الثورة نت|

قال الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام، إن اليمن لن يظل مكتوف الأيدي أمام تجاوز الخطوط الحمر فيما يخص الوضع في غزة عسكريا أو إنسانيا.

وأوضح عبدالسلام في منشور على منصة “إكس” اليوم، أن التنسيق مستمرٌ مع محور المقاومة لإسناد ودعم صمود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة.

وأعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، استعداد الشعب اليمني تفويج مئات الآلاف للذهاب إلى فلسطين لخوض معركة الجهاد المقدس مع الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني.

وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له يوم أمس الثلاثاء، بشأن آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية في ظل عملية “طوفان الأقصى”، واستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة “لدينا مشكلة في الجغرافيا، وبحاجة إلى طريق وكيفية تحرك أعداد كبيرة من أبناء شعبنا للوصول إلى فلسطين، ولكن مهما كانت العوائق لن نتردد في فعل كل ما نستطيع”.

وأضاف “نحن على تنسيق تام مع محور الجهاد والمقاومة لفعل ما نستطيع وكل ما يمكننا أن نفعله ولهذا التنسيق خطوط حمر ومستويات معنية من ضمنها أنه إذا تدخل الأمريكي بشكل مباشر، فنحن مستعدون للمشاركة حتى على مستوى القصف الصاروخي والمسيرات والخيارات العسكرية”.

وتابع “فيما يتعلق بقطاع غزة هناك خطوط حمر ونحن في هذا على تنسيق مع محور الجهاد والمقاومة، وحاضرون وفقاً لذلك، في التدخل بكل ما نستطيع، وسنحرص على أن يكون لدينا الخيارات المساعدة على فعل ما يكون له الأثر الكبير في إطار تنسيقنا مع إخوتنا في محور الجهاد والمقاومة”.

ومضى قائلاً “كان للشعب اليمني صوتاً مسموعاً وواضحاً منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، وما تلاها وسيبقى الصوت مستمراً لعمل كل ما يمكن القيام به”.

وأردف “الشعب اليمني حاضر لأداء واجبه المقدس إلى جانب الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال والأحرار وخروجه في المظاهرات والمسيرات الكبرى عبرت عن ذلك، وكنا نتمنى لو كنا بالجوار من فلسطين لبادر شعبنا بمئات الآلاف من المجاهدين للمشاركة المباشرة مع الشعب الفلسطيني”.

ولفت قائد الثورة إلى أن الشعب اليمني حاضر للتحرك بمئات الآلاف إلى فلسطين للالتحاق بالشعب الفلسطيني وخوض معركة الجهاد المقدس ضد العدو الصهيوني.

وخاطب الشعب الفلسطيني “أنتم لستم وحدكم فشعبنا وأحرار الأمة إلى جانبكم فلا تكترثوا لكل الحملات الإعلامية والإرجاف والتهويل”.

واعتبر عملية “طوفان الأقصى”، إيذاناً من الله تعالى لبدء مرحلة جديدة يمنح الله فيها النصر والتأييد للشعب الفلسطيني، وهي من مؤشرات اقتراب الفرج الإلهي.

وقال “سنكون في حالة متابعة وتنسيق مستمر مع محور المقاومة ومع المجاهدين في فلسطين وجاهزين للمشاركة ضمن التنسيق بحسب المستويات المخطط لها في إطار هذه المعركة، ونؤكد على موقفنا هذا”.

وبارك السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال من كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة بما مّن الله به عليهم من نصر عظيم وتاريخي في تنفيذ عملية “طوفان الأقصى” التي حقق الله بها على أيدي المجاهدين الأبطال نصراً تاريخياً لا سابق له في المسيرة الجهادية للشعب الفلسطيني.

كما أكد أن عملية “طوفان الأقصى” كسرت المعادلة وألحقت الخسائر الفادحة بالعدو الصهيوني المتكبر والمجرم والمتغطرس والمغتصب وأوجدت آثارا كبيرة في الانتقال بمستوى الأداء الجهادي للأبطال من أبناء الشعب الفلسطيني، فضلاً عن أهميتها في التوقيت بحسب الظروف والواقع والسياق الذي جاءت فيه على مستوى واقع المنطقة بشكل عام.

