دبي في 11 أكتوبر/وام/ وقعت وزارة التغير المناخي والبيئة، في إطار عام الاستدامة واستعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28، مذكرة تفاهم مع مجموعة الرستماني بـشـأن دعم مبادرة زراعة أشجار القرم، والمساهمة في تحقيق مستهدف الدولة بشأن زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030 ضمن المشروع الوطني لعزل الكربون.


شهد توقيع المذكرة ، في مقر الوزارة بدبي، معالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، حيث وقعها سعادة الدكتور محمد سلمان الحمادي الوكيل المساعد لقطاع التنوع البيولوجي والأحياء المائية ممثلاً عن وزارة التغير المناخي والبيئة، ومن جانب مجموعة الرستماني، حسن عبدالله الرستماني نائب رئيس مجلس الإدارة.
وقالت معالي مريم المهيري: "يمثل الحفاظ على الطبيعة والكائنات الحية من منظور مناخي وبيئي أحد أهم التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات في ضوء الإيفاء بالتزاماتها المناخية والبيئية. وبينما نحتفل بعام الاستدامة ونستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28 في نوفمبر المقبل، فإن الإمارات تعمل بشكل متسارع على بناء نموذج عالمي لتعزيز أشجار القرم كحلول قائمة على الطبيعة ضمن المشروع الوطني لعزل الكربون والذي يهدف إلى زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030، كما تسعى الدولة في ضوء قيادتها مبادرة تحالف القرم من أجل المناخ التي أطلقتها بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا للترويج لأشجار القرم كحل قائم على الطبيعة لمواجهة تغير المناخ".
وأضافت معاليهاان دولة الإمارات أيدت مؤخراً مبادرة "تنمية القرم" Mangrove Breakthrough، التي تعد جهداً تعاونياً بين "التحالف العالمي لأشجار القرم"، وأبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى المعنيين بتغير المناخ، والتي تهدف إلى استعادة وحماية 15 مليون هكتار من أشجار القرم على مستوى العالم بحلول عام 2030. وهو ما يضع على الإمارات مسؤولية مضاعفة وتسريع وصولها لهدف زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030، ونقل خبراتها الرائدة في هذا المجال إلى العالم.
وأكدت معاليها أن التعاون مع مجموعة الرستماني يعكس روح التعاون البناء وتضافر الجهود بين الوزارة وشركائها الاستراتيجيين في القطاع الخاص، من أجل المساهمة في إيفاء دولة الإمارات بالتزاماتها المناخية والبيئية، ونتطلع نحو المزيد من التعاون في هذا المجال من أجل المضي قدماً في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
من جهته قال سعادة مروان عبدالله الرستماني رئيس مجلس إدارة مجموعة الرستماني إن لدولة الإمارات تجربتها المتميزة ومنهجها الراسخ فى بناء الوطن والانسان ونحن أبناء هذه التجربة التي تستمر من جيل الى جيل. واليوم نمضي بثقة في هذا المسار ونعززه بكل ما هو متاح لنا من مبادرات ومشاريع وذلك استمرارية لإرث الوالد المؤسس الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي ارتأى لنا مسارا أخضرا للإنسان والمكان ولجودة الحياة فيه، فهو رائد من رواد التنمية المستدامة. نريد لأبناءنا وبناتنا استكمال المسيرة لتكون هذه البيئة الخضراء والطبيعة المحيطة بهم محل الصون والتقدير.
وأضاف سعادته: "نحن جزء من النسيج المجتمعي والوطني لدولة الإمارات، نفتخر ونتشرف أن يكون لنا دور في مسيرة وطننا المعطاء . ان توقيع مجموعة الرستماني مذكرة التفاهم مع وزارة التغير المناخي والبيئة يأتي ضمن مساعينا الدائمة مع ما يتماشى مع رؤية دولتنا وتوجيهات واهتمام ورعاية قيادتنا وخطط الوزارة طويلة المدى القائمة على تطوير وتبنى وتوظيف أفضل الممارسات والاستراتيجيات التي تضمن ترسيخ مكانة دولة الإمارات الدولية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة المستدامة".
