أهالي المنيا: «العشش» تحولت إلى «روضة».. ومعاناة «50 سنة عشوائيات» انتهت
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
وجَّهت الدولة مخصصات مالية كبرى للقضاء على المناطق العشوائية والأكثر خطورة فى محافظة المنيا، بهدف تحويلها إلى مناطق سكنية تنتهى معها معاناة الأهالى من غياب الخدمات والمعيشة غير الآدمية. وشملت مشروعات تطوير العشوائيات بالمنيا إنشاء 38 عمارة ضمن مشروع «روضة محفوظ»، لتوفير مساكن آمنة لسكانها بتكلفة قدرها 102 مليون جنيه، كما تم تنفيذ مشروع تطوير منطقة أبوهلال فى مدينة المنيا، وشملت أعمال الصرف الصحى والتجميل والإضاءة بتكلفة 15 مليوناً و700 ألف جنيه، وتم أيضاً تطوير منطقة مدينة العمال فى حى جنوب المنيا، حيث جرى إنشاء 10 عمارات سكنية تحتوى على 218 وحدة سكنية و44 محلاً تجارياً بتكلفة وصلت إلى 77 مليون جنيه.
وأوضح المهندس نيازى مصطفى، مدير وحدة تطوير العشوائيات بالمنيا، لـ«لوطن»، أنه قبل الشروع فى تطوير أى منطقة عشوائية، يتم تصنيفها كمنطقة غير آمنة وتحديد مدى خطورتها وفقاً لأربع درجات تم وضعها من قبل صندوق تطوير العشوائيات، وهى: «سكن يهدد حياة الإنسان، سكن غير ملائم، سكن يشكل تهديداً على صحة الإنسان، أو سكن غير مملوك»، وأضاف أنه بعد ذلك يتم إعداد دراسات ومخططات شاملة تشمل الجوانب العمرانية والاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية والمرافق والخدمات، كما يتم تحليل تفاصيل المنطقة وإزالة أى عناصر غير آمنة أو خطرة فيها.
وأشار إلى أن منطقتى «عشش محفوظ» و«مدينة العمال» كانتا مصنفتين كمناطق غير آمنة من الدرجة الثانية وتم تطويرهما للنهوض بمعيشة الأهالى الساكنين بهما، مؤكداً أن إرادة الدولة ورؤيتها للتطوير كانت تهدف إلى توفير حياة كريمة وإنسانية للمواطنين، لذا تم إجراء دراسات لاستغلال المساحات الفارغة لإقامة مراكز شباب لخدمة المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل حى أبوهلال ومدينة العمال، و«روضة محفوظ».
وقال زهران سيد، أحد أهالى «عشش محفوظ» التى أصبحت «روضة محفوظ»، إنه يعيش فى المنطقة الواقعة بجنوب مدينة المنيا منذ عام 1973، وأضاف: على مدار نصف قرن عانينا من الإهمال وتدهور الخدمات ومفيش معيشة آدمية نهائياً، وبعد ثورة 30 يونيو، طورت محافظة المنيا المنطقة وأطلقت عليها اسم «روضة محفوظ» بما يليق بالوضع الجديد الذى أصبحت عليه.
وبلغت المساحة الكلية لمنطقة التطوير 3.6 فدان وشمل المخطط إنشاء 37 عمارة سكنية على 3 مراحل تضم 828 وحدة بينها 759 وحدة سكنية و69 وحدة تجارية وخدمية بالأدوار الأرضية.
وقال محمد أحمد السيد إنه عاش 45 عاماً فى منطقة «عشش محفوظ»، داخل غرفة مساحتها 15 متراً، تقع فى شارع عرضه 3 أمتار، وفجأة سلمته المحافظة مسكناً ملائماً وجديداً، كما تم تطوير شبكة الطرق فى المنطقة والمرافق من مياه شرب وصرف صحى وكهرباء، وتم تسليم عقود الوحدات السكنية لجميع الأسر الأوْلى بالرعاية.
«مخلوف»: كل المستفيدين تسلموا وحداتهموقال خالد مخلوف «من الأهالى» إن جميع العمارات السكنية التى تم تنفيذها وتسليمها للأهالى فى مساكن مدينة العمال، وتتكون من دور أرضى و5 طوابق علوية للاستخدام السكنى فقط.
