علامات حب الله لعبده .. 9 بشارات تؤكد رضا الخالق عنك
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
يتساءل كثير عن علامات حب الله للعبد وهي الإشارات والأَمارات التي يعلم منها العبدُ أن الله تعالى يحبه ويقبل من العبادة التي يؤديها، وحدد علماء بعض علامات حب الله للعبد وسنذكر منها البعض في هذا التقرير.
علامات حب الله للعبد
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن أحد السادة الذين كان لهم جارية، كانت مؤمنة بالله وتحرص على الصيام والصلاة، لافتا إلى أن هذا السيد لاحظ أن هذه الجارية تحرص على قيام الليل دائمًا، والدعاء في آخر ساعة من الليل.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الأربعاء، أن هذه الجارية كانت تسأل الله في الدعاء، وتقول: "اللهم إني أسألك بحبك لي أن تغفر لي وترحمني وتعفو عني، وهذا السيد اعترض على الدعاء، وقال لها أن تسأل الله بحبي لك لا بحبك لي، وهذا نقض موضوعي، لأنه كيف تعلمين أن الله سبحانه وتعالى يحبك".
وتابع: "وردت الجارية بلطف عجيب، قائلة أعلم أنه يحبني لا كما ذكرت سيدي، لأن حب الله لي أقامني وأنامك، ولولا حبه لي ما أقامني لقيام الليل، ويسر لي محبته، والاقتراب إليه".
يبحث كثير عن علامات رضا الله عن العبد ، وكل إنسان من يتمنى أن يرضى الله تعالى عنه، ويسعى كل عبد مؤمن بالله - سبحانه- إلى أن يرضى الله عنه ويُحبّه، فيكون سعيدًا ومُطمئنًّا ومرتاح البال في حياته، وينال الخير كلّه في آخرته، ويكون نيل رضا الله -تعالى- باتّباع أوامره والابتعاد عمّا نهى عنه، والتقرّب له بالدعاء والعبادات، واللجوء إليه في كل تفاصيل الحياة المختلفة، واستشعار وجوده في كل خطوة يخطوها المسلم.
هناك 9 علامات تدل على رضا الله عن العبد إذا وجدها الإنسان عليه أن يحمد الله عليها.
أن أولى هذه العلامات هي الابتلاء، فمصيبة العبد ليست دائمًا تكون غضبًا من الله، كما في حديث رسول الله –عليه أفضل الصلاة والسلام-: « إذَا أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا صَبَّ عَلَيْهِ الْبَلاءَ صَبًّا، وَسَحَبَهُ عَلَيْهِ سَحْبًا، فَإِذَا دَعَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ، وَقَالَ جَبْرَائِيلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: يَا رَبِّ عَبْدُكَ فُلانٌ، اقْضِ لَهُ حَاجَتَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دَعُوا عَبْدِي، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ».
ثانيًا محبة الناس، كما في حديث أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض.
ثالثًا: التوفيق للطاعة، كما قال بعض العارفين بالله: « إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيماأقامك».
رابعًا: أن يفرح العبد إذا ذكر الله كما قال تعالى: « الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)»الرعد.
خامسًا: حسن الخاتمة، كما قال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ اللَّهُ عز وجل لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ» (مسند الإمام أحمد، حديث رقم: 17438.
سادساً- توفيق العبد إلى الزيادة في فعل الخير.
سابعاً- توفيق العبد إلى التوبة.
ثامناً- حفظه لعبده في جوارحه وتوفيقه لكل خير؛ فلا يسمع إلا ما يرضي الله، ولا ينظر إلا لما يرضي الله، ولا يمشي إلا لما يرضي الله عنه.
تاسعاً- يجعل مَحبّة العبد في قلوب الناس، ويكسبه رضا الخلق عنه.