وبحسب مذكرة التفاهم سيتم التعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة ومجموعة الرستماني في مجال دعم زراعة أشجار القرم لتحقيق مستهدف الدولة في توسيع نطاق زراعة شتلات القرم، وتطوير مشتل لإنتاج القرم تابع للوزارة ، من خلال إدخال وتبني التكنولوجيا الحديثة في مجال إكثار شتلات القرم وسلاسل النقل، بما فيها عمليات جمع البذور وزراعتها، وذلك لضمان تقليل التكاليف التشغيلية وزيادة الطاقة الإنتاجية للمشتل. سعياً للوصول إلى مستهدف الدولة بشأن زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول 2030، ضمن المشروع الوطني لعزل الكربون.
وتلعب غابات القرم دوراً مهماً في حماية سواحل دولة الإمارات من ارتفاع مستويات سطح البحر، والعواصف الشديدة، وتوفير الموائل الطبيعية للتنوع البيولوجي، كما أنها تعمل كأحواض طبيعية للكربون، وتمثل الإمارات موطناً لـ 60 مليون شجرة قرم، وتمتد هذه الغابات على مساحة تصل إلى 183 كيلومتراً مربعاً، وتلتقط 43,000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، ومع إضافة 100 مليون شجرة من أشجار القرم، سيصل إجمالي مساحة غابات القرم إلى 483 كيلومتراً مربعاً، وستساهم بدورها في التقاط 115,000 طن – تقريباً - سنوياً من ثاني أكسيد الكربون.
وتعد أشجار القرم أحد أهم الحلول الفعالة المستندة إلى الطبيعة لامتصاص وتخزين الكربون، حيث تشير العديد من الدراسات والأبحاث العلمية على القدرة الهائلة لأشجار القرم على امتصاص وعزل كميات من الكربون بنسبة تصل إلى 4-5 أضعاف ما يتم عزله من قبل الأنظمة البيئية البرية، كما يمكنها تخزين حوالي 1000 طن من الكربون لكل هكتار في كتلتها الحيوية وتربتها الأساسية وفقا لتقارير الأمم المتحدة، هذا علاوة على كونها موائل طبيعية آمنة للتنوع البيولوجي البحري، حيث تعتمد 80% من مجموعات الأسماك العالمية على النظم الأيكولوجية الصحية لأشجار القرم.

عماد العلي/ أحمد النعيمي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: دولة الإمارات لأشجار القرم أشجار القرم بحلول عام

إقرأ أيضاً:

الإمارات والصراع داخل بيت المراغنة

أن وجود إبراهيم الميرغني في تجمع الميليشيا و مناصريها في نيروبي، قد خلق تساؤلات عديدة وسط المجموعات السياسية، أولها هل بالفعل هو يمثل " الحزب الاتحادي الأصل" أم أنه يمثل شخصه فقط ؟ و إذا كان كذلك لماذا ادعا أنه يمثل الاتحادي الأصل؟ و ما هو موقف الاتحاديين و المراغنة من هذا الإدعاء؟ و هي أسئلة كثيرة بهدف البحث عن الحقيقة.. رديف لذلك أسئلة أخرى جاءت مصاحبة لذهاب إبراهيم الميرغني للمشاركة في تجمع نيروبي.. حديث قريب الله محمد الحسن قريب الله القيادي في "التجمع الاتحادي"عن اجتماعهم مع بابكر فيصل الذي أكد لهم تحالفهم مع الميليشيا.. ثم بعد ذلك جاءت إقالة القيادات الثلاث في التجمع الاتحادي " بابكر فيصل ، جعفر حسن و محمد الفكي" في مؤتمر استثنائي تم يوم 8 فبراير 2025 و لكن صدرت قراراته مجموعة قريب الله بعد اجتماع نيروبي 18 فبراير لماذا؟
