جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-27@08:30:16 GMT

تنمية مواطن القوة قوة للمواطن

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

تنمية مواطن القوة قوة للمواطن

 

هند الحمدانية

تشهد مجتمعاتنا حملة وطنية للبحث والتقصي عن المشكلات التي يعاني منها أبناء المجتمع وتحليلها ووضع خطط ومحاولات لكيفية حلحلتها أو تجاوزها لنحقق حياة كريمة للمواطن وتنمية مستدامة للوطن، ونتيجة لهذه العملية المتواصلة في اكتشاف نقاط الضعف التي يعاني منها أفراد المجتمع طغت على السطح قضايا البطالة والباحثين عن عمل ونقص الموارد المختلفة وشح المهارات وشتى النواقص التي يعاني منها المجتمع بداية من الإمكانيات المادية ونهاية إلى القدرات البشرية.

تقول روزابيث موس كانتر الأكاديمية في جامعة هارفرد: "إننا عندما نغير الناس فإنهم يختبرون ذلك كعنف، ولكن عندما يتغير الناس لأنفسهم، فإنهم يختبرون ذلك كتحرر"، لذا أود أن أطرح عليكم في هذا المقال استراتيجية جديدة لتطوير المجتمع وأبناءه ربما لم نعتد عليها كنمط للتغيير والتطوير وإنما هي حقيقة أثبتتها المجتمعات المتطورة وطبقتها وحصدت نتائج مذهلة انعكست على الأفراد والمؤسسات والأوطان على حد سواء.

استراتيجية تحقق لنا تغيير الناس بطريقة لا تلحق الضرر بقدراتهم في مجتمعاتهم وهي أن نبدأ بالتركيز على مصادر القوة في داخلهم وفي داخل مجتمعاتهم وليس بالتركيز على مواطن الضعف وعلى ما ينقصهم ويعيبهم.

وفي محاولة مِنَّا لتأطير هذه النظرية، يجب علينا أن ندرك الحقائق المؤسفة والأخطار الجسيمة التي تنعكس على الناس والمناطق المحلية من التعاطي مع الأمور بالطريقة التقليدية القديمة، أول الأضرار أنها تتطلب بالفعل وجود أشخاص ومجتمعات ضعيفة لنقوم بمساعدتهم بدلا من البحث من خلال مواهبهم وقدراتهم ونقاط القوة في المجتمع، أيضا الأموال الهائلة التي نخصصها لعمليات الإصلاح تلك والتي تهدف إلى توجيهها نحو أولئك الذين يحتاجون إلى الدعم والمساندة، فهي في الحقيقة لا تحقق ذلك المطلب، بل هي تذهب إلى الخبراء الذين يتقاضون رواتبهم مقابل تقديم الخدمات لأولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة، الأمر الآخر أن مجتمعات بأكملها تم تعريفها بأنها ناقصة بسبب الاعتقاد أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتغير بها أي شيء بالنسبة لهم هو عندما يكون هناك خبير خارجي لديه البرنامج الصحيح والأموال الكافية ويأتي لإنقاذهم، ولكن بالتركيز على ما هو قوي بدلًا من التركيز على ما هو ضعيف نبتكر منهج ذكي ينعكس بشكل فعال جداً على عملية تطوير المجتمعات والناس ويضع قواعد جديدة ناجحة تغير أساليب المعالجة والمساعدة.

ووفق دراسة لجامعة نورث وسترن الأمريكية، قام الباحثان جون ماكنايت وجودي كريتزمان بتسليط الضوء على هذه الفكرة بشكل كبير؛ حيث أمضوا 4 سنوات في السفر عبر 300 حي و20 مدينة في أمريكا الشمالية، إلى أن استوقفتهم تلك الأحياء المعروفة إلى حد كبير من قبل الآخرين بأنها مناطق منعزلة للأمراض والمشكلات الاجتماعية والبطالة. وهنا بدأ جون وجودي بتطبيق أسلوب جديد في الحوار مع سكان تلك المناطق، لقد ابتكروا محادثة مختلفة في الطرح؛ حيث دعوا الناس ليخبروهم عن وجهة نظرهم حول كيف يمكن أن نحدث التغيير في مجتمعاتهم، لقد استمعوا لقصص الجميع ووجهات نظرهم التي كانت تدور حول آراءهم في أسلوب إحداث التغيير.

