طوفان الأقصى يوحّد الماليزيين.. جلسة برلمانية خاصة وحملات لدعم فلسطين
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
كوالالمبور- بمجرد اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، تداعت منظمات شبابية ماليزية إلى نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب المقاومة في غزة، وذلك في إطار ما تطلق عليه هذه المنظمات "تحالف ماليزيون حُماة الأقصى".
ودشنت عشرات المنظمات الشبابية حملة عبر وسائل التواصل تحت وسم "إسرائيل جبانة". وتوقع نشطاء مشاركة أكثر من مليون مغرد في هذه الحملة، وهم يستذكرون استهداف "قراصنة" ماليزيون لمواقع إلكترونية إسرائيلية وتعطيلها.
وتتابع البيانات المطالبة بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وتقرير مصيره، ففي بيان مطوّل باركت منظمة "مواطنون عالميون" ما وصفتها بـ"عملية مقاومة بطولية ردا على الاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى، وعربدة المستوطنين، والتنكيل المنظم بالمدنيين الفلسطينيين بكل الوسائل". وساق البيان "شهادات دولية على حجم خروقات حقوق الإنسان على أيدي سلطات النظام العنصري الإسرائيلي"، بحسب وصفه.
وفي هذا السياق، انتقد رئيس "مواطنون عالميون" محيي الدين عبد القادر، الحكومات المنحازة لإسرائيل بشدة، "لتغافلها عن مبادئ حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالإنسان الفلسطيني".
بدوره، دعا رئيس مجلس تنسيق المؤسسات الإسلامية الماليزية عزمي عبد الحميد، إلى مقاطعة شاملة لإسرائيل لإجبارها على فتح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، لا سيما الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل. وقال إن التدمير الشامل الذي تقوم به إسرائيل للأحياء السكنية في غزة، يجب أن يصنّف "جريمة حرب يعاقب عليها قادة النظام العنصري في إسرائيل"، بحسب تعبيره.
موقف رسمي
وحرص رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم أن يظهر معتمرا الكوفية الفلسطينية في عدة أنشطة ميدانية، وانتقد على منصة "إكس" انحياز المجتمع الدولي للاحتلال الإسرائيلي، وتجاهُل خروقاته المستمرة لحقوق الإنسان ومصادرة أراضي الفلسطينيين، وأكد على ثبات الموقف الماليزي برفض الاحتلال ومناصرة الشعب الفلسطيني.
وشددت وزارة الخارجية الماليزية، في بيان لها، على الحاجة إلى معالجة جذور الصراع في فلسطين، والذي قالت إنه يتمثل في الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية، وتدنيس المقدسات لا سيما المسجد الأقصى، والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
وفي بيان لإدارة الشؤون الدينية في مكتب رئيس الوزراء، وصف وزير الشؤون الدينية محمد نعيم القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بأنه "عمل همجي متطرف وغير مسؤول". ودعا جميع العالم إلى إدانة الاحتلال وكل تصرفاته غير الإنسانية، كما وجه خطباء المساجد لتسليط الضوء على التضامن مع مسلمي فلسطين، وإقامة صلاة الحاجة في مختلف المساجد للدعاء بالنصر للشعب الفلسطيني ورفع الظلم والعوان عنه.
في الإطار ذاته، تجاهل أعضاء البرلمان الماليزي خلافاتهم السياسية الحادة، وخصص البرلمان اليوم الأول لدورته الجديدة لمناقشة تطورات الوضع في فلسطين.
وقال رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الماليزي سيد إبراهيم سيد نوح، إن أحزاب الحكومة والمعارضة مجمعة على دعم مقاومة الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير. وأضاف في تصريحات للجزيرة نت "قد نكون مختلفين على كل شيء، لكننا موحّدون من أجل فلسطين والمسجد الأقصى".
وفي كلمته أمام البرلمان، دعا نائب رئيس الوزراء زاهد حميدي إلى التحرك على المستوى الدولي لتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير. وتبنى حميدي الموقف التقليدي الماليزي بقوله "للفلسطينيين حق مطلق بالاستقلال والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
بدوره، طالب نائب رئيس الحزب الإسلامي توان إبراهيم توان مان، الحكومة الماليزية بالتحرك دوليا لإرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من "مذابح يبيتها الصهاينة بحقه"، مضيفا للجزيرة نت أن البداية يجب أن تكون باتخاذ الدول الإسلامية موقف صارم تجاه "جرائم إسرائيل التي تعدت كل الخطوط الحمراء".
أما ممثل الحزب الإسلامي في البرلمان محمد زواوي بن صالح، فشدد على توحّد الماليزيين على اختلاف أطيافهم لنصرة الشعب الفلسطيني، ووصف وجود إسرائيل بـ "غير شرعي"، واعتبر مقاومة الاحتلال الإسرائيلي واجبا شرعيا على المسلمين في كل مكان، ويتعين في حالة الحرب.
ودعا عضو البرلمان عن حزب العمل الديمقراطي هوارد لي هاو -صيني الأصل- الحكومة إلى الإسراع في إرسال مساعدات إنسانية. وقال للجزيرة نت إن الحكومة بدأت اتصالات واسعة لحشد الموقف الدولي ضد العدوان الإسرائيلي المستمر، وإنه رصد أكثر من 3 حوادث اعتداءات إسرائيلية يوميا ضد الفلسطينيين على مدى سنتين.
وقال إن "طوفان الأقصى" جاء ردا على هذه الاعتداءات، منتقدا ما يصفه البعض عنفا من الطرفين بالقول "نحن أمام حالة احتلال عنيف ومستمر ضد شعب أعزل يخضع للاحتلال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
بيان مجموعة السبع لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
(CNN)-- أصدر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، الجمعة، بيانا لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويشير بدلا من ذلك إلى ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني.
وكانت البيانات المشتركة الصادرة عن مجموعة السبع خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن تؤكد الالتزام بحل الدولتين. ومع ذلك، لم تُعرب إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دوناد ترامب عن دعمها لقيام "دولة فلسطينية". وقد أعرب الرئيس دونالد ترامب مرارا وتكرارا عن رغبته في "السيطرة" على غزة وتهجير سكانها - وهي فكرة رفضها الحلفاء الإقليميون، وفي حالة تطبيقها، قد تمثل جريمة حرب.
وكانت هناك شكوك حول إمكانية توصل وزراء خارجية مجموعة السبع إلى توافق في الآراء بشأن البيان المشترك خلال اجتماعهم في كيبيك.
وأكد بيان مجموعة السبع، الجمعة "على ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني، يتحقق من خلال حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني يلبي الاحتياجات والتطلعات المشروعة لكلا الشعبين، ويعزز السلام الشامل والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط".
وأعرب وزراء خارجية المجموعة في البيان عن "قلقهم البالغ إزاء تصاعد التوترات والأعمال العدائية المتزايدة في الضفة الغربية، ودعوا إلى التهدئة".
وأكد البيان "دعم استئناف وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، ووقف إطلاق النار الدائم".
وجاء ذلك بعدما أوقفت الحكومة الإسرائيلية وصول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة.