كيف تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حربها على حماس؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
يستخدم الجيش الإسرائيلي، الذكاء الاصطناعي، لتحسين دقة الاستهداف، وجمع البيانات، وإعادة تحديد بنك الأهداف، وفق ما قاله مسؤول عسكري لصحيفة "جيروزاليم بوست".
وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أومر تيشلر، إن قدرات الاستهداف بالذكاء الاصطناعي ساعدت الجيش الإسرائيلي على تجميع أهداف جديدة بشكل أسرع من المعدل.
وكشف تيشلر أنه أصبح بمقدور الجيش الإسرائيلي إسقاط آلاف القنابل "على مدار الساعة" لأهداف محددة في غزة "دون فرق بين النهار والليل" مشيرا إلى أن الجيش لا يستهدف المدنيين، قبل أن يستدرك بالقول "لكننا لا نجري عملية جراحية" في إشارة إلى إمكانية سقوط مدنيين.
وبموجب التقنيات الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يستطيع الجيش الإسرائيلي استهداف قياديين من الفصائل الفلسطينية، في نقاط صغيرة.
في المقابل، تمكن سلاح الجو الاعتراضي بناء على ما تتيحه تقنيات الذكاء الاصطناعي، من اعتراض صواريخ عديدة قادمة من غزة، وفق ذات المتحدث.
في السياق، لفت تيشلر إلى أن فعالية القبة الحديدية كانت مماثلة لجولات الصراع السابقة مع غزة (والتي تراوحت فعاليتها بين حوالي 85-95٪) وقد أسقطت عدة آلاف من الصواريخ "لكن الجيش الإسرائيلي لن يشارك إحصائيات دقيقة حتى لا يساعد حماس أو حزب الله أو أولئك الذين يطلقون النار من سوريا في جهودهم الصاروخية".
وفي الوقت نفسه، حذر ذات المتحدث من أن الدفاعات "ليست مُحكمة" وأن المدنيين يجب أن يستمروا في الاختباء عندما تنطلق صفارات الإنذار.
كيفية عمل الذكاء الصطناعي..يمكن للذكاء الاصطناعي اعتماد ما يعرف بنموذج "التوصيات القائمة على الذكاء" لمعالجة كميات هائلة من البيانات لاختيار أهداف للغارات الجوية.
بعد ذلك، يتم تجميع تلك المعلومات من جميع الغارات السابقة واستخدامها في الهجمات اللاحقة بسرعة وذلك باستخدام نموذج آخر للذكاء الاصطناعي يسمى Fire Factory.
يتم استخدام النموذجين لبناء مجموعة بيانات تعتمد على خوارزميات حول الأهداف المعتمدة عسكريا لحساب الذخيرة المحتملة، وتحديد أولويات وتعيين آلاف الأهداف للطائرات والطائرات بدون طيار، واقتراح جدول زمني.
ويشرف على النظامين مشغلون بشريون يقومون بفحص الأهداف وخطط الغارات الجوية والموافقة عليها، وفقا لمسؤول في الجيش الإسرائيلي، تحدث لوكالة بولمبرغ قبل أشهر.
IDF's "Fire Factory" AI platform revolutionizes target analysis and strikes. Enhanced precision, reduced casualties, but ethical concerns remain. Who's accountable in case of errors? #AI #IDF #ethics https://t.co/PZAF6anfZA
— Eldar Kalachev ???????? High-tech and other news. (@sir_eldar_k) July 17, 2023ويجادل المؤيدون للتكنولوجيا الحديثة بأن الخوارزميات قد تتجاوز القدرات البشرية ويمكن أن تساعد الجيش على تقليل الخسائر، في حين يحذر المنتقدون لها من العواقب المميتة المحتملة.
"إذا كان هناك خطأ في حساب الذكاء الاصطناعي، فمن الذي نلومه على الخطأ؟" يتساءل طال ميمران، محاضر القانون الدولي في الجامعة العبرية في القدس والمستشار القانوني السابق للجيش.
وتابع الرجل في حديث سابق للوكالة "يمكنك القضاء على عائلة بأكملها بناء على خطأ".
سرية تامةلا تزال تفاصيل الاستخدام العملياتي للجيش للذكاء الاصطناعي سرية إلى حد كبير، لكن تصريحات المسؤولين العسكريين تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي اكتسب خبرة في ساحة المعركة من خلال التصعيد الدوري في قطاع غزة، حيث تنفذ إسرائيل بشكل متكرر غارات جوية ردا على الهجمات الصاروخية.
