تأتى جائزة نوبل فى مثل هذا الموعد من كل سنة، فتنقل الفائز بها من حال إلى حال، لأنها لا تزال الجائزة الأرفع فى العالم.
وقد نجحت الجائزة فى الحفاظ على مكانتها، رغم مرور أكثر من قرن من الزمان على بدء منحها، ولم تكن قيمتها المادية التى تصل إلى ما يقرب من مليون دولار هى السبب فى حفاظها على المكانة كل هذا العمر، ولكن قيمتها الأدبية كانت على الدوام تسبق القيمة المادية، وكانت ولا تزال ترفع الحائزين عليها إلى درجة عالية.
وربما تكون ظروف نشأتها قد ساعدت على شيء من هذه الهالة التى تحيط بها، فالعالم لا يزال يتذكر أن الرجل الذى تحمل اسمه هو ألفريد نوبل، الذى جمع ثروة هائلة من تجارة السلاح، وأراد فى النهاية أن يكفّر عن ذنبه فأنشأ وقفًا لا تزال الجائزة تحصل على قيمتها من عوائده فى كل سنة.
كان السويدى ألفريد نوبل اسمًا فى صناعة الديناميت، وكان يملك مصانع تقدم إنتاجها من هذا السلاح للدول المتحاربة فى العالم، ولما قرأ عن ضحايا ما يصنعه ويقدمه، قرر إنشاء هذه الجائزة التى تحمل اسمه، والتى يجرى منحها سنويًا منذ عام ١٩٠١ فى الطب، والفيزباء، والكيمياء، والأدب، والاقتصاد، والسلام.
وإذا كان الإعلان عنها يتم فى أكتوبر من كل سنة، فتوزيعها يتم فى ديسمبر فى حفل يحضره ملك السويد ومدعوون كبار من أنحاء الدنيا.
ومن الطريف أن شقيقًا لألفريد نوبل مات فى حياته، فتصورت بعض الصحف أن الذى مات هو ألفريد نفسه لا شقيقه، وانطلقت حملة من الهجوم على ألفريد الذى مات بعد أن أمات كثيرين من الضحايا فى أنحاء الكوكب!
ولم يصدق الرجل نفسه، وتابع ما كانت الصحف تنشره فى ذهول وألم، وراح يفكر فى طريقة يغير بها هذه الصورة له بين الناس، ولم يجد طريقة أفضل من إطلاق هذه الجائزة الرفيعة، ولا وجد طريقة أفضل من أن تعمل جائزته على تكريم الذين يقدمون الأفضل فى المجالات الستة للناس فى كل مكان.
ولا يزال السؤال عما إذا كان صاحب الجائزة قد غيّر صورته لدى الرأى العام؟.. ففى كل دورة جديدة من دورات الجائزة يتجدد الحديث عن نوبل الذى منح جائزة باسمه، ولكن يتجدد الحديث فى الوقت ذاته عن الديناميت الذى لا يزال له ضحاياه.. ولا يزال حال نوبل مثل حال الذى يحصل على مال من مصدر غير مشروع ثم يتصدق ببعضه على المحتاجين!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط احمر جائزة نوبل لا یزال
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: حماس حققت هدفها بغزة وإمكاناتها الإعلامية فائقة
لا تزال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تؤرق منصات الإعلام في إسرائيل، حيث كشفت مشاهد تسليم الأسرى عن التحدي الذي تبديه حماس في وجه مزاعم إسرائيل القضاء عليها.
وبينما أثار ذلك غضب أوساط كثيرة من حكومة بنيامين نتنياهو ودعوات لاستكمال المهمة، أكد مشاركون في النقاشات الإعلامية أن حركة حماس حققت هدفها الأعلى وهو البقاء.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكاديمي فرنسي: الأمل أيضا قد يقتل في غزةlist 2 of 2يديعوت أحرونوت: 4 خيارات لحكم غزة بعد انتهاء الحربend of listوفي هذا السياق، قال موشيه بوزايلوف المسؤول السابق بجهاز الشاباك "نحن بحاجة إلى أن ننظر ونفهم جيدا أن حماس تسيطر على القطاع، وكل ما قيل لنا غير ذلك كذب. نحن فقط في منتصف الطريق لإنجاز المهمة".
وأضاف أن استضافة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس الحكومة كأول زعيم بعد انتخابه يعد فرصة "لتأكيد أن السلام مستحيل بوجود حماس" مشددا على ضرورة إنهاء المهمة ولو تطلب الأمر العودة للقتال.
بدوره، أعرب الصحفي ميخائيل هاوزرتوف من "هآرتس" عن دهشته من صمود حماس رغم الضربات الإسرائيلية، مؤكدا صعوبة استيعابه لرغبة العودة إلى الحرب، خاصة مع استمرار ظهور حماس قوية بعد عام و4 أشهر.
وأشار في هذا السياق إلى أن إسرائيل في غزة نفذت جميع العمليات (العسكرية) بكامل قوتها، ومع ذلك لا تزال حماس صامدة وفي السلطة، مضيفا "لقد فعلنا الكثير، ومع ذلك لا تزال حماس قائمة".
إعلان
تسريع الصفقة
في تحليل للوضع الحالي، ذكر إيهود إيعاري (محلل الشؤون العربية في القناة 12) أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وحتى حماس لا يستبعدون تسريع صفقة تبادل الأسرى وتقصير الجدول الزمني.
وتابع موضحا "لا فائدة حقيقية من التأخير لعدة أسابيع أخرى مع هذه الخطوة، لأنه مقدر لها أن تصل إلى نهايتها الناجحة، كما يمكن أن نقول الآن".
ولفت إيعاري إلى أن حماس لا تستبعد إمكانية الحديث عن تسريع العملية، مشيرا إلى أن هذا ليس فكرتهم الأصلية.
كما أشار إلى تطور إمكانات حماس الإعلامية، قائلًا "لقد تحدثنا عن أن حماس هنا لتبقى على الأرجح، لكنني لاحظت شيئًا آخر وهو معدات التصوير التابعة لقسم الإعلام في حماس".
وفي هذا الإطار، علق المحلل السياسي شاومي إلدار على التطور التقني لحماس في الإعلام، مشيرًا إلى استخدامها كاميرات "سوني إف إكس 3" Sony FX3 بعدسات متطورة مع جهاز "رونين" (Ronin) الذي وصفه بأنه أحدث طراز متاح حاليا.
وأضاف "هذه المعدات وصلت بسهولة كبيرة. إذا كان هناك قسم إعلامي بهذه الدرجة من التطور ويعمل بهذه الكفاءة، فمن الواضح أننا فوتنا شيئًا ما".
وأكد إلدار أن حماس نجحت في تحقيق هدفها الرئيسي وهو البقاء، قائلًا "لا يزال هناك تهريب (..) لكنني سأخبرك لماذا في النهاية تعرض حماس النصر، لأن هدفها كان واحدا وهو البقاء، وقد حققوا ذلك".