جهاز الرقابة والتشديد في الحفاظ على المال العام
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
مع صدور التقرير السنوي لجهاز الرقابة المالية والإدارية الذي نشر مؤخرًا، في مسألة التدقيق على المال لعام 2022، وهي النتائج التي أسفرت عن متابعة وتدقيق النشاطات التي قامت بها بعض الوحدات الحكومية والهيئات والشركات، والجهات الاستثمارية التي هي ضمن صلاحيات الجهاز في الرقابة عليها، ووفقًا لـ«رؤية عُمان 2040»، وما يهدف إليه في إطار صلاحيته الممنوحة له في تعزيز النزاهة، وهو ما أشار إليه جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - في خطابه في 23 فبراير 2020، الذي أكد فيه على أهمية متابعة: «حوكمة الأداء والنزاهة والمساءلة والمحاسبة؛ لضمان المواءمة الكاملة والانسجام التام مع متطلبات رؤيتنا وأهدافها».
ولا شك أن محاصرة الفساد الإداري والمالي، والتضييق على المصالح الخاصة غير القانونية، واستغلال النفوذ لمآرب ذاتية، من الأمور التي تعرقل التنمية الوطنية، وتأخر المشروعات التي تنهض بالدولة وأجهزتها في كل مجالات المشروعات التنموية.
واشـتمل التقرير السنوي للجهاز على العديد من الموضوعـات التي نتجت عن أعمال وبسط رقابة الجهاز على بعض الوحدات الحكومية والهيئات والاستثمارات والشركات، وفق خطة فحصه السنوية لعام 2022، أخذًا في الاعتبار أهداف «رؤية عمان 2040» واسترشادًا بالمبادئ والأسس والمعايير المعتمدة من المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الانتوساي)، وأدلة العمل الرقابي ووفق الأهمية النسبية وتحليل المخاطر القائمة على مبدأ الفحص بالعينة، نفّذ خلالها الجهاز (181) مهمة رقابية نتج عنها (147) تقريرًا رقابيًا، وأُبلغـت نتائجهـا إلـى الجهـات المعنيـة التـي أبـدت تعاونـًا وتجاوبـًا مـن خلال اتخـاذ الإجراءات والمعالجـات التصويبيـة لملاحظات وتوصيـات الجهـاز، والقيـام بإحالـة بعـض المخالفـات التي تشكل شبهة جنائية إلـى الادعاء العـام لاتخاذ إجراءاتـه بشـأنها.
والحقيقة أن اتجاه الدولة إلى استخدام القانون الصارم لضرب الفساد ومحاصرته بالمتابعة الدقيقة الإدارية والفنية، واسترداد ما تم أخذه من أموال وغيرها، وتطبيق العقاب القانوني، يعد من أولويات القضاء على هذا الخطر الكبير على موارد الدولة والمجتمع، وزيادة الفاعلية الرقابية المتعددة، أصبح من الضرورات المهمة وتتماشى مع الخطة الاستراتيجية 2040، ولعل أهمها، خلخلة البنية الإدارية التي أقام عليها هذا الفساد بما يسهم في تجهيز أطر إدارية وقانونية بهذا القطاع، وعقاب من سوّلت له نفسه التلاعب وتجاوز الأمانة التي كلف بها للحفاظ على مقدراتها، واستغلالها بصورة أو بأخرى، ومن هنا لا بد من تطوير وتجديد السياسات التي تسيّر النظم في هذه القطاعات بما يضمن سلامة الأداء، ومصداقية الممارسة الأدائية للعمل المالي والإداري، والشفافية، وفقًا لمعايير وخطط تكفل الكفاءة، وأن تكون منسجمة مع القانون وقواعد الإدارة المنظمة بضوابط لوائح الرقابة المالية والتشريعية، وغيرها من الرقابات الأخرى التي تراها الدولة ضامنة لمنع الفساد والتجاوزات للمال العام.
ولذلك على أجهزة الدولة، أن تضطلع بمهام كبيرة لتحقيق هذه الأهداف في القضاء على مؤشرات الفساد، بما في ذلك مسألة «الرشاوى»، و«السمسرة»، و«العمولة» المرتبطة بمصالح خاصة للعمل العام، وهذه للأسف تؤسس لذهنية سلبية لدى البعض، حيث يعتبرها ظاهرة طبيعية، لكنها تشكل مخاطر لكونها بيئة حاضنة للفساد الإداري والمالي، لو تركت تتغلغل في الإدارة حتى لو كانت فردية.
