أسرار جديدة عن حرب أكتوبر تنشر لأول مرة في مصر واستجواب أسرى إسرائيل
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
كشف الدكتور محمد عبود، الخبير في الشؤون الإسرائيلية وأستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس المصرية، معلومات لأول مرة عن انتصار مصر على إسرائيل في السادس من أكتوبر عام 1973.
وقال عبود في تصريحات له خلال ندوة نظمها قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس، بعنوان "حرب أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية" ورصدتها RT، إنه في مثل هذا الأيام قبل 50 عاما، كانت القوات المسلحة المصرية ثبتت قد أقدامها في الضفة الشرقية لقناة السويس، وفي يوم 10 أكتوبر 1973، كانت حصون خط بارليف في أيدي أبطالنا المصريين، والأعلام المصرية ترفرف فوق سيناء.
وأضاف: "على الجانب الآخر تكشف الوثائق الإسرائيلية أن وزير الدفاع موشيه ديان أصيب بانهيار نفسي، ودخل في حالة اكتئاب. وبدأ يستعد لمخاطبة الإسرائيليين عبر شاشات التلفزيون، وكشف حقيقة الموقف على جبهة سيناء والجولان، لولا أن رئيسة الوزراء جولدا مئير منعته من الظهور التلفزيوني، وفقا للوثائق العبرية التي كشفها الأرشيف الإسرائيلي في ذكرى حرب أكتوبر".
وأشار عبود إلى أن الهزيمة الإسرائيلية المروعة تسببت في دفع جولدا مئير للتفكير في الانتحار خوفا من وصول المصريين إلى تل أبيب، وتسببت في زلزال هائل في المجتمع الإسرائيلي.
واستعرض الدكتور عبود بعض الوثائق العبرية خاصة وثيقة اجتماع مشاورات الحكومة الإسرائيلية يوم 7 أكتوبر، والذي قال فيه ديان لمجلس الوزراء: "أقترح إخلاء خط بارليف، وإذا قرر جنودنا هناك الاستسلام فليستسلموا للمصريين، هناك مئات الدبابات المصرية عبرت إلى الضفة الشرقية، خط قناة السويس ميئوس منه، لم أقدر قوة العدو جيدا. إن العرب يقاتلون بشكل أفضل بكثير من ذي قبل".
وأكد ديان في الوثيقة نفسها أن المواقع الإسرائيلية فقدت الاتصال ببعضها بعضا، والمواقع المتصلة بالقيادة العامة لا تتوقف عن إرسال الاستغاثات دون أن تتمكن إسرائيل من مساعدتهم، لأن القوات التي ستتقدم ستلقى المصير نفسه، وأشار ديان إلى أن الطريق لتل أبيب مفتوح أمام المصريين لو لم يتم التدخل الأمريكي.
كما استعرض عبود التحقيقات مع جولدا مئير أمام لجنة أغرانات التي اعترفت فيها بأن الرئيس السادات نجح في خداع إسرائيل، وشل حركة الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من مرة عبر التلويح بالحرب، وعندما تجهز الجيش المصري للعبور في 6 أكتوبر، ظنت جولدا وحكومتها أن الأمر لا يعدو كونه تهديدا. وقالت جولدا في شهادتها أمام أجرانات: "اليوم يجب أن نطلب المعذرة من الرئيس السادات".
وكشف الدكتور محمد عبود عن الدور الكبير الذي لعبه 40 من خبراء وخريجي قسم اللغة العبرية أثناء حرب أكتوبر عبر ترجمة الخريطة الشفرية التي استخدمها الجيش الإسرائيلي للتحكم في سيناء، واستخدام هذه الخريطة لاحقا في تعقب القادة العسكريين الإسرائيليين، وقتل عدد كبير منهم في مقدمتهم اللواء أفراهام مندلر قائد فرقة سيناء، وأكبر رتبة إسرائيلية قتلت في الحروب الإسرائيلية حتى اليوم.
موضحا أن الاستخبارات الإسرائيلية جمعت معلومات عن هؤلاء الخبراء المتخصصين في العبرية من الأسرى الإسرائيليين الذين عادوا إلى تل أبيب بعد الحرب.
وكشف عبود عن قيام خبراء العبرية المصريين باستجواب الأسرى الإسرائيليين بعد الحرب، ونقل إجاباتهم إلى العربية لقيادات الجيش المصري الأمر الذي أسهم في جمع معلومات خطيرة عن الجيش الإسرائيلي أفراده وعتاده وتشكيلات قواته.
وجاءت الندوة برعاية حنان كامل متولي عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس، وأ.د سامية جمعة رئيس قسم اللغة العبرية، وحاضر فيها كل من د. محمد عبود مدرس الأدب العبري الحديث والمعاصر بقسم اللغة العبرية، والأستاذ الدكتور عمرو علام وكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، وأستاذ الأدب العبري الحديث والمعاصر.
وبدأت الندوة بعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي ترجمها الدكتور محمد عبود، وتعكس بطولات الجنود المصريين في حرب أكتوبر على لسان القادة والضباط والجنود الإسرائيليين، وتبين حجم الانتصار المصري في الوثائق المرئية والمسموعة.
فيما أشار الدكتور عمرو علام وكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، وأستاذ الأدب العبري الحديث والمعاصر، إلى أهمية هذه الوثائق وطبيعتها، حيث تعتبر الوثيقة بمثابة شهادة دامغة لا شك فيها، وتلك الوثائق المكتوبة باللغة العبرية توثق بشكل حقيقي لأحداث حرب أكتوبر.
وأوضح أنه قد قام بترجمة هذه الوثائق مجموعة من المترجمين على مدار سنوات عديدة، أثمر عن هذا العمل المضني آلاف الصفحات التي تصدر تباعا عن المركز القومي للترجمة في مصر، نشرت هذه الوثائق لأول مرة عام 2013، واستمرت في الظهور حتى عام 2015، وهي نتاج لجنة أجرانات التي حققت في هزيمة إسرائيل في حرب السادس من أكتوبر، من أهم توصيات لجنة أجرانات "مجلس الوزراء المصغر" الكابينت الذي يجتمع فيه الوزراء المسؤولين عن الأمن القومي لإسرائيل في حال تعرض إسرائيل للخطر.
وكشفت الوثائق عن موقع تنصت في سيناء كانت إسرائيل تتجسس من خلاله على الجيش المصري، وقام الأخير بتدميره مما أربك الجيش الإسرائيلي.
وأشار أيضا إلى الصعوبات التي واجهت الفريق في الترجمة، حيث كانت إسرائيل تستخدم اختصارات لأسماء القادة والمواقع، غير مفهومة بهدف التضليل، وكيف عكف الفريق المصري على ترجمة تلك الاختصارات ولم يدخر جهدا في فك تلك الرموز حتى تتضح الرؤية في ترجمة تلك الوثائق، كشفت تلك الوثائق عن عمليات غير أخلاقية تمت داخل الجيش الإسرائيلي، وإهمال من أفراد الجيش الإسرائيلي ساهم في هزيمة إسرائيل في الحرب،وقد ناقشت هذه الوثائق أيضًا مسألة الثغرة التي أُطلق عليها باللغة العبرية (الفخ)، والمقصود بها استغاثة قادة إسرائيل بأمريكا ظنا منهم بأن إسرائيل ستتم إبادتها تماما، وكيف تدخلت أمريكا الممثلة وقتها بزيارة كسينجر لمصر والذي تدخل لدعم إسرائيل، فأملى الرئيس محمد أنور السادات شروطه عليه، وأشار د.عمرو على عبقرية الجيش المصري في التعامل مع تلك الثغرة، وكيف وظف الجيش المصري تلك الثغرة لخدمة مصر.
كما أشار لما يسمى بعجز النصر، الذي يتمثل في شعور إسرائيل بالعجز حتى في أوقات انتصارها، وكشف عن أهمية هذه الوثائق في دحض الادعاءات الكاذبة التي تشكك في نصر أكتوبر، فقد مثلت حرب أكتوبر 1973 كارثة على إسرائيل بكل المقاييس، والتي كادت تطيح بهذا الكيان الفاسد، وأثبتت أن لا قوة تقف أمام الجيش المصري والجندي المصري الذي يُقاتل بكل ما يستطيع من قوة لنصرة وطنه، والذي دخل الحرب بمبدأ روحي فداء لوطني، وقد ربط بين ما حدث في أكتوبر بما يحدث الآن في غزة والذي يُعرف ب"طوفان الأقصى"، حيث أن الكتابات العبرية في الصحف الإسرائيلية تشير بشكل واضح لهزيمتهم في حرب أكتوبر، وتربط بينها وبين الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية والذي وصفته الصحف الإسرائيلية بأبشع وأسوأ هجوم تتعرض له إسرائيل منذ حرب أكتوبر عام 1973م، وانه أخطر فشل أمني عسكري إسرائيلي منذ حرب 1973م، وقد عقد أحد الصحفيين الإسرائيليين مقارنة بين الهزيمة والإذلال بين أحداث 1973 و2023، وأن ما حدث في إسرائيل الآن أمر جلل سيظل في الذاكرة كهزيمة أمنية وعسكرية
كما أشارت الصحافة الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يأخذ العبرة من حرب أكتوبر 1973م، وفي نهاية حديثه دعا الباحثين والطلاب في مجال اللغة العبرية باستلهام الدروس من هذه الوثائق كما دعا خبراء علم النفس والاجتماع بدراسة تلك الترجمات للوقوف على السمات النفسية والاجتماعية للجيش الإسرائيلي، كما شكر قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس على تنظيم تلك الندوة، وجدد شكر كل الحضور الكرام.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا حرب أكتوبر 1973 أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google الجیش الإسرائیلی جامعة عین شمس الجیش المصری الآداب جامعة هذه الوثائق إسرائیل فی حرب أکتوبر محمد عبود
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين: تفنيد مزاعم تاريخية وقانونية على ضوء وثائق بريطانية
متذرّعًا بمجموعة من المبررات الواهية، التي تستدعي تحليلاً موضوعياً وتفنيداً منهجياً، نحاول الإضاءة عليها بقدر الإمكان وفق الحقائق التاريخية المعروفة والحوادث المشهورة، وبالاستفادة مما كشف عنه مؤخّراً من المعلومات المُستقاة من وثائق الأرشيف البريطاني في مرحلة احتلاله فلسطين.
يهمنا هنا أن نشير إلى أنّ هذا التحليل المعمق يؤكد أن النكبة الفلسطينية ليست محنة الشعب الفلسطيني وحده، ولا هي حدث تاريخي عابر، بل مشروع استعماري تقف خلفه وتدعمه وتشترك معه الحركة الصهيونية في العالم بأكمله، لتحقيق أهداف جرى تحويلها إلى عقائد أيديولوجية تمثل الدافع الديني لهذا النشاط الاستيطاني الأخطر في التاريخ الحديث وبما يُفضي في النهاية إلى تحقيق وإيجاد مشروع “إسرائيل الكبرى”، وهو في المقابل ما يفترض أن يستفز ويستنفر الأطراف الأخرى المستهدفة (أصحاب الأرض والقضية) ويوجب عليهم إجراء مراجعة جذرية وواسعة تؤسس لتعبئة شاملة ليس على المستوى السياسي وحسب بل والقانونية والثقافية والأهم أنها تعمل إسناداً لجبهة عسكرية قوية ومقتدرة ومواكبة لأحدث الوسائل القتالية المعاصرة.
الجريمة المنظمة: تشريح الدور البريطاني والتواطؤ العربي في اغتصاب فلسطين
دراسة توثيقية في ضوء الوثائق البريطانية
تكشف الوثائق البريطانية (F.O The National Archives) حقائق صادمة تُعري المؤامرة الكبرى التي حيكت لاغتصاب فلسطين. هذه الوثائق لا تكشف فقط عن الدور البريطاني المتواطئ، بل تفضح أيضاً عمق التآمر العربي الرسمي في بدايات تأسيس الكيان الغاصب وتدحض بشكل قاطع المزاعم الصهيونية القائمة على مجموعة ادعاءات نحاول عرضها بإيجاز على منطق القانون الدولي، فقط من باب التوعية والتذكير وإلا فالحق الفلسطيني والباطل الصهيوني أوضح وأجلى من الشمس في كبد السماء:
الوثائق البريطانية – شهادة تاريخية على الجريمة:
من أهم ما جاء في الوثائق البريطانية (F.O The National Archives) التي تعود لما قبل النكبة والتخطيط لاحتلال فلسطين قد يكون بعضها معروفاً لدى الكثير من الباحثين والمؤرّخين إلا أن هناك كثيراً من هذه الوثائق لا تزال طي الكتمان لكونها تشكل خطراً وتهدد الأمن بما فيها المتآمرين والحلفاء والمتعاونين، إليكم بعض الحقائق الصادمة مختصرة مما ورد فيها وهي كفيلة بتفنيد كثير من المزاعم الصهيونية لاحتلال فلسطين:
1. جميع المعارك التي خاضها الفلسطينيون أثناء النكبة انتصروا فيها، ولكن ذخيرتهم كانت تنفد من بين أيديهم، أو يتدخل الجيش البريطاني لينقذ إسرائيليين محاصرين، فينقلب الوضع.
