جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-31@10:51:58 GMT

اللحظة الفارقة

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

اللحظة الفارقة

 

سمير الهنائي

دائمًا يعاني البعض منَّا نحن العرب شبح ما يطاردنا وهو الضعف والخوف من القوة، وما حدث سابقاً ويحدث الآن من توغلات واختراقات داخل المنظومة الأمنية الصهيونية دليل على مدى هشاشة هذا السياج الخرساني الذي يراه الآخرون عظيما، ومع تكتيكات المقاومة التي غالبا تعتمد على الدعم البسيط أو ما يكون مُصنّعا داخليًا، قد كسر القاعدة من حيث القوة والحسابات الرياضية.

غير إن الرهان في الانتصارات بالمعارك يتوقف على قوة الكادر البشري أولا، وكم من دول وكيانات تمتلك التقنيات وأضخم الترسانات الحربية ولكن لم يتحقق لها النجاح في تلك المعارك الخاسرة التي خاضتها. ولكي لا نطيل الحديث في هذا الجانب فقط لنضرب الأمثلة العظمى كحرب وانتصار فيتنام على أمريكا الذي يعد أكبر فضيحة في تاريخ الجيش الأمريكي، إضافة لمعركة أوسان الكورية والتي تعد هي الأخرى وصمة عار في تاريخ الجيش الذي يعد الرقم 1 عالميا. القوة العسكرية ليست دائما تعني الانتصار، هكذا تُخبرنا استراتيجيات الحروب في التاريخ.

وبعد هذه الاختراقات التي حققتها المقاومة الفلسطينية رغم مرارتها على أهل غزة، إلا أنها تشكل مرحلة مهمة من التقدم الفني والعسكري في مقاومة المحتل حتى جلاء آخر صهيوني من على فلسطين، لذلك في هذه العملية الباسلة التي شنتها كتائب القسام بات الأسرى الإسرائيليون الورقة المهمة التي ستساوم بها إسرائيل، رغم الثمن الذي سيكون مكلفا على المقاومة ولكنه لا بأس لدى الأحرار الذين يقدرون شرف النضال، لأن وجود أسرى وبأعداد كبيرة يمثل تحديًا هائلا وضغطا غير مسبوق على الكيان الصهيوني. وكما شاهدنا خلال السنوات الماضية عند تبادل أي أسرى بين الجانبين، نلاحظ الفارق تارة نجد جنديا إسرائيليا مقابل 100 أسير أو 400، فما بال هذا الكيان بعد هذه الأرقام التي بلا شك ستؤرقهم أكثر من أي وقت مضى، ناهيك عن أعداد المفقودين والقتلى الذين سقطوا في هذه الأحداث التي لا تزال مستمرة، والأضرار في شتى الأماكن بما فيها العتاد الذي سيكون باهظا على الإسرائليين.

أما عن التصريحات الغربية الأخيرة و التي ستقدم الدعم للكيان الهش بالبوارج العملاقة!! فهي ليست سوى حقيقة غائبة أن هؤلاء المحتلين يعانون أيضا في صفوف جيوشهم من هروب الجنود وهذه ظاهرة ليست وليدة اللحظة؛ بل بدأت الصحف العبرية لديهم تناقشها وتطرحها منذ عقود كناقوس خطر داخل المجتمع التائه وخصوصًا في الأجيال الناشئة الحالية وهي ظاهرة سنوية وشبه شهرية.

هناك إحصاءات تصدر وبالإمكان الاطلاع عليها في صحافتهم ومواقعهم الرسمية أو المستقلة المحايدة، ومشكلتنا نحن العرب- كما أسلفت في مقالات سابقة- أننا لا نقرأ كثيرا في الصحافة العبرية لكي نستقرأ ونحلل بشكل أعمق هذه الشروخات والحقائق التي تُنذر بأن للكيان نهاية، وهم يؤمنون بتلك الحقيقة المرة ولديهم قناعة كبرى بأن نهاية إسرائيل باتت قاب قوسين أو أدنى، ويدركون تمامًا أن أي احتلال زائل، فقط يتوقف على الظروف التاريخية لكل حالة.

وقبل أيام نشرت بعض الحسابات الرسمية في الجيش الصهيوني المحتل استدعاءات للقوات الاحتياطية والتطوعية السريعة للخدمة، وهذا يوضح لنا بشكل جلي عن المدى الفعلي داخل تلك القوة الهشة التي يتفاخر بها المحتل ويروج لها  الغرب المساند للكيان ويبالغ حولها الذين يرددون كالببغاوات في وطننا العربي.