وفي عام 2021، وصف الجيش الإسرائيلي الصراع الذي استمر 11 يومًا في غزة بأنه أول "حرب الذكاء الاصطناعي" في العالم، مشيرًا إلى استخدامه للذكاء الاصطناعي لتحديد منصات إطلاق الصواريخ ونشر أسراب الطائرات بدون طيار في غزة.
وتشن إسرائيل أيضا غارات في سوريا ولبنان، مستهدفة ما تقول إنها شحنات أسلحة إلى الميليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله.
وتم تصميم الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل Fire Factory لمثل هذا السيناريو، وفقًا لمسؤولين في الجيش الإسرائيلي.
وقال الكولونيل أوري، الذي يرأس وحدة التحول الرقمي بالجيش والذي تحدث لبلومبرغ بشرط الكشف عن اسمه الأول فقط "ما كان يستغرق ساعات يستغرق الآن دقائق، مع بضع دقائق أخرى للمراجعة البشرية".
انتقاداتيمتد طموح الجيش الإسرائيلي إلى ما هو أبعد من مجرد دمج الذكاء الاصطناعي في عدد قليل من العمليات.، إذ يهدف الإسرائيليون لأن يصبحوا روادا في مجال الأسلحة المستقلة.
وفي إسرائيل، يتم استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة، لتفسير مصادر البيانات المتنوعة، بما في ذلك لقطات الطائرات بدون طيار وكاميرات المراقبة، وصور الأقمار الصناعية، والإشارات الإلكترونية، والاتصالات عبر الإنترنت.
ويلعب مركز علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، الذي تديره الوحدة 8200 التابعة للجيش، دورا محوريا في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية المتقدمة.
وكما هو الحال مع أي تكنولوجيا رائدة، فإن الذكاء الاصطناعي في الجيش لديه نصيبه العادل من الانتقادات والتحديات.
تتمحور المخاوف حول السرية المحيطة بتطور الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تؤدي إلى تطورات سريعة غير متوقعة، إذ من المحتمل أن يتجاوز الذكاء الاصطناعي الحدود ويتحول إلى آلات قتل مستقلة بالكامل، كما أن الافتقار إلى الشفافية في اتخاذ القرار الخوارزمي يزيد من المخاوف بشأن الآثار الأخلاقية للذكاء.
إلى ذلك، يثير دمج الذكاء الاصطناعي في الحرب أسئلة أخلاقية خطيرة أيضا، ومن بين أكبر المخاوف الرئيسية هو احتمال وقوع إصابات بين المدنيين والحوادث الناجمة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وعلى عكس الجنود البشر، لا يمتلك الذكاء الاصطناعي منطقا أخلاقيا وقد يستهدف غير المقاتلين عن غير قصد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی الجیش الإسرائیلی للذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟
مؤيد الزعبي
من الأسئلة التي أجد بأنها جوهرية في وقتنا الحالي، هل الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟ وأنا اسأل هذا التساؤل عزيزي القارئ بعد تجربتنا الإنسانية مع التكنولوجيا المتمثلة بوسائل التواصل الاجتماعي التي جعلتنا أتعس للأسف رغم أنها وفرت لنا حاجة إنسانية مهمة متمثلة بالتواصل، إلّا أنها جعلت البشر أكثر تعاسة.
أطرح هذا التساؤل في وقت بتنا ندرك أنه بحلول عام 2030 من المتوقع أن يكون مرض الاكتئاب هو المرض الأول من حيث أعداد المصابين عالميًا، واليوم مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي فهل هذه التكنولوجيا هي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟، قبل أن تشرع في قراءة هذا الطرح أطلب منك عزيزي القارئ أن تأخذ نفسًا عميقًا وتجيب بنفسك على تساؤلي ها هنا، هل أجبت نفسك إذن حان الوقت لنشرع معًا في إكمال هذا الطرح.
ومنذ قدم البشرية ونحن نبحث كبشر عن السعادة ومصادرها وتعريفاتها، ورغم ما وصلنا له من تقدم في فهم الإنسان البشري، إلا أنه ما زال محيرًا أن نفهم السعادة وما هي دروبها، فهناك شخص يجدها في صحته الجسدية وشخص آخر يجدها في صحته النفسية، وشخص يجدها في إنجازاته ومخزونه العلمي والعقلي وآخر يجدها في مخزون جيبته وأرصدة حساباته البنكية، وشخص يجدها بالرضا وقبول القدر وآخر يجدها في تحدي الواقع وتغييره، إشكالية عميقة لا يمكن فهمها أو تحديدها بشكل دقيق. ولهذا أجد في محاولتنا لاستنجاد الذكاء الاصطناعي ليبحث لنا عن معنى السعادة في كل ما كُتب في تاريخنا الإنساني ليجد لنا تعريفًا محددًا، وهذه طريقة أجدها مناسبة جدًا لنجد تعريفًا محددًا للسعادة نقارنه بتعريف أرسطو الذي كان يجد السعادة بأنها الهدف الأسمى للحياة.