كيف تنال رضا الله
يتوجّب على كل من أراد رضا الله وسعى إليه أن يحرص على القيام بالأعمال التي يُحبّها الله ويرضاها، ويبتعد عن سخطه، فيؤمن بالله عزّ وجلّ، ويتعلّم ما أراد الله سبحانه منه، ويمتثل أوامره ويجتنب نواهيه، وأن يُخلص في عبادته مُتّبعًا لسنة رسوله - محمد عليه الصّلاة والسّلام- ، فقد جاءت نصوص القرآن الكريم ونصوص السُنّة النبويّة مُبيّنةً ما يُحب الله من عباده أن يفعلوه، وما يحب تركه، وممّا ورد حتى ينال رضاالله - سبحانه- ما يأتي:
1- الله سبحانه يرضى عن المؤمنين الشاكرين الذين يُوالون فيه سبحانه ويعادون فيه، كما جاء في قوله -عزّ وجلّ- : « لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
2- يحب الله تعالى من عباده التوّابين الذين إذا أذنبوا أي ذنب عادوا إلى الله واستغفروه وتابوا إليه، والمتطهرين الذين هم دائمًا على طهارة، فقد قال الله -سبحانه-: « إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ».
3- المُتّقين المُتَّصفين بالتقوى، والمُحسنين؛ قال الله - تعالى-: «إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، والمُقسطين، والمُتوكّلين، والصابرين، والذين يتّبعون الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-.
4- ذكر الله سبحانه في القرآن الكريم الصفات التي يكرهها؛ فهو سبحانه لا يحب الكافرين، والمُعتَدين، والظالمين، والمُفسِدين، والمُتكبّرين، والخائنين، والمُسرفين، ولا يحب من كان مُختالًا فخورًا، ولا خوّانًا أثيمًا.
-أما في السُنّة النبويّة فقد كثر في الأحاديث النبوية بيان لبعض الأعمال التي يُحبّها الله عزّ وجلّ ويرضاها، والأعمال التي يبغضها الله سبحانه، ومن هذه الأحاديث :
5- ما رواه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص أنه كان في إبلِه (فجاءه ابنُه عمرُ، فلما رآه سعدٌ قال: أعوذ باللهِ من شرِّ هذا الراكبِ، فنزل، فقال له: أَنَزلتَ في إبلِك وغنمِك وتركت الناسَ يتنازعون المُلكَ بينهم؟ فضرب سعدٌ في صدرِه، فقال: اسكتْ! سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: (إنَّ اللهَ يحبُّ العبدَ التَّقيَّ، الغنيَّ، الخفيَّ))؛ ففي هذا الحديث بيان أنّ الله سبحانه وتعالى يحبّ من عباده العبد الذي يتّصف بالتّقوى والذي لديه مال ينفقه في الخفاء.
6- من الأحاديث أيضًا التي تُبيّن ما يُحبّه الله سبحانه من عباده المؤمنين، عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه- قال: « سأَلْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمعليه الصّلاة والسّلاة: أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قال: أنْ تموتَ ولسانُكَ رَطْبٌ مِن ذِكْرِ اللهِ»؛ ففي هذا الحديث بيان أنّ من الأعمال التي يُحبّها الله سبحانه ويرضاها من عباده الإكثار من ذكره عزّ وجلّ.
7- ممّا يُحبّه الله عزّ وجلّ أيضًا أن يكون العبد سمحًا في البيع، وسمحًا في الشراء، وسمحًا في القضاء. في الحديث النبوي قال النبيّ- عليه الصّلاة والسّلام-: « إنَّ اللهَ يرضَى لكم ثلاثا ويكرهُ لكُم ثلاثًا؛ فيرضَى لكُم أن تعبدوهُ ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصِموا بحبلِ اللهِ جميعًا ولا تفرّقوا. ويكرهُ لكم قيلَ وقالَ، وكثرةَ السؤالِ، وإِضاعةَ المالِ، وفي رواية: مثله. غيرَ أنهُ قال: ويسخطُ لكم ثلاثًا ولم يذكر: ولا تفرّقوا»؛ ففي هذا الحديث بيان لما يرضى الله من عباده، وهي ثلاثة أمور ذكرها الحديث؛ عبادة الله وحده لا شريك له، والاعتصام بحبل الله، وألا يتفرّق المؤمنون، ويكره الله سبحانه ثلاثة أمور؛ القيل والقال أي الكلام بما لا يفيد، وكثرة الاسئلة التي لا داعي لها، وإضاعة المال و إسرافه.
