فى قرية كوم السمن التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، يعيش عطية إبراهيم برفقة زوجته وأولاده وأحفاده فى بيت عائلة، يسعد الرجل الستينى بتجمع أحفاده وأولاده من حوله فى هذا المنزل الذى شهد العديد من الذكريات والأحداث، فهو تاريخ طويل بعمر صاحبه.

ابن «القليوبية»: السعادة غمرت قريتنا.. وتملكنا شعور الدهشة «ماصدقناش اللى حصل» 

«إبراهيم»، البالغ من العمر 62 عاماً، يحمل بقلبه العديد من الذكريات بحكم سنه وخبراته الطويلة، ولكن لذكرى نصر أكتوبر مكانة خاصة فى نفسه، وعلى الرغم من صغر عمره فى ذلك الحين، حيث كان يبلغ من العمل حينها 12 عاماً، إلا أنه يذكر تفاصيل ما حدث فى قريته هذا اليوم ويحفظه عن ظهر قلب.

«عشنا فرحة كبيرة وكل الأهالى هنا فى كوم السمن بدأت تهنى بعض وتجرى وتهلل من السعادة».

كان «إبراهيم» يجلس فى منزله برفقة الأسرة، حينما صدر البيان الأول عن الحرب، الذى أعلن نجاح الضربة الجوية فى تحقيق أهدافها، هنا كانت المفاجأة المدوية وفى هذه اللحظة تملك الأسرة شعور مختلط من الفرحة والدهشة وعدم القدرة على التصديق، بسبب عدم وجود أى مؤشرات سابقة تدل على احتمالية قيام حرب، إضافة إلى ذلك كانت هناك مشاعر من القلق والترقب لمجريات الأمور.

«كبير وصغير الكل كان قاعد يسمع الراديو»، بهذه الكلمات وصف الرجل الستينى متابعة الأهالى لكل أخبار حرب أكتوبر، وما زال يتذكر مشهد الفرح الذى لمسه فى كل مكان بالقرية وعلى كل الوجوه.

وعلى الرغم من صغر سنه وقتها، إلا أن فرحة «إبراهيم» كانت كبيرة: «حسيت بسعادة لا توصف، أنا كنت صغير بس فاهم يعنى إيه بلدى بتحارب وكسبت وقدرت ترجع أرضها وجيشنا انتصر، وده كان حال كل زمايلى اللى فى نفس سنى». وتعد ذكرى 6 أكتوبر عيداً لـ«إبراهيم» فى كل عام، فهى بالنسبة له أهم وأعظم يوم فى التاريخ المصرى: «أكبر فرحة عدت عليا فى حياتى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف ملحمة العبور خط بارليف الجيش الذي لا يقهر

إقرأ أيضاً:

فرحة شراء قوالب الثلج

 

 

 

 

حمود بن علي الطوقي

قضيتُ السنوات العشر الأولى من طفولتي في قريتي السباح، تلك القرية الوادعة التي احتضنت أجمل ذكرياتي الرمضانية، رغم أن رمضان في تلك الأيام كان يتزامن مع فصل الصيف (القيظ) حيث تصل درجات الحرارة إلى مستوياتها القصوى، إلا أن لهذا الشهر روحًا خاصة لا تشبه أي وقت آخر.

وفي النهار، كنا نذهب إلى المدارس، ومن لم يلتحق بالمدارس الحكومية كان يلتحق بمدارس تحفيظ القرآن وكان عمي المغفور له بإذن الله هو معلم القرآن لأطفال القرية والقرى المجاورة مثل قرية الجبل والمويلح والمعترض.

 كانت القرية تخلو من الزحام وتنتظر عودة الطلاب إلى مدارسهم، ورغم حرارة الشمس إلا أننا كنا نجد من ظلال النخيل الممتدة وأشجار المانجو تعطينا القوة للصمود لتكملة ما تبقى من نهار اليوم الطويل نحن الأطفال -وأنا منهم- نرى في الصيام مغامرة كبيرة نتسابق فيها على الصمود دون أن يضعف جسدنا أمام العطش.

