تتالت اليوم الأربعاء ردود الفعل الدولية إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة وعملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية السبت الماضي ضد جيش الاحتلال.

وصدرت مواقف من بكين وموسكو وأنقرة وعمان وباريس والفاتيكان ومناطق أخرى.

أردوغان: إسرائيل لا تتصرف "مثل دولة"

وقد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تجنب القرارات الفورية التي تهدف إلى معاقبة جماعية للشعب الفلسطيني.

 جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء، خلال اجتماع كتلة حزبه "العدالة والتنمية" في البرلمان بالعاصمة أنقرة.

وقال أردوغان "على الكل تجنب القرارات الفورية التي تهدف إلى معاقبة جماعية للشعب الفلسطيني مثل قطع المساعدات الإنسانية".

وشدد على وجوب "ألا تنسى إسرائيل أنها إذا تصرفت مثل تنظيم عوضا عن دولة فإنها ستُعامل كتنظيم في نهاية المطاف".

وأكد أردوغان استعداد تركيا للقيام بكل ما يقع على عاتقها "بما في ذلك الوساطة والتحكيم العادل من أجل تخليص المنطقة من هذه الدوامة"، واعتبر أن إسرائيل لا تتصرف "مثل دولة" في قطاع غزة.

وشدد الرئيس التركي على أن "قصف بلدات مدنية وقتل مدنيين وعرقلة المساعدة الإنسانية ومحاولة تصوير ذلك على أنه استغلال لا يمكن إلا أن يكون سوى رد فعل لمنظمة وليس لدولة".

وقال أردوغان "نؤمن بأن الحرب يجب أن تكون لها أخلاقيات وأنه يجب على الطرفين احترامها. لسوء الحظ، يتم انتهاك هذا المبدأ بشكل خطير في إسرائيل وغزة"، مدينا "قتل مدنيين في الأراضي الإسرائيلية" وكذلك "القتل العشوائي لأبرياء في غزة تحت عمليات قصف متواصلة".


ملك الأردن: لا استقرار بدون حل الدولتين

وأكد ملك الأردن عبد الله الثاني، الأربعاء، أن الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة لن تتحقق بدون حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

جاء ذلك خلال "خطاب العرش" الذي ألقاه في افتتاح الدورة العادية الأخيرة للبرلمان الحالي.

وقال الملك إن "ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هي إلا دليل يؤكد مجددا أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار بدون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".

وقال "ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا".

وأردف "سيظل موقف الأردن ثابتا، ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية".

ومضى ملك البلاد قائلا "سيبقى الأردن في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه، في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب".


بكين: ينبغي تشكيل قوة مشتركة ومساعدة الشعب الفلسطيني

من جانبها، تسعى الصين للتنسيق مع مصر للمساعدة في تخفيف حدّة القتال بين إسرائيل وحماس.

وتحدث المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط تشاي جون هاتفيا أمس الثلاثاء مع مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الأراضي الفلسطينية، وفقا لتقرير عن المحادثة نشرته بكين.

وقال تشاي إنّ "الصين ترغب في الحفاظ على الاتصالات والتنسيق مع مصر، ودفع طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار ووقف العنف في أقرب وقت ممكن". كذلك، حثّ "المجتمع الدولي على تشكيل قوة مشتركة وتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني".

موسكو: منخرطون في جهود التسوية

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الأربعاء إن روسيا ستبقي على اتصالاتها مع طرفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وستظل منخرطة في تسويته.

وأضاف بيسكوف أن الأولوية القصوى لموسكو هي سلامة المواطنين الروس الموجودين على الأراضي الواقعة تحت سيطرة الطرفين.


الفاتيكان: ندعو للإفراج عن الرهائن وقلقون لحصار غزة

من جانبه دعا البابا فرانشيسكو للإفراج عن المختطفين في الحرب بين إسرائيل وحماس وعبر عن قلقه إزاء الحصار على غزة

وقال "من حق الذين يتعرضون لهجوم أن يدافعوا عن أنفسهم، لكنني أشعر بقلق بالغ إزاء الحصار الكامل الذي يعيش تحته الفلسطينيون في غزة، حيث هناك أيضا الكثير من الضحايا الأبرياء".

وقال إن "الإرهاب والتطرف لا يساعدان في بلوغ حل للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل يغذيان الكراهية والعنف والانتقام ويتسببان فقط في آلام للجانبين". وشدد على أن "السلام هو ما يحتاج له الشرق الأوسط".

باريس تدين حماس والمتعاطفين معها

ودعت الحكومة الفرنسية الأربعاء إلى تجنب التصعيد في النزاع بين إسرائيل وحركة حماس منذ السبت، مؤكدة أنها تريد "حلا سياسيا للنزاع" سعيا لتحقيق "سلام دائم".

وقال الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران "يجب بذل كل شيء لتجنب التصعيد في الشرق الأوسط وحماية المدنيين وتجنب استفحال الوضع"، إلى جانب دعم إسرائيل، ودعا أيضا إلى عدم جلب تداعيات النزاع إلى فرنسا، حيث توجد مجتمعات يهودية ومسلمة كبيرة.

وأشار الناطق باسم الحكومة إلى أنه منذ إطلاق هجوم حماس والرد الإسرائيلي السبت، سجّلت حوالي 50 "واقعة ذات دلالات معادية للسامية" في فرنسا.

وأضاف خلال تقرير مجلس الوزراء أن "أكثر من 500 مكان للجالية اليهودية" وكل المدارس الدينية وضعت تحت حماية الشرطة.

كما دان فيران جميع الذين يحاولون "قبول" أو "تبرير" أو "إغفال صفة" الهجوم الذي شنته حماس ضد إسرائيل، "بما في ذلك على ترابنا الوطني".


قتلى وشهداء

وكانت كتائب عز الدين االقسام وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية شنت السبت عملية طوفان الأقصى ردا على انتهاكات إسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني وتدنيس مقدساته، وقتلت أزيد من 1200 إسرائيلي بينهم أعداد كبيرة من العسكريين، كما تمكنت من أسر أعداد كبيرة، وفق أرقام إسرائيلية.

ورد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف العمارات السكنية في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد ألف فلسطيني وتهجير نحو ربع مليون.

وعمد جيش الاحتلال لقطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

حكم إهداء ثواب إطعام المساكين للميت.. الإفتاء تكشف

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول إهداء ثواب  إطعام المساكين للميت، حيث يقول سائله "لحبي الشديد لأمي أريد أن أقوم بعمل خير لها بعد وفاتها؛ فهل إطعام ثلاثين مسكينًا والصيام يمكنني به من أن أهب ثوابها لها؟". 

وأضافت دار الإفتاء، في فتواها عبر موقعها الإلكتروني، كل ما تريد فعله من ذلك جائزٌ ومشروع، وقد تقرَّر شرعًا أنَّ الفعل المتعدِّي أنفعُ وأثوبُ من الفعل القاصر، فإذا كان يمكنك فعل أيٍّ من الإطعام والصيام فالإطعام أفضل؛ لأنَّه خير متعدٍّ.

وأكدت دار الإفتاء، أنه يجوز شرعًا هبة مثل ثواب الأعمال الصالحة للغير مطلقًا، ويصل إليه بإذن الله؛ لأن الكريم إذا سُئِل أعطَى وإذا دُعِيَ أجاب. 

واستشهدت دار الإفتاء، بما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضحَّى بكبش أقرن، وقال: «هذا عنِّي، وعمَّن لم يُضَحِّ من أمَّتي» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"؛ فقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثواب الأضحية لمن لم يُضَحِّ من أمته، ومثله سائر القُرَب؛ لاشتراكها في معنى القربة؛ فهو تعليم منه صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ الإنسان ينفعه عمل غيره، والاقتداء به هو الاستمساك بالعروة الوثقى.

