بوابة الوفد:
2024-12-18@12:04:03 GMT

الدولة الفلسطينية هى الحل

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

الحرب موجعة ومُحزنة بمشاهدها الدامية، ومآسيها القاسية، وخسائرها البشرية والمادية، ولا توجد دولة عاقلة وراشدة فى العالم تُفضل طريق الحرب على السلام إلا لو كانت مجبرة، بمعنى أنه لا توجد أمامها أى خيارات أخرى.

وهذا ما عنته مصر رسميا من بيانها الواضح الحكيم الذى أصدرته فور اندلاع الحرب حين دعت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إلى عدم التصعيد، وعدم تعريض حياة المدنيين إلى المزيد من المخاطر.

كما طالب المجتمع الدولى بحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولى الإنسانى فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.

فما حدث من هجوم شامل ومفاجئ على كافة الأراضى الإسرائيلية جاء بعد مماطلات متكررة من الجانب الإسرائيلى لاستئناف عملية السلام، وفى ظل عدوان مستمر وانتهاكات دائمة من حكومة نتنياهو المتطرفة والتى استلبت الحكم بخطاب غوغائى متعصب، ومارست العنف المتواصل، وكررت الاستفزازات الكريهة ضد مشاعر الفلسطينيين تحت لافتة فرض الأمر الواقع بالقوة فى ظل صمت تام من المجتمع الدولى.

وأهم ما تنبهنا إليه الحرب هو أن استمرارها يمثل خسارة لكافة الأطراف، وهو ما يفتح الباب لضرورة استئناف مفاوضات السلام كإطار عام للتسوية. ولاشك أن أى طرح للسلام لا يُمكن أن يُقبل دون تأكيد حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا المطلب هو ما سبق ولعبت مصر دورا محوريا لدعمه وترسيخه، منذ معاهدة السلام المصرية سنة 1979، مرورا باتفاق أوسلو سنة 1992، وما بعده من محاولات ومفاوضات.

ولم يكن غريبا على بلادنا التى طالما كانت حائط صد رئيسيا للأمة العربية أمام أطماع دولة إسرائيل منذ نشأتها سنة 1948 أن تكون هى الطرف الحاضن لتسوية أى خلافات تنشأ بين الفصائل الفلسطينية، وأن تكون بمثابة مركز التماسك والتوحد الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال.

إن قدر مصر، وموقعها الجغرافي، ومكانتها التاريخية جميعهم يؤهلونها لتصبح صاحبة الدور الأهم فى استئناف أى مفاوضات جادة وحقيقية للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وهو ما تدركه كافة دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

ولاشك أن الظروف الاقتصادية الصعبة، والتحديات التنموية، والتأثيرات الإجتماعية القاسية التى تواجهها مصر منذ جائحة كورونا وما تبعها من حرب عاصفة فى الشمال، لا تعنى أبدا انحسار دورها السياسى الإقليمى كما تصور البعض، وهذا ما ظهر جليا فى الحرب الأخيرة.

إن كل محب للعدالة فى العالم بات يدرك الآن أن الحقوق لا تمنح مجانا، وإنما تنتزع بسعى ونضال وكفاح أصحابها، وهذا هو الدرس الأهم فى الصراع العربى الإسرائيلى. كما أنه ينبغى على دولة إسرائيل أن تدرك أن اغتصاب الحقوق رهانا على الزمن لا يربح لأن الأجيال تورث بعضها البعض مبادئها وطموحاتها وأحلامها. 

وما حدث وما يحدث وما هو متوقع أن يكون فيما نشهده فى فلسطين، يؤكد بجلاء ماسبق أن كتبته هنا فى المكان ذاته احتفاءً بذكرى نصر أكتوبر المجيد، بأنه مهما كانت الصعاب شديدة، ومهما كانت التحديات عظيمة، والمخاطر فإن المؤمنين بحقوقهم قادرون على تحقيق الآمال. 