2. الأماكن التي سيطر عليها الفلسطينيون، والأسلحة التي استولوا عليها من مخلفات الجيش البريطاني تمت مصادرتها من قبل جيش الإنقاذ الذي كان ينسحب من المناطق ليأخذها الإسرائيليون بكل بساطة.
3. النكبة لم تحدث يوم 15-5-1948، بل بدأت مع منتصف عام 1947، وانتهت بتوقيع معاهدة رودس عام 1949.
4. الصهاينة بدؤوا بجمع المعلومات والتخطيط لاحتلال فلسطين [فعلياً]، منذ أواسط العشرينيات، وفي نهاية عام 1933، كان لديهم سجلّات لكل فرد بل ولكل شجرة وكل حانوت وكل سيارة وكل بندقية وكل غنمة وحمار يملكه الفلسطيني!.
5. أول عمل قام به العدو الإسرائيلي بعد الاستيلاء على فلسطين 1948، هو مصادرة المكتبات الشخصية التي كانت في البيوت المهجورة (وهذه نقطة ملفتة وتحتاج لدراسة المختصين لاستنباط دلالاتها).
6. الحضارة التي كانت تعيشها المدن الفلسطينية قبل النكبة مذهلة، فقد كان لدى الفلسطينيين على الأقل 28 مجلة أدبية، ودور سينما، ومكتبات عامة، ومسارح، وصحف، وإذاعة، وموانئ، ومبانٍ بمعمار مذهل (هذه كانت سمة الأرض التي يدّعي الصهاينة أنها بلا شعب) فكل هذا جاء لوحده ومع المطر!.
7. لم يكن اسم “إسرائيل” يرد في الأخبار ولا في الدوريات والصحف، حتى في وعد بلفور، كان اسم هذه البلاد كما هو الآن – فلسطين – حتى في الأدبيات الصهيونية المبكرة.
8. القرى الفلسطينية التي فاقت 500 قرية، لم يهجّرها الصهاينة فقط، بل دمروها بالمعنى الحرفي للكلمة، لم يتركوا أثراً فيها إلا ما نسوه مصادفة، وكانوا يقصدون بذلك أن يمر الوقت ويتم نسيان تلك القرى من التاريخ (وهنا أدعوكم لمشاهدة فيلم الطنطورة الذي أثار ضجة في الأوساط الصهيونية لأنه كشف عن جانب يسير من مجازر الصهاينة بحق الفلسطينيين).
9. بريطانيا لم تعط وعد بلفور فقط، بل تسامحت مع صهاينة قتلوا جنودها أيضاً، وسمحت وشجّعت قدوم اليهود من أوروبا إلى فلسطين.
10. الاحتلال البريطاني في حينه اعتقل كل فلسطيني لديه سكين، في حين أن الصهاينة امتلكوا مصانع أسلحة تحت الأرض بعلم بريطانيا العظمى.
11. لقد نجح إضراب عام 1936 وكاد يُفشل مخطط إقامة كيان العدو الإسرائيلي لولا تدخل أصدقائنا وعلى رأسهم الملك سعود!.
12. لقد كانت الهدنة بمثابة نفخ الروح للوجود الإسرائيلي وقد سعت أطراف عربية لتثبيتها وعلى رأسها حكومة مصر والأردن! (يبدو أن التاريخ يعيد نفسه اليوم).
