نقاش من دون أجندة: ديموقراطيّة... لا ديموقراطيّة!
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
بقلم/ محمد الرميحي
ثار في الإقليم الخليجي منذ أسبوعين نقاش بين بعض النخب في دول الخليج ونخب كويتية، صلب ذلك النقاش هو هل الديموقراطية لازمة للتنمية، أم أن التنمية يمكن أن تتحقق من دون ديموقراطية؟ وسار الجدل مع أو ضد، ومجمله هو نقاش عاطفي تنقصه في الغالب ذخيرة معلوماتية ذات كفاءة، وهو بالتالي من دون أجندة عقلانية، فالسؤال المطروح يفترض أن يكون: أي ديموقراطية وأي تنمية وفي أي مجتمع؟
منذ أن بدأت التجربة الكويتية قبل ستة عقود ونتائجها محط نقاش بين أهلها في الكويت وجيرانهم في الخليج.
بين هذين الرأيين يتحرك النقاش، وكما قلت لا يخلو من عواطف أو تفاخر بما كان يجب أن يظهر على السطح.
الحقيقة أن الكويت تتمتع بديموقراطية (بدال صغيرة)، فهناك عيوب كثيرة واكبت التجربة وما زالت عالقة من دون حل، وقد كتب حولها الكثير، منها قوانين الانتخاب المتغيرة، وطريقة الترشح، وضبط العملية الانتخابية، وأيضاً السماح للأحزاب بشكل منظم وحديث، إلا أن التجربة تفتقد شيئاً مهماً، وهي كما يقال بالإنكليزية no democracy without meritocracy ويعني ذلك أن الديموقراطية يجب أن تفرز إدارة عامة من الكفاءات، والحاصل أن الإدارة العامة لا تعتني بالكفاءات، جزء من تلك المعضلة يدخل الأعضاء المنتخبين في تسكين الأقرباء والمفاتيح في درجات الإدارة العامة المتوسطة أو العالية، ومن جانب آخر شيء من خضوع القائمين على العمل التنفيذي (الوزراء) لتلك المطالب في الغالب، وفي بعض الأحيان المساهمة فيها باختيار الأقارب أو الأنسباء أو الموالين للمناصب العامة، أي تفشي ظاهرة الزبائنية. هنا ينتفي تماماً وجود الكفاءات، فيتدنى العمل العام ويضج الناس من نقص الخدمات أو تدنيها، ومن جانب آخر، فإن تلك الممارسة تؤدي في الغالب إلى انتشار الفساد، فيصب اللوم على الديموقراطية!
السبب العام والأساسي، أن الحاضنة العامة أي المجتمع، هو مجتمع ريعي لم يمر، كما في الديموقراطيات الحديثة بالثورات الثلاث، الصناعية، والسياسية، والتقنية! فالممارسة تشوّه إلى حد زوال الفائدة منها.
من جانب آخر، فقد وجدت بعض الدراسات أن الطبقة المتوسطة في المجتمع يمكن أن تتخلى عن الديموقراطية إن وجدت كفاءة عالية في الإدارة العامة في المجتمع، هذه الدراسات تمت في الولايات المتحدة طبعاً مع الأخذ بفارق الثقافة، إلا أن الأمر نظرياً يمكن أن يكون صحيحاً في ضوء التجارب في العالم الثالث، فالممارسة في هذا العالم ومنه عالمنا العربي، أن الديموقراطية هي على الأقل عرجاء وعدم تطويرها يزيدها عوجاً، بل إن المفهوم صار مبتذلاً، فالسيد القذافي رحمه الله كان يتحدث عن الجماهيرية (الديموقراطية) وكذلك عمر البشير وغيرهما من أهل السلطة التي مرت بنا بمراراتها.
على الجانب الآخر، يمكن أن تجد قيادة ليس لديها صناديق انتخاب في بلدانها، لكنها تحرص على اختيار الكفاءات في تسكين الإدارة العليا والمتوسطة، وأيضاً تقوم بمراقبتهم وتتبع ما يفعلونه، وكونهم بشراً في الغالب يرغبون في غياب المناقشة الحرة، فإنهم يرغبون في إرضاء رؤسائهم.