8- ممّا يُحبّه الله سبحانه ويرضى من عباده إدخال السرور على قلب مسلم، أو كشف البلاء عن مسلم، أو قضاء دين عن مؤمن.
9- الابتعاد عمّا يغضب الله والابتعاد عن المعاصي التي حرّمها الله؛ فالله سبحانه لم يمنع عن عبد شيء إلا كان فيه خير، وما أمر بشيء إلا كان فيه خير.
10- المُحافظة على أركان الإسلام؛ وهي شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمد رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان.
11- السعي لنيل رضا الوالدين؛ فرضا الوالدين من رضا الله سبحانه. عدم إيذاء الناس، وشتم الأخرين، والغيبة والنميمة.
12- الإكثار من قول الحمد لله في السرّاء والضرّاء وعند المصائب؛ فالله عندما يبتلي إنسان فهو يُحبّه، ويُحبّ أن يسمع دعائه دائمًا، وبقدر ما يصبر العبد ويحمد ربّه فإن الله سوف يُفرجها عليه ويرزقه من حيث لا يحتسب.
13- المُحافظة على الصّلاة، وقرآءة القرآن، والصّيام، وقيام اللّيل، والدعاء.
كيف تعلم أن الله راضي عنك
قال الشيخ عبدالله العجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن من علامات رضا الله تعالى عن العبد، أن يوفقه لطاعته، مشيرًا إلى أن نبي الله موسى عندما طلب الدعاء من نبي الله الخضر قال له: يسر الله لك طاعته، ودعاء النبي-صلى الله عليه وسلم- بعد كل صلاة: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
وأضاف العجمي في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيسبوك، ردًا على سؤال: ما هي علامات رضا الله عن العبد؟ أن من هذه العلامات أن تلومه نفسه على فعل المعصية وتعزم على عدم العودة إلى ارتكابها، مضيفًا ثالثًا: الصحبة الصالحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.
وتابع رابعًا: الزوجة والذرية الصالحين؛ لقول النبي : «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله».
وأكمل خامسًا: أن يرزقه عملا شريفًا يأخذ منه مالًا حلالًا، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لئن يذهب أحدكم بأحبله إلى الجبل فيحتطب ويبيع خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه».
واستطرد سادسًا: من علامات رضا الله عن العبد أن يوفقه الله للكلم الطيب والقول الحق، لافتًا إلى قوله تعالى: « ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)»الأحزاب.
واختتم أمين لجنة الفتوى سابعًا: الدّعاء، فيسألُ العبدُ ربَّه رضاه، كما يسألُه الجنَّة، فيقول: أسألكَ رضاكَ والجنَّة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علامات حب الله للعبد علامات حب الله علامات رضا الله صلى الله علیه وسلم الله سبحانه الله تعالى من عباده إن الله ه الله فی هذا التی ی دائم ا
إقرأ أيضاً:
مرايا الوحي.. المحاضرة الرمضانية (5) للسيد القائد 1446هـ
يمانيون/ مراد شلي مرايا الوحي: حكايات المحاضرات الرمضانية للسيد القائد (تجسيد المحاضرات الرمضانية كـ”مرايا” تعكس أنوار المعرفة الإلهية بطريقة السرد الروائي).. (المحاضرة الرمضانية الخامسة)
استدراك :
ستظل شخصيات الدكتور أحمد ونجليه صلاح ومُنير تتواجد في جزئية محاضرات القصص القرآنية؛ لاتساقها مع موضوع المحاضرة وعدم تشتيت انتباه القارئ.
