بوابة الوفد:
2024-11-23@15:48:58 GMT

غزة وحرب بفائدة

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

صدمنى الكاتب الصحفى السعودى طارق الحميد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السابق بمقاله الذى كتبه فى اليوم التالى للعمليات الفلسطينية ضد إسرائيل حيث راح يكتب مقالاً بعنوان «غزة وحرب بلا فائدة». جانب من الصدمة هو قدرة الكاتب على السباحة ضد التيار على هذا النحو البيّن، وهو موقف قد يعبر عن شجاعة فى الرأى من منظور البعض، فيما قد يعبر عن بجاحة وغياب للكياسة وعدم مراعاة مشاعر الجماهير والنظرة السياسية الضيقة من منظور آخرين.

لكن الرجل لا يقدم عنوانه هكذا دون سند من المنطق، وإنما يبرر طرحه فى أن الحرب بلا فائدة، كما يرى لأنها بلا هدف استراتيجى وإنما لتحقيق مصالح خاصة بالفصائل ومن خلفهم إيران وأتباعها. كما أن عواقبها ستدمى القلوب وسيكون الضحية كالعادة الفلسطينيين بينما قيادات حماس والفصائل فى فنادق فخمة، فيما الحقيقة تقول إن تلك القيادات فى قلب المعمعة وإن الحميد الذى يكتب مقاله برؤية فصائلية ربما كان يكتب من فندق فخم فى باريس أو لندن!

الغريب أن الحميد يشير إلى أن توقيت العمليات مشبوه، لأنها تأتى فيما تجرى مفاوضات مع الولايات المتحدة لخلق فرص سلام مع إسرائيل تضمن ظروف حياة أفضل للفلسطينيين. بغض النظر عن ملاحظة أن الكاتب اختزل الهدف من المفاوضات فى مجرد حياة أفضل وليس حصول الفلسطينيين على حقوقهم السياسية كاملة، فإنه لم يسأل نفسه كم مضى على تلك المفاوضات المزعومة التى يجريها العرب جميعا بكافة دولهم بما فيها السلطة الفلسطينية ذاتها دون أن يتقدم الفلسطينيون قيد أنملة، إن لم يكن على العكس يمثل كل يوم مفاوضات خطوة على طريق مزيد من ضياع حقوقهم.

شخصياً أخشى على الفلسطينيين من العواقب التى حذر الحميد منها، وأقول الفلسطينيون دون فرز بين ضفة وغزة، أو بين حمساوى وغير حمساوى، وأتمنى من كل قلبى لو أن من أقدم على تلك العملية من القيادات فى غزة أجرى الحسابات الدقيقة لسيناريوهاتها المتوقعة على مصير ومسار القضية الفلسطينية. لكن الهاجس الذى يراودنى بعيدا عن مثل هذه الحسابات هو السؤال: هل كان أمام الفلسطينيين طريق آخر؟

لا أظن أن الحميد أو غيره فى الشرق أو فى الغرب يمكن أن ينفى أن مسار القضية الفلسطينية على النحو الذى يسير فيه إنما كان إلى موات، وأظن، وليس كل الظن إثماً، أن المفاوضات التى يشير إليها الحميد، إنما كانت بمثابة مسمار إضافى وربما أخير فى نعش القضية.

رغم مزيج المشاعر المختلطة التى تنتابنى على وقع قعقعة السلاح، واحتدام القتال، ما بين قلق وتوتر، وبين أمل ورجاء، إلا أن العملية الفلسطينية تعيد إلى ذهنى الفيلم الأمريكى «300» والذى يعرض لملحمة 300 إسبرطى قتلوا جميعا ما عدا واحدا، فى مواجهة الجيش الفارسى الغازى المكون من 300 ألف جندى. ربما تعجل عملية حماس بموت القضية الفلسطينية وربما تكون فائدتها أنها ستعيد تلك القضية للواجهة، ولكن بافتراض أنها ميتة ميتة فإن الموت بكرامة ربما يكون أكرم وأقوم، عملا وتأكيدا على مبدأ أن «الحق فوق القوة».

اللهم انصر إخواننا فى فلسطين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات طارق الحميد للعمليات الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

تحالف الأحزاب المصرية يواصل التأكيد على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية

قال محمد غزال رئيس حزب مصر ٢٠٠٠ وعضو تحالف الأحزاب المصرية، أن دولة الأحتلال تواصل نشر الأكاذيب وتضليل الحقائق للتنصل من جرائمها ضد الشعب الفلسطيني حيث أن هذه الأكاذيب تهدف إلى تشويه الحقائق واستغلال الإعلام الغربي لنشر معلومات مغلوطة محاولين توريط مصر في تصريحات مضللة، وعلى الرغم من هذه المحاولات يظل موقف مصر ثابتًا وداعمًا للقضية الفلسطينية على مر التاريخ، ولن تثنيها أكاذيب الاحتلال عن هذا الموقف.

وأضاف "غزال"  أن استمرار الغارات الإسرائيلية سوف تزيد من رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط وبناء على ذلك  يتحمل مسؤولية إستمرار هذه الإعتداءات بسبب حق النقض "الفيتو" الأمريكي، مما يجعل مجلس الأمن عاجزًا عن التصدي إلي هذه الانتهاكات التي تجعل المنطقه في حالة توتر وعدم استقرار بيد أن  إستمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الأحتلال مالياً وعسكرياً يساعد على إطالة مدة الصراع وقد يجر المنطقة بالكامل إلي حرب إقليمية.


چاء ذلك تعليقاً بعد إنتهاء فاعليات إجتماع تحالف الأحزاب المصرية

وأوضح محمد غزال في تصريح لـه  إن الدولة المصرية تواجه عددا من التحديات في ظل حالة الاضطراب الإقليمي وما يقع على الدولة المصرية من الحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي، وما تقدمه كذلك من ملحمة وطنية خالصة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعدم تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة، وكذلك الدور المصري الفاعل دوليا لمواجهة التعنت الإسرائيلي وما يحدثه بالأراضي الفلسطينية واللبنانية.


وأكد رئيس حزب مصر ٢٠٠٠، علي أن  دولة الاحتلال الإسرائيلي تستمر في ترويج الأكاذيب وممارسة التضليل الإعلامي للتنصل من جرائمها ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. في ظل هذه الأوضاع  تحالف الأحزاب المصرية يواصل التأكيد على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية ودعمها للمواقف الإنسانية للشعوب العربية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • رفعت عينى للسما
  • هل سويسرا محايدة حقا تجاه القضية الفلسطينية؟
  • عاجل.. الرئيس السيسي يشيد بموقف إسبانيا العادل إزاء القضية الفلسطينية
  • سفير سلطنة عمان في القاهرة: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية
  • سفير سلطنة عمان: مصر لم تتأخر يومًا عن دعم القضية الفلسطينية
  • «جمال الغيطانى»
  • «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى
  • درة: أنا ضد الصورة النمطية عن دعم القضية الفلسطينية في الأعمال الفنية
  • لتصفية القضية.. الكنيست الإسرائيلي يمرر قوانين عنصرية جديدة ضد الفلسطينيين
  • تحالف الأحزاب المصرية يواصل التأكيد على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية