لجريدة عمان:
2025-01-31@14:54:37 GMT

أرض المعجزات

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

قبل خمسة وسبعين عامًا وفي عام 1948م تحديدا، احتل العدو الغاشم الأراضي الفلسطينية فذبح وهجّر أهلها منها مما غير المنطقة العربية بالكامل من حيث البنية السياسية والثقافية والاجتماعية حتى اليوم. في الآن ذاته، قدم الفلسطينيون منذ تلك الفترة المشؤومة والتي تعرف بالنكبة الأولى حتى اليوم دروسا للعالم بأجمعه -ولا يزال يفعل- في مشهد يبث القشعريرة في المحب والشانئ لهذا الشعب العظيم.

فكيف استطاع شعب الصمود أمام محتل يمارس ضده التطهير العرقي بفجاجة، ويمارس ضده كل أشكال الطغيان والوحشية المقيتة، بمباركة الدول العظمى وبتغييب كامل للوعي العام في أوروبا وأمريكا وكثير من دول العالم الأخرى. وكيف لغازٍ يكرر أسطوانته المشروخة بالحق في الأرض ولديه كل مقومات الانتصار والبقاء ولا يهدأ له بال ولا مضجع رغم العتاد العسكري والتكنولوجي الكبير الذي يملكه، ولا يستطيع الاستقرار رغم ذلك كله؟

لنعد قليلا إلى الوراء، فقبل أن نتحدث عما تمثله فلسطين اليوم وما يمثله أبطالها، يجب الحديث عن مبادئ في القضية الفلسطينية رُسّخت على مدى أجيال وأثبتت الدور الفعال للبروباغاندا -الدعاية- الإعلامية وما تفعله في تغيير عقلية الشعوب بل وتشكيلها حتى!. وقع العرب ضحية لهذه الدعاية لسنوات طويلة، ولنكون أكثر صدقا مع أنفسنا فقد وقعنا وآباؤنا من قبل في المصيدة التي أرادها العدو لنا، والتي تتمثل في كون الوطن لأصحاب الدين الواحد، قبل أن يتسع هذا المفهوم ويتشظى ليصبح الوطن مخصوصا لأصحاب المذهب الواحد مقابل المذاهب الأخرى، وهو ما تجلت آثاره في بلدان مجاورة لا تزال تحت وطأة هذا التغييب المتعمد للحقائق فصارت الحرب الطائفية والمذهبية الداخلية هي ما تقوض هذه البلدان من الداخل وليس العدو الخارجي. إذا عدنا للوراء قليلا، فسنجد بأن العرب والبلدان العربية ضمت ديانات كثيرة ومذاهب كثيرة جدا، وتعايش أصحاب الديانات والمذاهب المختلفة في وئام وتلاحم؛ فالوطن يجمع الناس ويفكك الاختلاف دائما، فالوطن هو الهوية العامة والدين هوية خاصة لكل إنسان بذاته.

أدت الدعاية الصهيونية دورا فعالا في عدة جبهات لا تزال آثارها باقية حتى اللحظة، ففي بدايات القرن التاسع عشر بدأت النظرة إلى المواطنين من الديانات الأخرى تحمل شيئا من الريبة والتوجس، فقد كان المسلم واليهودي والمسيحي وأصحاب ديانات أخرى كثيرة يعيشون في ذلك البلد العتيق المعروف بفلسطين في لحمة ووئام. وفور الشروع في تطبيق المخططات الصهيونية، بدأت النزاعات والفُرقة تظهر وتتسع الفجوة بين المواطنين حيث ينظر كل واحد إلى الآخر بعين الريبة والشك. وهو ما كانت تصبو إليه الحركة الصهيونية، فلم يعد الفلسطيني هو المولود في فلسطين والساكن فيها بغض النظر عن ديانته؛ بل صار الذي يعتنق دينا معينا -الإسلام غالبا نتيجة اضطهاد معتنقيه- مقابل اليهودي والمسيحي من نفس الوطن.

يتذكر أجدادنا أناسا عاشوا بينهم بطريقة عادية وكأي مواطن آخر، وكان هؤلاء الناس يعتنقون أديانا أخرى، ولكن آثار النكبة غيرت ديموغرافية الدول العربية فهاجر المختلفون نجاة بحياتهم نتيجة عدم التفرقة بين اليهودي والصهيوني والمسيحي والصليبي والمسلم والإرهابي؛ وهي مصطلحات تكرر استعمالها حتى غدت في عقول الشعوب كالمسلّمات التي لا تقبل المراجعة. فيمكن للمسيحي والمسلم أن يكونا من الصهاينة، ويمكن لليهودي أن يكون مواطنا عربيا عاديا ومعاديا للصهيونية في الآن ذاته. ويمكن أن يكون الإرهابي شخصا لا يؤمن بأي دين البتة، فما يحدد الإنسان الصالح من الطالح إنسانيته الحقيقية وإيمانه الصادق بمبادئه؛ لا شعاراته الدينية التي يلبسها ويخلعها متى ما يشاء وفقا للظروف والمواقف والفرص.

مثلت المواجهة الأخيرة للمقاومة الفلسطينية مثالا حيا لما يفعله الإيمان العميق والصادق والوفاء للأرض والمقدسات مقابل الوحشية الهمجية للمحتل، كما أنها علمتنا أن حب الوطن والإيمان بالذات والهدف النبيل يصنع المعجزات؛ فكيف لشعب مخنوق أسير في مساحة صغيرة وأعداد مكتظة في السجن الكبير المسمى غزة بأن يستبسل ويقاوم المحتل ويصنع التكنولوجيا الخاصة به في ظروف تجعل من المستحيل على الإنسان العادي أن يفعل فيها كل هذا!، بل كيف تتفوق الضحية المنبوذة من الجميع والتي لا تملك قوت يومها فضلا عن الكماليات بأن تتفوق على جلادها المزود بأحدث الاختراعات والتكنولوجيا؟. الإيمان يفعل المستحيل، وغدا تشرق الشمس الساطعة للحرية فتجلو غمامة البؤس وتحرق العدو المحتل وتعود الحقوق لأهلها والوطن لأهله ويتلظى المحتل في شقائه وما جنته يداه بحق الأبرياء فـ «إِنَّ مَوعِدَهُمُ الصُّبحُ أَلَیسَ الصُّبحُ بِقَرِیب».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مدبولي: وظائف تقليدية كثيرة ستختفي مستقبلًا.. والذكاء الاصطناعي كان بلا أب بالدولة

كتب - أحمد جمعة:

تحدث الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن أهمية لجنة الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال، ضمن اللجان الاستشارية المُتخصصة التي كان قد أصدر قرارًا بتشكيلها الأسبوع الماضي؛ لتعزيز التواصل بين الحكومة والقطاع الخاص في المجالات المختلفة.

وقال مدبولي خلال اجتماعه مع أعضاء اللجان الاستشارية المُتخصصة، إن كل العالم الآن يتحدث عن هذا القطاع، ولذلك حرصنا بأن يكون في اللجنة عدد كبير جداً من الشباب، وكنت حريصاً أن يكون باللجنة كل الشباب المصري المشرف الذي حقق نجاحات في مصر وخارجها، ومعنا في هذا القطاع المستشار الخاص برئيس الوزراء لهذا القطاع، عمرو العبد، وهو جزء منكم ومعكم في هذا القطاع.

وتابع: هذا القطاع يراه العالم بأنه المستقبل القريب، وأن هناك وظائف تقليدية كثيرة ستختفي ويحل محلها هذا القطاع المهم جداً، واليوم وخلال الفترة الماضية حجم الاقتصاد الرقمي في مصر بالأسعار الجارية تجاوز 267 مليار جنيه، ونسب نموه جيدة ولكن لدينا القدرة والرؤية بأن ينمو بصورة كبيرة جداً خلال الفترة القادمة.

وقال رئيس الوزراء: اليوم بعض من الجهات الدولية المتخصصة تتحدث عن مصر، وتقول إنه في كل قطاع من هذه القطاعات لدينا مساحة هائلة للنمو، على سبيل المثال في قطاع الذكاء الاصطناعي نستطيع أن نصل فيه بحلول 2030 إلى أكثر من 3.9 مليار دولار، وخلال لقاءات سابقة مع عدد منكم كان الحديث دائماً يدور حول أن هذا القطاع لديه الفرصة الحقيقية للنمو وخلق فرص عمل، وعمل طفرات كبيرة جداً في الصادرات والعائدات الدولارية.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، قائلاً: كل هذا شيء مهم جداً لهذا القطاع، على الرغم من التحديات التي أعلمها حول هذا القطاع، وأنه ليس له أب واضح في الدولة، ودمه متفرق بين أكثر من جهة، وبناءً عليه بدأنا في عمل مجموعة متخصصة في الحكومة تبدأ العمل معكم، وبالتالي هذه النقلة ستمثل إضافة كبيرة جداً.

لمزيد من التفاصيل:

صادرات وسياحة وعقارات.. ماذا قال مدبولي في لقائه مع أعضاء اللجان الاستشارية؟

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مصطفى مدبولي مجلس الوزراء الذكاء الاصطناعي القطاع الخاص

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: مفتي الجمهورية من معرض الكتاب: التعامل مع الفتوى الرقمية أصبح ضرورة الأخبار المتعلقة حزمة الحماية الاجتماعية.. متحدث الحكومة: نواصل دراستها والإعلان قريبًا أخبار مدبولي يلتقي رئيس شركة "كونسنتركس" العالمية: صناعة التعهيد من القطاعات أخبار مدبولي يجيب: السياحة بتحقق 15.5 مليار دولار سنويا.. بيروحوا فين؟ أخبار مدبولي: المواطن البسيط يهتم باستيفاء احتياجات أسرته لا معدل النمو والتضخم أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

مدبولي: وظائف تقليدية كثيرة ستختفي مستقبلًا.. والذكاء الاصطناعي كان "بلا أب" بالدولة

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك ظهرت الآن.. نتائج الصفين الأول والثاني الإعدادي إلكترونيًا بالجيزة (رابط رسمي) 21

القاهرة - مصر

21 13 الرطوبة: 33% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • إعلام العدو يكشف عن تعيين رئيساً جديداً لأركان القوات الصهيونية
  • خالد الجندي: المعجزات للأنبياء .. والكرامات للأولياء
  •  خالد الجندي: المعجزات للأنبياء والكرامات للأولياء
  • خالد الجندي: المعجزات للأنبياء والكرامات للأولياء
  • لبنانيون يرابطون وسط الدمار الهائل في الجنوب حتى رحيل المحتل
  • جمال شقرة: الدولة المصرية تواجه تحديات كثيرة بسبب الأوضاع الإقليمية.. فيديو
  • جمال شقرة: مصر تواجه تحديات كثيرة بسبب الأوضاع الإقليمية
  • ١٣٨٥ جريمة وانتهاكا ارتكبها المحتل بالمحافظات الجنوبية في ٢٠٢٤
  • عبدالسلام: سيبقى اليمن إلى جانب الحق الفلسطيني حتى التحرير الشامل
  • مدبولي: وظائف تقليدية كثيرة ستختفي مستقبلًا.. والذكاء الاصطناعي كان بلا أب بالدولة