"جيل جديد من المقاتلين".. هل يشهد الشرق الأوسط حربا جديدة توقفها مصر وإيران؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
علق الخبير الاستراتيجي المصري سعد الزنط على الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية المصري والإيراني، على خلفية اشتعال الأحداث في غزة.
إقرأ المزيدوأكد الزنط في تصريحات لـRT أن اللحظة الحُبلي بجسيم الأحداث تحتم التواصل الإيجابي والسريع والمنضبط للفهم العميق للأحداث واستشراف المستقبل وقراءة السيناريوهات المحتملة لتجنيب المنطقة الأثر الكارثي المتوقع.
وأوضح أن أمن المنطقة على المحك خاصة وأن هناك حربا مشتعلة في أقصى الشرق وليست ببعيدة مطلقا عن منطقة الشرق الأوسط، من هنا فاتصال وزير خارجية إيران ووزراء آخرين بل ورؤساء دول بمصر أمر ليس بمستغرب ولا يجب التوقف بسوء نية عنده.
وتابع الخبير المصري: "إيران بلد تربطه علاقات متشعبة وقديمة بكل دول الشرق الأوسط وهناك في الغرب من يتهمها بكونها موقدا ما يحدث وكأن الجميع لا يرى ولا يسمع عن انتهاكات إسرائيل اليومية لجغرافيا وتاريخ وإنسان فلسطين".
ونوه الزنط بأن مصر دولة عظيمة ومؤثرة وعليها مسؤولية قومية تجاه أمتها ودينية تجاه كل مسلمي العالم وإقليمية تجاه كل دول المنطقة، ولها مطلق الحرية في قرارها السياسي بتأييد من ترى أن العلاقة معه تحقق مصلحة شعبها وترفض التعامل مع كل متواطئ.
وأشار إلى أن مصر تؤمن بأن العالم يتجه بقوة نحو التغيير الكبير، والاقتصاد والأمن الكوني ولذا فهي تعيد هندسة علاقاتها ودوائر الأمن القومي وعلى سبيل المثال فإنها قد أعادت مرة أخرى الدفء والزخم تجاه دائرة الشرق وفي بؤرتها روسيا، قائلا: "أعتقد أن ما يحدث الآن في الأرض المحتلة إنما يعكس ظهور جيل جديد من المقاتلين ينذر باحتمالية التغيير الكاسح للثوابت الواهية التي حاول الغرب تثبيتها ودعمها من أجل إسرائيل الغاضبة".
من جانبه، قال المختص بالشأن الإيراني فكري سليم إنه الاتصال بين شكري وعبد اللهيان يأتي في وقت اندلعت فيه حرب إن اتسع نطاقها فسوف تطال المنطقة كلها بما فيها دول عربية وإيران، خاصة إن تدخلت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للحفاظ على مناطق نفوذهما في الإقليم.
وأشار إلى أن اتصال الوزير الإيراني مهم ويعبر عن تحول مهم في سياسة إيران الخارجية تجاه مصر ويوحي بأن إيران جادة في التعاون مع مصر في محاولة نزع فتيل حرب إن اتسعت فسيكون أول الخاسرين فيها هو الشعب الفلسطيني خاصة في ظل رغبة إسرائيل في تهجير أهل غزة لتمييع قضيتهم وتضييعها، وإن صدقت النوايا الإيرانية فسوف تكون إيران قد استهلت تعاونها مع مصر في هذا الاتجاه المؤثر في استقرار المنطقة وأمن شعوبها، وكنا قد أشرنا إلى هذا النوع من التعاون المفترض، أثناء حديثنا لإحدى الفضائيات العربية من حوالي أسبوعين.
وفي هذا السياق يجب التوقف عند النقطة الأخيرة في حديث الوزير سامح شكري التي تتعلق بالتحذير من اتساع رقعة الحرب، حيث إن فيها إشارة إلى ضرورة إلزام حزب الله- وهو الذي يأتمر بأمر إيران- بعدم إطلاق صواريخه تجاه إسرائيل. وإن نجحت إيران في هذا الأمر فسوف تتجنب طهران و معها أذرعها والميليشات التابعة لها في الدول العربية من الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة، مما سينعكس إيجابياً على استقرار الأمن في المنطقة وقد يمهد لتطبيع العلاقات بين مصر وإيران على أصعدة أخرى، مما سيدعم موقف إيران عربياً وإقليمياً وعالميا.
المصدر: RT
القاهرة - ناصر حاتم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google
إقرأ أيضاً:
هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ نشطاء من إسرائيل وفلسطين يعتقدون ذلك
هل لا زال الحديث عن سلام دائم في الشرق الأوسط أمرا ممكنا؟ في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، ورغم الحرب المدمرة الأخيرة، يواصل نشطاء من الجانبين جهودهم لإبقاء الأمل حيًا.
تلاشت فرص السلام الطويل الأمد بين إسرائيل وفلسطين حتى قبل أن تشن حماس هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أسفر عن حرب دموية أودت بحياة أكثر من 40,000 شخص في قطاع غزة وحده.
ومنذ أن سيطرت الحركة على القطاع عام 2007، ترسخت أيديولوجيتها المتشددة، فيما اتجهت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أكثر فأكثر نحو اليمين المتطرف. وفي الوقت ذاته، ازدادت وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بنسبة 200% منذ عام 2000، رغم عدم شرعيته من منظور القانون الدولي.
وسط هذا التصعيد، كشف استطلاع للرأي بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر أن نحو ثلاثة أرباع الإسرائيليين يعتقدون أن السلام مع الفلسطينيين مستحيل، بينما يقترب هذا الرقم من 80% في الضفة الغربية.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة مثيرة للجدل تقترح سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وترحيل سكانها، فيما تواصل إسرائيل التلويح بأن أبواب "الجحيم" ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن الـ73 المتبقين بحلول 15 شباط/فبراير، مما يجعل فرص تحقيق السلام أكثر ضآلة من أي وقت مضى.
رغم هذه التحديات، يواصل العديد من النشطاء في إسرائيل وفلسطين نضالهم من أجل السلام، متجاوزين الانتقادات وما يخسرونه على المستوى الشخصي.
في هذا السياق، فإن معاز إينون، الذي نشأ في كيبوتسات قريبة من غزة، أدرك أهمية السلام فقط بعد أن جال حول العالم. في عام 2005، وأسس من مدينة الناصرة ما يسمى "بيوت إبراهيم" وهي مجموعة التي تدير أماكن إقامة يختلط فيها الفلسطيني مع الإسرائيلي وتنظم رحلات سياحية في مدن الدولة العبرية والأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم مقتل والديه في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، يرفض إينون السعي للانتقام، مؤكدًا أن "دوامة العنف لم تبدأ في ذلك اليوم، بل منذ قرن".
على الجانب الآخر، غيَّر عزيز أبو صالح نظرته بعد لقاء مدنيين إسرائيليين لأول مرة في دروس اللغة العبرية، رغم فقدانه شقيقه في السجون الإسرائيلية. لاحقًا، أسس شركة "مجدي" السياحية لتعزيز التفاهم بين الجانبين، لكنه يعترف بأن السلام يواجه اختبارًا صعبًا بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر.
يقبع حاليا 9600 فلسطي في السجون الإسرائيلية، ويوجد قرابة 5000 منهم رهن الحبس الإداري أي دون محاكة أو توجيه تهمة لهم.
أما إيزتر كوراني، فتقول ليورونيوز إنها حين انتقلت إلى إسرائيل قبل 12 عامًا، لم تكن لديها معلومات عن المكان. لكنها قررت الاستقرار هناك بعد أن تعرفت أكثر على البلد. وتضيف: لقد قررت البقاء،وانا أريد أجعل هذا المكان أكثر مساواة للجميع." انضمت إيزتر إلى حركة "مقاتلون من أجل السلام"، حيث التقت رنا سلمان وهي فلسطينية من بيت لحم، وأصبحت الاثنتان مديرتين مشاركتين للحركة التي رُشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2018.
Relatedأمريكيون يتظاهرون ضد ترامب في بروكسل عشية اجتماع حلف الناتو في العاصمة البلجيكيةوزير الدفاع الأمريكي: محادثات ترامب للسلام لا تشكل "خيانة" لأوكرانيافي الأيام الأولى للحرب، عقدت حركة "مقاتلون من أجل السلام" اجتماعًا عبر تقنية الفيديو وسط أجواء متوترة مليئة بالأسئلة الصعبة. تؤكد كوراني أن مجرد الاستماع كان تحديًا، فيما ترى سلمان أن من واجبهما الاستمرار رغم الانتقادات، فتقول أنا أدرك أننا أقلية ولا زال أمامنا الكثير الذي يجب علينا القيام به لكننا "لا نملك ترف فقدان الأمل"
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شح المساعدات يدفع سكان غزة للركض وراء شاحنات الإغاثة علّهم يظفرون ببعض الغذاء والدواء هل تنتهك خطة دونالد ترامب بشأن غزة القانون الدولي؟ ترامب يجدد خطته لتهجير سكان غزة.. والعاهل الأردني يترقب موقف القادة العرب قطاع غزةإسرائيلالضفة الغربيةفلسطين