يقول تاريخ الختمية في السودان أن السيد محمد عثمان الختم عندما زار السودان تزوج من سودانية أنجبت له السيد محمد الحسن الذي ولد في مدينة "بارا" ثم رجع الختم للحجاز و قبل وفاته أرسل أبنه محمد الحسن لكي يؤسس الطريقة الختمية، و بعد عودته للسودان أنجب ولدين محمد عثمان و أحمد و الأول هو الذي أسس الطريقة و الثاني ربما ترجع إليه عائلة إبراهيم الميرغني باعتبار أن عائلة إبراهيم كانت بعيدة عن الحزب الاتحادي منذ تأسيس الوطني الاتحادي في 1952م.. و كانوا أقرب إلي حركة الأخوان المسلمين.. و إبراهيم الميرغني بعد تخرجه من الجامعة كان أقرب في انجاز مشاريعه الإعلامية للإسلاميين، خاصة جمال الوالي و سناء حمد عندما كانت وزيرة دولة بالإعلام ثم من بعد ذلك إلي طه عثمان الحسين.. و اشتغلت مؤسسته الإعلامية بنشاط واسع في انتخابات 2015م من داخل القصر الجمهوري.. هذا العمل هو الذي كان مفتاح له للدخول في منظومة "الحزب الاتحادي الأصل" الذي كان مشاركا في الإنقاذ حيث تم تعينه أمين الإعلام في الحزب الاتحادي، و قدم في الترشيحات الوزارية بعد ذلك..
في الصراع السياسي أثناء فترة " الاتفاق الإطاري" كان إبراهيم الميرغني مسؤولا للإعلام في مجموعة جعفر الميرغني الذي أصبح رئيسا ل "قحت الكتلة الديمقراطية" و عندما ذهب الحسن الميرغني و وقع في "الاتفاق الإطاري" تحول إبراهيم من مجموعة جعفر إلي الحسن الميرغني بقرار من طه عثمان الحسين الذي كان مديرا لمكتب الرئيس البشير ثم أخذ التابعية السعودية و الآن يدير المعركة إلي جانب الأمارات.. و بعد الحرب التزم الحسن الصمت بعد خروجه من السودان، و لكنه قام بزيارة للأمارات، و قابل فيها طه عثمان الحسين.. و ظل إبراهيم في "قحت المركزي" و عندما تحولت المجموعة إلي تحالف " تقدم" ذهب إبراهيم يمثل الاتحادي الأصل مجموعة الحسن.. و معلوم أن طه عثمان الحسين هو نسيب إبراهيم الميرغني و متزوج شقيقته.. عندما تم انتقادا شديدا من قبل الاتحاديين للحسن، لم يعف الحسن "إبراهيم الميرغني" من المسؤولية الحزبية، بل أوكل تلك المهمة لأحد أعوانه يسمى هشام حسونة الذي أصدر بيان لم يتم توزيعه للصحافة و الإعلام، نما تم التوزيع في نطاق محدودا، و بأنهم فصلوا إبراهيم بينما التزم الحسن الصمت.. رغم أن وظيفة الحسن المعروفة بأنه المسؤول التنظيم في الحزب .. أيضا البيان الصادر من هشام زين العابدين الذي يصف نفسه بأنه هو " المراقب العام" هذا المراقب العام فصله عندما تحول إبراهيم من مجموعة جعفر الميرغني إلي مجموعة الحسن الميرغني، و هي مجموعات متنازعة على قيادة الحزب.. و أخيرا ذات "المراقب العام" تم فصله من قبل مجموعة جعفر الميرغني لأنه ذهب إلي مجموعة عبد الله المحجوب أبن الميرغني.. الغريب في الأمر أن جعفر الميرغني أيضا ذهب سرا في زيارة للإمارات و قابل فيها طه عثمان الحسين.. و خطابات فصل إبراهيم الميرغني تنظيميا يجب أن يقوم به الحسن الميرغني، باعتبار أن الوظيفة التي منحها له السيد محمد عثمان الميرغني مسؤول التنظيم في الحزب..أو يقوم بها جعفر الميرغني باعتبار أن والده منحه وظيفة نائب رئيس الحزب، و في حالة غياب الرئيس أو عجزه عن القيام بمسؤولياته يتخذ نائبه قرار الفصل..