13. كثيرون هم اليهود الصهاينة الذين كانت علاقتهم وثيقة بالعرب الفلسطينيين، واستغلوا هذه العلاقة في ارتكاب المذابح لاحقاً، لكونهم على معرفة بنقاط الضعف في كل قرية فلسطينية.
تحليل ومقارنة لمعلومات الوثائق البريطانية:
تدحض هذه الوثائق – وهي فقط بعض مما كشف عنه – أسطورة “الأرض بلا شعب” وتؤكد وجود مجتمع متحضر ومتطور بل ويمتلك مقومات حضارية راقية منها 28 مجلة أدبية، ودور سينما، ومكتبات عامة، ومسارح، وصحف، وإذاعة، وموانئ، ومبانٍ بمعمار مذهل. والمفارقة المؤلمة أن هذا التوثيق البريطاني لحضارة عملت بريطانيا نفسها على تدميرها، ما يكشف حقيقة وجوهر الشراكة الصهيونية في إقامة مشروع “إسرائيل الكبرى”.
وتكشف الوثائق أن بدء التخطيط للاحتلال جرى منذ العشرينيات (بحلول 1933، امتلك الصهاينة إحصاءً دقيقاً لكل شيء في فلسطين من البشر والحجر والشجر والحيوانات) وهو ما يضعنا أمام دلالة استراتيجية عبر تخطيط استخباراتي ممنهج للسيطرة والاحتلال.
أولاً: تفكيك أسطورة “الأرض الموعودة”:
الواقع الحضاري قبل النكبة:
تكشف الوثائق البريطانية عن مشهد حضاري مزدهر:
وجود 28 مجلة أدبية ودور سينما ومسارح.
شبكة متكاملة من المكتبات العامة والخاصة.
صحف وإذاعة وموانئ ومؤسسات مدنية.
نظام تعليمي وثقافي متطور.
عمارة متميزة تعكس تطوراً حضارياً.
التخطيط البريطاني-الصهيوني المسبق للاغتصاب:
كشفت الوثائق عن استراتيجية ممنهجة:
بدء العمل الاستخباراتي منذ عشرينيات القرن العشرين.
إحصاء شامل بحلول 1933 لكل:
– الممتلكات والموارد.
– السكان وتوزيعهم.
– الأسلحة والإمكانيات.
– البنية الاقتصادية والاجتماعية.
ثانياً: كشف آليات التواطؤ الاستعماري:
الدور البريطاني المزدوج:
تسهيل الهجرة اليهودية مع قمع السكان الأصليين.
التغاضي عن تصنيع الأسلحة الصهيونية السري وتشجيعها في مقابل اعتقال أي فلسطيني بحوزته سكين.
التدخل العسكري لإنقاذ القوات الصهيونية المحاصرة عند كل جولة من المواجهات.
اعتقال المقاومين الفلسطينيين وحماية المستوطنين.
الدور البريطاني الممهد لاحتلال فلسطين
الدور البريطاني الممهد لاحتلال فلسطين
منظومة الخداع الدولي:
تسويق مزاعم “الأرض بلا شعب”.
تجاهل متعمد للوجود الفلسطيني.
تزوير الحقائق التاريخية والديموغرافية.
استغلال التعاطف الدولي لتبرير الاحتلال في مقابل تجاهل تام للمظلومية الفلسطينية.
ثالثاً: حقائق صادمة من الوثائق البريطانية:
المقاومة الفلسطينية:
انتصار الفلسطينيين في معظم المواجهات العسكرية المباشرة.
نفاد الذخيرة كان السبب الرئيس للتراجع، مع أن الغلبة وفقاً للوثائق كانت للفلسطينيين.
نجاح إضراب 1936 وتأثيره الاستراتيجي.
التدخل البريطاني المباشر لإنقاذ القوات الصهيونية.
كشف التواطؤ العربي الرسمي:
الدور السعودي:
كشف الوثائق: تدخل الملك سعود لإفشال إضراب 1936.
تأثير التدخل: إضعاف المقاومة الفلسطينية في كل مرحلة حاسمة أو تقترب فيها من تحقيق النصر.
نتائج التواطؤ: تعزيز المشروع الصهيوني.
الدور الأردني:
توثيق الهدنة: دور في تثبيت الوجود الإسرائيلي.
الانسحابات المريبة: تسليم مناطق استراتيجية.
التنسيق السري: تسهيل السيطرة الصهيونية.
التواطؤ المصري:
دور في تثبيت الهدنة.
إضعاف المقاومة الفلسطينية.
التنسيق غير المعلن مع القوى الاستعمارية.
كشف التواطؤ العربي الرسمي:
التواطؤ العربي الرسمي مع الكيان الصهيوني
رابعاً: استراتيجية المحو والطمس:
التدمير المنهجي للهوية:
تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية.
مصادرة المكتبات والأرشيفات الشخصية.
محو المعالم التاريخية والثقافية.
تغيير أسماء المواقع والمعالم.
سياسة الأرض المحروقة:
تدمير البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني
طمس الأدلة على الحضور التاريخي
محاولة إعادة كتابة التاريخ
سرقة التراث الثقافي والفكري
استراتيجية محو وطمس القضية الفلسطينية
استراتيجية محو وطمس القضية الفلسطينية
خامساً: الحقائق المخفية عن النكبة:
التسلسل الزمني:
بدء العمليات منذ منتصف 1947.
استمرار المخطط حتى 1949.
تنفيذ خطة ممنهجة للتطهير العرقي.
استغلال الظروف الدولية والإقليمية.
وتقدم الوثائق البريطانية المرفوعة عنها السرية حديثاً (F.O The National Archives) أدلة دامغة تفضح عمق المؤامرة وتكشف زيف الرواية الصهيونية.
فيما يلي استعراض شامل لأبرز هذه الادعاءات وتفنيدها:
الادعاء بالحق التاريخي والديني:
– المزاعم المطروحة:
الارتباط التاريخي والديني باعتبار فلسطين “أرض الميعاد”.
وجود مملكة يهودية قديمة قبل آلاف السنين.
الحق الديني المستند إلى النصوص التوراتية.
– التفنيد القانوني والتاريخي:
القانون الدولي المعاصر لا يعتد بالمطالبات التاريخية القديمة كأساس للسيادة.
مبدأ الحقوق المكتسبة للسكان الأصليين يحظى بحماية القانون الدولي.
سوابق تاريخية: رفض مطالبات إيطاليا بأراضي الإمبراطورية الرومانية، ورفض مطالبات اليونان بأراضي الإمبراطورية البيزنطية.
التواجد الفلسطيني المستمر على الأرض يشكل حقاً قانونياً وتاريخياً راسخاً.
مزاعم الصهاينة في الحق التاريخي في فلسطين
مزاعم الصهاينة في الحق التاريخي في فلسطين
ذريعة الأمن والحماية:
– الادعاءات المقدمة:
الحاجة لإقامة ملاذ آمن لليهود بعد الاضطهاد الأوروبي.
ضرورة توفير حماية للأقلية اليهودية.
الحاجة لحدود آمنة وعمق استراتيجي.
– الرد والتفنيد:
يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني.
مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة، خاصة المادة 49.
لا يمكن معالجة مظلومية تاريخية بخلق مظلومية جديدة.
تشابه مع مبررات الاستعمار الفرنسي في الجزائر والبريطاني في الهند.
أسطورة الأرض غير المأهولة:
– الادعاء الصهيوني:
ترويج مقولة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
تصوير فلسطين كأرض مهجورة وغير مستغلة.
التقليل من أهمية الوجود الفلسطيني.
– التفنيد الموثق:
السجلات العثمانية والبريطانية تؤكد وجود مجتمع فلسطيني متطور.
وثائق تاريخية تثبت وجود مدن وقرى ونظام اقتصادي واجتماعي متكامل.
شهادات الرحالة والمؤرخين الأجانب في القرن التاسع عشر.
مشابهة للذرائع الاستعمارية في أمريكا الشمالية وأستراليا.
احتلال فلسطين واسطورة الأرض غير المأهولة
احتلال فلسطين واسطورة الأرض غير المأهولة
ادعاء التفوق الحضاري والتنموي:
– المزاعم المطروحة:
جلب التحديث والتطور للمنطقة.
نشر التكنولوجيا والعلوم الحديثة.
تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين.
– التفنيد العلمي:
يتناقض مع مبدأ المساواة بين الشعوب في القانون الدولي.
يكرر الخطاب الاستعماري التقليدي عن “تحضير الشعوب”.
تجارب الهند وجنوب أفريقيا أثبتت زيف هذه الادعاءات.
وجود حضارة فلسطينية عريقة ونظام تعليمي وثقافي متطور قبل الاحتلال.
احتلال فلسطين وادعاء التفوق الحضاري
احتلال فلسطين وادعاء التفوق الحضاري
الشرعية القانونية المزعومة:
– الادعاءات القانونية:
الاستناد إلى وعد بلفور 1917.
شرعية الانتداب البريطاني.
قرار التقسيم عام 1947.
– التفنيد القانوني:
بطلان وعد بلفور قانونياً لصدوره من جهة لا تملك حق التصرف.
تعارض الانتداب مع مبادئ عصبة الأمم وحق تقرير المصير.
عدم إلزامية قرار التقسيم وفق ميثاق الأمم المتحدة.
تأكيد قرارات مجلس الأمن على عدم شرعية الاحتلال والاستيطان.
منطق القوة العسكرية:
– الادعاءات المقدمة:
الانتصار العسكري يمنح الحق في السيطرة.
الأمر الواقع العسكري يخلق شرعية.
ضرورات الأمن تبرر التوسع.
– التفنيد القانوني والتاريخي:
ميثاق الأمم المتحدة يحظر صراحة الاستيلاء على الأراضي بالقوة.
قرارات مجلس الأمن تؤكد عدم شرعية الاحتلال العسكري.
تجارب حركات التحرر في الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا.
القوة العسكرية لا تنشئ حقاً ولا تلغي حقوق الشعوب الأصلية.
احتلال فلسطين ومنطق القوة العسكرية
احتلال فلسطين ومنطق القوة العسكرية
يتضح من خلال التحليل المعمق أن جميع الذرائع والمبررات المستخدمة لتسويغ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لا تصمد أمام المعايير القانونية والأخلاقية الدولية. يؤكد القانون الدولي المعاصر، والتجارب التاريخية لحركات التحرر العالمية، وقرارات الشرعية الدولية على:
عدم شرعية الاحتلال والاستيطان.
حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
بطلان جميع الإجراءات الاحتلالية التي تغير الطابع الديموغرافي للأراضي المحتلة.
ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه التاريخية.
الصهيونية مشروع الغرب في وجه المسلمين:
إن الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين بمراحله المختلفة يُعد من أكثر عمليات الاستعمار الاستيطاني تعقيداً وتنظيماً، حيث تضافرت وتشاركت القوى الاستعمارية الغربية والحركة الصهيونية في مشروع ممنهج لاغتصاب فلسطين، وهو مشروع توسعي بطبيعة أجنداته لا يكتفي بفلسطين ويكشف بكل وضوح عن أهدافه سواء على لسان القادة الصهاينة من المؤسسين الأوائل أو كما ورد في كتب الصهاينة الشهيرة من بينها حكماء بني صهيون.
وخلاصة الحديث أن العقلية الصهيونية لا يمكن مواجهتها بالقانون الدولي أو محاصرتها بقيم المنظومة الأخلاقية، وُيمثل صراع الصهاينة الأخير مع المحكمة الجنائية الدولية أحدث مثال لاستحالة إرجاع شيء من الحق عبر هذه الطرق، بل إن مسؤولين صهاينة أوصوا نتنياهو والقادة العسكريين بعد ساعات من صدور مذكرة الاعتقال بزيادة استخدام القوة في غزة كرد عملي على المحكمة، المحكمة ذاتها التي وصفها مشرعون أمريكيون بأنها إنما أنشئت لمحاكمة الروس أو الأفارقة لا الأمريكيين والصهاينة.
وعليه وبالاستفادة من هذا السياق التاريخي الطويل والمرير، يبدو الخيار القرآني الجهادي عين الحكمة في مواجهة هذا الصلف وفي عالم تحكمه شريعة الغاب ويسوده الأقوى؛ تقول التجارب التاريخية والشواهد الحضارية أن الحق لا يُستعاد إلا بالقوة وأن القوة سبيل الحضارات والشعوب لوجود محترم لائق بإنسانيتها.. وقبل ذلك وبعده يقول الله عز وجل الخبير بشؤون عباده العليم بسرائرهم: “وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا”.
انصار الله