وقد أشرت في كتابات سابقة إلى أهمية هذه التقارير السنوية من جهاز الرقابة المالية والإدارية، على أسس جديدة ودقيقة في الرقابة المالية والإدارية، وتعد من أفضل الطرق المنهجية لكشف الأخطاء الطبيعية، منها وغير الطبيعية لأهداف غير خاصة، تتجاوز النظم والقوانين السارية، لذلك الأمر يتطلب أن تتعزز الرقابة من جهات الاختصاص في بلادنا بصورة دائمة ومعدة إعدادًا علميًا ومنهجيًا، وتقديمه لصناع القرار، والتعريف بكيفية الصرف المالي على المشروعات العامة، وعلى أسعارها، وعلى إسناد شركات بعينها والمخططات الهندسية بصورة سليمة، من حيث الأوامر التغييرية التي أصبحت لافتة في العقود الماضية، بهدف التحقق من دقة مبالغ المشروع، وتوازن التكلفة، مع ما تتطلبه القيمة السعرية لهذا المشروع أو ذاك، في الجوانب الفنية وغيرها من المجالات، التي يعرفها الفنيون والمختصون بهذه المشروعات بعد التدقيق، ولذلك فإنّ الشفافية والنزاهة، أصبحت مهمة وضرورية في العمل الرقابي، ولا شك أنّ الفساد بصفة عامة له الكثير من المساوئ الأخرى على قطاعات أخرى مرتبطة بالتنمية الاقتصادية بصفة خاصة، ألا وهي تدني مستويات كفاءة الاستثمار العام، وضعف مقومات الجودة في البنية التحتية العامة، لكونها تحد من الموارد المخصصة للاستثمار، وربما تزيد في كلفتها، أو توجيهها التوجيه السلبي التي تجعل الدولة تخسر مبالغ طائلة، مع تأثيرها على المشروعات الأخرى المقبلة، دون أن تكون هذه المبالغ قد وضعت في ما خُطط لها بالصورة المطلوبة، أو أنها وُضعت وفق مخططات سليمة وعلمية، منذ تأسيس هذا المشروع أو ذاك، أو ربما يدخل عامل الوساطات في اختيار المشروعات الإنشائية، ما يُسفر عنه تدني نوعية المنشآت العامة، إن لم يتحقق هذا بطرق ناجعة وسليمة من الأخطاء الكبيرة.
ولأن التقرير لجهاز الرقابة المالية والإدارية، كان وافيًا بصفة عامة، هذا ما ينبغي أن تسير عليه، مع التجديد في مضامينه العلمية والفنية، ومن هنا تظل قضية مكافحة الفساد وإعطاء النزاهة أولوية في الخطط والبرامج التنموية، وإتاحة المجال لدور المجتمع المدني في القيام بدوره الاجتماعي والفكري.
والحقيقة أن وطننا العربي تراجع عن المكانة التي ينبغي أن يكون عليها، من حيث القدرات والإمكانيات والقدرات الكبيرة التي يملكها، إلى جانب الموقع المؤثر الاستراتيجي لو تحققت النزاهة بصورة كاملة عراقيل الفساد، باعتباره في قلب العالم بثرواته الطبيعية المتعددة، مع قضية الفساد وغياب النزاهة، هما الأكثر تأثيرا على التراجعات الاقتصادية، إلى جانب ذلك هناك مسببات أخرى على غياب التنمية المستدامة التي تحققت لدول أخرى، كانت في مستوانا العربي منذ عدة عقود، وأصبحت يشار إليها كدول تتنافس مع الدول التي سبقت الجميع في التنمية الكبيرة اقتصاديًا وصناعيًا وتنمويًا، وغيرها من أوجه التقدم العلمي والتكنولوجي، والحقيقة أن مسألة الفساد، تعد من أكبر التأثيرات السلبية على التنمية على مستوى العالم، وأول الاستحقاقات التي تجعلها تتقدم دون إعاقات، هو استئصال معوقات الفساد وتأثيراته من الأولويات، بحيث تم حصاره بالصرامة القانونية، ومحاسبة المفسدين، ويتم العقاب على مرتكبيه، وهذا مهم ومطلوب لمحاصرته.
