أدانت المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر، اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بضرورة التدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات، وحشد الجهود الإنسانية لتقديم الدعم للهلال الأحمر الفلسطيني ليتمكن من أداء مهامه الإنسانية مؤكدة أهمية وقوف الجمعيات الوطنية والهيئات العربية مع الشعب الفلسطيني.

وقالت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الكويتي مها البرجس - في تصريح على هامش الاجتماع الطارئ للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، عبر الاتصال المرئي اليوم الأربعاء إن الاجتماع عقد بناء على طلب جمعية الهلال الأحمر الكويتي في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي خلف أعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى؛ وأدى إلى نزوح آلاف الفلسطينيين من منازلهم.

وأكدت البرجس أهمية إبراز الانتهاكات والخروقات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، وضرورة مناشدة المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته في هذا الشأن وأن الاجتماع ناقش الأزمة الإنسانية في قطاع غزة إضافة والتنسيق في تقديم المساعدات للمتضررين ومضاعفة الجهود نظرا للأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني مشيرة إلى أن الأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة تتطلب تحركا سريعا لتقديم المساعدات لضحايا التصعيد العسكري من قبل الاحتلال الإسرائيلي واتخاذ موقف ملزم باحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات المرتبطة به.

وأوضحت أن الاجتماع دعا المجتمع الدولي بمؤسساته الحكومية وغير الحكومية لأهمية التحرك السريع لوقف العمليات العسكرية وإلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني والاتفاقية الملزمة لضمان حماية المدنيين في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإغاثية.

وأشارت البرجس إلى أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي سعت إلى إطلاق سلسلة من النشاطات لتقديم مساعدات عاجلة للنازحين في غزة عبر توزيع المواد الغذائية والوجبات اليومية والمستلزمات الطبية لمواجهة هذه الأزمة بالتعاون مع جمعيات الهلال الأحمر العربية والمنظمات الإنسانية. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي غزة المجتمع الدولي الجهود الإنسانية المجتمع الدولی الهلال الأحمر

إقرأ أيضاً:

اليمين الإسرائيلي من الهامش إلى الهيمنة

المقدمة

منذ عقود كان المشهد السياسي في إسرائيل موزعا بين تيارين رئيسيين: اليسار الذي تبنى سياسات أكثر انفتاحا وديمقراطية، واليمين الذي ركّز على تعزيز الطابع اليهودي للدولة متبنيا التوسع الاستيطاني، لكن المؤسسات السياسية والأمنية كان لها دور في خلق نوع من التوازن داخل إسرائيل. مع تصاعد قوة الأحزاب اليمينية، ولا سيما بقيادة بنيامين نتنياهو وتحالفاته مع الأحزاب الدينية والقومية المتطرفة، بدأت تظهر تشققات واضحة في بنية المجتمع الإسرائيلي، تحديدا منذ التسعينيات عندما بدأ اليمين يحقق تقدما كبيرا في المشهد السياسي، متجاوزا التيار اليساري الذي ضعف بعد انتفاضة الأقصى عام 2000م، حيث اتبعت هذه التيارات سياسات قائمة على تأجيج العداء الداخلي بين التيارات الليبرالية والعلمانية من جهة، والتيارات الدينية والقومية من جهة أخرى.

تعزيز القومية الدينية

مع صعود بنيامين نتنياهو إلى السلطة عام 2009، بدأ تيار اليمين يتجه نحو سياسة تأجيج المخاوف الأمنية وتعزيز الهويات القومية والدينية، والاستفادة من التغيرات الديموغرافية، مثل ازدياد نفوذ اليهود الحريديم (المتشددين دينيا) والمستوطنين، مما منح الأحزاب اليمينية قاعدة شعبية قوية. وفي عام 2018 أقر الكنيست الإسرائيلي "قانون القومية"، الذي ينص على أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي"، مع إعطاء العبرية وضعا رسميا وتهميش للغة العربية والذي اعتبره اليمين انتصارا للهوية اليهودية.

ارهاصات تفكك المجتمع الاسرائيلي

منذ بداية عام 2023، حاولت حكومة نتنياهو تمرير إصلاحات قضائية بالهجوم على القضاء واستقلال المؤسسات بهدف تقليص صلاحيات المحكمة العليا، مما أدى إلى احتجاجات غير مسبوقة داخل إسرائيل، هذه الخطوة اعتبرت من قبل اليساريين بداية عهد جديد من اليمين الإسرائيلي لتقويض الديمقراطية وتحويل النظام السياسي إلى حكم استبدادي يخدم أجندة اليمين المتطرف. هذا الإجراء يعتبر بداية صراع وانقسام المجتمع بشكل غير مسبوق، بعد خروج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع، في مشهد يعكس عمق الشرخ الداخلي بين مؤيدي اليمين ومعارضيه وتحول المظاهرات من سلمية الى تصادمية تدريجية، وما زاد الشرخ حدة قانون التجنيد والذي ستكون له عواقب سياسية ومجتمعية داخل المجتمع الإسرائيلي.