مات قبل قضاء صيام رمضان فهل عليه إثم؟.. الإفتاء تكشفهل يجوز صرف أموال الزكاة في إصلاح أسقف بيوت الفقراء؟.. الإفتاء تجيبحكم كتابة الأذكار على كفن الميت.. الإفتاء توضحهل تعليق صورة المتوفى على الحائط حرام؟.. الإفتاء يجيب

حكم هبة ثواب القُرُبات للأحياء والأموات

وذكرت الإفتاء، آراء المذاهب الفقهية في إهداء ثواب الأعمال الصالحة للميت ومنها:

نصَّ فقهاء الحنفية والحنابلة على جواز هبة ثواب القُرُبات للغير مطلقًا، سواء كانت تلك القربة ممَّا تقبل الإنابة أم لا، وسواء كانت الهبة للأحياء أم للأموات.

قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (2/ 212، ط. دار الكتب العلمية): [مَن صام، أو تصدَّق، أو صلَّى، وجعل ثوابه لغيره من الأموات أو الأحياء جاز، ويصل ثوابها إليهم عند أهل السُّنَّة والجماعة] اهـ.

وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (2/ 595، ط. دار الفكر): [مطلب في إهداء ثواب الأعمال للغير: (قوله: بعبادة ما) أي سواء كانت صلاة أو صومًا أو صدقة أو قراءة أو ذكرًا أو طوافًا أو حجًّا أو عمرة، أو غير ذلك من زيارة قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والشهداء والأولياء والصالحين، وتكفين الموتى، وجميع أنواع البر، كما في "الهندية" ط. وقدمنا في الزكاة عن "التتارخانية" عن "المحيط" الأفضل لمن يتصدق نفلًا: أن ينوي لجميع المؤمنين والمؤمنات؛ لأنها تصل إليهم ولا ينقص مِن أجره شيء] اهـ.

وقال الإمام البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (2/ 147، ط. دار الكتب العلمية): [(وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف ونحوه) كالثلث أو الربع (لمسلم حيٍّ أو ميت: جاز) ذلك (ونفعه ذلك لحصول الثواب له)] اهـ.

وقال العلامة الرحيباني الحنبلي في "مطالب أولي النُّهى" (1/ 936، ط. المكتب الإسلامي): [(وكل قربة فعلها مسلم وجعل) المسلم (بالنية، فلا اعتبار باللفظ، ثوابها أو بعضه لمسلم حي أو ميت: جاز، ونفعه ذلك بحصول الثواب له، ولو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)، ذكره المجد. (من): بيان لكل قربة (تطوع وواجب تدخله نيابة كحج) أو صوم نذره ميت (أو لا) تدخله نيابة، (كصلاة ودعاء واستغفار وصدقة) وعتق (وأضحية وأداء دين وصوم) غير منذور، (وكذا قراءة وغيرها)] اهـ.

مقالات مشابهة

  • عشية يوم الأسير الفلسطيني.. العشرات يحتشدون في رام الله تضامنا مع المعتقلين في سجون إسرائيل
  • مفتي تعز يحذّرُ المرتزِقةَ من الانخراط في قتال اليمنيين المساندين للشعب الفلسطيني
  • وزير الخارجية: تنسيق مصري قطري أمريكي لتهدئة الوضع في غزة
  • عون أجرى اتصالاً بالملك عبد الله الثاني حول خلية الصواريخ
  • حكم إهداء ثواب إطعام المساكين للميت.. الإفتاء تكشف
  • إسرائيل تغتال قياديين في حماس وحزب الله
  • موقع إيطالي: رسائل ترامب لأردوغان تعزز دور أنقرة إقليميا وعالميا
  • مقترح مصري جديد يتضمن نزع سلاح المقاومة وحماس ترد بالرفض
  • الرئيس الفلسطيني و نظيره الفرنسي يبحثان هاتفيا آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية
  • بيان مصري قطري يؤكد الموقف الثابت والداعم للشعب الفلسطيني