من اين جاءت قصة قطع رؤوس الاطفال الاسرائيليين على يد حماس؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
تلقفت وسائل اعلام رئيسية في مقدمتها "سي ان ان" رواية يتيمة لفقتها مراسلة اسرائيلية حول قيام حماس بـ"قطع رؤوس الاطفال"، وراحت تنسج عليها حملة تحريض واسعة، متجاهلة حتى نفي الجيش الاسرائيلي وقوع مثل هذه الفظائع!.
اقرأ ايضاًصور +18: المستوطنون يرتكبون مجزرة في نابلسقالت المراسلة نيكول زيديك التي تعمل لصالح لقناة "i24" الاسرائيلية خلال مشاركتها في جولة نظمها الجيش للصحفيين في كفار عازا، وهي احدى المستوطنات التي تعرضت لهجوم مقاتلي حماس، ان جنودا اكدوا لها انهم شاهدوا "اجساد اطفال قطعت رؤوسهم".
وخلف الهجوم المباغت الذي شنته حماس السبت، وقام مقاتلوها خلاله بالعبور من قطاع غزة برا وبحرا وجوا، اكثر من 1200 قتيل في صفوف المستوطنين وجنود الجيش الاسرائيلي.
وفي منشور على منصة "اكس" شوهد ملايين المرات، كتبت زيديك "تحدثت مع بعض الجنود هنا، قالوا ان ما شاهدوه خلال تجولهم على (المستوطنات) هو جثث اطفال قطعت رؤوسهم وعائلات قتلت بالرصاص في اسرتها".
واضافت "نستطيع ان نرى هؤلاء الجنود الان وهم يعزون بعضهم البعض".
كما تم تصويرها وهي تتحدث مع نائب قائد الوحدة 71 ديفيد بن زيون، والذي وصف مقاتلي حركة حماس بانهم "عدوانيون" و"سيئون جدا".
وقال "انهم يقطعون الرؤوس.. رؤوس الاطفال والنساء".
وفي بث مباشر قالت زيديك ان "40 طفلا اخرجوا على نقالات"، ومن هنا جاء الرقم 40 الذي تم تداوله على نطاق واسع.
"سي ان ان" تقود الجوقةتلقفت "سي ان ان" التي اعلنت منذ الاول للحرب انحيازها التام لاسرائيل ما ذكرته زيديك، وراحت تستفتي عشرات المسؤولين الاسرائيليين والاميركيين طالبة منهم التعليق على "الجريمة الفظيعة والارهابية" التي ارتكبتها حماس.
تجاهلت القناة الشهيرة احد اهم مبادئها التي تتباهى بها حول التدقيق في مصداقية الاخبار التي تنشرها، وذلك في سلوك غير مسبوق، اللهم سوى في حالة انحيازها لاوكرانيا في الحرب الدائرة مع روسيا.
بل وحتى ان مراسليها وصحفييها ومذيعيها شوهدوا في العديد من اللقطات الحية وهم ينتحبون ويبكون لدى سماعهم بامر قطع رؤوس الاطفال!، ومن هنا تدجرحت كرة الثلج خصوصا بعدما تلقفت المحطات الاميركية الاخرى القصة باعتبارها حقيقة مسلما بها.
Soldiers told me they believe 40 babies/children were killed. The exact death toll is still unknown as the military continues to go house to house and find more Israeli casualties. https://t.co/PEGSFXgb9x
— Nicole Zedeck (@Nicole_Zedek) October 10, 2023
وفي مقابلة مع قناة سكاي نيوز مساء الثلاثاء، قال وزير الاقتصاد الاسرائيلي نير بركات مرددا نفس المزاعم "راينا الان.. سمعنا ان 40 ولدا صغيرا بعضهم دفنوا احياء، وبعضهم قطعت رؤوسهم، وبعضهم قتلوا برصاصات في الراس".
وقالت قناة "سي بي اس" الاربعاء، ان يوسي لانداو، رئيس العمليات في منظمة زاكا للبحث والانقاذ التطوعية، اكد لها انه "راى بنفسه" بالغين واطفالا مقطوعي الرؤوس.
الجيش الاسرائيلي ينفيوحين طلبت وسائل اعلام من بينها قناة "سكاي نيوز" البريطانية من الجيش الاسرائيلي التعليق على ما ذكرته زيديك حول قطع رؤوس 40 طفلا، جاء الرد التالي "لا نستطيع تاكيد اعداد (القتلى). ما حدث في كيبوتس كفارعزة مجزرة تم خلاله قتل نساء واولاد واطفال ومسنون بوحشية على طريقة داعش".
واستدرك قائلا ان التقارير حول عمليات قطع الرؤوس "لم تتاكد".
اقرأ ايضاًمشاهد جديدة لإقتحام كتائب القسام موقعي "ناحل عوز" و"عين هبشور"وفي سياق متصل، اكد المصور الصحافي الإسرائيلي أورين زيف، والذي شارك في الجولة التي نظمها الجيش، انه لم يشاهد اي دليل على الادعاءات حول قطع الرؤوس.
واضاف في منشور على منصة "اكس"، انه سمح للصحافيين بالتحدث مع الجنود خلال الجولة دون رقابة، ولم يؤكد اي منهما هذه المزاعم.
واكد ايضا ان الجنود الذي تحدث معهم شخصيا في مستوطنة كفار عازاة لم يذكروا شيئا عن قطع رؤوس الاطفال.
