جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-09@10:05:23 GMT

التحفيز وأثره على الموظف

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

التحفيز وأثره على الموظف

 

ناصر بن مبارك الضامري **

يعد موضوع التحفيز في قطاع العمل خاصة القطاعات الإنتاجية وكذلك الخدمية من الموضوعات ذات الأهمية لدى الإدارات العليا في مختلف المؤسسات التي تسعى إلى رفع كفاءة موظفيها ومستوى جودة إنتاجها وكسب الزبائن، وبالتالي رفع مستوى الربحية وتحقيق الرضا بين العاملين في مؤسسة ما.

ومن خلال هذا المقال سوف يتم التطرق إلى تعريف موضوع التحفيز والنظريات ذات الصلة التي عرفته وبينت دور التحفيز وأثره على أداء الموظف ورفع كفاءته وتحسين سلوكه الوظيفي

هناك نظريات عديدة تناولت تعريف التحفيز وفسرته تفسيرا دقيقا في محاولة الاقتراب إلى تحديد وسائل التحفيز نحو تحقيق الأهداف التي تسعى المؤسسة وراء تحقيقها، ولعل أشهر نظرية للتحفيز هي نظرية هرم ماسلو (1943- 1954)Abraham Maslow    للحافزية التي وضعت الاحتياجات الأساسية للموظف في المؤسسة بشكل هرمي متدرج.

ومفهوم الدافعية (Concept Motivation) لدى ما سلو هي أن الدافع عند الإنسان هي عملية سيكولوجية (نفسية) تدور بداخله وتعمل على إثارة سلوكياته لإنجاز هدف ما، ووجود الدافع يعني الاستمرارية في تحقيق الهدف، وهو المعيار الذي يقاس به طموح الإنسان – أي المعيارالذي يتم التفريق به بين الإنسان الطموح والإنسان غير الطموح.

وتنقسم احتياجات الإنسان وفقًا لهرم ماسلو إلى:

الاحتياجات الفسيلوجية:

وهي الاحتياجات التي تبقي الإنسان على قيد الحياة، ولحمايته من الهلاك كالنوم والطعام والشراب والحاجة إلى  مكان الراحة والظل وكذلك الحاجة إلى الجنس لضمان استمرار الجنس البشري.

الاحتياجات إلى الأمن والأمان:

وهي متطلبات يحتاجها الإنسان تكفل له تحقيق الأمن والأمان لحياته.

الاحتياجات الاجتماعية:

بطبيعة الإنسان اجتماعي بالفطرة، كحاجته للحب والانتماء وكذلك حاجته لتحقيق علاقات أسرية وصداقة بما في ذلك العلاقات التعليمية.

الاحتياجات للتقدير:

الإنسان بحاجة إلى تقدير عمله وإنتاجه من قبل الآخرين.

الاحتياجات لتحقيق الذات:

لا شك أن الإنسان بحاجة ماسة إلى الشعور والإحساس بتحقيق ذاته بين أفراد مجموعته وأيضا بحاجة إلى الشعور بالعدل.

هناك من يرى أن الحوافز هي مجموعة من الوسائل التي تساهم في دعم الافراد في بيئة العمل من أجل زيادة الانتاجية، وتحقيق الاهداف المطلوبة بكفاءة، وتعرف أيضا بأنها عبارة عن الطرق التي تستخدم في الشكر للعاملين في مؤسسة ما، مقابل العمل الممتاز الذي قاموا بتحقيقه خلال فترة زمنية محددة، أو في حال تمكنوا من النجاح في الوصول إلى الأهداف المطلوبة، مما يؤدي إلى زيادة تميز العمل، كما أنها تساهم في دعم الأداء الوظيفي في المنشأة.

وبالتالي فإن تايلور يرى أن هذه المشكلة تتمثل في النقود التي هي خير دافع لهؤلاء العمال في مؤسساتهم، وأن العامل بطبيعته يسعى إلى زيادة مستوى أجره، وبالتالي ينبغي ربط الإنتاج في العمل بمستوى الأجر.