وتشمل عمارات المشروع 34 عمارة سكنية نموذج أ، مساحتها 200 متر، وتم تقسيم كل طابق إلى 4 وحدات سكنية بمتوسط مساحة للوحدة السكنية 50 متراً مربعاً إضافة إلى عمارة نموذج ب، بإجمالى مساحة 115 متراً، وتم تقسيم كل دور إلى وحدتين سكنيتين بمتوسط مساحة 50 م2.
«صبحى»: عشش محفوظ تحولت إلى «روضة» حقيقيةوقال صبحى أحمد، من سكان روضة محفوظ، إنه قبل التطوير، كانت «عشش محفوظ» تضم مبانى متهالكة ومساكن صغيرة مبنية من مخلفات البلوك، وشوارعها ضيقة ومرافقها غير ملائمة، وتم تحسين هذه المنطقة بشكل غير متوقع حتى أصبحت روضة حقيقية. وأضاف محمد يسرى، من سكان حى «أبوهلال»، أن المنطقة كانت تعانى من انعدام النظافة، والمئات من الأسر تعيش بمنازل ضيقة تم بناؤها منذ عشرات السنين، وأساسات المبانى منهارة ولا يوجد أى اعتناء بها حتى فوجئنا بتطوير شامل السنوات الماضية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المناطق العشوائية المنيا الوطن مدینة العمال
إقرأ أيضاً:
في ذكرى تأسيسها.. انتقادات لحماس بسبب احتفالات الخارج ومعاناة الداخل
على خلفية مظاهرات احتفالية حاشدة نظمتها حركة حماس في الأردن بذكرى التأسيس الـ37، تواجه الحركة انتقادات واسعة النطاق بين الغزيين.
ويوم الجمعة الماضي، شارك عشرات آلاف الأردنيين في مسيرة حاشدة نظمتها حركة حماس من أمام المسجد الحسيني تحت شعار "الانطلاقة.. طوفان حتى النصر"، ما أثار غضب قطاع كبير من السكان والنازحين في قطاع غزة.
وبينما أصابت المظاهرات الغزيين بالإحباط، اعتبروها نوعًا من أنواع الخيانة لمعاناتهم المتجددة كل ساعة تحت الحصار والقصف الإسرائيلي المستمر، وفقًا لتقارير إعلامية.
ويرى سكان غزة أن الأموال التي أنفقت على هذه المظاهرات كان الأولى أن توجه لإعانة المرضى والمصابين والذين لا يملكون قوت يومهم بعدما قطعت إسرائيل وسائل إمدادهم بالغذاء في القطاع.
وتزامنت المسيرة مع الذكرى السابعة والثلاثين لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حيث أكد المشاركون دعمهم للمقاومة، وعلى رأسها حركة حماس وذراعها العسكري "كتائب القسام".
وحسب السكان كان يمكن إنفاق الأموال المخصصة للاحتفالات بشكل أفضل لتلبية الاحتياجات الأساسية، مثل توفير الغذاء والدواء والمأوى للسكان الذين يعانون.
وأعرب أحد سكان القطاع عن إحباطه، قائلًا: "نحن من يعاني، كل دولار يُهدر على هذه المظاهرات كان يمكن أن يطعم عائلة جائعة هنا، نحن من يحتاج هذا المال، وليس العروض الكبرى في بلد آخر"، حسب ما نقلت قناة سي بي أن الأمريكية.
وبالنسبة للكثيرين، ترمز هذه المظاهرات إلى تزايد الانقطاع بين قيادة حماس وشعب غزة، بينما يواجه السكان صراعات يومية من أجل البقاء، فإن رؤية الموارد الموجهة إلى أحداث في الخارج قد عمقت شعورهم بالإحباط ويتساءلون عن أولويات قيادتهم.
وطالب السكان في هذه الظروف بتحسين أوضاعهم والسعي لإيجاد حلول ينهي المعاناة التي يعيشونها، لا سيما مع بدء فصل الشتاء وعدم توافر الموارد اللازمة لمواجهة البرد القارس.