“الدكتور أحمد أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.
أما نَجَلاه صلاح ومُنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها.”
ظهر اليوم تنتهي محاضرة منير وصلاح في الكلية ليقفلا عائدان للمنزل وفي الطريق يتحدث منير لصلاح :
– اريد ان احدثك عن محاضرة اليوم يا صلاح
يقاطعه صلاح مبتسماً :
– لا تستعجل يا منير ودعنا نشاهد المحاضرة اولاً
مساء اليوم يجلس ثلاثتهم بغرفة المعيشة متسمران على شاشة المسيرة بانتظار المحاضرة الرمضانية التي بدأت للتو.
في سياق الحديث عن قصة نبي الله وخليله ورسوله إبراهيم عليه السلام، تحدثنا عن بداية مشواره في تبليغ الرسالة الإلهية، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى الإيمان به وتوحيده، بدءً من محيطه الأسري مع أبيه آزر، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الأنعام:74]، وَتَحَدَّثْنَا عَنْ هذين العنوانَيْنِ، الإِشكالية الخطيرة الكبيرة في واقع المجتمع البشري
هناك الكثير من المجتمعات، بالرغم مما فيها من قادة، ومفكرين، وفلاسفة… وغير ذلك، وأمم لها حضارات كبرى على المستوى العمراني في الحياة، ولكن حضارةٌ جوفاء، قامت على أساس الظلم والطغيان، وعلى أساس الكفر والشرك، لم تستفد لا من ما تمتلكه من مقومات مادية؛ لأنها ليست كافية في أن تكون مهتدية، وقد انحرفت عن خط الرسالة الإلهية.
– يعقب الدكتور احمد . . هل علمتم يا ابنائي سبب انحراف تلك المجتمعات المتقدمة الاجابة كما قدمها السيد عبدالملك وهي لان تلك المجتمعات انحرفت عن الرسالة الآلهية .
نبي الله إبراهيم تحرك في محيطه الأسري، ليحارب هذه الظاهرة، وللدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ولإنقاذ أبيه آزر مما هو فيه؛ لأن الشركة ظلمٌ عظيم، وخطرٌ كبير، وهناك مقامات أخرى له مع أبيه، وعادةً ما يقدمه القرآن الكريم نماذج، يعني: بالتأكيد له الكثير من المقامات والحوارات والكلام مع أبيه آزر، ولكن القرآن الكريم هو كتاب هداية، ليس كتاباً للاستقصاء التاريخي، وبالتالي هو يختار لنا نماذج مهمة جداً فيها هداية، وتُلَخِّص لنا الموقف بكله، وله أيضاً مقامات مع أبيه وقومه، يعني: مع بعض مقامات منفردة مع أبيه آزر، ومقامات مع معه أيضاً مع قومه.
– الله ما اعظم هذه الجملة التي ذكرها السيد عبدالملك القرآن الكريم هو كتاب هداية، ليس كتاباً للاستقصاء التاريخي . . هكذا تحدث صلاح .
المسلمون هم الأمة الوحيدة بين كل أمم الأرض، وهم أمة محدودة في عددها، يعني: ليسوا هم الأغلبية في المجتمع البشري، هم الأمة الوحيدة على أساس الانتماء للإسلام، يدينون بالتوحيد لله سبحانه وتعالى، والإسلام يقدِّم لنا الدين الخالص والحق في التوحيد لله سبحانه وتعالى، والإيمان برسالته.
– الحمد لله على نعمة الاسلام هكذا تحدث منير
أمَّا بقية المجتمعات، ومنها المجتمعات التي تقدِّم نفسها أنَّها داعيةٌ للحُرِّيَّة، مثلما هو حال الغرب الكافر في أمريكا وأوروبا، هي مجتمعات تعتقد بالشرك، وتُعبِّد نفسها لغير الله سبحانه وتعالى، النصارى- مثلاً- يعتبرون نبي الله عيسى عليه السلام، الذي هو نبي الله ورسوله، يعتبرونه رباً وإلهاً في إذاعاتهم، في كتاباتهم، في طقوسهم في الكنائس، يقولون: [الربّ يسوع] يعني: عيسى، (يسوع يعني عسى)، في الوقت الذي يقدِّمون فيه أنفسهم أنهم دعاة الحُرِّيَّة، أي حُرِّيَّة لمن يعتبر نفسه عبداً لإنسان، لنبي الله عيسى عليه السلام، الذي هو إنسان من البشر، عبد لله سبحانه وتعالى، أول كلمة أنطقه الله بها: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}[مريم:30]
– هل لاحظتم يا ولديّ كيف طرح السيد عبدالملك حال المجتمعات المتقدمة وعبادتهم لعبد من عباد الله .. هكذا تحدث الدكتور احمد
الآن، في عصرنا هذا، في زماننا هذا، في عصر التقدم العلمي والنهضة الحضارية، النسبة الغالبة بين المجتمعات البشرية تعتقد بالشرك، بالألوهية لكائنات مخلوقة، ويشركونها مع الله في الألوهية.
ولذلك هم يحاولون أن يستهدفوا المسلمين، الذين هم الأُمَّة الوحيدة، والدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي يُقدِّم التوحيد لله خالصاً نقياً، فتلك الفئات الأخرى هم يحاولون أن الاستهداف للمسلمين، الذين يعيشون هذه النعمة: نعمة التوحيد، وشرف التوحيد لله سبحانه وتعالى،
المفترض أن يعملوا، أن يبذلوا جهدكم لنشر الإسلام، والدين الحق، والتوحيد لله في كافَّة أرجاء المعمورة، لكن الآخرين يستهدفونهم هم، بدلاً من أن يكونوا هم من يتحركون لهداية بقية المجتمعات البشرية بما يمتلكونه من هدى،
– هذا هو الدور المفترض بنا كما اوضحه السيد عبدالملك كأمة مسلمة هكذا تحدث الدكتور احمد
اليهـ.ـود لهم دورٌ أساسي؛ لأنهم كانوا هم من عملوا على الزيغ بالنصارى والانحراف بهم إلى درجة الشرك، اخترقوهم، ويعملون أيضاً في الوسط الإسلامي في أسلوبهم الخطير جداً للإضلال، وللتحريف والانحراف بالمسلمين، الله قال عنهم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}[النساء:44]، قال عنهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران:100]، وهم يحرِّكون من يواليهم من النصارى في هذا السياق، في حربهم ضد الإسلام والمسلمين، وفي الاستهداف بالحرب الناعمة: الفكرية، الثقافية، والخطر الكبير في هذا الجانب هو في عصر الإنترنت، في عصر القنوات الفضائية: التلقي الفوضوي، التلقي الفوضوي؛ لأن ما يصل بالناس إلى مستوى الانحراف الكبير في عقائدهم الدينية، وفي معتقداتهم ومفاهيمهم التي يحسبونها على أنها من الدين الإلهي، هو الضلال،
– علينا ان نكون على ادراك كامل لدور اليهـ.ـود في اظلال الامة الاسلامية كما عملوه بالنصارى .
فالمشكلة الخطيرة جداً على الكثير من المسلمين هي: التلقي الفوضوي والعشوائي من القنوات الفضائية، من الإنترنت.
ولذلك تصل الحال بالبعض من المسلمين في كثير من المجتمعات، وفي بعضها أكثر، يعني حسب الإحصائيات: أن أكثر دولة من بلدان المسلمين فيها حالة ارتداد عن الإسلام هي السعودية، هذا حسب الإحصائيات التي تُقدَّم، فيها ارتداد صريح يعني عن الإسلام، يعني: ناس يخرجون من الإسلام بالكامل، ويعلنون ردتهم عن الدين الإسلامي، إمَّا بعضهم إلى الإلحاد، وبعضهم إلى النصرانية، وبعضهم إلى ملل أخرى، لكن لماذا؟ هناك أيضاً في اليمن، في مختلف البلدان، من يحصل لهم مثل هذه الحالة، مما يتحول إلى البهائية، أو الأحمدية، أو غيرها من الملل الأخرى.
