عربي21:
2025-02-01@19:01:07 GMT

المجلس الرئاسي الليبي .. لماذا وجوده كالعدم؟

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

في الأسابيع الماضية حصلت اشتباكات في طرابلس راح ضحيتها العشرات، ولم يفعل المجلس الرئاسي؛ القائد الأعلى للجيش الليبي، بشأنها شيئا، وهذه الأيام تجري اشتباكات أخرى في مدينة بنغازي في ظل تكتم كامل، وعجز تام للمجلس الرئاسي، وعدم قدرته على فعل أي شيء بشأنها.. فلما هذا العجز؟

عندما كنت عضوا في ملتقى الحوار السياسي الذي عقد بكل من تونس وجنيف، وتمت فيه صياغة "خارطة الطريق للمرحلة التمهيدية للحل الشامل"، وتم فيه أيضا اختيار "اقتراح" السلطة التنفيذية؛ والتي كان من ضمنها المجلس الرئاسي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، كنت من القلائل الذين نادوا بضرورة دسترة مخرجات الملتقى.

كما طالبت أيضا بإضافة مادة تسمح للمجلس الرئاسي بإصدار تشريعات في حالة تعذر توافق المجلسين، أو تقاعس مجلس النواب عن إصدار التشريعات المنهية للمرحلة الانتقالية، كل ذلك لكي يحكم المجلس الرئاسي.

قمت أيضا خلال انعقاد جلسات مجلس النواب في سرت في مارس 2021 بصياغة مقترح بتعديل الإعلان الدستوري، لضمان دسترة المجلس الرئاسي وخارطة الطريق، وأرسلته إلى النائب مصباح دومة (الآن يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب)، وكان حينها زميلا بملتقى الحوار السياسي، فقام النائب دومة بدوره، بتسليم المقترح إلى اللجنة التشريعية. في مقترح التعديل هذا قمت باستبعاد دسترة الملتقى، حتى لا يشعر مجلس النواب بأنه تنازل عن جزء من صلاحياته، ومع ذلك رفض مجلس النواب دسترة المخرجات وتبعا لذلك رفض دسترة المجلس الرئاسي. 
صار المجلس الرئاسي بدون أي سند دستوري محلي، وصار وجوده بروتوكوليا في المحافل الدولية، يعمل كمركز أبحاث، وعبارة عن مركز صرف، يكلف الخزينة أموالا باهظة، ويحتل أعضاؤه مؤسسات الدولة دون طائل
أما رئيس حكومة الوحدة الوطنية فلقد استفاد من عدم اعتماد المخرجات، من خلال ترشحه لرئاسة الدولة، في الانتخابات التي كان من المفترض إجراؤها في 24 ديسمبر 2021 -بقوانين معيبة- أثارت جدلا واسعا. وعندما تم الطعن في ترشح رئيس الحكومة، رفضت المحكمة الطعن وذكرت في أسباب الحكم أن القانون المعيب، رقم (1) لسنة 2021 م بشأن انتخاب رئيس الدولة، لم يستند في الديباجة على مخرجات الملتقى، وبالتالي يكون التعهد، الذي ضربه السيد عبدالحميد الدبيبة للملتقى، والعدم سواء.

بذلك صار المجلس الرئاسي بدون أي سند دستوري محلي، وصار وجوده بروتوكوليا في المحافل الدولية، يعمل كمركز أبحاث، وعبارة عن مركز صرف، يكلف الخزينة أموالا باهظة، ويحتل أعضاؤه مؤسسات الدولة دون طائل، وأرتاله تملأ طرقات طرابلس ذهابا وإيابا، دون أي نفع لليبيا أو للعاصمة. المجلس لا يُعترف به عمليا بأنه القائد الأعلى للجيش الليبي، أو على أقل تقدير لم يُمَكّن من هذا الدور، ولذلك فهو في الحقيقة لا يحكم لا في شرق البلاد ولا في غربها ولا جنوبها.

مجلس النواب وجه مؤخرا طعنة أخرى لأهم وظيفة كان من المحتمل أن يقوم بها المجلس الرئاسي وهو رئاسة لجنة!!؛ أي اللجنة المالية رفيعة المستوى، والتي اجتمعت استعراضيا في عدة مدن قبل أن يدفنها النواب بتوحيد مصرف ليبيا المركزي، وبإقرار الميزانية وتحذير اللجنة من مغبة المساس بمالية الدولة خارج إطار القانون.

