روسيا تعزز مواقعها حول أفدييفكا الأوكرانية
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
أعلنت روسيا، الأربعاء، أن قواتها عززت مواقعها على خط المواجهة قرب أفدييفكا، غداة تحذير أوكرانيا من أن موسكو تكثّف ضرباتها لتطويق المدينة الواقعة في شرق البلاد.
ولأفدييفكا أهمية رمزية وإستراتيجية بالنسبة إلى كييف، إذ تقع شمال مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها موسكو واستولت عليها القوات الانفصالية في العام 2014.
وصارت مذاك رمزاً للمقاومة الأوكرانية ضد موسكو، وتتمسك كييف بها على الرغم من الهجمات الروسية المتواصلة منذ 20 شهراً تقريباً.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن "تحركات المجموعة الجنوبية من القوات المدعومة بالطيران والمدفعية وأنظمة قاذفات اللهب الثقيلة، أدت إلى تعزيز الوضع على طول خط المواجهة في محيط أفدييفكا".
According to several Ukrainian sources, Russia began a large-scale assault on both flanks of the Avdiivka front yesterday with armor, artillery, and aviation. https://t.co/ssWVZLnULXhttps://t.co/dDNllsbrhjhttps://t.co/Z49h818IwPhttps://t.co/HMgihEBglChttps://t.co/UJEhCtOnT9 pic.twitter.com/Ae5Oib0nSp
— Rob Lee (@RALee85) October 11, 2023وأشاد رئيس منطقة دونيتسك دينيس بوشيلين المعيّن من روسيا، بتحقيق "تقدم نحو السيطرة على مواقع".
وقال بوشيلين لوكالة ريا نوفوستي: "نرى مؤشرات إلى تراجع العدو.. لكن من المبكر بعض الشيء أن نقول إن هناك انسحاباً واسع النطاق للعدو من أفدييفكا".وقال مسؤولون أوكرانيون محليون، الثلاثاء، إن القوات الروسية شنت هجوماً مدفعياً على البلدة في الصباح.
وقال رئيس إدارة البلدة فيتالي باراباش، الأربعاء، إن "المعارك استمرت طوال الليل" في شمال المدينة وجنوبها.
The Russian attacks against Avdiivka appear to come from two directions. One coming from Vodyane in the south and another one from Krasnohorivka in the northeast. Ukrainian forces efficiently holding ground and inflicting devastating losses upon the Russian army.#Ukraine… pic.twitter.com/E1G9og20Nl
— (((Tendar))) (@Tendar) October 11, 2023وأضاف، أن المسؤولين الأوكرانيين "يشاركون في إقناع الناس بالإخلاء كل يوم".
وأعلن مكتب المدعي العام في دونيتسك، أن رجلاً يبلغ 85 عاماً قتل جراء قصف طاول فناء منزله.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية، إن الجيش الروسي "كثف نشاطه" في مناطق عدة من بينها أفدييفكا.
وصرح الناطق العسكري أندري كوفاليوف: "صدّ مدافعونا كل هجمات العدو ومنعوا خسارة خطوط ومواقع".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسيا أفدييفكا
إقرأ أيضاً:
ألف يوم على الحرب الروسية الأوكرانية
مع مرور ألف يوم على بدء الحرب الروسية - الأوكرانية، أطل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مواطنيه معترفاً بصعوبة الوضع الميداني في شرق أوكرانيا، مؤكداً أن كييف يجب أن تفعل كل ما في وسعها لضمان انتهاء الحرب العام المقبل «من خلال الدبلوماسية».