الكثير منهم يتأثر بماذا؟ لأنه يقوم بمتابعة قنوات فضائية تدعو لذلك الضلال والباطل، وهو ليس محصناً بالهدى، ليس لديه لا اليقين، ولا المعرفة الكافية، فيتأثر بشبهاتهم، وهم يفلسفون للضلال والباطل بزخارف القول، التي يتأثر بها من لا يمتلك الوعي، ولا المعرفة، ولا الفهم، ولا اليقين، ينخدع.
– هل لاحظتم كيف قدم السيد عبدالملك مآلات التلقي الفوضوي وهو الشرك بالله وهذه حالة خطيرة للغاية وعدد بعض النماذج في بعض الدول .
والبعض من خلال الإنترنت، كثيرٌ ممن ظلوا وارتدوا وانحرفوا عن طريق الإنترنت، والبعض عن طريق دعاة، دعاة للضلال؛ لأن للضلال دعاةٌ ورعاة:
دعــاة: يدعون إليه، يُقدِّمون للناس الشُّبة، يتفلسفون له، لإقناع الناس ولخداعهم، وينفق عملهم في الخداع بزخارف القول والشبه، على من لا يمتلك لا وعياً، ولا معرفةً، ولا يقيناً، ولا بصيرةً في دينه، وهو مضطرب ومرتبك.
وهناك رعاة: وهم المستفيدون من مثل سلطات ظالمة، قوى نافذة، ترى أنها مستفيدةً بنفوذ سياسي، أو مستفيدةً مادياً، أو بنفوذ اجتماعي، أو مقامات معنوية… أو غير ذلك.
– هل سمعتم يا ولديّ كيف قسم السيد عبدالملك الظلال لنوعين اوضحهما وهما الدعاة والرعاة
ولهذا من أهم الأشياء التي تقي من التأثر بذلك الضلال هو: المقاطعة، المقاطعة للقنوات الفضائية، للمواقع المضلة، القنوات الفضائية المُضِلَّة التي تنشر الضلال، لا تتابع أي قناة تنشر الضلال، قاطعها، لا تتابع أي مواقع على الإنترنت تروِّج للباطل وتُقدِّم الشُّبه، اعمل على مقاطعتها، هذه مسألة مهمة، {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[الأنعام:68]، المقاطعة، المقاطعة هي حل لأكثر الناس؛ لأن أكثر الناس لا يمتلكون من الوعي والمعرفة والفهم ما يتحصنون به من الشبه، وبالتالي يتأثرون بالشبه، كذلك من دعاة الضلال، دعاة الضلال أينما كانوا، فالمهم هو مقاطعتهم، عدم الإصغاء لهم، عدم التقبل منهم، وهذه مسألة مهمة جداً.
– هل ادركتم اهمية المقاطعة كما شرحها السيد عبدالملك باعتبارها الحل الاسهل لاكثر الناس
ثانياً: الارتباط بالهدى، الإنسان بحاجة إلى أن يرتبط بالهدى، وبالهداة، وطريق الهداية، وأن يحاول أن يستبصر، أن يكون واعياً، أن يكون فاهماً، أن يكون على معرفة بدينه، بالأسس المهمة لدينه، بالمبادئ الأساسية، هذه مسألة مهمة جداً، وأن يعرف أين هي قنوات الهداية ومصدر الهداية، وطريق الهداية؛ ليرتبط بها، وأن يدرك الإنسان بشأن هذين العنوانين: (الهدى، والضلال) أن هما الأساس، يعني: مسيرة الإنسان في حياته: إما أن تكون على هدى، وهذا فيه النجاة، وإلا فلن تكون إلا على ضلال، وفي هذا الهلاك والخسران والعياذ بالله، والله علَّمنا حتى في الصلاة، كيف نعي أهمية هذه المسألة، في قوله تعالى يعلمنا: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّ}[الفاتحة: 6-7].