هناك اتجاه آخر قد يخدمنا لنفهم السعادة وندركها أنه الآن ومع انتشار الساعات الذكية التي باتت تقيس لك نبضات قلبك ونسبة الاوكسجين في الدم ونسبة نشاطك وتقيس تحركاتك وخطواتك ولحظات سكونك وحتى نومك أجد بأننا يمكن استخدامها لتقيس لنا درجة سعادتنا أو تعاستنا بناء على معلومات دقيقة حول أجسامنا والتي هي انعكاس لأحاسيسنا أو حتى لحالتنا النفسية، وقد قام خبراء من شركة هيتاشي بتطوير تجربة مماثلة تقوم بقياس حركة الإنسان ومدى نشاطه وسرعة تحركاته ولحظات توقفه وبناء على تحليلات الذكاء الاصطناعي تقوم بقياس مدى سعادتك أو تعاستك في هذه اللحظة، صحيح أن الشركات المصنعة للساعات باتت تختبر مثل هذه المميزات في أن تقيس لك درجة توترك بناء على قراءاتك الحيوية إلا أن التجربة تحتاج سنوات من التطوير لنصل لطريقة مثلى تكشف لنا حقيقة فيما إذا كنا سعداء أم تعساء.
الأمر الأهم الذي يوعز له الكثيرون بأنه سيعالج الكثير من مشاكلنا النفسية يتمثل بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي ستكون حلًا لكل فاقدي التواصل وستساعدهم في التحدث والتخاطر، ولكن ما قولنا أن سابق تجربتنا كبشر مع وسائل وجدت لنتواصل وأقصد وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أصبحت سببًا لتعاستنا فكيف سيكون حالنا ونحن نخاطب نماذ ذكاء اصطناعي توليدي وليس بشر حقيقيون، وكيف سيكون حالنا لو انعزلنا عن محيطنا وانخرطنا لنتحدث مع روبوتات الدردشة أو الروبوتات التي ستتمثل على هيئة بشر في قادم الأيام، كيف سيكون حالنا عندما نصبح نُعبر عن أحاسيسنا ومشاعرنا لنماذج إلكترونية نجدها أقرب لنا من بشر مثلنا مثلهم، هل سنصل للسعادة؟، هذا هو جوهر التساؤل الحقيقي عزيزي القارئ والذي حتى الآن لا يستطيع أي شخص أن يجيبك عليه لأن تجربتنا مازالت ناقصة فلا نحن طورنا نماذج ذكاء اصطناعي بديلة عن البشر في التواصل ولا نحن اختبرناها واختبرنا طريقة تعاطيها مع الأمور.
تخيل أن يدفعنا الذكاء الاصطناعي من خلال برمجته لأن ننتحر مثلًا، ربما ليس مقصودًا أن يُبرمج ليجعلك تنتحر ولكن لكي يختصر عليك الألم، فيكون حله أن تُقدم على هذا الأمر الشنيع، وفي المقابل ربما تكون هذه الأنظمة هي الكاشفة والمكتشفة للكثير من مشاكلنا النفسية والمتنبئة بها قبل أن تصبح مشكلة أكبر وتحاول مساعدتنا لتخطيها أو تجاوزها أو حتى علاجها؛ إذن الصورة ليست كاملة حتى الآن والأمر لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لوحده بل يعتمد على تعامنا معه نحن البشر.
الخلاصة- عزيزي القارئ- أننا لو انخرطنا بالذكاء الاصطناعي وتجهلنا تعريف أهم من السعادة وهو تعريف الإنسان نفسه لنفسه فحينها سنخلق لنا مشكلة أكبر بأن نفقد بوصلتنا مرة أخرى فبدلًا من أن نصنع نظامًا يمكنه أن يجعل حياتنا أفضل وأسهل وأسرع فسنحوله لأداة تجلب لنا السعادة، ولكن إذا أدركنا أن كل ما نصنعه ونطوره يجب أن يخضع لمقياس واحد هو أن يجعل حياتنا "كبشر" أكثر سعادة وصحة ويسر وأنا اقولها كبشر لا كحومات ولا كشركات ولا كأنظمة إذا صنعناه للشر فحينها سيكون الذكاء الاصطناعي دربنا لحياة سعيدة فهو سيقدم لنا الحلول والتحليلات ولكن بشرط أن نُحسن استخدامه، إما إذا اسئنا استخدامه فسنعيد التجربة مرة أخرى ونجعل ما صنعناه ليطورنا يصبح أداة تهدمنا.
رابط مختصر