هذا الاعتراف المتأخر «بصعوبة الوضع» وبالعمل على إنهاء الحرب من خلال المفاوضات لم يكن نتيجة قناعة منه بأن اللجوء إلى المفاوضات هو الحل، بل لأنه شعر بأن التحالف الغربي لدعم بلاده يتآكل، وأن هناك إدارة أمريكية جديدة أعلنت أنها ستعمل على إنهاء الحرب، ولن تقدم المزيد من الدعم لكييف.وإذا جرت المفاوضات العام المقبل وتم التوصل إلى حل فإن زيلينسكي يكون قد تأخر عامين عن اتخاذ هذه الخطوة، وكان وفر على بلاده وجيشه وشعبه كل مآسي الحرب وكوارثها، إذ كانت هناك فرصة مواتية في إبريل (نيسان) عام 2022 لإبرام صفقة بين روسيا وكييف من خلال مفاوضات جرت بين الجانبين في بيلاوروسيا وتركيا، تم خلالها التوصل إلى مسودة اتفاق، لكن الرئيس الأوكراني تراجع عنها تحت ضغط غربي، وخصوصاً من جانب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون كي يواصل الحرب لإلحاق «هزيمة استراتيجية بروسيا»، مع وعد بدعم غربي متواصل عسكرياً ومالياً.
ما استجد ميدانياً وسياسياً مذ ذاك أدى إلى نتائج عكسية، فلم يعد الدعم الغربي على حاله، ولا الموقف السياسي ظل متماسكاً، ولا الوضع الميداني على الجبهات في صالح القوات الأوكرانية، حيث تكسب القوات الروسية المزيد من الأرض، عدا أن الرهان على الولايات المتحدة في عهد الإدارة الجديدة في حالة عدم اليقين.
وكانت مبادرة المستشار الألماني أولاف شولتس الاتصال بالرئيس الروسي بوتين قبل أيام، وذلك لأول مرة منذ عامين، مؤشراً على انقلاب في المزاج الألماني خصوصاً والأوروبي عموماً إزاء الحرب الأوكرانية، وبداية وعي بفشل أهداف الحرب، حيث أكد بوتين «ضرورة أن يأخذ الغرب مصالح روسيا الأمنية في الاعتبار ويزيل الأسباب الجذرية للصراع»، مشدداً على أن الجانب الروسي «لم يرفض أبداً استئناف المفاوضات».
أمام هذا الواقع المستجد فإن المفاوضات إذا تمت فإنها سوف تستند إلى ما تم إنجازه في المفاوضات قبل عامين، على أمل أن يتمكن زيلينسكي من تحسين شروط الحل من خلال مشاركة الدول الغربية في المفاوضات، وهو ما أشار إليه بقوله «إن ذلك ممكن إذا لم تكن أوكرانيا وحدها مع روسيا، وإذا كانت قوية.. وإلا فإن أوكرانيا ستكون الخاسرة في هذه المفاوضات».
هناك تعارض بين الموقفين الروسي والأوكراني، إذ إن الأخيرة ترفض التنازل عن مناطق في شرق البلاد، وعن شبه جزيرة القرم، في حين أن روسيا التي ضمت القرم عام 2014 تعتبرها جزءاً من أراضيها، وكذلك مقاطعات دونيتسك وزابورجيا ولوغانسك التي تسيطر عليها القوات الروسية الآن ذات الأكثرية من أصول روسية.
لكن في حال دخول زيلينسكي المفاوضات لن يكون في موقف مَن يُملي الشروط، وحسب معظم المحللين الغربيين فإن أي حل يجب أن يضع في الاعتبار الهواجس الروسية، ومنها إعلان حياد أوكرانيا، وعدم انضمامها إلى حلف «الناتو» مع ضمانات دولية، واعتبار شبه جزيرة القرم أرضاً روسية، أما المقاطعات الشرقية لأوكرانيا فيمكن أن تخضع لتنازلات في إطار اتفاقات هلسنكي، أو أن تكون جزءاً من أوكرانيا المحايدة.
بانتظار العام الجديد وما يحمله من جديد، وما إذا كانت الأوضاع الدولية قد مهدت الأرض للمفاوضات ووضع نهاية للحرب الأوكرانية.