وليد بن سيف الزيدي
يمكن إعطاء تعريف مبسط عن ثقافة المبادرة بالقول إنها: سلوك لدى الفرد أو المؤسسة أو المجتمع يقوم على أساس تقديم فكرة أو مقترح أو خبرة أو تجربة أو مال أو موقف دون أن يطلب منه ذلك حول موضوع ما سمع عنه أو شاهده أو عاش أحداثه.
وقد يختلف زمن إنجاز المبادرة من موضوع لآخر حسب طبيعته، فمثلًا هناك مبادرة تنفذ بشكل سريع فور العلم بالموضوع كتقديم مساعدة مالية لشاب مقبل على الزواج، وهناك مبادرة تحتاج لزمن طويل قد تستمر لعدة سنوات كمبادرات البحث العلمي والابتكار.
فهل يسود ذلك النوع من الثقافات في مجتمعنا العُماني؟ وما دليلك على ذلك؟
الإجابة نعم. ثقافة المبادرة موجودة وبشكل ملحوظ فيما لو قارناها بثقافة البحث العلمي والتي سبق الحديث عنها في مقالات سابقة نشرت في جريدة الرؤية العُمانية.
إنَّ ثقافة المبادرة في مجتمعنا جزء من هويتنا الإسلامية والعربية والعُمانية؛ لأن الأصل فيها بغية تحقيق الخير للفرد والمجتمع، بدليل ما حصل من تعاون وتآزر بين أفراد المجتمع العُماني أثناء أحداث إعصار "جونو وشاهين" خلال العقدين الماضيين.
ونحن- مثلا- في محافظة البريمي وكجزء من المجتمع العماني وكغيرنا في باقي المحافظات، ننعم ببعض تلك المبادرات التي تهدف إلى تحسين حال الفرد والمؤسسة والمجتمع على حد سواء بما يحقق أهداف المبادرات النبيلة، ونشر ثقافة المبادرة بين أفراد المجتمع ومؤسساته. فمثلًا هناك مبادرة زراعة الأشجار المعمرة كأشجار "الغاف والشوع" والتي بدورها ستسهم في التقليل من درجة حرارة الأرض من خلال قدرتها على إنتاج غاز الأوكسجين والتخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعد من الأسباب الرئيسية في رفع درجة حرارة الأرض والناتج عن التطور الصناعي السريع في مختلف جوانب حياة الإنسان. ومبادرة الزواج الجماعي التي تهدف إلى تخفيف الأعباء على الشباب.
ومبادرة إعادة تدوير النفايات البلاستيكية والورقية؛ مما يسهم في التقليل من التلوث الناتج من حرق أو دفن تلك النفايات. ومبادرة تخصيص حاويات لجمع الملابس والأحذية والحقائب المستعملة بهدف إرسالها إلى مستحقيها أو إعادة تدويرها للاستفادة منها في جوانب أخرى. وهناك بعض المبادرات في مجال التعليم المدرسي تهدف إلى تعزيز دافعية التعليم وتحسين التحصيل الدراسي لدى الطلبة من خلال المشاركة في المسابقات والأنشطة والمواقف الصفية كمبادرة أنت تستحق، ومبادرة القناة التعليمية في شرح مناهج الدراسات الاجتماعية، ومبادرات البحث التربوي والمشاركة بها في المؤتمرات المحلية والإقليمية التي تهدف إلى فهم واقع البيئة التعليمية ومن ثم معالجة ما يمكن معالجته في ظل الإمكانات المتاحة.
هناك أمثلة عديدة يمكن أن تضاف على فكرة هذا المقال من داخل وخارج الوطن العزيز عُمان وعلى مختلف المستويات الفردية والأسرية والمؤسسية والمجتمعية؛ وذلك من باب تعزيز ونشر ثقافة المبادرة النبيلة. وحيث يمكن اعتبار هذا المقال وغيره من المقالات التي تحمل العديد من أفكار ومقترحات ورؤى أصحابها جزء من المساهمة في نشر وتعزيز ثقافة المبادرة داخل وخارج الوطن العزيز.
فهل يمكن تنفيذ مبادرة تقيس دافعية الموظفين بعد ظهور نتائج التقييم في منظومة إجادة للأداء الفردي في الفترة الماضية على مستوى السلطنة؟
وهل يمكن تنفيذ مبادرة تقيس درجة وعي المواطن الخليجي في التعامل مع انتخاب أعضاء مجلس الشورى؟
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ورش ثقافية وفنية متنوعة ضمن مبادرة " بداية " بثقافة شمال سيناء
عقد ببيت ثقافة رابعة بمحافظة شما سيناء، محاضرة توعوية بعنوان " الهجرة لها مخاطرها " القاها نجيب سويلم مسئول النشاط، تحدث عن سلبيات الهجرة غير الشرعية على الأفراد المهاجرين، وعلى الدول التي تعاني من كثرة المهاجرين غير الشرعيين اليها، وعن تعرض حياتهم للمخاطر... الخ، بمتابعة واشراف سليمان منصور مدير البيت.
وفى جانب اخر بقصر ثقافة بئر العبد عقد مسابقة ثقافية فى المعلومات العامة، القاها أمل محمد مسئول النشاط، تميز بها الرواد، نوره محمد، اسماء حسن، سهام محمد، سميره سالم، غاده حسين، تمت بأحد التجمعات السكنية التابعة لمركز ومدينة بئر العبد، اعدها ابراهيم القطاوي، بمتابعة واشراف محمود عيد مدير القصر.
وفى السياق عقد بمكتبة الطفل والشباب بقرية نجيلة ورشة قرأة حرة وحكى لكتاب " صراع على الكنز " تأليف محمد سعيد العريان، قام بالشرح حنان سالم، شارك فى الورشة من الرواد: «محمد علي سليمان، سالم محمد محمود، يوسف محمود عدلى، ابرهيم حسن ابراهيم - السيد سالم»، بمتابعة واشراف جمال ابراهيم مدير المكتبة.
كما تم تقديم مخاطر الهجرة غير الشرعية بمحاضرة توعوية وفعاليات ثقافية وفنية متنوعة ضمن مبادرة " بداية جديدة لبناء الانسان " بثقافة شمال سيناء والعريش .
واستكمال ورشة فن التطريز، بفرع ثقافة شمال سيناء، اشراف نيفين المطري، ونسرين الشوربجي مسئول قسم ثقافة المرأة بالفرع.
أقيمت الفعاليات، تحت رعاية وتوجيه دكتور احمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت اشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، المنعقدة باقليم القناة وسيناء برئاسة أمل عبدالله، واشراف الدكتور شعيب خلف مدير عام الاقليم، من خلال فرع ثقافة شمال سيناء برئاسة أشرف المشرحاني.