وهنا يتبين من خلال تدبر سور القرآن الكريم وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة منذ قبل 1444 سنة، أن الإسلام لم يغفل جانب التحفيز نحو فعل الخير والإتيان بعمل إيجابي نحو المجتمع، فهناك سور وأحاديث نبوية تناولت هذا الموضوع وبينت أهميته قبل نشوء النظريات الحالية للتحفيز ومدى تأثيره على المجتمع والفرد. ويتضح أنه تناول هذا الجانب وتحدث عن تحفيز المسلم نحو فعل الخير والأعمال الصالحة ونيل الأجر والثواب من خلال قوله تعالى: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ".

وبالتالي فقد أولى الإسلام المورد البشري أهمية خاصة كونه هو الأساس في المجتمع والمؤسسة، ويعتمد عليه بشكل رئيس لتحقيق أهدافها وتنفيذ أنشطتها، وبين المنهج الإسلامي الذي يؤكد على كيفية تحفيزه ودفعه نحو طريق الخير والصلاح ورفع كفاءته بما يؤدي إلى تحقق أهداف مجتمعه والبيئة التي يعيش ويعمل فيها كمؤسسة العمل.

وهناك أحاديث أخرى تناولت جانب تحفيز الإنسان المسلم نحو تحقيق الأمن والأمان لمجتمعه والمحيط البيئي الذي يعيش ويعمل فيه.

أثر التحفيزعلى كفاءة الموظفين بالمؤسسة:

لا شك أن اعتماد الإدارة العليا بالمؤسسة على التحفيز له أثرا إيجابي على كفاءة الموظف بالمؤسسة وأداءه وسلوكياته الوظيفية، ولعل النقاط التالية تشير لأثر الحوافز على الموظف:

زيادة مستوى الإنتاج للموظف: تطور المؤسسة؛ إذ لا شك أن ارتفاع مستوى الإنتاجية سيساهم ذلك في رفع كفاءة المؤسسة بشكل عام ويؤدي إلى ارتفاع الربح، وبالتالي تطور المؤسسة بشكل عام. ارتفاع الروح المعنوية وروح الفريق لدى العاملين بالمؤسسة: تشجيع الموظفين على الإبداع؛ حيث إن التحفيز يوفر بيئة صحية نحو الابتكار والإبداع في العمل ويؤدي إلى تطور مستوى الإنتاج والخدمات.

وختامًا.. في ظل احتدام المنافسة بين المؤسسات، وتنامي حدة التنافس بين المؤسسات الخدمية والإنتاجية يتضح مدى أهمية اعتماد الإدارات العليا في كل مؤسسىة على أهمية وجود  نظام ناجح وفعال لتحفيز موظفيها والعاملين فيها نحو رفع كفاءتهم وزيادة إنتاجيتهم بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوو وزيادة نسبة الربح؛ سواء كانت حوافز مادية أو معنوية، وبالتالي رفع كفاءة النمو الاقتصادي للبلاد في هذا الوقت الذي برزت فيه كيانات اقتصادية قوية وبارزة، وزوال كيانات ضعيفة وصغيرة من الساحة الاقتصادية.

ولا شك أن فعالية الحوافز تكمن في معيار العدالة بين الموظفين والعاملين في المؤسسة وتقييم أدائهم وإنتاجيتهم بشكل عادل وبموجب ماهو متوقع من جهد، متجاهلة للعلاقات الشخصية، مؤكدين على الربط الموضوعي بين الأداء والمكافأة المادية أو المعنوية المناسبة، وبصورة تعكس الشفافية لدى المؤسسة والتزامها تجاه موظفيها والعاملين فيها.

** باحث دكتوراه في إدارة الأعمال

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: فرقنا باللاذقية لتقييم الاحتياجات إثر الحرائق ومستعدون للدعم

نيويورك-سانا

أكدت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي أن فرق المنظمة الدولية تتواجد ميدانياً في محافظةاللاذقية لتقييم الاحتياجات إثر الحرائق المدمرة، مشددةً على أن هذه الفرق مستعدة لتعزيز الدعم للسكان.

وقالت رشدي في تدوينة عبر منصة إكس اليوم: “تشهد محافظة اللاذقية حرائق غابات مدمرة أثّرت على عشرات القرى، وأدّت إلى تدمير المحاصيل الزراعية، وتشريد العديد من الأسر، وفقدان مصادر الرزق”.

وأضافت رشدي: “تتواجد فرق الأمم المتحدة ميدانياً لتقييم الاحتياجات، وتُؤكد استعدادها لتعزيز الدعم المُقدَّم للسكان بالتنسيق مع السلطات المحلية”.

