بوابة الوفد:
2024-12-28@14:11:53 GMT

طوفان الأقصى

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

أهمية عملية «طوفان الأقصى» ليس فى عدد القتلى والأسرى من الإسرائيليين الذين سقطوا تحت لهيب حماس، وإنما تظل لهذه العملية قيمة استراتيجية كبرى تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلى لن يستطيع تاريخيا استمرار فرض سيطرته على الفلسطينيين، وأن الكيان الصهيونى غير قابل للبقاء أمام الإرادة التاريخية للفلسطينيين.. إسرائيل «دولة حرام» مثل الطفل المولود سفاحا، والقوى الاستعمارية التى زرعت إسرائيل عنوة فى بطن الأرض الفلسطينية اغتصابا، هى نفسها التى سارعت بتدليل الكيان «الحرام» وتحريك الأساطيل من دول كبرى لدعمه فى حربه الإجرامية.

. أمريكا تحرك أسطولها لتساعد نتنياهو ليقتل المئات من النساء والأطفال فى غزة.. العواصم الغربية التى أعلنت عن وقوفها إلى جانب إسرائيل هى نفسها العواصم التى تبنت فكرة سرقة فلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر.. مشكلة الثقافة الغربية أنها، ثقافة لصوص، أو ثقافة كتبها وسطرها وقننها لصوص تاريخيون.. أمريكا القوة الأكبر عالميا ليست سوى مجموعة من اللصوص نهبوا قارة، وأبادوا شعبا كان يقطن أرض هذه القارة. الأوروبيون وفى مقدمتهم بريطانيا وفرنسا كيانات لصوصية تكونت فوائضها الاقتصادية من سنوات استعمارها لدولنا فى إفريقيا وآسيا، ولا تزال هذه الدول تمارس أعمال السلب والابتزاز والنهب حتى اليوم.

شباب المقاومة تسلحوا بفكرة وعقيدة، تؤكد دروس التاريخ أنها أبقى وأقوى من ترسانات الأسلحة الفتاكة. إسرائيل بها تيار كبير ومهم يدرك جيدًا أن بقاء كيانهم المختلق مرهون بقيام دولة فلسطينية حقيقية، وأن فناء هذا الكيان تاريخيا سيتم من داخله إذا ظلت فيروسات اليمين المتطرف متمكنة من العقلية العنصرية البغيضة. من حق أى عربى غيور على تاريخه أن يشعر بالفخر تجاه ما استطاع الشباب الفلسطينى القيام به، وزلزلتهم للكيان الصهيونى، الذى فقد توازنه فى دقائق. أى عمل عسكرى أو فدائى ناجح ومزلزل لا بد من استغلاله سياسياً لكسب أرضية تفاوضية جديدة.. الخطاب السياسى المعلن فى إسرائيل الآن متأثر بالصفعة «الحماسية» المهينة لأى قوة متغطرسة، لكن حقيقة ما ستتجه إليه إسرائيل بعد حين هو حتمية التفكير فى حلول، تنهى الصراع بشكل ما.. حتى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرهم من «المستأنسين» إسرائيليا، ستتغير مواقفهم بعد انحسار وهج النيران داخل الأراضى المحتلة.. تظل نقطة الضعف فى الموقف الفلسطينى غياب الحد الأدنى من التنسيق العربى، وتهافت عواصم العربية لما هو أبعد من التطبيع، وربما يكون المعنى الأقرب هو «التركيع» وليس التطبيع.. مصر على خطوط اللهب تاريخيا وجغرافيا، وعلينا أن نكون فى أعلى درجات اليقظة، حتى لا نفقد بوصلة التاريخ أو شيئاً من الجغرافيا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى الاحتلال الإسرائيلى

إقرأ أيضاً:

اليمن وفلسطين.. تحالف تعمد بالدم ضد طغيان أمريكا و”إسرائيل”

اليمن وفلسطين.. تحالف تعمد بالدم ضد طغيان أمريكا و”إسرائيل”

مقالات مشابهة

  • العقلة يحرز كأس دوري “طوفان الأقصى” لكرة القدم في البيضاء
  • مناورة عسكرية ومسير راجل لخريجي دورة “طوفان الأقصى” في عمران
  • مناورة ومسير عسكري لخريجي دورة “طوفان الأقصى” من منتسبي أمن عمران
  • اختتام دورة طوفان الأقصى لمنتسبي القطاع الصحي بمديرية الضحي بالحديدة
  • اختتام دورة طوفان الأقصى لقيادات السلطة المحلية في صعدة
  • إخفاقات مدوية لسلاح الجو الصهيوني في التصدي لهجوم “طوفان الأقصى”
  • اختتام دورة “طوفان الأقصى” لقيادات ومنتسبي السلطة المحلية في صعدة
  • اليمن وفلسطين.. تحالف تعمد بالدم ضد طغيان أمريكا و”إسرائيل”
  • وقفة ومسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية الصلو بتعز تضامناً مع غزة
  • وقفة ومسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الصلو بتعز تضامناً مع غزة