وسلامٌ على الأمة المصرية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحرب موجعة الفصائل الفلسطينية حياة المدنيين

إقرأ أيضاً:

الراعي في أمسية ميلادك نوّر بلدنا: سيكون ميلاد السلام بعد الحرب

نظَّمَ مكتبا "راعويَّة الشبيبة" و"راعويَّة الأشخاص ذوي إعاقة" في الدائرة البطريركيَّة المارونيَّة مبادرةً ميلاديَّة، تحت عنوان: "ميلادَك نور بلادنا"، أحيتها جوقة "إسبيرانزا" Esperanza بقيادة فادي هاشم بالاشتراك مع مؤسَّسة "سيزوبيل" SESOBEL، برعاية وحضور غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، يرافقه كلّ من النائب البطريركيّ العام المطران حنّا علوان، النائب البطريركيّ العام السابق المطران بولس صيّاح، مرشد مكتب راعوية الشبيبة البطريركيّ الأب جورج يَرَق، مرشد مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة الأب ميلاد سقيّم، ومكرّسين ومكرّسات، ومسؤولي الجماعات والحركات الرسوليّة والكشفيّة الكنسيّة والجمعيات الإنسانيّة ذات الصلة والشخصيات الوطنية والسياسية والأمنية والإعلامية والاجتماعية والشبيبة والعائلات بخاصة تلك التي عانت من الحرب.
 

استُهلت الأمسية الميلادية  باستقبال سيّد الصرح بالابتهاج والفرح على وقع الأناشيد مع موسيقى الكشاف الماروني. ورافق النشيد الوطني اللبناني دخول العلم اللبناني محمولاً من الشبيبة في موكب تقدمةٍ إلى مذبح كنيسة الصرح الخارجية علامةً على تسليم وطننا الحبيب الذي عانى ولا يزال يعاني من مخاض الصراعات كي تكون ولادة يسوع ولادة جديدة له.
 

ومن ثمَّ، كانت كلمةُ ترحيبٍ وإطلاقٍ للأمسية مع أمين عام مكتب راعويَّة الشبيبة البطريركيّ، السيّد كارلوس معوَّض. وقد تضمَّنت الأمسية تأملاتٍ روحيَّة ميلاديَّة مع الشبيبة، ترافقَت مع لغة الإشارة. كما وأحيَت مرنمات جوقة "إسبيرانزا" داليا فريفر، ريتا مارديني وأمال شعيا، بأصواتهن العذبة السماويَّة هذه الأمسية.


وكان لشبيبة بيت العناية الإلهيّة مشاركة أيضًا برقصاتٍ تعبيريَّةٍ تسبيحيَّة زرعَت في قلوب الحاضرين بسمةً ورجاء. وشاركت جوقة أطفال وشبيبة مؤسَّسة "سيزوبيل" في احتفاليةٍ ميلاديَّةٍ ختاميَّة. بعدها، كانت كلمةٌ للآنسة داليا فريفر، منسقة مكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة البطريركيّ، شكرت فيها غبطة البطريرك على "محبّته الأبويَّة الكبيرة وبركته الدائمة التي احتضن بها المكتب منذ إنطلاقته، أيّ منذ ما يقارب السنة، فهو علامةٌ فارقةٌ في الكنيسة لأنه يُعنى براعويّة الأشخاص ذوي إعاقة ويحمل صوتهم وقضيتهم لكلّ مكان كي يكون لهم مكانتهم وحضورهم الفاعل حيثما حلّوا".


وشكرت الرَّبّ على "وزناته الكبيرة التي يمنحنا إياها لنمجِّده بها". وشكرت مكتب راعويّة الشبيبة "على هذه الشراكة وهذا التعاون المميّز في التنظيم الذي أثمر بعد الجهد المشترك ثمار بركةٍ وفرح".


وشدَّدت على "أهمية تعاون مكاتب الدائرة البطريركيّة المارونيّة في حمل كلّ رسالةٍ إنسانيَّةٍ بمختلف أبعادها". متمنية أن يحمل ميلاد الرَّبّ يسوع هذه السنة بشكلٍ خاص السلام لقلوبنا ولبناننا".
 