ستستمر المقاومة الفلسطينية في كل متر مربع من على الأرض في الدفاع المقدس الشريف للتحرير، وسيواصل الشعب الفلسطيني صنع القذائف والبنادق والطائرات المسيرة بسواعد شبابه ورجالاته الذين لا يبالون وهم يدفعون بأرواحهم لأجل وطنهم المحتل، وأن الكيان الصهيوني حاله كحال أي محتل عبر التاريخ، ذاهب للزوال، بقدرة الخالق وبمقاومة الشرفاء داخل فلسطين والداعمين لهم حول العالم الحر.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لبنانيون يرابطون وسط الدمار الهائل في الجنوب حتى رحيل المحتل

عند حدود بلداتهم الجنوبية، يواصل عدد من اللبنانيين، الرّباط، وهم رافضين للمغادرة، على الرّغم من منع جيش الاحتلال الإسرائيلي لدخولهم٬ في مشهد يعكس الإصرار على التمسّك بالأرض.

ويُواصل لبنانيون آخرين، كذلك، الرّباط، أمام منازلهم التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي، مصرّين على البقاء لإعادة إعمارها وكذا تأهيل أراضيهم الزراعية.

وفي فجر الأحد الماضي٬ كان من المفترض أن يكمل جيش الاحتلال، انسحابه، من المناطق التي احتلها في الجنوب اللبناني خلال العدوان الأخير، وفق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي حدد 60 يوما مهلة لذلك. إلا أن الاحتلال الإسرائيلي امتنع عن تنفيذ الانسحاب، قبل أن يعلن البيت الأبيض، مساء الأحد، عن اتفاق بين الاحتلال ولبنان على تمديد مهلة الانسحاب حتى 18 شباط/ فبراير المقبل.

إلى ذلك، نصب عدد كبير من أهالي بلدة كفركلا في قضاء مرجعيون التابع لمحافظة النبطية بالجنوب خيامهم عند تخوم بلدتهم، وأعلنوا عزمهم البقاء هناك حتى انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي٬ في ظل مماطلته بالانسحاب.


وفي بلدة الوزاني بقضاء مرجعيون، نصب العديد من الأهالي، أيضا، خيامهم أمام منازلهم المدمرة التي تقع بأطراف البلدة التي تراجع عنها جيش الاحتلال، دون انتظار خروجه الكامل منها. فيما أعرب عدد منهم عن إصرارهم على البقاء لإعادة إعمار منازلهم وتأهيل أراضيهم الزراعية التي تعرضت للتخريب جراء الاحتلال الإسرائيلي.

ومن ضمن هؤلاء محمد، وهو مزارع عمره 50 عاما، الذي كشف عن حجم الخراب الذي حلّ بممتلكاته، قائلا: "الدمار في كل الاتجاهات، فقد جرف جيش الاحتلال الإسرائيلي أرضي المزروعة، واقتلع أشجار الزيتون، وهدم دكاني، وقتل بقرتي".

"من يعوضنا (عن هذه الخسائر)؟ من يعيد بناء منازلنا؟ من يعيد أرضنا الزراعية التي نعيش منها إلى طبيعتها؟" أعلن محمد استنكاره، مشيرا إلى أنه نزح مع أولاده الخمسة إلى بلدة وطى الخيام القريبة، حيث يقيم بمدرسة تؤوي نازحين، لكنه رغم ذلك نصب خيمة مكان منزله المدمر ببلدة الوزاني، في محاولة لإعادة أسرته للعيش معه في البلدة.

تجدر الإشارة إلى أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في البلدات الجنوبية التي احتلها، تعمّد تشويه جدران المنازل بكتابات عبرية وتخريبها بشكل ممنهج، في مشهد يعكس حجم الدمار الذي لحق بالبلدات الجنوبية.

ومنذ فجر الأحد الماضي، بدأ المواطنون اللبنانيون التوافد إلى بلداتهم التي هُجّروا منها بسبب الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع انتهاء مهلة الستين يوما التي كان على الاحتلال أن ينسحب بحلولها من جنوب لبنان. لكن تمسك الاحتلال بعدم إتمام الانسحاب بحسب الاتفاق وإطلاق جيشها النار على العائدين، أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.


وبدأ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وقف لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" كان قد بدأ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.

ويذكر أن خروقات الاحتلال للاتفاق خلفت 64 شهيدا و251 جريحا، وفق بيانات رسمية لبنانية. بينما أسفر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و95 شهيد و16 ألفا و876 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول/سبتمبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء هي مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • الاحتلال يعترف بمقتل أحد جنوده على يد المقاومة في مخيم جنين
  • تعرّف على الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل في الدفعة الثالثة
  • مصادر تكشف المستور عن تفاصيل إغتيال “جلحة”.. تم اعدامه مع شقيقه وخاله داخل مصنع باليرموك على يد عصام فضيل بعد إساءته لعبد الرحيم دقلو الذي اتهمه بالتسبب في سقوط مدني
  • العثور على اللاجئ العراقي الذي أقدم على حرق القرآن مقتولاً داخل شقته في السويد
  • لبنانيون يرابطون وسط الدمار الهائل في الجنوب حتى رحيل المحتل
  • الجميّل: هذه اللحظة فرصة تاريخية لتحقيق الإصلاحات
  • الجنوب اللبناني أُمَّـةٌ تميّزها القوة وتزيّنها المقاومة