ذكريات نصر أكتوبر تجدد شباب «صالح»: «عشت عمري كله مرفوع الراس»
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
بملامح ملأتها التجاعيد الشاهدة على تاريخ طويل تحولت فيه مصر من لحظات الانكسار إلى النصر واستعادة الكرامة، استعاد صالح على أحمد حميد، ذكريات أجمل أيام حياته التى قضاها فى الجيش المصرى خلال نصر أكتوبر المجيد، بعد كل تلك السنوات ما زال يتذكر كل لحظة وكأنها كانت بالأمس، واصفاً تلك اللحظات بأنها بدلت حياته وكانت سبباً فى أن يحيا باقى سنوات عمره مرفوع الرأس فخوراً بكونه جزءًا من هذا التاريخ.
يحكى الجد صاحب الـ75 عاماً لـ«الوطن» عن فترة هى الأعظم فى حياته، حينما سيطرت روح الفداء والتضحية على الجميع، لا أحد يبخل بنقطة عرق أو دماء فداءً لأرضه، فلم تعرف صفوف الجيش المصرى فى المعركة الفرق بين الجندى وصف الضابط والضابط سوى فى اتباع التعليمات وتدرجها فقط، بينما كان الكل سواء، بحسب «الحاج صالح»: «كلنا كنا على استعداد نقدم أرواحنا عشان نرجّع أرضنا، عقيدتنا كانت النصر أو الشهادة».
تذكر صالح لحظات وجوده ضمن مجموعة من الجنود على الجبهة، فى نفس توقيت استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، قائلاً: «كلنا اتمنينا أى حد فينا يكون مكانه، لأن فايدته وتأثيره فى المعركة كان أكبر.. ولكنه اختيار الله»، لافتاً إلى أن الانتصار فى حرب السادس من أكتوبر، وتحقيق هذا الإعجاز الذى كان يراه العالم مستحيلاً أمام كل ادعاءات العدو بأنه قوة لا تقهر، ومحاولاته المستميتة فى رسم هذه الصورة وخلق هالة مزعومة له، أنسى الشعب والجيش أيام الهزيمة وفترة ما بعد 1967، التى كانت فيها الروح المعنوية «فى الأرض» حسبما وصف «الحاج صالح»: «كان الجميع ينتظر الشهادة أو النصر».
وابتسم «صالح» ابتسامة خفيفة تحمل مشاعر مختلطة ما بين النشوة والفخر والحنين، حينما بدأ الحديث عن اليوم الموعود، إذ كان الجنود يتسابقون إلى القتال، يشارك الجميع بأضعاف قوته وطاقته رافضين النوم قبل استعادة الأرض، فلم تكن هذه طاقة البشر بقدر ما كانت عوناً من الله بكتابته النصر لهذا الجيل الذى طوى صفحة الهزيمة إلى غير رجعة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف ملحمة العبور خط بارليف الجيش الذي لا يقهر
إقرأ أيضاً:
حكاية ذكريات ضاعت تحت ركام منزل رجاء عويضة في غزة
لا يمضي يوم دون أن يقصد الفلسطيني المقعد رجاء عويضة (45 عاما)، أطلال منزله الذي دمرته غارة إسرائيلية على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 18 شخصا بينهم أبناؤه الأربعة. وفقد رجاء على إثرها قدميه وعينه، إضافة إلى حروق في ظهره وأجزاء مختلفة من جسده.
يجلس عويضة على كرسي متحرك، أمام ركام منزله، تُحيط به مجموعة من الشبان يساعدونه في التنقل وتلبية احتياجاته اليومية.
وينظر بحزن إلى الحجارة المتناثرة، وكأنما يبحث بينها عن ضحكات أبنائه وذكرياتهم التي ما زالت حية في مخيلته.
رجاء عويضة (45 عاما) يجلس يوميا على أطلال منزله المدمر لاسترجاع ذكرياته (وكالة الأناضول)في 14 أغسطس/ آب الماضي، قصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية منزل عائلة عويضة بعدة صواريخ، استشهد على إثرها أولاده، شيماء (23 عاما) التي كانت حاملاً في شهرها السادس، ولؤي (22 عاما) الذي كان يستعد لخطوبته، وأسماء (16 عاما)، ومحمد (15 عاما).
يأمل عويضة بالحصول على كرسي متحرك كهربائي، يساعده على التنقل بسهولة، كما يحتاج إلى تلقي العلاج اللازم لتعافي عينه المصابة وجسده الذي لا يزال يعاني من آثار الحروق، ليتمكن من استعادة جزء من حياته التي سلبتها الحرب الإسرائيلية منه.
حلم عويضة كرسي كهربائي متحرك يسهل عليه الحركة (وكالة الأناضول)وقالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، إن "أكثر من 22 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات غيرت حياتهم، إضافة إلى إصابات خطيرة في الأطراف تتراوح أعدادهم بين 13 و17 ألفا".
وفي قطاع غزة حيث ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية، وخلفت أكثر من 147 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.