أن إبراهيم الميرغني في الإعداد السياسي و القدرة على الحركة أفضل من الإخوة الثلاثة و هم " جعفر ، الحسن و عبد الله المحجوب" هؤلاء الثلاثة حركتهم تعتمد على المجموعات التي تلتف حولهم.. أن الذي قدم إبراهيم في العمل السياسي ليس قدراته الذاتية و تميزه، لكن أسمه المطلوب " الميرغني" هو رهان مستقبل الصراع.. السؤال لماذا إبراهيم ذهب مع المجموعة التي مع الميليشيا و أعلان حكومة و ليس مع مجموعة " صمود"رغم أن المجموعتين تخدمان الأجندة الأماراتية.. أولا إبراهيم له علاقات اعمال مع القوني الثاني تعضيد موقف نيروبي باعتبار أن الإسم سوف يخلق بلبلة " الميرغني" كأن ما يريدون القول أن الحزب الاتحادي الأصل مشارك.. أن إبراهيم لم يقطع الاتصال بأبناء السيد محمد عثمان الميرغني.. أن ذهاب الحسن و جعفر في زيارات سرية للامارات تؤكد أن هناك اتفاق بينهم على مستقبل العملية السياسية في البلاد، خاصة شكواهم أن العمل السياسي يحتاج إلي لدعم مالي كبير، و أن الحزب لا يمتلك رصيدا ماليا يستطيع أن يقيم نشاطات سياسية جماهيرية..
هل الأمارات هي التي سوف تصبح الداعم الرئيس لأبناء الميرغني بدلا عن مصر في المستقبل؟ هل السودان بعد الحرب سوف يشهدا أيضا صراعات أقليمية على أرضه؟ القضية الأخرى مجموعة "التجمع الاتحادي" لماذا نشرت اجتماع بابكر فيصل الذي جاء على لسان قريب الله محمد الحسن في هذا التوقيت ثم عزلهم؟ و أن تأييدهم الذي جاء مؤخرا للجيش هل أيضا هم يطرحون أنفسهم خطا داعما للخط الإقليمي الجديد، و الذي بدأ يبرز بصورة قوية في الساحة الاتحادية؟ كلها أسئلة تحتاج إلي إجابات... سوف اعود.. نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • رغم البيئة القاسية .. زراعة المانغروف تنجح بالبصرة والهدف 11 مليون شتلة
  • الإمارات والصراع داخل بيت المراغنة
  • منتدى «المسرعات المستقلة» يرسم المسار الاستراتيجي للوصول إلى الحياد المناخي
  • “سوغي” تتوسع في الإمارات بمشاريع عقارية ضخمة تنفذ على مساحة 15 مليون قدم مربع خلال السنوات الثلاث المقبلة
  • بحضور شما بنت سلطان بن خليفة.. منتدى المسرّعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغير المناخي “25 حتى 2050” يرسم المسار الاستراتيجي للوصول إلى الحياد المناخي
  • حين تصبح الذئاب حليفا في مواجهة التغير المناخي
  • تدشين زراعة ألف شجرة لُبان بوادي المعاول
  • الفاخري وقلمة يشاركان باجتماع البرلمان الأفريقي لمواجهة التغير المناخي
  • تدشين مبادرة لزراعة 11 ألف شجرة بجامعة جازان
  • 2000 مشارك من 60 دولة يناقشون في مسقط حلول التخفيف من آثار التغير المناخي