وبعد تسليم هدايا لأطفال وشبيبة مؤسَّسة سيزوبيل عربون محبّةٍ وشكر على مشاركتهم المميَّزة في هذه الأمسية، كانت لهم ترنيمة ختاميَّة مع داليا.



ومن ثمَّ، كانت كلمةٌ لغبطة البطريرك الراعي عبَّر فيها عن فرحه العميق بهذه الأمسية، قائلاً: "أنا أعتقد أنَّ ما من أحدٍ تجرّأ على النظر إلى ساعته.. لروعة هذه الأمسية التي لا نريدها أن تنتهي. أنا شخصيًّا لم أنظر إلى ساعتي، وكذلك الأمر بالنسبة لكم. بالحقيقة ما سمعناه من داليا فريفر وريتا مارديني كان يمجِّد الخالق وقد رفعنا إلى فوق.. لذلك نسينا أنَّنا على الأرض، ولم نفكِّر في النظر إلى ساعاتنا. أودّ أن أقول لداليا، مبروك مرور سنةٍ على حياة مكتب راعويّة الأشخاص ذوي الإعاقة. لكنَّنا نعترف لكِ أنَّنا لم نحلم يومًا بأن تَصِلي بهذا المكتب إلى ما وصلتي إليه. بالحقيقة هذا إعتراف، لأنَّ ما قمتِ به وتقومين به وستقومين به أمرٌ كبير. والليلة، رأينا إلى جانبكِ ريتا مارديني، هذا الصوت الرائع. أنتما صوتان رائعان... شكرًا لكِ لأنَّكِ ستُعرّفيننا على كلّ الأشخاص ذوي إعاقة. لكنَّكِ تُظهرينَ لنا أن الإعاقة.. وأظنّ أنَّنا يجب أن نجد تعبيرًا مختلفًا غير إعاقة لأنَّكم بمواهبكم، داليا وريتا وأطفال وشبيبة سيزوبيل خالينَ من أيّ إعاقة. نريد أن نطلق عليكم اسم "جرح من جروحات المسيح" و"تكملة لآلام المسيح". لا يجب أن نطلق عليكم اسم ذوي إعاقة. لأنَّكم أظهرتم لنا المقدرة العظيمة التي تمتلكونها. على سبيل المثال، كيف تستطع داليا وريتا حفظ وتذكّر كل هذه الترانيم من دون أيّ ورقة أو كتاب أو أي شيءٍ آخر... أين حفظنَ كلّ هذه الكلمات؟ في ذاكرتهنّ؟! في قلبهنَّ؟! وبالتالي، كيف يمكننا القول بأنهم أصحاب إعاقة؟! ربّما نحن المعوَّقين.. لأنَّنا لا نملك قدراتهم، ولا نستطيع أن نحفظ مثلهم.. لذلك، أرى أنَّه يجب أن نطلق على أنفسنا أصحاب إعاقة وهم سليمين. أودّ أن أشكركم باسم كلّ الحضور، لأنَّكم هيّأتُم هذا الميلاد ليكون أجمل ميلاد في حياتنا. لأنَّكم رنَّمتم من كلّ قلبكم... أنتما وجوقة سيزوبيل.. غنَّيتم وصلَّيتم. سمحتُم لنا بأن نعيش أجمل ميلاد، أجمل تهيئة للميلاد. شكرًا لكم، لأنَّكم سمحتم لنا بعيش الميلاد الذي تشير كلّ الأمور إلى أنَّه سيكون ميلادًا مختلفًا عمّا مضى. سيكون ميلاد السلام بعد الحرب. وسيكون ميلاد رئيس جمهوريَّة في 9 كانون الثاني.. بالتأكيد".
 

وأضاف: "أريد أن أقول بكلمةٍ واحدةٍ شكرًا على الـ "هللويا" التي تخرج من صميم قلبكم، وأنتم تنشدون أناشيد الميلاد ليسوع الذي صار إنسانًا، الذي أحبَّنا، الذي هو إلهُنا معنا، الذي خلق السلام، الذي ترك لنا السلام، السلام الذي أنشده الملائكة يوم ميلاده كان "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام". نحن حاملين سلام المسيح. هذا ما نستنتجه الليلة من خلال كلّ شيء رائع سمعناه منكم ومن جوقة سيزوبيل. السلام الحقيقي هو السلام الذي في قلوبكم، والسلام الذي يكون في قلوب كلّ الناس، والسلام الذي يكون في ربوع الوطن. هذه هدية الميلاد لنا. يمكننا أن نرنم المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام. نعم، يسوع بميلاده زرع السلام في الأرض، وسلَّمنا إياه كي نبني نحن بدورنا للسلام، هذا عملنا. هذا ما عشتموه داليا وريتا الليلة وهذا ما يعيشُهُ إخوتنا في سيزوبيل. هذا هو السلام الذي يحتاجه العالم. هذا هو السلام الحقيقي. لقد شبعنا حروب، وشبعنا بغض، وشبعنا ضغينة".
 

وتابع: "آن الأوان لنبني هذا السلام، سلام المسيح. نتمنّى أن نحمل معنا في هذه الليلة هذه الزوادة، وهي أن يبني كلّ واحدٍ منّا السلام في بيته وفي بيئته الصغيرة، أن يكون من جماعة المحبّة والسلام. أتمنى أن يكون هذا العيد مباركًا عليكم، عيد الميلاد والسنة الجديدة، وأن تكون سنة 2025 سنة سلامٍ حقيقي وسنة إعادة بناء الدولة اللبنانيّة، بدءًا بانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني. هذا رجاؤنا وهذا أملنا وهذا وطيد إيماننا".
 

وأثنى البطريرك الراعي على "جهود الشبيبة واندفاعهم وعطاءاتهم النوعيّة مع مكتب راعوية الشبيبة" شاكرًا لهم "مساهمتهم في إنجاح هذه الأمسية".
 

وختَمَ غبطته قائلاً: "ميلاد مجيد وسنة مباركة عليكم جميعًا.. ولد المسيح، هللويا".

 
وبعد الكلمة، تمَّ تقديم هدية تذكاريَّة لغبطته من قبل المكتبين، مكتب راعويّة الشبيبة ومكتب راعويّة الأشخاص ذوي إعاقة، عربون محبّة بنويَّة عميقة على محبَّته وثقته. كما وقَدَّمَ مكتب راعويّة الشبيبة باقات ورود للمرنمات عربون شكر وتقدير على مواهبهنّ التي يضعنها في خدمة الرَّبّ. وفي الختام، بعد التقاط الصورة التذكاريّة، تمَّ توزيع هدية تذكاريَّة للحضور المشارك عربون محبَّةٍ وتقدير من المكتبين.

 

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يناقش اليوم القضية الفلسطينية
  • دستة وربع من ملاحظات حول شعار “لا للحرب”
  • إسرائيل تتحدث عن أبرز مستجدات صفقة التبادل وهذا ما تضمنته
  • في زمن الحرب … المرأة السودانية تسعى جاهدة لصنع السلام وإنجاز العدالة والمساءلة
  • خبير مصري: ترامب سيرسي السلام في المنطقة والقاهرة أقنعت حركة الفصائل الفلسطينية بإبداء مرونة في المفاوضات
  • لجان المقاومة الفلسطينية تُشيد بالقصف اليمني للعمق الإسرائيلي
  • «مهرجان قرطاج» يحتفي بالسينما الفلسطينية
  • عاجل | نائب وزير الخارجية الروسي: نحذر إسرائيل من ضم مرتفعات الجولان وهذا أمر غير مقبول
  • الراعي في أمسية ميلادك نوّر بلدنا: سيكون ميلاد السلام بعد الحرب
  • أول دراسة تكشف تأثير الحرب على الحمض النووي لأطفال سوريا