وتوقع زيف ان تقوم اسرائيل باستخدام هذه المزاعم لتبرير تصعيد قصفها على غزة، وكذلك الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين هناك.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ غزة حماس اسرائيل سي ان ان سكاي نيوز الجیش الاسرائیلی
إقرأ أيضاً:
هل ستتزايد تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة؟
قال التقريرالأسبوعي لبنك قطر الوطني، بعد فترة من انحسار تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة، فإن التوقعات الأكثر إيجابية حول أداء الاقتصاد الكلي العالمي من شأنها أن توفر بعض الدعم لتزايد تلك التدفقات. ومن المتوقع أن يكون هذا مدفوعاً باستمرار تيسير السياسة النقدية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، وارتفاع معدلات النمو في الصين، وتحسن الأوضاع المحلية في معظم الأسواق الناشئة الرئيسية.
وعلى الرغم من التقلبات المستمرة، كان العام الحالي إيجابياً بالنسبة لتدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة. وقد كان هذا الأمر مرتقباً بالنظر إلى دورة التيسير العالمية بقيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، فضلاً عن تدابير التحفيز الاقتصادي الضخمة التي أعلنتها الصين في سبتمبر. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأوضاع الداعمة ظهرت بعد عدة أرباع من البيئة الصعبة التي أعقبت التشديد النقدي القوي في الاقتصادات المتقدمة الكبرى في عام 2022.
ويوضح التقرير إن الأرضية الأكثر إيجابية على مستوى الاقتصاد الكلي العالمي تدفع رؤوس الأموال نحو الأسواق الناشئة. ووفقاً لمعهد التمويل الدولي، شهدت تدفقات محافظ غير المقيمين إلى الأسواق الناشئة، والتي تمثل مخصصات المستثمرين الأجانب في الأصول العامة المحلية، تحولاً كبيراً من المنطقة السلبية إلى المنطقة الإيجابية في أواخر عام 2023. وأدت هذه التدفقات إلى صعود انعكس في الارتفاع القوي للعوائد عبر مختلف فئات أصول الأسواق الناشئة بعد أن بلغت أدنى مستوياتها في أكتوبر 2023، بما في ذلك مكاسب بنسبة 20.2% في الأسهم (مؤشر MSCI للأسواق الناشئة) وبنسبة 19.6% في السندات (مؤشر جي بي مورغان العالمي لسندات الأسواق الناشئة).
ويرى QNB أن هناك مجال لازدياد تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة، على الرغم من الصدمات المحتملة الناجمة عن الصراعات التجارية واستخدام السياسات الاقتصادية كسلاح.
وحدد التقرير ثلاثة عوامل رئيسية تدعم التوقعات بشأن تزايد تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة، وهي تتمثل في التيسير المستمر للسياسات النقدية من قبل البنوك المركزية الكبرى، والتغيير الإيجابي في العوامل الدافعة الرئيسية المتأتية من الصين، والتحسن العام في اختلالات الاقتصاد الكلي في الأسواق الناشئة، فضلاً عن مصداقية سياساتها.
أولاً، من المتوقع أن تؤدي التغيرات في أسعار الفائدة عبر الاقتصادات المتقدمة إلى تفضيل الاستثمارات في الأسواق الناشئة، مع زيادة دورة التيسير من قبل البنوك المركزية الكبرى خلال الأرباع القليلة المقبلة، على الرغم من المخاوف بشأن انتشار الشعبوية المالية على مستوى العالم. في الواقع، من المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في العام المقبل، في حين من المرجح أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس خلال نفس الفترة. تقليدياً، تعد أسعار الفائدة محركاً رئيسياً لتدفقات رؤوس الأموال، حيث يسعى المستثمرون إلى تخصيص مواردهم للأصول ذات العائدات المرتفعة المعدلة حسب المخاطر. ومن ثم، فإن انخفاض العائدات الاسمية القياسية في الولايات المتحدة وأوروبا يدفع المستثمرين إلى تخصيص أموالهم لاستثمارات تنطوي على مخاطر أكبر، مثل الأصول الموجودة في الأسواق الناشئة.
ثانياً، من المتوقع أن يكون قرار السلطات الاقتصادية الصينية باتخاذ إجراءات أكثر شمولاً لدعم النمو وأسواق الأصول المحلية بمثابة رياح مواتية مستمرة لتدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة خلال الأرباع القليلة القادمة. وهذا أمر أساسي لدفع المزيد من تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة، حيث تعد الصين أكبر مكون في مؤشرات الأسواق الناشئة الرئيسية، مثل مؤشر MSCI للأسواق الناشئة. بعد التحفيز الهائل الذي شمل التدابير المالية والنقدية والتنظيمية، قدمت الحكومة الصينية إشارات إضافية بأنها على استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر لتحقيق النمو والاستقرار المالي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى إحياء "حيوية" المستثمرين الصينيين المحليين وجذب المستثمرين الأجانب الذين لا يستثمرون بكثافة في أسواق الأسهم والدخل الثابت الصينية.
ثالثاً، أصبحت أسس الاقتصاد الكلي أقوى حالياً في معظم الأسواق الناشئة، فقد تراكمت لدى العديد من الاقتصادات المتقدمة اختلالات حادة بسبب سياسات التحفيز المفرط في أعقاب الجائحة والصراع الروسي الأوكراني، مما أدى إلى مشاكل مثل ارتفاع الدين العام وعدم استقرار التضخم. وعلى النقيض من ذلك، كانت معظم بلدان الأسواق الناشئة متحفظة في سياساتها المالية للحيلولة دون تراكم الديون بشكل مفرط أو تزايد نقاط الضعف الخارجية. ونتيجة لهذا، اكتسبت العديد من بلدان الأسواق الناشئة مصداقية سياسية، وهو ما يزيد من جاذبية أسواقها.