وبعد صلاة الظهر، وحتى قبيل صلاة العصر كنا نجتمع مع آبائنا في سبلة القرية، تلك السبلة البسيطة المبنية من مواد غير ثابتة وسقفها المصنوع من جذوع الأشجار، هذه السبلة لم تكن مجرد مكان للراحة؛ بل كانت بمثابة مدرسة مفتوحة نتعلم منها الحرف التقليدية؛ فقد تعلمنا منها السمت العماني وتعلمنا من آبائنا كيفية صناعة "الخصف" و"السرد" و"المبدع " وغيرها من الصناعات التي تعتمد على سعف النخيل، أيضاً كنا نستمع إلى قصص الكبار عن الماضي وكيف كانوا يقضون رمضان في سنواتهم الأولى.

وبعد صلاة العصر، كان لنا وقت خاص نجتمع فيه تحت شجرة ضخمة عند مدخل القرية، "السوقمة"، حيث كنا نلعب "الكيرم" ونتنافس بشغف، بينما كان الأطفال الأكبر سنًا يستمتعون بلعبة "الحواليس" لكسر الوقت حتى يحين موعد الإفطار؛ ولم يقتصر نشاطنا على اللعب فقط، بل كان بعض أصدقائنا يتسلقون النخيل لقطف التمر وتجهيزه لموائد الإفطار، في مشهد يعكس روح التعاون بينهم، وكان منظرهم وهم يتنقلون بين النخيل بسرعة ورشاقة يثير إعجابنا، وننتظر نزولهم لنحصل على بعض التمر الطازج الذي كان يعتبر مكافأة لصيامنا.

ولأن رمضان كان في عز موسم اللقيط؛ حيث تصل حرارة الجو إلى ذروتها، ولم تكن الكهرباء قد وصلت إلى القرية بعد، فقد كان برودة الماء ترفًا نلجأ لتحقيقه بشراء الثلج؛ لا أنسى مشهد تاجر الثلج الذي كان يصل إلى القرية من خلال حماره حاملًا قوالب الثلج الكبيرة، وكنا نترقب وصوله بفارغ الصبر نحمل أوعيتنا الصغيرة ونتحلق حوله بشوق، بينما كان يكسر القوالب بأداة حادة ويبيع الثلج حسب قدرة كل منا المالية، وكان هذا المشهد من أجمل لحظات اليوم إذ كنا نحمل قطع الثلج الصغيرة ونركض بها إلى منازلنا قبل أن تذوب لنضيفها إلى الماء ونستمتع ببرودته وسط قيظ النهار.

ومع اقتراب المغرب، كانت رائحة الطعام تعم المكان، ونبدأ نحن الأطفال بالعودة إلى بيوتنا حاملين معنا فرحة يوم آخر من رمضان في قريتنا، حيث البساطة والجمال والدفء العائلي، ورغم بساطة الحياة حينها، إلا أن رمضان في قريتي السباح لا يزال يحتفظ بطعمه الخاص وذكراه العطرة التي ستظل محفورة في وجداني.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بيولي يستدعي هزازي قبل مواجهة الشباب
  • تقارير: ريال مدريد يتجه لحسم صفقة كبرى من ليفربول
  • سامي صادر خَلَف غادة عون: ماذا عن قراراتها
  • محيي إسماعيل: لم أخن فى حياتي.. وهذا صوت مصر الأول
  • عز الدين: استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يستدعي موقفاً حازماً
  • فرحة شراء قوالب الثلج
  • مدير تعليم بورسعيد يشهد « ذكريات رمضانية» بمدرسة طه حسين الابتدائية
  • بورسعيد | الغرباوي يشهد ذكريات رمضانية بمدرسة طه حسين الابتدائية
  • تياغو سيلفا: لم أشاهد في حياتي لاعبًا مثل كانتي
  • ذكريات الحارة