وأعربت المسؤولة الأممية عن تقديرها لشجاعة رجال الإطفاء، والتضامن الذي أظهرته الدول المجاورة، والجهود الدؤوبة التي يبذلها السوريون والمجتمعات المحلية لمساعدة جيرانهم.

ولليوم الخامس على التوالي، تكافح فرق الإطفاء لإخماد الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي، مع تقدم في السيطرة على بعض بؤر النيران.

وتسببت الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي بتضرر أكثر من 10 آلاف هكتار حتى الآن في أسوأ موجة حرائق تشهدها المنطقة في ظل تحديات كبيرة تواجهها فرق الإطفاء، تشمل الظروف المناخية القاسية، وشدة الرياح، ووعورة التضاريس ووجود الألغام ومخلفات الحرب، وإهمال النظام البائد للغابات وعدم وجود خطوط نار، ما شكل عوائق أمام استكمال عملية الإطفاء.

نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي 2025-07-07alineسابق أعمال الشركة العامة لكهرباء ريف دمشق منذ بداية العام الجاريآخر الأخبار 2025-07-07مسؤولة أممية: فرقنا باللاذقية لتقييم الاحتياجات إثر الحرائق ومستعدون للدعم 2025-07-07أعمال الشركة العامة لكهرباء ريف دمشق منذ بداية العام الجاري 2025-07-07قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية بالتعاون مع مجموعة من الفرقة 50 التابعة لوزارة الدفاع تلقي القبض على العقيد المجرم عمار محمد عمار، أحد مجرمي الحرب العاملين في ما يسمى “جهاز أمن الدولة” زمن النظام البائد، والذي عمل في فرع “الخطيب” ثم تسلم رئاسة فرع الأربعين الذي ارتبط اسمه على مدى سنوات بجرائم التعذيب والاختفاء القسري، وجرى تحويله إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه 2025-07-07الأشغال العامة و”السورية للكفاءات” في السويد تنظمان محاضرة بدمشق حول إدارة المشاريع 2025-07-07بمشاركة وزير الإعلام السوري… انطلاق أعمال منتدى بون الدولي للإعلام 2025-07-07حماة تستعد للتحول الذكي للعقد المرورية 2025-07-07المنتدى الاجتماعي في دمشق… ستة عقود في خدمة الثقافة السورية 2025-07-07ثلاثة مراكز تحويل كهربائي جديدة بالسويداء بالخدمة 2025-07-07وزير الإدارة المحلية والبيئة يبحث مع السفير الأردني بدمشق مجالات التعاون 2025-07-07وزارة النقل تبدأ بإعادة المفصولين لمشاركتهم بالثورة السورية إلى العمل

صور من سورية منوعات دراسة: النوافذ المفتوحة ليلاً… بوابة لمخاطر صحية صامتة 2025-07-07 ثوران بركان جبل ليوتوبي لاكي لاكي في أندونيسيا 2025-07-07
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • مجلس المستشارين يصادق على مشروع القانون المتعلق بالمسطرة الجنائية التي أثارت جدلاً واسعاً
  • جلسات حوارية تثري نقاشات "ملتقى الأعمال التجارية وحقوق الإنسان" لتحقيق النمو الاقتصادي
  • مجلس حقوق الإنسان يعتمد بالإجماع قرارًا قدمته المملكة لحماية الأطفال في الفضاء الرقمي انطلاقًا من المبادرة العالمية “حماية الطفل في الفضاء السيبراني” التي أطلقها سمو ولي العهد
  • ملتقى بمسقط يناقش تحديات دمج حقوق الإنسان في الممارسات التجارية
  • هل عملك ممل؟ اكتشف كيف تحوّل الروتين إلى فرصة!
  • اليافعي يكرّم الفنانة التشكيلية من ذوي الاحتياجات الخاصة هبة الفقير
  • مسؤولة أممية: فرقنا باللاذقية لتقييم الاحتياجات إثر الحرائق ومستعدون للدعم
  • لسان المدير بين التوجيه والتجريح.. أثر الشخصية القيادية في بيئة العمل
  • وسيم الفيومي يكتب: الولاء الوظيفي .. المفتاح الأساسي للنجاح المؤسسي
  • في حال إنهاء عقد العمل بالتراضي.. هل يستحق الموظف تعويض ساند؟