ولا شك أن النزاهة، تعد رافدًا من روافد حركة التنمية التي تتحرك في المسار الصحيح دون إعاقات، ودون أن تتعرض للإخفاقات من تحركات الفساد، من خلال الخطط التي تمتلك الأدوات التي تقف حائلا دون أن يكون مؤثرًا في هذه البرامج والمشروعات من خلال الرقابة على الأسس الفنية الدقيقة، وفي غيابها سيتحرك الفساد الذي يضع القناع على تصرفاته غير النزيهة البعيدة عن الأمانة والنزاهة والحرص على المال العام، ليضع العراقيل والمثبطات من خلال موقع المسؤول -غير النزيه- الذي لديه بعض الصلاحيات واستغلال نفوذه، لينتفع ويتجاوز القوانين واللوائح، ليحول دون تحرك عجلة التنمية المستدامة بالصورة التي خُطط لها، مع تطبيق بلادنا للخطة الاستراتيجية للتنمية المستدامة 2040 منذ ثلاثة أعوام- كما أشرنا آنفًا- وبما وضعته من خطط ومتابعات ومراجعات للخطط المقسّمة، ويتم تطبيقه -بحسب ما وضعته في الخطة من برامج- والتي بلا شك ننظر لها نظرة مختلفة - فجهاز الرقابة المالية والإدارية، هو الذي سيكون الرديف المساند للخطة الاستراتيجية العمانية 2040،بهدف تحقيق النزاهة والشفافية والحفاظ على المال العام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرقابة المالیة والإداریة على المال
إقرأ أيضاً:
الإسكان: 1.927 مليار جنيه قيمة المشروعات بخطة العام المالي الحالي بالعاشر من رمضان
استعرض المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، موقف مشروعات خطة العام المالي الحالي بمدينة العاشر بقيمة 1.927مليار جنيه، والموقف التنفيذي للمشروعات خلال 2024.
وأوضح وزير الإسكان، أن خطة العام المالي بمدينة العاشر من رمضان 2024/2025 مقسمة إلى مشروعات مياه الشرب، ومشروعات الطرق، والكهرباء والاتصالات، والخدمات، والإسكان الاجتماعي، وأعمال بالإسكان المتوسط "دار مصر"، وسكن مصر، والزراعة، وتجهيزات الإدارة العامة بالمدينة.
وفي هذا الإطار، أوضح المهندس علاء عبداللاه، رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، أن قطاع الإسكان يشمل تنفيذ 28140 وحدة بمساحات متنوعة، مقسمة إلى وحدات بمحور محدودي الدخل بعدد ٢٢٥٣٦ وحدة، ومحور محدودي الدخل "الإسكان الأخضر" بعدد 3972 وحدة، ومحور متوسطي الدخل بعدد 1632 وحدة، بخلاف 5352 وحدة " نموذج الإسكان الأخضر" جارٍ إسنادها، و576 وحدة نموذج إسكان متوسط جارٍ التخطيط لها، و2136 وحدة نموذج "إسكان أخضر" جارٍ تخطيطها، ضمن المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين".
وأضاف رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، أنه تم وجارٍ تنفيذ 23 مشروعاً خدمياً تشمل 6 أسواق تجارية، و6 حضانات، و5 وحدات، و6 مدارس، وذلك بمناطق المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين".
مشروعات المرافق
ولفت رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، إلى أن مشروعات المرافق التي تم وجارٍ تنفيذها تشمل أعمال (رفع كفاءة - مياه – صرف – فرمة - طرق ) بالمناطق الصناعية بالمدينة من المناطق من A1 : A6، وتضم أعمال إحلال وتجديد ورفع كفاء شبكات الطرق.
