أهمية عملية «طوفان الأقصى» ليس فى عدد القتلى والأسرى من الإسرائيليين الذين سقطوا تحت لهيب حماس، وإنما تظل لهذه العملية قيمة استراتيجية كبرى تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلى لن يستطيع تاريخيا استمرار فرض سيطرته على الفلسطينيين، وأن الكيان الصهيونى غير قابل للبقاء أمام الإرادة التاريخية للفلسطينيين.. إسرائيل «دولة حرام» مثل الطفل المولود سفاحا، والقوى الاستعمارية التى زرعت إسرائيل عنوة فى بطن الأرض الفلسطينية اغتصابا، هى نفسها التى سارعت بتدليل الكيان «الحرام» وتحريك الأساطيل من دول كبرى لدعمه فى حربه الإجرامية.
شباب المقاومة تسلحوا بفكرة وعقيدة، تؤكد دروس التاريخ أنها أبقى وأقوى من ترسانات الأسلحة الفتاكة. إسرائيل بها تيار كبير ومهم يدرك جيدًا أن بقاء كيانهم المختلق مرهون بقيام دولة فلسطينية حقيقية، وأن فناء هذا الكيان تاريخيا سيتم من داخله إذا ظلت فيروسات اليمين المتطرف متمكنة من العقلية العنصرية البغيضة. من حق أى عربى غيور على تاريخه أن يشعر بالفخر تجاه ما استطاع الشباب الفلسطينى القيام به، وزلزلتهم للكيان الصهيونى، الذى فقد توازنه فى دقائق. أى عمل عسكرى أو فدائى ناجح ومزلزل لا بد من استغلاله سياسياً لكسب أرضية تفاوضية جديدة.. الخطاب السياسى المعلن فى إسرائيل الآن متأثر بالصفعة «الحماسية» المهينة لأى قوة متغطرسة، لكن حقيقة ما ستتجه إليه إسرائيل بعد حين هو حتمية التفكير فى حلول، تنهى الصراع بشكل ما.. حتى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرهم من «المستأنسين» إسرائيليا، ستتغير مواقفهم بعد انحسار وهج النيران داخل الأراضى المحتلة.. تظل نقطة الضعف فى الموقف الفلسطينى غياب الحد الأدنى من التنسيق العربى، وتهافت عواصم العربية لما هو أبعد من التطبيع، وربما يكون المعنى الأقرب هو «التركيع» وليس التطبيع.. مصر على خطوط اللهب تاريخيا وجغرافيا، وعلينا أن نكون فى أعلى درجات اليقظة، حتى لا نفقد بوصلة التاريخ أو شيئاً من الجغرافيا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الاحتلال الإسرائيلى
إقرأ أيضاً: