جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-18@20:28:11 GMT

اللحظة الفارقة

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

اللحظة الفارقة

 

سمير الهنائي

دائمًا يعاني البعض منَّا نحن العرب شبح ما يطاردنا وهو الضعف والخوف من القوة، وما حدث سابقاً ويحدث الآن من توغلات واختراقات داخل المنظومة الأمنية الصهيونية دليل على مدى هشاشة هذا السياج الخرساني الذي يراه الآخرون عظيما، ومع تكتيكات المقاومة التي غالبا تعتمد على الدعم البسيط أو ما يكون مُصنّعا داخليًا، قد كسر القاعدة من حيث القوة والحسابات الرياضية.

غير إن الرهان في الانتصارات بالمعارك يتوقف على قوة الكادر البشري أولا، وكم من دول وكيانات تمتلك التقنيات وأضخم الترسانات الحربية ولكن لم يتحقق لها النجاح في تلك المعارك الخاسرة التي خاضتها. ولكي لا نطيل الحديث في هذا الجانب فقط لنضرب الأمثلة العظمى كحرب وانتصار فيتنام على أمريكا الذي يعد أكبر فضيحة في تاريخ الجيش الأمريكي، إضافة لمعركة أوسان الكورية والتي تعد هي الأخرى وصمة عار في تاريخ الجيش الذي يعد الرقم 1 عالميا. القوة العسكرية ليست دائما تعني الانتصار، هكذا تُخبرنا استراتيجيات الحروب في التاريخ.

وبعد هذه الاختراقات التي حققتها المقاومة الفلسطينية رغم مرارتها على أهل غزة، إلا أنها تشكل مرحلة مهمة من التقدم الفني والعسكري في مقاومة المحتل حتى جلاء آخر صهيوني من على فلسطين، لذلك في هذه العملية الباسلة التي شنتها كتائب القسام بات الأسرى الإسرائيليون الورقة المهمة التي ستساوم بها إسرائيل، رغم الثمن الذي سيكون مكلفا على المقاومة ولكنه لا بأس لدى الأحرار الذين يقدرون شرف النضال، لأن وجود أسرى وبأعداد كبيرة يمثل تحديًا هائلا وضغطا غير مسبوق على الكيان الصهيوني. وكما شاهدنا خلال السنوات الماضية عند تبادل أي أسرى بين الجانبين، نلاحظ الفارق تارة نجد جنديا إسرائيليا مقابل 100 أسير أو 400، فما بال هذا الكيان بعد هذه الأرقام التي بلا شك ستؤرقهم أكثر من أي وقت مضى، ناهيك عن أعداد المفقودين والقتلى الذين سقطوا في هذه الأحداث التي لا تزال مستمرة، والأضرار في شتى الأماكن بما فيها العتاد الذي سيكون باهظا على الإسرائليين.

أما عن التصريحات الغربية الأخيرة و التي ستقدم الدعم للكيان الهش بالبوارج العملاقة!! فهي ليست سوى حقيقة غائبة أن هؤلاء المحتلين يعانون أيضا في صفوف جيوشهم من هروب الجنود وهذه ظاهرة ليست وليدة اللحظة؛ بل بدأت الصحف العبرية لديهم تناقشها وتطرحها منذ عقود كناقوس خطر داخل المجتمع التائه وخصوصًا في الأجيال الناشئة الحالية وهي ظاهرة سنوية وشبه شهرية.

هناك إحصاءات تصدر وبالإمكان الاطلاع عليها في صحافتهم ومواقعهم الرسمية أو المستقلة المحايدة، ومشكلتنا نحن العرب- كما أسلفت في مقالات سابقة- أننا لا نقرأ كثيرا في الصحافة العبرية لكي نستقرأ ونحلل بشكل أعمق هذه الشروخات والحقائق التي تُنذر بأن للكيان نهاية، وهم يؤمنون بتلك الحقيقة المرة ولديهم قناعة كبرى بأن نهاية إسرائيل باتت قاب قوسين أو أدنى، ويدركون تمامًا أن أي احتلال زائل، فقط يتوقف على الظروف التاريخية لكل حالة.

وقبل أيام نشرت بعض الحسابات الرسمية في الجيش الصهيوني المحتل استدعاءات للقوات الاحتياطية والتطوعية السريعة للخدمة، وهذا يوضح لنا بشكل جلي عن المدى الفعلي داخل تلك القوة الهشة التي يتفاخر بها المحتل ويروج لها  الغرب المساند للكيان ويبالغ حولها الذين يرددون كالببغاوات في وطننا العربي.

ستستمر المقاومة الفلسطينية في كل متر مربع من على الأرض في الدفاع المقدس الشريف للتحرير، وسيواصل الشعب الفلسطيني صنع القذائف والبنادق والطائرات المسيرة بسواعد شبابه ورجالاته الذين لا يبالون وهم يدفعون بأرواحهم لأجل وطنهم المحتل، وأن الكيان الصهيوني حاله كحال أي محتل عبر التاريخ، ذاهب للزوال، بقدرة الخالق وبمقاومة الشرفاء داخل فلسطين والداعمين لهم حول العالم الحر.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لماذا لم تخسر إسرائيل أوروبا حتى اللحظة؟

ارتفعت حدة الإدانة لإسرائيل في مختلف أنحاء أوروبا منذ بدأت الحرب في غزة، وبينما تستعد الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت في الثامن عشر من سبتمبر (أيلول) على مطلب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، قد يتصور المرء أن غضب الناخبين الأوروبيين من الحرب سيقنع حكوماتهم بدعمها.

العامل الأكبر الذي يحمي إسرائيل هو القوة الصاعدة لليمين المتشدد

ففي هذه السنة، احتل متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين الجامعات في أمستردام وبرلين وباريس؛ وتحتل القضية الفلسطينية مكانة بين قضايا التفاوت في الدخل وتغير المناخ ومسائل كبرى تشغل اليسار الأوروبي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى انخفاض كبير في التأييد لإسرائيل.

لكن في الواقع، إن الأمور أكثر تعقيداً، كما تشرح مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية التي أشارت إلى أن مواقف الدول الأوروبية تجاه إسرائيل تنقسم إلى ثلاث مجموعات تقريباً.

المجموعة الأولى... احترام قليل

مالت بعض الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط والدول الإسكندنافية منذ فترة طويلة نحو الفلسطينيين، على أسس تتعلق بحقوق الإنسان أو تعاطفاً مع حركات إنهاء الاستعمار.

وكانت أكبر نكسة دبلوماسية لإسرائيل بسبب حرب غزة عندما اعترفت أيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا بدولة فلسطين في الربيع الماضي، وفعلت السويد ذلك قبل عقد من الزمن.

وينظر مواطنو هذه الدول إلى إسرائيل بقليل من الاحترام من قبل الحرب أيضاً.

وفي إسبانيا على سبيل المثال، تقلصت الفجوة بين المؤيدين وغير المؤيدين لإسرائيل من ناقص 53 في أغسطس (آب) إلى ناقص 38 في مايو (أيار) 2023، وفق مؤسسة يوغوف لاستطلاعات الرأي. 

Why Israel has not yet lost Europe https://t.co/oMWQ0ilx6z from @TheEconomist

— Sharon Fastlicht (@sfastlicht) September 15, 2024 أوروبا الغربية... التباس

أما موقف الدول الأوروبية ا،لغربية الأخرى فأكثر غموضاً، وبخاصة تلك المتضررة من الهولوكوست.

وتعتبر ألمانيا حالة منفصلة، فهي تعتقد أنها تتحمل مسؤولية خاصة عن حماية الحياة اليهودية وترى أن الدفاع عن أمن إسرائيل من "مصلحة الدولة العليا".

والرأي العام تجاه إسرائيل، وهو حالياً عند ناقص 34، أقل سلبية إلى حد ما مما هو عليه الحال في الدنمارك أو السويد، كما قمعت الحكومة المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وتتردد في انتقاد الانتهاكات الإسرائيلية.
مع ذلك، تحترم ألمانيا القانون الدولي، وقد وضعت في مأزق بسبب حكم أصدرته محكمة العدل الدولية في يوليو (تموز) يقضي بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة.

ومن شأن مذكرة اعتقال محتملة من المحكمة الجنائية الدولية لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن تزيد من حدة التناقضات الألمانية.  

Why Israel has not yet lost Europe https://t.co/u4qkZTcWzf

— Abou Reda ابو رضا (@nicegook) September 15, 2024

وحصرت فرنسا نفسها إلى حد كبير بالدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإرسال المساعدات الإنسانية.

وهي تواجه مهمة صعبة في الموازنة بين أكبر عدد من اليهود في أوروبا وأكبر نسبة من المسلمين في أي دولة أوروبية غربية.

كما تواجه حدود نفوذها في الشرق الأوسط: فقد فشلت محاولة الوساطة التي بذلتها لمنع حرب في لبنان هذا الصيف.

والواقع أن مستويات الاستياء الشعبي من إسرائيل مماثلة لتلك الموجودة في ألمانيا. لكن كما هي الحال في ألمانيا، عندما يُسأل الفرنسيون عن الجانب الذي يتعاطفون معه أكثر، فإنهم ينقسمون بالتساوي تقريباً.

وفي إيطاليا أيضاً، لم يولد الغضب الشعبي من إسرائيل سوى القليل من العمل السياسي، فالحزب الديمقراطي من يسار الوسط والأحزاب اليمينية، بما فيها حزب إخوة إيطاليا الحاكم بزعامة جورجيا ميلوني، يؤيدون لإسرائيل عموماً، وإن كانوا قد أصبحوا أكثر انتقاداً لها في الآونة الأخيرة، أما حركة النجوم الخمس المتمردة هي وحدها التي تعبر عن مشاعر معادية لإسرائيل.

