التشكيلي عبد الله أبو عسلي: الفنان ابن بيئته يجسد البيئة والطبيعة بلوحاته
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
طرطوس-سانا
تفرد الفنان التشكيلي عبد الله أبو عسلي ابن المنطقة الجنوبية السورية بتجسيد وتوثيق الطبيعة السورية الخلابة على اختلاف مناطقها، حيث يرى أن من واجب الفنان توثيقها كلها.
وقد بدأ أبو عسلي مشواره من محافظته السويداء مصوراً جمال البيئة والطبيعة البكر فيها ومن ثم انتقل إلى دمشق ليصور نهر بردى والطبيعة المحيطة به، ثم إلى الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس بهدف توثيق الطبيعة الغناء.
ويعد أبو عسلي الفنان ابن بيئته، مشيراً أنه في البدايات كان حريصاً جداً على نقل المشهد بدقة وحرص شديدين، فمثلاً شجرة البلوط في السويداء تختلف في لونها عن شجرة البلوط في اللاذقية بحكم الرطوبة والظروف.
وأكد أبو عسلي أن الواقعية الحديثة مرحلة لابد لكل فنان من المرور بها، فقد تدرج من الكلاسيكية الحديثة مروراً بالانطباعية الواقعية ومن ثم الواقعية الجديدة التي اتسمت بها لوحاته، في محاولة منه لإيجاد هوية من خلال المشهد السوري والتراث والبيئة السورية و خير تجسيد لهذه المدرسة هي الواقعية الجديدة التي انتقل بعدها إلى اللوحة المعاصرة التي تجمع كل المدارس الفنية في لوحة واحدة.
وأضاف أبو عسلي أن على الفنان أن يضيف من نفسه ومشاعره ليكتمل عمله وإلا سيكون ناقصاً مفتقداً إلى الروح، ولا ينقل الصورة بشكل واضح إلى المتلقي.
أما عن الملتقيات الثقافية والفنية فأكد أبو عسلي أن لها أثراً إيجابياً كبيراً على الفنان فهو ليس منعزلاً في مرسمه عن العالم الخارجي، وهي مجال لتبادل الخبرات والآراء.
يذكر أن الفنان عبد الله أبوعسلي مواليد عام 1962 م خريج كلية الفنون الجميلة، عضو اتحاد الفنانين بدمشق، محاضر في كلية الفنون الجميلة سابقاً، له الكثير من المعارض الفنية الفردية والجماعية داخل القطر وخارجه ومشاركات في ملتقيات ومهرجانات عدة، آخرها مهرجان ملتقى دلبة مشتى الحلو الحادي عشر (صدى التوت والحرير).
نجوى علي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يدعو إلى تضافر الجهود العالمية لحماية البيئة وإطفاء نيران الحروب
ألقى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ، والتي تُعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، برعاية الرئيس إلهام علييف، تحت شعار "الأديان العالمية من أجل كوكب أخضر".
وقد جاء انعقاد القمة بالتزامن مع مؤتمر المناخ COP29، والذي يُعقد استكمالاً للنسختين السابقتين COP27 في مصر وCOP28 في الإمارات.
استهل الدكتور الأزهري كلمته بالتحية لجميع الحضور، مشيدًا باختيار أذربيجان لموضوع القمة الذي يعكس اهتمامًا عالميًا بقضية تغير المناخ وتأثيره على البشرية.
وأكد الوزير أن انعقاد مثل هذه القمم يعكس أهمية توحيد الجهود لمواجهة تحديات البيئة، التي تُعد مسألة مصيرية لكل إنسان على وجه الأرض.
وأشار الأزهري إلى أن منظور الإسلام تجاه البيئة ينطلق من رؤية شاملة؛ إذ لا يُعد الإضرار بالبيئة تهديدًا للحاضر فقط، بل يُهدد الأجيال القادمة.
لذلك، دعا إلى مواجهة جميع أشكال الإسراف والتعدي على موارد الكوكب، وأكد ضرورة العمل معًا للحد من أسباب تغير المناخ والتلوث، وحماية الموارد الطبيعية من الاستنزاف.
وتطرق الوزير في كلمته إلى الاهتمام الذي يوليه الإسلام لعناصر الطبيعة، مستشهدًا بالآيات القرآنية التي تتحدث عن جمال الحدائق والثمار والجبال والبحار والأمطار، مشيرًا إلى أن هذه المكونات تمثل أمانة في يد الإنسان.
ولفت إلى حديث النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، عن جبل في المدينة المنورة قائلاً: "إن هذا الجبل يحبنا ونحبه"، ليؤكد أن العلاقة بين الإنسان والبيئة مبنية على الحب والاحترام.
كما أضاف الأزهري، مستشهدًا بأحاديث نبوية شريفة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يجري للعبد أجرهن من بعد موته وهو في قبره: من علم علما، أو كرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته".
واستدل أيضًا بحديث آخر للنبي يؤكد فيه فضل من يزرع شجرة، وأنها تُعد في منزلة بناء المساجد من حيث الثواب، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة".
ودعا الأزهري قادة الأديان حول العالم إلى توحيد جهودهم لحماية البيئة، وتعزيز قيم احترام الأكوان وإكرام الإنسان، والعمل على إطفاء نيران الحروب، مشددًا على أن تضافر الجهود بين قادة الأديان ومؤسساتهم المختلفة، وتفعيل برامج عمل طويلة الأمد، يُمكن أن يسهم في تنمية الوعي الإنساني بقضية المناخ ويعود بالنفع على البشرية.
وتناول الأزهري قضية الحروب، مؤكدًا أهمية إطفاء نيرانها، واصفًا هذا الأمر بأنه واجب إنساني كبير يجب أن يسعى الجميع لتحقيقه.
وخص بالذكر فلسطين ولبنان، حيث دعا القمة الموقرة إلى اتخاذ موقف موحد للضغط من أجل وقف العدوان عليهما.
كما أشار إلى موقف مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من القضية الفلسطينية، موضحًا أن الحل الوحيد للقضية يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك لضمان حقوق الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه.
وفي ختام كلمته، عبّر وزير الأوقاف عن شكره لجميع الحضور والجهود المبذولة لحماية موارد الكوكب وتحقيق التنمية المستدامة، مُتمنيًا النجاح والتوفيق لجميع المشاركين في تحقيق هدف مشترك يتمثل في توفير مستقبل آمن للأجيال القادمة.