وجدد السيد القائد التأكيد على مظلومية الشعب الفلسطيني منذ نشأة الكيان الصهيوني الغاصب الذي لا حق له ولا مشروعية في اغتصاب فلسطين وممارسة كل أشكال الظلم والطغيان بحق الشعب الفلسطيني والسيطرة على الأرض والظلم المستمر له.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني الغاصب كان منذ نشأته، يمارس الإجرام والقتل اليومي والاعتداءات بكل أشكالها في اغتصاب الأرض ومصادرة الحقوق وممارسة الاختطاف والقتل والتعذيب ضد الشعب الفلسطيني.

وقال “منذ يومه الأول كان الكيان الصهيوني ربيباً للدول المستكبرة بدءًا ببريطانيا وأمريكا وحظي وما يزال بدعم مفتوح وتبن كامل من قبل الأمريكان والدول الغربية كما هو واضح في الموقف البريطاني بالدرجة الأولى، تلاها الموقف الفرنسي والألماني وهكذا بقية الدول الغربية في الأعم والأغلب، الكل يساندون ويؤيدون ويدعمون الكيان الصهيوني في جرائمه لكي يبقى مسيطراً ومحتلاً وفي ممارساته الإجرامية الظالمة التي هي نكبة لشعب فلسطين”.

ولفت إلى تماهي دول الغرب وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا مع العدو الصهيوني، رغم العناوين والحقوق التي تتشدق بها ومنها حقوق المرأة والإنسان والطفل وحق الشعوب في الحرية والاستقلال وكذا حق الإنسان في الحياة، وكل أنواع الحقوق التي يتحدث عنها الغرب وتضمنتها مواثيق الأمم المتحدة، إلا أن كل ذلك لا قيمة ولا اعتبار له عندما يكون الموضوع متعلقاً بالشعب الفلسطيني.

وأفاد بأن الدول الغربية بشكل عام أباحت للعدو الصهيوني اليهودي كل شيء في فلسطين، أباحت له قتل الرجال والنساء والكبار والصغار والتفنن في إعدامهم وقتلهم بكل الوسائل بدم بارد سواء بالغارات الجوية أو إطلاق النار مباشرة أو في السجون وغيرها.

وبين السيد عبدالملك الحوثي أن الدول الغربية وأمريكا أرادوا للعدو الصهيوني أن يكون رأس حربة لهم بالمنطقة العربية والإسلامية وذراعاً ووكيلاً لهم في استهداف الأمة بأكملها، مشيراً إلى أن العدو الصهيوني يحتل أرض فلسطين ويسيطر على الممتلكات الخاصة ويهدم البيوت والمنازل ويقتلع أشجار الزيتون ويصادر الأراضي وحرية واستقلال الشعب بدون وجه حق.

وأضاف “منذ نشأة الكيان الصهيوني وإلى اليوم كل المشاهد والممارسات والسياسات والجرائم تفضح الغرب وأمريكا وبريطانيا والمجتمعات الغربية بما تتشدق به من عناوين وتقدم نفسها كأمة حضارية”.

وذكر أن الجرائم والممارسات التي ترتفع وتيرتها في كثير من الأحيان لتصل إلى جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وكذا جرائم ضد الإنسانية، بكل أشكالها وأنواعها، تقدم مشاهد واضحة على أن الأنظمة الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، أنظمة إجرامية وقادتها ومسؤولوها مجرمون بكل ما تعنيه الكلمة، لذلك دعموا المجرمين الصهاينة وكل كيان إجرامي.

وأكد قائد الثورة أن الشعب الفلسطيني على مدى عقود أو أكثر من سبعين عام وما قبل ذلك منذ بدايات هجرة الجماعات اليهودية المنظمة في إطار خطة الاحتلال لفلسطين وإلى اليوم لم يلق أي التفاتة جادة لإنصافه من المؤسسات الدولية المتعاقبة التي تقدّم نفسها على أنها معنية بحقوق الشعوب وإحلال السلام والأمن للمجتمع البشري.

وتساءل “ماذا فعلت الأمم المتحدة للشعب الفلسطيني منذ بداية النكبة إلى اليوم؟، سوى أنها ضمت الكيان الصهيوني المجرم كعضو في الأمم المتحدة واعترفت به مع أنه لا مشروعية له، واعترفت بسيطرته اغتصاباً وظلماً واضحاً على أرض فلسطين، وماذا فعلت قرارات مجلس الأمن للشعب الفلسطيني وحماية أطفاله ونسائه والمدنيين؟”.

