بوابة الوفد:
2024-12-23@23:32:38 GMT

غزة وحرب بفائدة

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

صدمنى الكاتب الصحفى السعودى طارق الحميد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السابق بمقاله الذى كتبه فى اليوم التالى للعمليات الفلسطينية ضد إسرائيل حيث راح يكتب مقالاً بعنوان «غزة وحرب بلا فائدة». جانب من الصدمة هو قدرة الكاتب على السباحة ضد التيار على هذا النحو البيّن، وهو موقف قد يعبر عن شجاعة فى الرأى من منظور البعض، فيما قد يعبر عن بجاحة وغياب للكياسة وعدم مراعاة مشاعر الجماهير والنظرة السياسية الضيقة من منظور آخرين.

لكن الرجل لا يقدم عنوانه هكذا دون سند من المنطق، وإنما يبرر طرحه فى أن الحرب بلا فائدة، كما يرى لأنها بلا هدف استراتيجى وإنما لتحقيق مصالح خاصة بالفصائل ومن خلفهم إيران وأتباعها. كما أن عواقبها ستدمى القلوب وسيكون الضحية كالعادة الفلسطينيين بينما قيادات حماس والفصائل فى فنادق فخمة، فيما الحقيقة تقول إن تلك القيادات فى قلب المعمعة وإن الحميد الذى يكتب مقاله برؤية فصائلية ربما كان يكتب من فندق فخم فى باريس أو لندن!

الغريب أن الحميد يشير إلى أن توقيت العمليات مشبوه، لأنها تأتى فيما تجرى مفاوضات مع الولايات المتحدة لخلق فرص سلام مع إسرائيل تضمن ظروف حياة أفضل للفلسطينيين. بغض النظر عن ملاحظة أن الكاتب اختزل الهدف من المفاوضات فى مجرد حياة أفضل وليس حصول الفلسطينيين على حقوقهم السياسية كاملة، فإنه لم يسأل نفسه كم مضى على تلك المفاوضات المزعومة التى يجريها العرب جميعا بكافة دولهم بما فيها السلطة الفلسطينية ذاتها دون أن يتقدم الفلسطينيون قيد أنملة، إن لم يكن على العكس يمثل كل يوم مفاوضات خطوة على طريق مزيد من ضياع حقوقهم.

شخصياً أخشى على الفلسطينيين من العواقب التى حذر الحميد منها، وأقول الفلسطينيون دون فرز بين ضفة وغزة، أو بين حمساوى وغير حمساوى، وأتمنى من كل قلبى لو أن من أقدم على تلك العملية من القيادات فى غزة أجرى الحسابات الدقيقة لسيناريوهاتها المتوقعة على مصير ومسار القضية الفلسطينية. لكن الهاجس الذى يراودنى بعيدا عن مثل هذه الحسابات هو السؤال: هل كان أمام الفلسطينيين طريق آخر؟

لا أظن أن الحميد أو غيره فى الشرق أو فى الغرب يمكن أن ينفى أن مسار القضية الفلسطينية على النحو الذى يسير فيه إنما كان إلى موات، وأظن، وليس كل الظن إثماً، أن المفاوضات التى يشير إليها الحميد، إنما كانت بمثابة مسمار إضافى وربما أخير فى نعش القضية.

رغم مزيج المشاعر المختلطة التى تنتابنى على وقع قعقعة السلاح، واحتدام القتال، ما بين قلق وتوتر، وبين أمل ورجاء، إلا أن العملية الفلسطينية تعيد إلى ذهنى الفيلم الأمريكى «300» والذى يعرض لملحمة 300 إسبرطى قتلوا جميعا ما عدا واحدا، فى مواجهة الجيش الفارسى الغازى المكون من 300 ألف جندى. ربما تعجل عملية حماس بموت القضية الفلسطينية وربما تكون فائدتها أنها ستعيد تلك القضية للواجهة، ولكن بافتراض أنها ميتة ميتة فإن الموت بكرامة ربما يكون أكرم وأقوم، عملا وتأكيدا على مبدأ أن «الحق فوق القوة».

اللهم انصر إخواننا فى فلسطين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات طارق الحميد للعمليات الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

أمل الحناوي: الدور المصري بارز في دعم القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول للعدوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قالت الإعلامية أمل الحناوي، إنه منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي الداني على قطاع غزة، برز الدور المحوري للدولة المصرية كركيزة أساسية في دعم القضية الفلسطينية، من منطلق حرصها الدائم على حقوق ومقدرات الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.

وأضافت الحناوي، خلال تقديمها برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن القاهرة لم تتوقف عن التحرك على كافة المسارات السياسية والدبلوماسية والإنسانية؛ لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر والتصدي لمحاولات تصفية قضيته العادلة، وأثبتت مصر خلال الأزمة الإنسانية في قطاع غزة أنها الداعم الأول للشعب الفلسطيني، فمعبر رفح هو المنفذ الوحيد لغزة إلى العالم.

وأشارت الإعلامية أمل الحناوي، إلى أن معبر رفح لم يتم إغلاقه طوال فترة العدوان وما قبله، إلا عندما سيطرت عليه إسرائيل من الجانب الفلسطيني، ما أدى إلى عرقلة وصول المساعدات إلى مستحقيها، وقبل تحرك إسرائيل المتعنت باحتلال المعبر من الجانب الفلسطيني، سمحت مصر بمرور شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل متواصل محملة بالغذاء والدواء والمستلزمات الطبية لإنقاذ حياة الآلاف من أهل غزة.

مقالات مشابهة

  • المشهداني يؤكد لعقل موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • القضية الفلسطينية أمام مخاطرالتصفية.. قراءة في كتاب
  • تباث الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • عبد المهدي مطاوع: الحكم على ترامب بشأن القضية الفلسطينية لا يزال مبكرا
  • وزير الخارجية العراقي: ندعم القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة
  • تباث الموقف اليمني.. تجاه القضية الفلسطينية
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • أمل الحناوي: الدور المصري بارز في دعم القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول للعدوان