الأوقاف: «الوعي الرشيد وأثره في مواجهة التحديات».. موضوع خطبة الجمعة
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
حددت وزارة الأوقاف،«الوعي الرشيد وأثره في مواجهة التحديات» موضوع خطبة الجمعة المقبلة.
«الوعي الرشيد وأثره في مواجهة التحديات» موضوع خطبة الجمعةوجاء في نص الخطبة: الحمدُ لله ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريم : {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عَبدُه ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك علَيه، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .
وبعـد :
فإنَّ الوعيَ بقيمةِ الوطن، وبالتحديات التي يُواجهها، وبالمخاطر التي تحيطُ به، أمرٌ لا غنى عنه، خاصة ونحن في مرحلةٍ شديدةِ الحرج في تاريخ منطقتنا ؛ فالمخاطرُ جِسَام، والتحدياتُ هائلة، والأعداء بنا متربصون، والأمرُ أقرب ما يكون إلى زمن الفتن التي تجعلُ الحليمَ حيرانَ لشدةِ اختلاط الأمور، واضطرابها، وتقلبها، اللهم إلا على مَن منَّ الله عليهم بالحكمة والخبرة وإدراك الواقع وحجم التحديات .
وإن الوعي بالمخاطر يحتاج إلى الدراسة والفهم والتحليل وإعمال العقل الذي كرَّم الله (عز وجل) به الإنسان حتى يميز بين الصالح والطالح، حيث يقول سبحانه : {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، ويقول سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}، وقد نعى القرآن الكريم على أولئك الذين لا يُعملون عقولهم في التفكر والتدبر، ولا يستخدمونها فيما خلقت له، فقال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ}.
ولعل من أخطر التحديات التي تواجهنا تلك التحديات التي تهدد أمننا واستقرارنا في أوطاننا، فالأمن نعمة من أجل نعم الله (عز وجل) على الإنسان، حيث يقول سبحانه: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}، فبدون الأمن والأمان لا يهدأ للإنسان بال، ولا تطمئن له نفسٌ، ولا يهنأ بالحياة حتى لو أوتي الدنيا بحذافيرها، فسعادة الدنيا ونعيمها في تحقق الأمن والاستقرار، يقول نبينا (صَلى الله عَلَيه وسلم): (مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا في سربِهِ، مُعَافَى في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)، فبدون الأمن لن تقوم دولة، ولن يطمئن أحدٌ على نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله .
ومن أجل الحفاظ على الوطن وأمنه وأمانه يجبُ علينا أن نكون جميعًا في يقظة ووعي، وحيطة وحذر، وأن نستفيد من تجارب الحياة وخبراتها, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}، ويقول نبينا (صَلى الله عَلَيه وسلم) : (لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ).
ولنعلم أن حفظ ودوام أمن وطننا أمانة في أعناقنا جميعًا، كل في مجاله وميدانه، كيف لا؟ والحفاظ على الوطن من أهم الضروريات لحفظ الدين وبقاء الدنيا، فبدون الوطن لن نتمكن من عبادة الله (عز وجل)، وبدون الوطن لن نستطيع إعمار الأرض التي أمرنا الله (عز وجل) بإعمارها.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إن الحفاظ على أوطاننا في هذه المرحلة الدقيقة يتطلب منَّا أمورًا ، أهمها :
1- الالتفاف صفًا واحدًا خلف دولتنا وقيادتنا فهذا وقت الالتفاف الوطني لا الخلاف ولا الفرقة، وينبغي ألا يجعل كل منا من نفسه مفتيًا وخبيرًا فيما لا يعلم، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى رأي أهل الخبرة والاختصاص، وإسناد كل أمر إلى أهله المختصين به الخبراء فيه دون سواهم، حتى لا يصير الأمر إلى فوضى أو فتنة لا تبقي ولا تذر.
2- ألا نسير خلف الشائعات وأن نتيقن ونتثبت دائمًا من الحقائق، حيث يعمد أهل الشر دائمًا إلى بث الشائعات والأكاذيب، وألا ننساق خلف جماعات الهدم التي لا تريد لنا ولا لوطننا خيرًا، وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين والكتاب والإعلاميين في بناء الوعي الرشيد.
3- أن نعمل بكل قوة على النهوض بمجتمعنا ووطننا علميًا وثقافيًا واقتصاديًا بمزيد من الجهد والعرق والعمل والإتقان، فقد حثَّنا رسول الله (صَلى الله عَلَيه وسلم) على العمل وإتقانه ،فقال : "مَن باتَ كالًّا مِن عملِه باتَ مغفورًا لهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ".
فعلى شبابنا أن يدرك أن الوعي الحقيقيّ هو البناء لا الهدم، والإعمار لا التخريب، وعليهم أن يقتحموا الصعاب، وأن يواجهوا التحديات بعزيمة قوية، وروح وثابة نحو البناء والتعمير، وعمارة الكون، وحب الخير للناس جميعًا، مؤمنين بحق الجميع في الحياة الكريمة، بغض النظر عن الدين، أو اللون، أو الجنس، أو العرق.
وإننا لندعو إلى حقن الدماء وعدم ترويع الأمنين، آملين أن يستيقظ ضمير البشرية قبل فوات الأوان، لنعمل جميعًا على إحلال السلام الإنساني محل الدمار والقتل والتخريب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة الحفاظ على الوطن عز وجل الله ع جمیع ا
إقرأ أيضاً:
دكتور محمد فتحي السيد يتحدث عن التسويق بالغوريلا: الإبداع في مواجهة التحديات التسويقية الحديثة
في ظل المنافسة الشرسة بين العلامات التجارية، يبرز التسويق بالغوريلا (Guerrilla Marketing) كأحد أكثر الأساليب فعالية وإبداعًا.
يتميز هذا النهج بالاعتماد على الأفكار المبتكرة والغير تقليدية للوصول إلى الجمهور المستهدف، مما يتيح للشركات خلق تأثير كبير دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة تحدث دكتور محمد فتحي السيد أبوالعطا ، عن مفهوم التسويق بالغوريلا.
أشار مدرب الاعمال محمد فتحي ، إلي أن التسويق بالغوريلا إلى استخدام تقنيات مبتكرة تعتمد على عنصري المفاجأة والإبداع.
الهدف الأساسي هو جذب الانتباه من خلال تقديم تجربة غير متوقعة، وغالبًا ما يتم تنفيذ الحملات في الأماكن العامة أو عبر الإنترنت لتحقيق انتشار واسع.
أشكال التسويق بالغوريلا
1. التسويق بالكمائن (Ambush Marketing): استغلال أحداث أو مناسبات شهيرة للإعلان عن منتج أو خدمة بطريقة غير رسمية أو غير متوقعة.
2. التسويق في الشوارع (Street Marketing): استخدام الشوارع والأماكن العامة لعرض الحملات من خلال الفن، الجداريات، أو التفاعلات المباشرة مع الجمهور.
3. التسويق التجريبي (Experiential Marketing): إشراك الجمهور في تجربة تفاعلية تثير الحواس وتخلق ذكريات لا تُنسى عن العلامة التجارية.
4. التسويق الفيروسي (Viral Marketing): تصميم محتوى يجذب اهتمامًا واسعًا وينتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
5. التسويق البيئي (Ambient Marketing): الترويج للعلامة التجارية من خلال دمج الرسائل الإعلانية مع البيئة المحيطة بطرق مبتكرة وغير تقليدية.
إيجابيات التسويق بالغوريلا
1. التكلفة المنخفضة: يناسب الشركات ذات الميزانيات المحدودة.
2. الانتشار السريع: بفضل الابتكار وقوة وسائل التواصل الاجتماعي.
3. التأثير القوي: يترك انطباعًا دائمًا لدى الجمهور.
4. المرونة والإبداع: يتيح فرصًا غير محدودة لتنفيذ أفكار تناسب كل بيئة وسوق.
دورها في العصر الحديث
في عصر التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح التسويق بالغوريلا أداة أساسية للشركات التي تسعى للتميز. يمكن لحملة إبداعية أن تحقق شهرة عالمية خلال وقت قصير بفضل الانتشار الرقمي، مما يفتح آفاقًا واسعة للعلامات التجارية الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
فى الختام أود أن أقول أن التسويق بالغوريلا يمثل نهجًا مبتكرًا يعيد تعريف الحملات الإعلانية التقليدية. من خلال أشكاله المختلفة، يمكن للشركات الوصول إلى الجمهور المستهدف بطرق غير مكلفة وفعالة. إنه دليل على أن الإبداع والتفكير خارج الصندوق يمكن أن يحققا نجاحًا يفوق التوقعات، مما يجعل منه خيارًا مثاليًا في العصر الحديث.
محمد فتحي السيد أبوالعطا
هو مدرب ادارة أعمال بالمعهد السعودي العالي للتدريب بالمملكة العربية السعودية.