ولفت إلى أن الأنظمة الغربية والإدارات الأمريكية المتعاقبة عملت على إيجاد معادلة تكون قائمة على أساس أن يفعل العدو الصهيوني ما يُريد وما يشاء بالفلسطينيين من قتل واختطاف وتعذيب وتدمير ومصادرة للحرية والاستقلال واحتلال وطن بأكمله، دون أن يكون هناك ردة فعل من قبل الشعب الفلسطيني لدفع الظلم عن نفسه.

وذكر أن هذه المعادلة حرصت عليها الأنظمة الغربية والإدارات الأمريكية في إطار تصفية القضية الفلسطينية ضمن عناوين التطبيع مع بقية الدول العربية والإسلامية والقبول بالعدو الصهيوني الغاصب في المنطقة العربية والدخول في علاقات طبيعية معه.

وعّد قائد الثورة مظلومية الشعب الفلسطيني، من أوضح المظلوميات والحقوق في العصر الراهن ومع ذلك يحاول الغرب وأمريكا تصفيتها وتضييعها وإشعار الشعب الفلسطيني أنه وحده في ساحة المواجهة دون ظهر أو سند من خلال أسلوب التطبيع والعلاقات مع عملائهم.

وقال “يتضح جلياً أن الشعب الفلسطيني لا خيار له إلا الخيار الإلهي وهو الجهاد في سبيل الله والتحرر الجهادي لدفع الظلم عن نفسه وطرد المحتل عن أرضه واستعادة حقوقه المشروعة وإنقاذ أسراه ودفع الشر والظلم الذي يمارسه يومياً العدو الصهيوني”.

وأضاف “تحرك المجاهدون على مدى الأعوام الماضية وعلى مدى عقود من الزمن لتطوير الأداء الجهادي ويحققون الإنجازات الملموسة حتى أصبحوا قوة لها تأثير وحضور فاعل وهذا هو الحال القائم في قطاع غزة”.

ووصف عملية “طوفان الأقصى” بالعملية العظيمة والمهمة التي جاءت في إطار الحق الفلسطيني المشروع للتصدي ومواجهة العدو الصهيوني المحتل والمغتصب، الذي يظلمهم ويقتل الأطفال والنساء يومياً، لذلك يمتلكون الشرعية الإلهية كما قال تعالى “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير”.

ووجه قائد الثورة اللوم على العدو الصهيوني المغتصب ومن يتبنونه ويقدمون له كل أشكال الدعم وفي المقدمة أمريكا التي تقدّم القذائف والصواريخ والقنابل لقتل المدنيين من الأطفال والنساء في قطاع غزة وتدمير المنشآت المدنية، ما جعل منها شريكاً في الإجرام مع العدو الصهيوني بشكل مباشر.

وأردف “منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” صاح الأمريكي وبادر وكأنه هو المعني بالدرجة الأولى ليبين لشعوبنا وأمتنا الحقيقة الواضحة عن مستوى الدور الأمريكي الذي يصل إلى درجة الشراكة مع العدو الصهيوني في كل الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني والأمة والبلدان والشعوب العربية”.

وجدد التأكيد على أن الأمريكي شريك في انتهاكات العدو الصهيوني وممارساته الإجرامية ضد المدنيين وقتل الأطفال والنساء في فلسطين والأمة بصورة عامة، لافتاً إلى أن هذه مسألة مهمة لمعرفة العدو الذي يستهدف الأمة والشعب الفلسطيني الذي هو جزء من الأمة.

وقال “بادر الأمريكي ليتبنى الموقف بشكل كامل بعدما رأى الحال الذي وصل إليه العدو الصهيوني من حجم الذهول والصدمة الذي سيطر على الصهاينة وكانت الهزيمة كبيرة، كما بادرت الدول الغربية ببيانات ومواقف وتقديم الدعم والمساندة”.

وحث قائد الثورة شعوب الأمة العربية والإسلامية وفي المقدمة العرب على مساندة الشعب الفلسطيني انطلاقاً من الواجب الشرعي والإنساني والقومي والأخلاقي والديني والوقوف إلى جانبهم وتقديم كل أشكال الدعم على المستوى السياسي والإعلامي والمالي وحتى العسكري.

وأضاف “لا يجوز ولا يليق بالأمة أن تتفرج على الشعب الفلسطيني والأبطال المقاومين في هذه العملية التي جاءت في ظرف واضح حتى على مستوى المسجد الأقصى الذي يتم استهدافه بشكل غير مسبوق، إلى مستوى تهديده الفعلي، في الوقت الذي تقدم فيه كل الدول الغربية المساندة للعدو الصهيوني المجرم والمحتل والغاصب والمدنس للمقدسات”.

وشدد على ضرورة أن تحظى عملية “طوفان الأقصى” بالمساندة ويكون هناك موقف واضح للمسلمين.. متسائلاً عن دور منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ولماذا لا تجتمع في هذا التوقيت وتتخذ مواقف جادة؟

ووصف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي موقف المطبعين بالمخزي والذي كشف مدى ولائهم للعدو الصهيوني، وإساءاتهم الكبيرة للشعب الفلسطيني ومجاهديه، وقال :”يتحدثون عن كتائب القسام وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية المجاهدة وكأنها لا تملك أي قضية، وكأن فلسطين قطعة أرض من إيران وجاء أولئك العرب يقاتلون بالوكالة عن إيران”.

وأفاد بأن أرض فلسطين، عربية والعالم الإسلامي معني بهذه القضية لأن هناك شعب مسلم ومقدمات إسلامية تهم المسلمين، لكن بالرغم مما يعانيه الشعب الفلسطيني يتحدثون عنه وكأنه ليس صاحب حق ولا قضية ولا مظلومية وكأنه يفعل ما يفعله لمجرد الفضول أو من أجل جهات أخرى مع العلم اليقين أن القرار في عملية “طوفان الأقصى” هو قرار فلسطيني يمتلك الشرعية والحق الواضح.

ولفت قائد الثورة إلى أن العملية التي تفاجأ بها العدو والصديق، جاءت من واقع مظلومية وحق واضح ليس فيه التباس على الإطلاق، ما يتوجب على المسلمين أن يكون لهم موقف واضح على كافة المستويات وأن يكون للشعوب صوت مسموع.

وتوّجه قائد الثورة بالإدانة والشجب لما يقوم به المطبعون من إساءات تجاه أحرار ومجاهدي الشعب الفلسطيني على المستوى الإعلامي من تخدير وتثبيط والسعي لتفكيك الموقف العربي والإسلامي في تبني مواقف جادة.

وأعرب عن الأسف للتخاذل الواضح من قبل الدول التي تمتلك إمكانات ضخمة وتبعثر بأموالها في خدمة الأمريكي والإسرائيلي والمجتمعات الغربية وتبخل إنسانياً في مساندة الشعب الفلسطيني.

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: عملية طوفان الأقصى الکیان الصهیونی للشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی السید عبدالملک للعدو الصهیونی العدو الصهیونی الدول الغربیة طوفان الأقصى قائد الثورة فی إطار مع محور أن یکون على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

اليمن يكشف عن الصاروخ الذي قصم ظهر “إسرائيل”: الدلالات والرسائل

يمانيون – متابعات
اليمن يدخل بكلّ جدارة نادي الدول المالكة والمصنعة للصواريخ “الفرط صوتية”. ليس الأمر دعائياً ولا مبالغاً فيه، بل التجارب والعمليات المتكررة في البحر والبر تؤكد هذه الحقيقة، آخرها عملية المولد النبوي التي استهدفت العمق الاستراتيجي الإسرائيلي.

قبل تسعة أيام فقط من العملية، توقفت الكثير من وسائل الإعلام والمحللين والخبراء بالتحليل والنقاش للمعادلة التي أطلقها قائد الثورة اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتوعد فيها بأنّ “الأعداء سيفاجَأون في البر كما تفاجَأوا بالبحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ، تساعد على التنكيل بهم بجبروت الله وبأسه”، وكان ذلك الوعيد خلال كلمة أسبوعية مطلع الشهر الجاري، دشّن فيها الفعاليات التحضيرية للمولد النبوي، وأطل فيها -كما هي العادة في كلماته الأسبوعية -على مستجدات فلسطين وجبهات المساندة.

لقد كان توقيت التدشين ذلك بمنزلة التحضير لهذه العملية. وجاء فجر المولد النبوي الشريف لإطلاقها بصاروخ فرط صوتي ذي تقنيات جديدة، تجاوز كل منظومات الدفاع والحماية بعدما طوى مسافة 2040 كيلومتراً من البر اليمني إلى البر الفلسطيني المحتل وفي عمق الكيان كاسراً كل العوائق والتوازنات.

