فى أجواء انتصارات أكتوبر الممتدة بمناسبة مرور خمسين عاما على هذا الحدث الذى غير العالم يجب أن نتذكر كل من شارك فى هذه الملحمة العظيمة، لأنهم بالفعل أبطال يستحقون أن تخلد أسماؤهم فى تاريخ هذا الوطن، أيا كانت صورة التضحية التى قدمها كل واحد منهم وموقعه، وعندما نتحدث عن نصر أكتوبر لا بد أن تنحى السياسة بعيدا، وتتراجع الاهواء كثيرا وتبتعد الانتماءات ليبقى فقط اسم الوطن الذى استعاد كرامته واسترد أرضه كاملة، بعون الله وفضل تضحيات جيل تحمل المسئولية الثقيلة، لكنه كان على قدرها، رجالاً ونساء، فالمعركة وإن كان موقعها على أرض سيناء، لكن جبهتها كانت بطول الوطن وعرضه، فكل المصريين كانوا أبطالاً، من حمل السلاح وحارب، ومن ساند فى الجبهة الداخلية، ومن تحمل الصعب اقتصاديا من أجل دعم جيشه لتحقيق النصر، ومن عمل على حشد الجهود الشعبية بالكلمة والأغنية، على المنابر وفى الكنائس، ومن ساند المجهود الحربى بما يملك، فقد كانت الملحمة متكاملة الحلقات والتضحيات كثيرة ولولا ذلك ما تحقق الحلم.
وإذا كنا نتحدث عن بطولات المقاتلين على الجبهة فلا يمكن أن ننسى بطولات نساء مصر اللائى كان أبطالاً فى حرب أكتوبر بما قدموه من دعم إنسانى واجتماعى، والنماذج للبطلات المصريات كثيرة ومنهن الأمهات والزوجات اللاتى قدمن أغلى ما يملكن من أبناء وأزواج فداء مصر وترابها، والطبيبات والممرضات فى المستشفيات اللاتي كن يتلقين مصابى العمليات.
ونموذج من هؤلاء الدكتورة مؤمنة كامل الأستاذ المتفرغ بكلية الطب بجامعة القاهرة التى خدمت فى بداية حياتها بالقوات المسلحة المصرية فى المعامل المركزية وخرجت منها برتبة مقدم وكان لها دور مهم فى حرب 1973 بجوار السيدة جيهان السادات فى علاج مصابى الحرب متطوعة أثناء وبعد الانتصار المجيد، كما ساهمت فى تأسيس بنك الدم فى الهلال الأحمر المصرى.
لا تتحدث الدكتورة مؤمنة كثيرا عن هذا الدور الوطنى لكنها لا تنساه أبداً وتعتبره أهم محطات حياتها المليئة بالنجاحات لكنها ترى نجاح أكتوبر ومشاركتها فيه هو الأهم واسترداد الأرض هو الحدث الأكبر فى حياتها.
الدكتورة مؤمنة تعلمت من العسكرية المصرية ودورها فى المعركة الجلد فى مواجهة التحديات والإصرار على النجاح والانتصار، ولذلك لم تتوقف من يومها على خوض معارك من أجل رفع علم مصر فقد شغلت عضوية مجموعة الشرق الوسط وشمال إفريقيا للقضاء على الالتهاب الكبدى «ب» التابعة لمنظمة الصحة العالمية وكان لها فيها جهد كبير، ولعبت الدكتورة دورا مهما فى الأبحاث التى ساهمت فى استخدام المعالجة بالإماهة الفموية وخفض معدل الوفيات نتيجة للإصابة بمرض الاسهال، وذلك بحكم منصبها كاستشارى السيطرة على أمراض الإسهال فى مصر وكان واحدًا من أخطر الأمراض التى تهدد حياة الآلاف، وظلت مشاركاتها الدولية مستمرة حتى صنعت لنفسها اسما أصبح رقما مهما فى المجال الطبى.
ýوفى نوفمبر 2014 انتخبت أمينًا عامًا لمجلس إدارة الهلال الأحمر المصرى, وفى ديسمبر من العام نفسه منحها الرئيس عبدالفتاح السيسى وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى تقديرا لجهدها وما قدمته للوطن.
مؤمنة كامل نموذج وطنى وقدوة نحتاج أن نستلهم تجربتها لشباب هذا الجيل ليعرفوا معنى الوطن وأن الدفاع عنه لا يكون فقط فى ميدان القتال العسكرى بل فى كل ميادين العمل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مؤمنة كامل انتصارات اكتوبر
إقرأ أيضاً:
مصادر مصرف لبنان: الأمور عادت الى ما كانت عليه
كتبت " نداء الوطن": فيما يُتوقّع أن يصدر مصرف لبنان غداً في 16 تشرين الثاني بياناً حول وضعه المالي (يصدر كل 15 يوماً) يُرجّح أن يظهر في أرقامه تحسناً طفيفاً عما سبق نشره، فإنّ حجم الاحتياطيات المتبقية كان قد بلغ حدود 10.26 مليارات دولار. وهو أعلى مما كانت عليه تلك الاحتياطيات قبل مغادرة الحاكم السابق رياض سلامة، بنحو 1.6 مليار دولار.
وفي هذا الصدد، تقول مصادر مصرف لبنان، إنّ بداية الحرب في 17 أيلول، "عرّضت سوق القطع لضغوط كبيرة". ولولا ضعف كتلة الليرات اللبنانية الموجودة وتواضع قيمتها في السوق (قرابة 50 تريليون ليرة أو ما يعادل 560 مليون دولار) "لكان أصحاب المصلحة وهواة التخريب أكثر قدرة على اللعب بالاستقرار النقدي".
أما اليوم، فتؤكد مصادر مصرف لبنان أنّ الأمور عادت إلى ما كانت عليه ما قبل منتصف أيلول تقريباً. حيث استعاد الطلب على الليرة اللبنانية نشاطه في السوق، وأصبح الوضع "شبه طبيعي"، يعادل 80% مما كان عليه الطلب على الليرة في السابق. في نظر المصادر، فإنّ هذا الأمر "إشارة جيدة" الى أنّ الجباية (جباية وزارة المالية) أحرزت تقدماً ملحوظاً، وهذا سيدفع بمصرف لبنان نحو تعزيز فرص استعادة مراكزه السابقة، من خلال تحصيل ما تمّ إنفاقه من دولارات خلال الشهر الفائت، لكن بشكل تدريجي.
وهذا بدوره، مؤشر على أنّ الناس عادت إلى الالتزام بدفع الضرائب، ولو بشكل خجول. إذ تكشف الأرقام بحسب المصادر نفسها، أن الحركة الاقتصادية هي الأخرى تراجعت خلال الشهرين الفائتين بواقع 40%. لكن حركة الإيرادات ليست عاطلة مقارنة بظروف الحرب.