وتقول ناتالي توتشي من معهد إيطاليا للشؤون الدولية: "إن الرأي العام ضد إسرائيل موجود، لكنه لا يحدد الأصوات".

كما تلاحظ أن أيديولوجيتي إخوة إيطاليا وحزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو "ليستا متباعدتين إلى هذا الحد": فكلاهما يتصور صراعاً حضارياً للغرب ضد الإسلام. وهذا التشابه الأيديولوجي مهم أيضاً للمجموعة الثالثة من الدول الأوروبية: الدول ذات الميول اليمينية في وسط وشرق أوروبا.

المجموعة الثالثة

أقام نتانياهو علاقات وثيقة مع فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر وزعيم لليمين العالمي المتشدد، وفي بولندا وجمهورية تشيكيا ودول البلطيق، حيث الشعبوية اليمينية قوية، تميل الإدانة لحرب إسرائيل إلى أن تكون خافتة.

وقد دارت خلافات بين إسرائيل وبولندا حول تاريخ المحرقة، وأخرى في فبراير (شباط) بعد مقتل عامل إغاثة بولندي في غزة؛ لكن العلاقات بين البلدين قد عولجت.
ومن غير الواضح إلى أي مدى قد يمارس الأوروبيون نفوذاً على إسرائيل حتى لو تسرب الغضب الشعبي إلى مستوى الحكومة. والوسيلة الأكثر وضوحاً هي تقييد مبيعات الأسلحة، كما بدأت الحكومة البريطانية في القيام بذلك، بالنسبة إلى فئات معينة من الأسلحة التي تعتبر معرضة لخطر الاستخدام في جرائم الحرب.

وألمانيا هي ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل بعد أمريكا، لكنها لا تفكر في فرض قيود، ولو أن أحكام المحاكم الدولية قد تغير ذلك.

وتأتي إيطاليا في المرتبة الثالثة بفارق كبير؛ لقد سبق أن أوقفت إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل، لكن فقط لأن قوانينها تحظر المبيعات إلى البلدان في حالة حرب.

السبب الأكبر

وبحسب الصحيفة فإن العامل الأكبر الذي يحمي إسرائيل من الإدانة الشعبية الأوروبية هو القوة الصاعدة لليمين المتشدد. فالتجمع الوطني في فرنسا، وهو أكبر حزب يميني في البلاد، أصبح بشكل كامل مؤيداً لإسرائيل بعدما تخلى عن معاداة السامية التي تبناها في أيامه الأولى. وحزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب معاد للمسلمين ويأتي في المرتبة الثانية ضمن استطلاعات الرأي الوطنية، يدعو إلى قطع المساعدات عن غزة والضفة الغربية.

وفي إسبانيا، يعد حزب فوكس اليميني المتشدد الحزب الوحيد الذي يتحالف بوضوح مع إسرائيل؛ فقد زار زعيمه القدس العام الماضي.

وفي هولندا، حتى مع احتلال الجامعات في مايو من قبل الطلاب الذين يرتدون الكوفيات، كانت الحكومة الهولندية الأكثر يمينية منذ الحرب العالمية الثانية تتولى السلطة. وقضى خيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب في الائتلاف، سنوات في كيبوتس خلال شبابه.

ويدعو اتفاق الائتلاف إلى النظر في نقل السفارة الهولندية إلى القدس. ومن غير المرجح أن يحدث هذا، لكنه يرسل إشارة.

وختمت المجلة لافتة إلى أنه قد يكون الأوروبيون غاضبين من الوحشية في غزة، ولكن طالما أنهم يصوتون لقادة مثل فيلدرز، فليس لدى إسرائيل ما يدعوها للقلق.

مقالات مشابهة

  • انفجار مخزن أسلحة وسط مدينة تعز وسقوط ضحايا
  • مصادر إعلامية: الإجراءات الأمنية التي اتخذتها المقاومة في أعقاب تفجيرات البايجر أمس أحبطت جزءاً من العدوان السيبراني اليوم
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • لجان المقاومة: جريمة قتل الحكيم الدلو استمرار للإجرام الإسرائيلي بحق الأسرى
  • لجان المقاومة تدين التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصالات لبنانية
  • صافرات الإنذار تدوي في قرية مجدل شمس بالجولان المحتل
  • لماذا لم تخسر إسرائيل أوروبا حتى اللحظة؟
  • ما قصة القوة التي طوقت جامع أم الطبول وسط بغداد؟
  • إعلام عبري: منفذ عملية الطعن في القدس هو الشهيد زايد أبو صبيح من النقب المحتل
  • الفصائل الفلسطينية تحتفل بالعملية النوعية لقوات صنعاء التي استهدفت “تل أبيب” باستخدام صاروخ فرط صوتي جديد