هذه العملية التاريخية برغم أهميتها ليست رداً على “عدوان الحديدة”، كما أعلن قائد الثورة والقوات المسلحة، إنما جاءت ضمن “المرحلة الخامسة” من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي، إسناداً لغزة، وهذه هي العملية الثانية على يافا “تل أبيب”، قلب الكيان، على أن المعادلة لا تزال مفتوحة على مرحلة حافلة بمفاجآت لا يمكن التكهّن بكيفيتها وتكتيكاتها، وهذا ما ألمح إليه السيد عبد الملك في خطابه أمام ملايين اليمنيين المحتفلين بالمولد بأن “القادم أعظم”.

أبرز الرسائل والدلالات لعملية المولد النبوي
-التنسيق العالي المستوى بين المقاومة الفلسطينية والقوات اليمنية بشكل خاص، وبين اليمن ومحور الجهاد والمقاومة بشكل عام.
– القدرة على الوصول إلى عمق الكيان واستهداف أي هدف خلال وقت قياسي قبل أن تقوم أنظمة الاعتراض والتشويش من مقامها.

– دخول القوات المسلحة اليمنية نادي القوات المصنعة للصواريخ الفرط صوتية القادرة على تجاوز العوائق الجغرافية والتقنية داخل فلسطين وخارجها.

– ترجمة عملية لمعادلة المفاجآت البرية وفاتحة لعمليات أعظم.

– العملية بمنزلة عينة تعطي مؤشراً عن طبيعة الرد القادم على عدوان الحديدة.

– عملية المولد ثبتت معادلة “يافا غير آمنة” بدليل أن صاروخاً واحداً أدخل الكيان في حالة رعب، وأجبر أكثر من مليوني مغتصب على الهروب إلى الملاجئ.

– إنهاء زمن منظومات الاعتراض الأميركية والإسرائيلية، كما انتهى زمن حاملات الطائرات.

ما يعزز الرسالة والدلالة الأخيرة أن هذه العملية جاءت من ناحية التوقيت بعد إذلال حاملات الطائرات والطائرة المسيرة الأميركية، والتوقيت الأهم أن هذه العمليات والتطورات تأتي على أعتاب الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى.

مساء الاثنين، كشف الإعلام الحربي اليمني اسم الصاروخ الفرط صوتي (فلسطين 2)، وهو صاروخ عالي السرعة والدقة بعيد المدى ولدية القدرة الكبيرة على المناورة. هذا الصاروخ الجديد والمتطور هشم الردع الإسرائيلي، وأدخل العدو والمتعاطفين معه في دوامة من الفرضيات، والحالة النفسية المؤرقة والمرعبة، والرعب الأكبر من القادم الأعظم.

كيف قرأ الصهاينة عملية المولد؟
كما أجبرت العمليات اليمنية البحرية أميركا وبريطانيا على إعادة النظر في منظوماتهم وقطعهم البحرية، واكتشفوا أنها قديمة عفا عليها الزمن وعالية الكلفة، وأن تطويرها يستغرق سنوات للتعامل مع الأسلحة الجديدة والقليلة الكلفة من الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية.
إن كيان العدو نفسه معني بمراجعة وتقييم أداء طبقات الدفاع ومنظوماته الاعتراض وردعه المتآكل. وفي هذا السياق، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن “سلاح الجو الإسرائيلي فتح تحقيقاً في أداء منظومات دفاعه الجوي في التصدي لصاروخ أرض -أرض أطلق من اليمن وسقط وسط إسرائيل”، وأن من سمّوهم “الحوثيين نجحوا ثلاث مرات في عمليات لقصف العمق الإسرائيلي”، في إشارة إلى هذه العملية وقبلها طائرة يافا وصاروخ إيلات.

صحيفة “جيروزاليم بوست” تحدثت هي الأخرى عن أنه لا بد من “تغيير المعادلة وإيجاد طريقة للردع”، وهذا يعكس قناعة عميقة بتآكل الردع.

كما أن التأثيرات المباشرة التي أحدثتها العملية شلت حركة القطارات ومطار اللد “مطار بن غوريون”، وأجبرت أكثر من مليوني صهيوني على الهروب جموحاً إلى الملاجئ، كما أن التحقيقات الجارية عن أسباب فشل الاعتراض والردع سيكون لها تداعيات سياسية وأمنية في واقع صهيوني منقسم أفقياً وعمودياً على المستوى الداخلي، وربما يزيد من حدة الانقسام، ويعمق حالة تراجع ثقة المغتصبين بحكومة نتنياهو وعسكرها وقواتها وأنظمتها الاعتراضية في حمايتهم.

أمام هذا التحول، والعملية الاستثنائية في الوسيلة والهدف والتوقيت، خرج المجرم نتنياهو مهدداً اليمن بـ”دفع ثمن باهظ” مقابل هذه العملية، غير مدرك بأن من دخل في مستنقع اليمن لن يخرج منتصراً، وأنه إن ارتكب أي حماقة باتجاه اليمن، فإن الرد سيصل بشكل أسرع إلى عمق الكيان، قبل أن تصل طائراته إلى أجواء اليمن، وسيفتح على الكيان أبواب جهنم، وعليه أن يقرأ التجربة والتاريخ المعاصر، ويستفيد من تجارب من اعتدوا على اليمن في العشرية القريبة الماضية، وكيف أصبحوا يُعيِّرون الأميركيين بهزيمتهم في البحر.

المفاعيل الاستراتيجية بعد عام من طوفان الأقصى
لن نقرأ مفاعيل عملية المولد بعين يمنية، إنما سنحاول قراءتها بعيون الفلسطينيين أنفسهم باعتبارهم رأس الحربة في المواجهة.
وضمن هذا الإطار، بعث السنوار رسالة خاصة إلى السيد عبد الملك بارك فيها العملية التاريخية بوصول صواريخ اليمن إلى عمق الكيان واختراق منظوماته، واعتبر أن ذلك يؤسس لما بعد، تماماً كما رأى أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام أن العملية “تشكل نقلة نوعية سيكون لها مفاعيل مهمة في مسار ومآلات معركة طوفان الأقصى”، فيما تعتقد حركة الجهاد الإسلامي أن “الضربة الصاروخية اليمنية فاقمت أزمات العدو وأظهرت ضعفه”، وتشاطرهم في ذلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي رأت أن “العملية الصاروخية اليمنية تعزيز لمعادلة الردع وكشف جديد لهشاشة الكيان الصهيوني وزيف منظومته الأمنية”.

في الخلاصة، فإن الرسالة الاستراتيجية للعدو الإسرائيلي، كما يرى القيادي ماهر الطاهر، أنه “إذا نجح العدو في تأمين الحدود القريبة”، في إشارة إلى مصر والأردن إلى حد ما، فإن “الحدود البعيدة من اليمن والعراق” ومن الحدود اللبنانية دخلت معركة مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي لقرابة عام، وهذا تحول استراتيجي كبير وعميق لم يكن العدو الصهيوني يتوقعه.

وإذا كانت منظومات من ثلاث طبقات قد فشلت في الكشف والاعتراض أمام صاروخ يمني أحادي، فكيف ستتعامل مع عمليات متزامنة بعشرات ومئات الصواريخ والمسيرات من محور الجهاد والمقاومة؟ وبالتالي، فإن أي تهديد أو استنفار إسرائيلي في جغرافيا ضيقة (فلسطين المحتلة) لن يكون أكثر فاعلية وتأثيراً من الاستنفار الأميركي في البر والبحر، وعليه من الآن أن يحسب ألف حساب لـ”القادم الأعظم”.
———————————————————————
الميادين – علي ظافر

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يعتقل 19 فلسطينيا من الضفة الغربية
  • اليمن يكشف عن الصاروخ الذي قصم ظهر “إسرائيل”: الدلالات والرسائل
  • مسيرة حاشدة بجامعة صنعاء اسنادا ودعما للشعب الفلسطيني
  • مسيرة ة طلابية وأكاديمية حاشدة بجامعة صنعاء دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني
  • مسيرة حاشدة بجامعة صنعاء دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني
  • مجلس النواب يدين الهجوم الصهيوني على الحياة المدنية في لبنان
  • البرلمان يدين الهجوم الصهيوني على الحياة المدنية في لبنان
  • ناطق أنصار الله: الهجوم الإسرائيلي على لبنان جريمة موصوفة وانتهاك للسيادة
  • بن جامع يدعو إلى تأييد مشروع القرار التاريخي الذي قدمته فلسطين
  • استهداف العمق الصهيوني بصاروخ “فلسطين 2” انتصار يمني يتوج الاحتفال بالمولد النبوي الشريف