وأشار رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان إلى أن قطـاع المرافق شمل الأعمال الجاري تنفيذها لردم البرك العشوائية وغير المنتظمة، حيث تم تسوية وردم البركة العشوائية الموجودة بجوار محطة الصرف 4، وتم تنفيذ خط 600مم بطول حوالي 850 مترا مع تهذيب وتعميق حوض الطوارئ القائم، وكذا تشمل منطقة تجمع المياه من فائض خط الانحدار 1200مم، حيث تم ردم الخور، وتنفيذ خط قطر 700مم بطول 1700متر تقريبا كحل عاجل "بداية من المطبق وحتى المجرى المائي المكشوف المؤدى الى رافع المياه المعالجة إلى مصرف بلبيس"، وجارٍ تنفيذ خط 1600 مم بديلاً للخط 1200مم لاستيعاب التصرفات الزائدة للمنطقة الصناعية الثقيلة، كما تشمل مشروعات المرافق بالمناطق الصناعية مشروع التوسعة لاستيعاب الفائض من البركة اللاهوائية رقم 3.
ولفت رئيس جهاز مدينة العاشر من مضان، إلى أن قطاع التنمية والمشروعات، شمل وضع تصور لمخطط هيكلي موزع عليه الأنشطة لمنطقة شرق المدينة (منطقة البرك سابقاً) شمال طريق مصر اسماعيلية الصحراوي ( زراعي ، سكني، ورش ومخازن، ومناطق لوجيستية)، كما تم تسليم مسار القطار الكهربائي داخل المدينة وعدد 2 محطة شاملة أماكن انتظار للسيارات والخدمات للهيئة القومية للأنفاق تمهيدا للبدء في اعمال التنفيذ.
وأشار رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، إلى أن قطاع المشروعات شمل: مشروع عربات الطعـام النموذجية المتنقلة، حيث تم تخصيص 33 موقع عربات طعام متنقلة بالمدينة بنظام القرعة العلنية، كما تمت الموافقة الفنية على طرح 6 مواقع لعربات الطعام المتنقلة وجارٍ استكمال إجراءات الطرح، كما تم تخصيص موقع بمركز المدينة مرحلة ثانية لإقامة نشاط ترفيهي ومحطة تموين سيارات، لتلبية احتياجات المدينة وزيادة موارد الهيئة.
وأضاف المهندس علاء عبداللاه، أنه تم تخصيص 8 مناطق بالمرحلة الأولى بالمدينة لإقامة ممشي سياحي ( ترفيهي ) وذلك على محوري على بن أبي طالب وأبوبكر الصديق، كما تم إدراج حديقة الكفراوي على الموقع الإلكتروني للهيئة بنظام مقابل الانتفاع للاستغلال الأمثل وتعظيم الاستفادة.
ولفت "عبداللاه" إلى أن قطـــاع التجميـــل والتطويـــر، شمل تطوير بوابة المدينة من مدخل رقم 1من طريق القاهرة/الإسماعيلية الصحراوي، وبوابة المدينة من مدخل 2 من طريق بلبيس العاشر، وتطوير المحاور الرئيسية بالمدينة، ومنها تطوير ورفع كفاءة محور أبوبكر الصديق ومحور خالد بن الوليد، وجارٍ تطوير محور الإمام الشافعي، ومحور علي بن أبي طالب، وجارٍ البدء في رفع كفاءة وتطوير بعض المحاور مثل: محور قوات الأمن، محور عثمان بن عفان، محور عمر بن الخطاب، بجانب أعمال تطوير بعض الميادين، والتي تشمل تطوير ورفع كفاءة ميدان بمدخل المدينة الرئيسي من طريق مصر إسماعيلية الصحراوي (عند حديقة الكفراوي)، وكذا أعمال تطوير الزراعات بالمحاور الرئيسية بالمدينة، حيث تم تركيب أعمدة سارية "هاي ماست" عالية الكفاءة لإنارة عدد من الميادين الرئيسية وذلك لتحسين الخدمات وتطوير البنية التحتية بالمدينة.
وأضاف رئيس الجهاز أنه بشأن ظاهرة الباعة الجائلين بالمدينة فقد تم عمل قرعة لتكسينهم بسوق الباكيات المقام بين الحيين الأول والثاني بعدد (141) باكية بالتنسيق مع مجلس الأمناء وشرطة التعمير وجارٍ التنسيق لاختيار 4 أماكن أخرى بالمدينة للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، وبشأن مشكلة الورش التى يعانى منها أهالى المدينة داخل المناطق السكنية، جارٍ التنسيق لنقلها من المناطق السكنية إلى المنطقة شرق B4 والمخططة بنشاط مخازن وورش نظرا لكثرة شكوى الأهالي من تضررهم من هذه الورش .