في الملتقى دار نقاش بيني وبين أحد أعضاء الملتقى من الشرق الليبي ومن المعارضين الأشداء لعقيلة صالح ولقائمته بقوة، وحين أُجريت الجولة الثانية لاختيار أحد قائمتين؛ قائمة باشاغا-عقيلة، وقائمة الدبيبة_المنفي، صوت هذا العضو للقائمة الأولى، سألته -وكان قد أسر لي بتصويته- لماذا صوتت لعقيلة صالح وأنت من أشد المعارضين له؟ رد بقوله: المرابطون أهل بركة وليسوا أهل حكم، لا يملكون ولا يحكمون!! استغربت هذا الكلام بشدة. نحن بعدين كل البعد عن الثقافة الديمقراطية؛ بالمال الفاسد وببعض الأعراف الاجتماعية الخاطئة.

فكرة المجلس الرئاسي فاشلة. في المرحلة الانتقالية القادمة التي يرجى أن تنتهي بإجراء الانتخابات -أرجو أن تتأخر الانتخابات فترة من الزمن إلى أن تتحقق جملة من الاشتراطات التي تهيئ الأرضية الضرورية لإجرائها- يجب أن نستبعد فكرة المجلس الرئاسي ونكتفي بمنح كل الصلاحيات التنفيذية لرئيس الحكومة أو يتم اختيار رئيس دولة مؤقت.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المجلس الرئاسي ليبيا ليبيا المجلس الرئاسي بلا فائدة مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الرئاسی مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

النائبة هالة أبو السعد: الإعلام الإسرائيلي والغربي يحاول ابتزاز مصر.. وسيفشل

قالت النائبة الدكتورة هالة أبو السعد، وكيل لجنة المشروعات الصغيرة المتوسطة والمتناهية الصغر في مجلس النواب، إن محاولات الإعلام الإسرائيلي والإعلام الغربي الموالي للاحتلال ابتزاز الدولة المصرية من خلال توجيه تهديدات مباشرة وغير مباشرة لتحييدها عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية، هي محاولات فاشلة صادرة عن عقول متخبطة لا تعي حجم وقوة وتأثير الدولة المصرية قيادة وحكومة وشعبًا.

وأعربت عضو مجلس النواب عن استياءها ، لنشر صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي كرسالة تهديدية لمصر، وهو أمر مرفوض تمامًا، مؤكدة أن مصر لا تقبل المساومة أو التهديد، ولن يثنيها ذلك عن موقفها الثابت والرافض لمخطط التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم بغرض تصفية القضية وإشعال المنطقة بمزيد من الصراعات والعنف.

وأضافت عضو مجلس النواب، أن مصر دولة ذات سيادة وقرار مستقل، لا تقبل فرض أجندات أو مخططات تحت أي مسمى أو وضع، مؤكدة أن الشعب المصري يعتبر المساس بأمنه واستقراره وأمن وطنه وقيادته السياسية خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه بأي حال من الأحوال، ويقفون صفًا واحدًا خلف الرئيس السيسي ومؤسسات الدولة لحماية أمن مصر القومي والدفاع عنه مهما تكلف هذا الأمر من ثمن.

وأشارت النائبة هالة أبو السعد، إلى أن حديث الرئيس السيسي أمس وتأكيده على عدم قبول الدولة المصرية التعرض لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، ورفض محاولات تهجير الفلسطينيين رفضًا قاطعًا وحازمًا بالإضافة إلى جهودها لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وحرب الإبادة الجماعية ونجاحها كوسيط لوقف إطلاق النار والاتفاق على عودة النازحين ومساعيها لإعادة إعمار غزة أغضب الاحتلال الإسرائيلي والقوى الداعمة له، ولم لن تتراجع مصر عن هذا الدور المحوري والتاريخي تجاه القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • لماذا وافق مجلس النواب على اتفاق لإنشاء الخط الأول من شبكة القطار السريع؟
  • مجلس الأمن يدين الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر
  • حصاد جلسات مجلس النواب 26 – 28 يناير
  • ننشر حصاد جلسات مجلس النواب 26 – 28 يناير 2025
  • دعم كامل لجهود الرئيس في حماية الأمن القومي.. جلسة تاريخية لمجلس النواب الأسبوع الماضي
  • برلمانية: الإعلام الإسرائيلي يكشف نوايا الاحتلال الشيطانية ضد مصر والفلسطينيين
  • النائبة هالة أبو السعد: الإعلام الإسرائيلي والغربي يحاول ابتزاز مصر.. وسيفشل
  • الانتقالي يدعو الرئاسي والحكومة إلى العمل من عدن ويحملهما مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية
  • “المجلس الانتقالي” يدعو الرئاسي والحكومة للعمل من عدن
  • السوداني يستضيف اجتماع رؤساء الكتل النيابية بحضور رئيس مجلس النواب