– وثاني هذه الاشياء التي تقي من التأثر بذلك الضلال هو الارتباط بالهدى وكيف شرح السيد عبدالملك اهميته .
التعقيدات التي كان يعاني نبي الله إبراهيم عليه السلام منها في واقع مجتمعه شرحناها، يعني:
سلطة طاغية، ظالمة، متكبرة، مجرمة جداً، على رأسها رجلٌ متكبرٌ، وصل به الغرور والكبر والطغيان إلى أن يدَّعي الربوية.
مجتمعٌ شديدٌ في تشبثه بالباطل، متشدد، يعني: متدين بالباطل بشدة، ونبهنا عن خطورة الضلال عندما يتحول إلى معتقدات دينية، الباطل عندما يتحول إلى معتقدات دينية؛ لأن البعض أيضاً يكونون عندما تكون المسألة تديناً، متشددين عليها، متمسكين بها بشدة جداً، بتقديس كبير، وتشدد كبير.
هناك أيضاً جهات نافذة، نافذة كمستفيدة مادياً، كمستفيدة معنوياً.
ويعاني حتى في محيطه الأسري.
إضافة إلى أن الموضوع بنفسه، موضوع التوحيد، ومحاربة الشركة، الذي يلامس أكبر معتقداتهم أهميةً وقدسيةً لديهم، يعني: الموضوع محاط بحساسية شديدة
مهام الرسل والأنبياء أكبر مهمة، هي أكبر المهام، وأقدس المهام، فيها تعقيدات كثيرة في واقع الحياة؛ لأنهم يأتون إلى الناس لهداية الناس،
– لقد اوضح السيد عبدالملك الوضعية التي كانت تحيط بالسيد عبدالملك وعرفنا بمهام الرسل كونها من اقدس المهام .
ولأهمية المقارنة بين المسألتين، نجد- مثلاً- في حركة رسول الله محمد “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، عرضوا عليه، عرض عليه المشركون في مكة، قالو: [إن كنت تريد مُلكاً مَلَّكنَاك علينا]، يعني: المسألة عندهم مقبولة، لو كانت المسألة مسألة مُلك وديولة، ما عندهم مشكلة أنه يتوِّجوه ملكاً عليهم؛ أو يريد مالاً، أن يجعلوه أثرى وأغنى رجلٍ فيهم؛ أو يريد امرأةً أجمل امرأة، ليس عندهم مشكلة… أو أي عرض مادي، لكن الاصطدام بهم في جوهر ما يتشبثون به: معتقدات، عادات، تقاليد خاطئة، أفكار خاطئة، ضالة… غير ذلك، يعني: تغيير الواقع بكله، هي المسألة الحساسة والبالغة التعقيد.
فلذلك ندرك أهمية ما تتطلبه هذه المهمة، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}[الأنعام:75]، هذا في الإعداد لهذه المهمة، في مقابل ما يواجهه من صعوبات، وتعقيدات، وحساسية، وإشكالات في الواقع، يهيئه الله ويعده ليؤدي هذه المهمة بهذه الطريقة، ليريه (مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ): الآيات العجيبة، التي تجعله على أعلى درجات اليقين، اليقين العالي، و يتَّجه من خلالها وهو في أعلى درجات اليقين، بعزمٍ، وقوةٍ، واطمئنانٍ تام، وهذه المسألة سنتحدث عنها في المحاضرة القادمة إن شاء الله.
– انتهت المحاضرة وثلاثتهم يشاهدون بعضهم بارتياح وبانتظار محاضرة غداً بإذن الله