هنا لدينا افتراضان: الأول وجود ذلك القائد الواعي أهمية اختيار القيادات بحسب الكفاءة، ولكن الافتراض الثاني وفي عدم وجود مساحة للرأي والرأي الآخر، قد تميل الإدارة هنا إلى تجاهل المصلحة العامة لإرضاء متخذ القرار! وقد تختفي الصعاب والمشكلات التي يواجهها الناس في غياب حرية معقولة للرأي في الشؤون العامة، ويجري تمجيد القائد من خلال المديح المدمر، حتى يفاجأ باتساع عدم الرضا عند الجمهور العام، وعندها لا يمكن تدارك الأخطاء التي دفنت لفترة تحت السجادة، بسبب تدني سقف الحريات.
لذلك فإن القول الأكثر عقلانية هو أن تكون هناك حريات نسبية، مع أخطاء التنفيذ، تسمح بنقد ما تقوم به الإدارة العامة، بدلاً من أن يكون هناك إنجاز من دون حريات، لأن ذلك الإنجاز قد يحمل ضيماً لشريحة أو بعض شرائح المجتمع، أو قد يأتي قائد فاقد الاتصال بمجتمعه ويتحول الأمر إلى دكتاتورية لها علاقة بـ"أنا ربكم الأعلى"!
نهاية الأمر أنه ليس هناك خير كامل أو شر كامل، السؤال الذي تتوجب الإجابة عنه هو: كيف يمكن أن نحقق تنمية ومعها الحفاظ على الحريات؟ هل ذلك ممكن؟ نعم ولكن من جديد يحتاج الأمر إلى قيادة ذات رؤية وإدارة عامة ترتكز على إبعاد الزبانية، مرجعها القانون العادل، وتتأقلم مع الحداثة!
* نقلا عن "النهار العربي"
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: الإدارة العامة یمکن أن من دون
إقرأ أيضاً:
حملات أمنية لمواجهة الخارجين عن القانون
فى إطار إستراتيجية وزارة الداخلية بمواصلة الحملات الأمنية المُكبرة على مستوى الجمهورية لإحكام السيطرة الأمنية، ومواجهة كافة أشكال الجريمة بشتى صورها ، ومكافحة كافة الأنشطة الإجرامية.. فقد إضطلعت أجهزة الوزارة بالإدارات العامة التابعة لقطاع الأمن الإقتصادى، بتكثيف الحملات الأمنية بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية خلال الفترة الأخيرة فى مجال أعمال تلك الإدارات.. حيث أسفرت جهودها خلال 24 ساعة عن تحقيق العديد من النتائج الإيجابية، من بينها الآتى:
الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات
قامت الإدارة بعدة حملات لضبط كافة المخالفات والظواهر السلبية التى تؤثر على مرفق مترو الأنفاق، ومحطات السكك الحديدية، وداخل القطارات.. وأسفرت جهودها عن ضبط (1334) قضية متنوعة.
الإدارة العامة لشرطة الكهرباء
أسفرت جهود الإدارة عن ضبط (3200) قضية سرقة تيار كهربائى، ومخالفات شروط التعاقد.
الإدارة العامة لمباحث الضرائب والرسوم
أسفرت جهود الإدارة عن ضبط (405) قضية فى عدة مجالات أبرزها "الضرائب العامة ، مخالفات الجمارك ، تحرى مدين لمصلحة الضرائب".
الإدارة العامة لشرطة التعمير والمجتمعات الجديدة
أسفرت جهود الإدارة عن ضبط (82) قضية متنوعة وضبط كافة المخالفات أبرزها (مخالفات مبانى ، بالإضافة لتنفيذ عدد من القرارات الإدارية).
هذا وجارى مواصلة الحملات المكبرة على مستوى الجمهورية.. لإحكام السيطرة الأمنية ومواجهة الجريمة بشتى صورها.
وفى سياق متصل إستمراراً للضربات الأمنية لجرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى والمضاربة بأسعار العملات عن طريق إخفائها عن التداول والإتجار بها خارج نطاق السوق المصرفى ، وما تمثله من تداعيات سلبية على الإقتصاد القومى للبلاد.
أسفرت جهود قطاع الأمن العام بالإشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة ومديريات الأمن خلال24 ساعة عن ضبط عدد من قضايا "الإتجار" فى العملات الأجنبية المختلفة بقيمة مالية قرابة 5 مليون جنيه.