العلاقة مع التيارات الدينية: شراكة أم تهديد للعلمانية؟

يتمتع التيار الديني القومي بنفوذ قوي داخل اليمين الإسرائيلي بهدف الحفاظ على الهوية اليهودية، حيث فرضت هذه الأحزاب أجندتها الدينية على السياسات العامة، مثل منع وسائل النقل العام يوم السبت، وفرض مناهج دينية في المدارس، وإعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، والذي أدى بدوره إلى توتر متزايد بين العلمانيين والمتدينين، حيث بات الشعور من اليهود العلمانيين بأن إسرائيل تتحول تدريجيا إلى دولة دينية، مما دفع بعضهم إلى الهجرة خارج البلاد أو الانخراط في الاحتجاجات ضد الحكومة. هذه السياسات اليمينية بدأت تصاعديا بتعزيز الهوية القومية معتبرين أن السيطرة على القضاء بهدف حماية الدولة من الضغوط الداخلية والخارجية، وأن النخب الليبرالية منعزلة عن الواقع وأنها تسعى لجلب المخاطر على الدولة القومية، إلا أنها فعليا بدأت بتفكك المجتمع الإسرائيلي.

انقسام داخلي يهدد استقرار إسرائيل
السياسات اليمينية في إسرائيل لم تعد مجرد خيار سياسي، بل أصبحت عاملا رئيسيا في تشكيل مستقبلها سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي، وبينما يرى اليمين أن هذه السياسات ضرورة لحماية الهوية اليهودية، الا أنها بداية تفكيك المجتمع الإسرائيلي وزيادة العداء بين مكوناته المختلفة
يشهد المجتمع الإسرائيلي تحولات اجتماعية كبرى نتيجة لهذه السياسات، حيث يتفاقم الصراع بين اليهود الشرقيين والأشكناز، وبين المتدينين والعلمانيين، وبين اليسار واليمين، كما أن صعود القوى الدينية المتشددة وزيادة نفوذها في الحكومة والجيش يهدد قطاعات واسعة من المجتمع التي تخشى تحول إسرائيل إلى دولة دينية على حساب الطابع الديمقراطي. ومن جاب آخر فالتوسع الاستيطاني انعكس بالتوتر مع الفلسطينيين في الداخل فاليمين يعتبر دعم الاستيطان أحد الركائز الأساسية لسياساته، فمنذ تولي اليمين الحكم في إسرائيل توسعت المستوطنات في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق خلال العقدين الأخيرين بتعزيز وجود المستوطنين ببؤر استيطانية سرطانية سريعة الانتشار، هذه التوترات انعكست على الداخل الإسرائيلي بازدياد حدة العنف بين اليهود المتطرفين والفلسطينيين داخل الخط الأخضر، خاصة خلال أحداث أيار/ مايو 2021، عندما اندلعت مواجهات عنيفة في مدن مختلطة مثل اللد وعكا والمثلث، وتصاعدت بعد الحرب على قطاع غزة.

الخاتمة

تشير التطورات الأخيرة إلى أن السياسات اليمينية في إسرائيل لم تعد مجرد خيار سياسي، بل أصبحت عاملا رئيسيا في تشكيل مستقبلها سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي، وبينما يرى اليمين أن هذه السياسات ضرورة لحماية الهوية اليهودية، الا أنها بداية تفكيك المجتمع الإسرائيلي وزيادة العداء بين مكوناته المختلفة. وفي ظل هذه الانقسامات العميقة، يبدو أن إسرائيل تقف على مفترق طرق حاسم، حيث سيكون للقرارات السياسية القادمة تأثير طويل الأمد على استقرارها وتماسكها الداخلي، فهل سيتمكن اليمين من تحقيق رؤيته دون إحداث تصدع داخلي خطير؟ أم أن الاحتجاجات والمقاومة الداخلية ستعيد رسم المشهد السياسي الإسرائيلي خلال السنوات المقبلة؟ لكن المؤكد أن إسرائيل لم تكن يوما بهذا الانقسام الحاد، وأن مستقبلها بات أكثر غموضا من أي وقت مضى.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرّك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية
  • بيان مجموعة السبع لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
  • اليمين الإسرائيلي من الهامش إلى الهيمنة
  • الهلال الأحمر السوري يؤكد استمراره بجهود الإغاثة وتقييم الاحتياجات في ‏اللاذقية وطرطوس وحماة
  • الآسيوي: قرعة الأبطال تمت وفقاً للوائح ولا مجاملة للهلال
  • القناة 14 الإسرائيلية: استنفار للجيش الإسرائيلي في غور الأردن للاشتباه في عملية تسلل
  • جمعية الاجتماعيين تنظم ثلاث جلسات رمضانية
  • وزير خارجية الاحتلال: حظر ‎اليمنيين للسفن الإسرائيلية يشكل خطراً علينا
  • عاجل| لجنة التحقيق الأممية: الجيش الإسرائيلي استخدم وسائل عنف وأعمال إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني