حياة كريمة".

وأضافت أن زوجها كان سندًا وداعمًا لها في كل خطوة، وكان يتمتع بكرم القلب وطيبة الأخلاق، فلم يبخل عليها بأي شيء.

وتابعت: “في إحدى المرات، عرض عليَّ أن يكتب لي قطعة أرض بإسمي، لكني رفضت، لأنني كنت واثقة في حبه واهتمامه بي، ولم أكن بحاجة إلى إثبات لذلك ولكنه صمم على ذلك ” .

و أوضحت أم حسن أنها بعد وفاة زوجها شعرت بفراغ كبير وحزن عميق استمر لمدة عام، حيث لم تكن قادرة على تجاوز رحيله ومع مرور الوقت، فكرت في تقديم عمل خيري يكون صدقة جارية له، ويعود بالنفع على الناس، فقررت التبرع بمبلغ مليون جنيه لشراء سيارة إسعاف تخدم أهالي قريتها والمناطق المجاورة.

وأكدت قائلة: “جمعت أبنائى الاثنين حولى وابلغتهم برغبتى و افقو على الفور ولم اتردد لحظه واحده فى  هذه الخطوة لأنها ستساعد الكثير من أهل القرية وستكون في ميزان حسناته”.

وأعربت عن سعادتها بهذا القرار، مشيرة إلى أن هذه السيارة ستكون وسيلة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين، وهو أعظم أجر يمكن أن تقدمه لروح زوجها الراحل مؤكده أن زوجها عقب التبرع جاء لها فى المنام سعيدا فى مكان جميل مضيفه إن ذلك دليل على أن هذا العمل وصل له .

ومن ناحية أخرى شهد تبرع الحاجة أم حسن اشادة واسعة من أهالي القرية، الذين عبروا عن امتنانهم وتقديرهم لهذا العمل الخيري، مؤكدين أن توفير سيارة إسعاف جديدة سيساهم في تحسين الخدمات الطبية بالمنطقة، وسيساعد في إنقاذ العديد من الأرواح، خاصة في الحالات الطارئة.

لينك الفيديو 

https://youtu.be/xemnbJ-ARr8

لينك البث المباشر 

https://www.facebook.com/share/v/1BHk9wHgcg/

مقالات مشابهة

  • مصرع شخص دهسته سيارة مُسرعة أثناء عبوره الطريق بالفيوم
  • خلال عبوره الطريق.. مصرع خمسيني دهسه ميكروباص بالفيوم
  • العالم يحبس أنفاسه.. غياب التوصل لاتفاق جديد قبل 18 أكتوبر يدفع الأزمة النووية الإيرانية إلى سيناريو الحرب الشاملة
  • من بريق الملاعب إلى ظلام تهجير الفيليين.. حكاية النجم الكروي علي حسين
  • حسن الخاتمة.. مصرع مؤذن عقب صلاة التراويح فى الدخيلة بالاسكندرية
  • عمرها 40 عامًا| حكاية أقدم مائدة رحمن بالقرنة غرب الأقصر.. صور
  • حكاية ممرض بلقاس.. حسام حبيب يكشف سر فتح ملفات طليقته شيرين
  • "المسيرة الكبرى".. حكاية ملحمية لا مثيل لها
  • "حكاية أم حسن".. تبرعت بمليون جنيه لشراء سيارة إسعاف صدقة جارية لزوجها الراحل| شاهد
  • أحد أبطال أكتوبر: الشعب المصري تحمل الكثير من اجل تحقيق نصر أكتوبر