وفي سياق منفصل..تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، من كشف ملابسات تغيب عامل في ظروف غامضة عقب خروجه من منزله،وتبين أن عاملين وراء ارتكاب اختفاء المجني عليه وتم تحريره وإلقاء القبض على المتهمين .
تفاصيل الواقعة كانت بورود بلاغ لمركز شرطة شربين بمديرية أمن الدقهلية من (إحدى السيدات-مقيمة بدائرة المركز) بغياب نجلها (عامل "له معلومات جنائية") عقب خروجه من مسكنهما وتلقيها إتصال هاتفى منه أبلغها بتواجده بمنزل ملك (تاجر - مقيم بدائرة مركز شرطة دكرنس) لوجود خلافات مالية بينهما.
بإجراء التحريات أمكن تحديد وضبط مرتكبى الواقعة مالك المنزل المشار إليه ، وعاملان - مقيمين بدائرة المركز) وتحرير الشخص المحتجز ، وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكابهم الواقعة لوجود خلافات مالية بينهم، تم إتخاذ الإجراءات القانونية.
وفي واقعة آخرى..نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ، في ضبط 4 أشخاص، لقيامهم بغسل الأموال المتحصلة من ممارسة نشاط إجرامى تخصص النصب والإحتيال على المواطنين والإستيلاء على أموالهم بزعم حجز وحدات مصيفية لهم بأحد المشروعات، ومحاولتهم إخفاء مصدرها وإصباغها بالصبغة الشرعية وإظهارها وكأنها ناتجة عن كيانات مشروعة،وقدرت الأموال حصيلة نشاطهم الإجرامي بنحو 60 مليون جنيه، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
إضطلع قطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة بإتخاذ الإجراءات القانونية حيال 4 أشخاص، لقيامهم بغسل الأموال المتحصلة من ممارسة نشاط إجرامى تخصص النصب والإحتيال على المواطنين والإستيلاء على أموالهم بزعم حجز وحدات مصيفية لهم بأحد المشروعات الإستثمارية "على خلاف الحقيقة" ، ومحاولتهم إخفاء مصدرها وإصباغها بالصبغة الشرعية وإظهارها وكأنها ناتجة عن كيانات مشروعة عن طريق (تأسيس الشركات - شراء الوحدات السكنية والمصيفية والتجارية – شراء السيارات)، وقد قدرت أفعال الغسل بـ (60 مليون جنيه تقريباً)، تم إتخاذ الإجراءات القانونية.
وفي سياق آخر ..كشفت الأجهزة الأمنية ملابسات ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعى بشأن تغيب إحدى الفتيات وشقيقتها بالمنوفية.
بالفحص تبين أنه بتاريخ 28ديسمبر الماضي تبلغ لمركز شرطة قويسنا بمديرية أمن المنوفية من (أحد الأشخاص) بغياب نجلتيه (طالبة سن 17 ، شقيقتها سن 8 ) عن مسكنهما عقب خروجهما لقيامه بتعنيف نجلته الأولى.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من العثور عليهما وبسؤالهما قررتا بقيامهما بترك مسكنهما بمحض إرادتهما لسوء معاملة والدهما لهما ، وتم تسليمهما لوالدهما عقب أخذ التعهد اللازم عليه بحسن رعايتهما، تم إتخاذ الإجراءات القانونية.
وفي واقعة آخرى ألقت الأجهزة الأمنية القبض مندوب مبيعات لإتهامه بإدارة مخزن بدون ترخيص للإتجار فى الألعاب النارية بدائرة قسم شرطة بلبيس في الشرقية، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
أكدت معلومات وتحريات قطاع الأمن العام بالإشتراك مع الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية قيام (مندوب مبيعات - مقيم بدائرة قسم شرطة بلبيس) بإدارة مخزن بدون ترخيص للإتجار فى الألعاب النارية بدائرة القسم.
عقب تقنين الإجراءات تم إستهدافه بالمخزن المُشار إليه وأمكن ضبطه وبحوزته قرابة 23 ألف قطعة ألعاب نارية، بمواجهته إعترف بحيازته للمضبوطات بقصد الإتجار والتربح منها، تم إتخاذ الإجراءات القانونية.