يلتصق بالجلد ويخترق العظام.. ما هو الفسفور الأبيض «المحرم دوليًا» المُتسبب بمأساة غزة؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
تُصنف قنابل الفسفور الأبيض على أنها أسلحة حارقة، مما يعني أنها بالإضافة إلى قوتها التفجيرية التدميرية، لديها القدرة على نشر النار، وفي هذا السيناريو، تنشأ النار من احتراق الفوسفور، الذي يحترق عند درجة حرارة تقريبية تبلغ 1500 درجة فهرنهايت.
ويمكن لقنابل الفسفور الأبيض أن تنشر هذا الحريق عبر منطقة تمتد على مساحة كبيرة للغاية، حيث يستمر الفسفور في الاحتراق حتى يتم استهلاكه بالكامل، اعتمادًا على وجود الأكسجين المتوفر في الهواء.
ويمكن أن تكون الإصابات الناجمة عن قنابل الفسفور الأبيض أكثر خطورة وتشكل تحديات أكبر للعلاج الطبي مقارنة بالإصابات الناجمة عن القنابل التقليدية، حيث يحتاج الأطباء إلى تدريب متخصص لمعالجة هذه الإصابات المحددة وحماية أنفسهم من حروق الفوسفور أثناء عملية العلاج.
ما هي قنبلة الفسفور الأبيض؟الفوسفور الأبيض، وهو مادة كيميائية تشبه الشمع، غالباً ما يبدو مصفراً أو عديم اللون ويرتبط برائحة تشبه رائحة الثوم، وفقاً للبعض.
وعند تعرضه للأكسجين، فإنه يخضع للاشتعال الفوري ويخدم دورًا مهيمنًا في الأسلحة نظرًا لقدرته على الاحتراق السريع والسطوع.
وأثناء العمليات في وضح النهار، يتم استخدام الفوسفور الأبيض لتوليد ستائر من الدخان، لأنه ينبعث منه كميات كبيرة من الدخان عند اشتعاله.
ويمكن أن يؤدي اشتعالها السريع إلى حرائق أرضية سريعة الانتشار، وبمجرد اشتعالها، يكون إخمادها أمرًا صعبًا للغاية.
يلتصق بالجلد ويخترق العظاممن الجدير بالذكر أن الفسفور الأبيض يلتصق بأسطح مختلفة، بما في ذلك الجلد والملابس.
هذه الخصائص مجتمعة تجعلها خطيرة للغاية بالنسبة للمدنيين، لأنها يمكن أن تسبب حروقًا عميقة، وحتى اختراق العظام، وقد تشتعل من جديد بعد العلاج الأولي.
لوائح استخدام الفوسفور في الحربويخضع الفوسفور، على الرغم من خصائصه الحارقة، لقواعد تنظيمية صارمة وليس حظرًا كاملاً بموجب القانون الدولي.
والمثير للدهشة أنه لا يتم تصنيفه كسلاح كيميائي وفقًا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية.
وعند استخدامه كسلاح، يتمتع الفوسفور بالقدرة على إطلاق نيران مدمرة على أهدافه، مما يتسبب في أضرار عشوائية، وبالتالي، فإن استخدامها على مقربة من المدنيين محظور تمامًا، حيث يفرض القانون الدولي تمييزًا واضحًا بين الكيانات المدنية والعسكرية.
ووثقت هيومن رايتس ووتش حالات سقوط ضحايا بين المدنيين نتيجة لاستخدام الفسفور الأبيض في مناطق حرب مختلفة حول العالم.
الاحتلال يستخدم الفسفور الأبيض ضد الفلسطينيينأفادت وسائل الإعلام الفلسطيني، بأن طائرات حربية إسرائيلية قصفت، منطقة ميناء الصيادين والطريق الساحلي غرب مدينة غزة بعشرات الصواريخ والقذائف الفسفورية.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، ألقت طائرات حربية عدة قنابل من الفسفور الأبيض بالقرب من ميناء الصيادين، وسط غارات مكثفة على المنطقة المحيطة به.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفسفور الأبيض الفسفور الأبیض
إقرأ أيضاً:
أبو الحمص: جرائم الاحتلال بحق الأسرى تتصاعد وسط تقاعس دولي عن التدخل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الرائد أبو الحمص، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المعتقلين الفلسطينيين، مشيرًا إلى تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية يفضح وحشية التعذيب والانتهاكات المروعة داخل سجون الاحتلال.
أكد أبو الحمص، في بيان صادر عن الهيئة، اليوم الإثنين، أن ما ورد في التقرير يعكس واقعًا مريرًا للأسرى الذين يتعرضون لصنوف التعذيب، بما في ذلك الضرب المبرح، الصعق بالكهرباء، الاغتصاب، والطعن، في ظل غياب أي رقابة دولية فعالة.
وأوضح أن الاحتلال يتعامل مع المعتقلين الفلسطينيين بوصفهم "فريسة" لجنوده، حيث يُمارس بحقهم التنكيل الممنهج، وصولًا إلى تصفيتهم بدم بارد، دون أي مساءلة أو محاسبة.
وأضاف أن تراخي المنظمات الدولية في أداء دورها الإنساني زاد من تغول الاحتلال، حيث ترفض السلطات الإسرائيلية أي تعاون مع هذه الجهات، مما يُفاقم أوضاع الأسرى، الذين باتوا يعيشون أسوأ ظروف اعتقال منذ عقود.
ظروف مأساوية وإعدامات بطيئةأشار أبو الحمص إلى أن أوضاع المعتقلين منذ السابع من أكتوبر 2023، باتت الأكثر دموية، حيث تشهد السجون عمليات تعذيب غير مسبوقة، من بينها التجويع المتعمد، الإهمال الطبي، والإعدامات الميدانية. كما لفت إلى أن بعض مراكز الاعتقال تحولت إلى "مقابر للأحياء"، بسبب الانتهاكات الوحشية التي تُمارس داخلها.
وحذر من خطورة استمرار الاحتلال في استهداف الأسرى دون رادع، مؤكدًا أن مئات المعتقلين يتعرضون لعمليات تنكيل متواصلة، تشمل استخدامهم كدروع بشرية، واحتجاز عائلاتهم كرهائن، إلى جانب سرقة الممتلكات خلال حملات الاعتقال.
أرقام صادمة حول المعتقلين والشهداءوفقًا لهيئة الأسرى، بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 9500 أسير، من بينهم 3405 معتقلين إداريين، و350 طفلًا، و26 أسيرة. كما تحتجز سلطات الاحتلال أكثر من 1555 معتقلًا من غزة تحت تصنيف "مقاتلين غير شرعيين"، وهو رقم لا يشمل كافة الأسرى الغزيين، خصوصًا أولئك المحتجزين في المعسكرات السرية.
ومنذ السابع من أكتوبر، استشهد 62 أسيرًا داخل السجون، من بينهم 40 معتقلًا من غزة تم التعرف على هوياتهم، في حين ترفض سلطات الاحتلال الإفصاح عن مصير العديد من الأسرى الآخرين الذين تعرضوا للإعدام الميداني أو اختفوا داخل المعتقلات.
وأوضح أبو الحمص أن الاحتلال لا يزال يحتجز جثامين 71 أسيرًا شهيدًا، بينهم 60 استشهدوا منذ بدء الحرب الأخيرة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
واختتم أبو الحمص بالتأكيد على ضرورة التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم، داعيًا إلى محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الممنهجة بحق الأسرى الفلسطينيين.