وخلصت الدراسة إلى 5 محاور أساسية للتغيير اتفق عليها الأغلبية وهي الآتي: تحديد مهارات السكان المحليين، وقوة الشبكات الاجتماعية المحلية (العلاقات)، والموارد المتوفرة للقطاع العام والخاص والمؤسسات غير الربحية، والموارد المادية والاقتصادية للأماكن المحلية، والقصص المُلهِمة من حياتنا المشتركة (موارد نفسية).

حقيقة: هذه الدراسة أكدت لنا أن الطريق الوحيد لبناء المجتمعات هو بناء علاقات عميقة، لأننا في النهاية نصنع مواطن في وسط مجتمعه ليزدهر ويقدم مواهبه الأصيلة ومهاراته المكتسبة لإنشاء مجتمع أفضل وأكثر شمولية واستدامة.

إننا عندما نصف الناس بأنهم ضعفاء، أو فقراء، أو ناقصين أو مثيرين للمشاكل أو عاطلين عن العمل فإن ما نفعله في الواقع هو أننا ننتزع جزء من روح المواطن وذلك باسم مساعدته.

علينا أن نجد طريقة لنرفع تلك المسميات التي تحجب مواهب المجتمعات والموارد والإمكانيات والخزان الغير مستغل من القدرات والإبداع الموجود داخل كل مجتمع، وهذه الطريقة هي أن يخلق الناس الحل بكلماتهم الخاصة وبأيديهم، لأنه عندما يخلق الناس الأشياء بأنفسهم فإنهم يمتلكونها ويلتزمون بها بطريقة لا يمكن لأحد أن ينازعهم عليها، دعوهم ينتبهوا للقوة المودوعة في داخلهم ليستثمروها في معالجة ما هو خطأ وناقص وضعيف وخلق شعور مستمر بالتحفيز وإجراء تغييرات سلوكية دائمة لدى المواطنين تهدف إلى التدرج في الإنجاز والديمومة في تنمية الفرد والمجتمع.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قائد شرطة الفجيرة: المخدرات تهدد سلامة المجتمعات

أكد الفريق محمد أحمد بن غانم الكعبي، القائد العام لشرطة الفجيرة، ضرورة تسليط الضوء على أهمية استدامة التوعية بمخاطر المخدرات، والتشديد على دور التعاون المحلي والدولي بين الأجهزة الشرطية والأمنية من أجل التصدي ومكافحة هذه الآفة الخطرة التي تهدد سلامة وأمن الأسر والمجتمعات في مختلف دول العالم.

وأشار في تصريح بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يوافق 26 يونيو من كل عام، إلى دور الإمارات الاستثنائي في مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية محلياً ودولياً، مؤكداً أن الدولة تواصل تكثيف جهودها الريادية على مستوى العالم في إلقاء القبض على أفراد العصابات الإجرامية وحجم الضبطيات، والتي كان لها أثر كبير في المساهمة في منع وصول السموم المخدرة إلى المجتمعات وحماية الأسر من أضرارها.

كما شدد على دور الأسرة في مواجهة المخدرات وما تخلفه من أضرار مادية ومعنوية على أبنائها كونها الإطار التفاعلي الأول والبيئة الحاضنة التي ينشأ فيها الطفل.

وقال الفريق الكعبي إن القيادة العامة لشرطة الفجيرة تعمل بتكامل مع الأجهزة الشرطية في الدولة على تعزيز الجهود في كشف وضبط العصابات المُنظمة التي تنشر هذه الآفة عبر الحدود الدولية، إلى جانب العمل محلياً على مكافحة ترويج السموم المخدرة، وتوفير سبل الكشف المبكر وتعزيز آليات التأهيل للمتعافين، ودمجهم في المجتمع.

(وام)

مقالات مشابهة

  • خبير قانوني: خطاب الكراهية من أخطر الخطابات التي يمكن أن تنتشر في المجتمعات
  • قائد شرطة الفجيرة: المخدرات تهدد سلامة المجتمعات
  • من جادلوا الله في بقرة لن يسلموا القدس بالسلم
  • هيئة تنمية المجتمع تنظم فعالية للتوعية باليوم العالمي لمكافحة المخدرات
  • تيارات التعددية الثقافية وفلسفاتها
  • ما الإيمان؟ عن غزة وصلاة الاستسقاء في الصيف
  • صيدلية "الناس لبعضهم" في أسوان: عام من العطاء وإنجازات متميزة
  • «تنمية المجتمع» تطلق جوائز القطاع الثالث في أبوظبي
  • نص الدرس السابع لقائد الثورة من حِكم أمير المؤمنين علي عليه السلام
  • دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي تطلق جوائز القطاع الثالث في إمارة أبوظبي